دافئة هنا السواحل مادام القطب نائيا
أشعة الشمس رغم خجلها المعهود
تطل بأناملها في سماء سكونة
متسللة عبر ساعات الظهيرة الحالمة
أحلامكِ .... ما هي يا برهة الجنوب
ساعاتك المتوهجة قصيرة العمر
هل أقول ساعات .... أم دقائق
أبحث عنك أحيانا في إعلانات السفر
مراكش ... جزر الكناري ... تايلند ...
نصحتني صديقتي الغجرية ذات الرداء الأسود الطويل
بالنوم تحت أضواء السولاريوم
ظننتها تشير إلى مكان فوق سطح القمر
لا ... إنـه : دكان الأشعة الساطعة
لكن جاري الطبيب الهندي
أشار علي بهدوء رقيق
اشرب قطرات من ضوء الشمس
تشد من عظامك
أين هي سيدي المهراجا
أمامك ... قال بلكنته الهندية
تباع في قوارير صغيرة
هناك عند المفرق
صيدلانية اسكندنافية
اسألها .... ستناولك الشمس
عزفت الريح في أوداجي الحان السمفونية الخامسة
سرحت أفكاري في جدائلها الذهبية
ضوء الشمس
ضوء القمر
ويصعد بك القطار
من الجنوب إلى الشمال
إلى ستوكهولم
هناك ستجد البرد في انتظارك
ساعات قليلة
سترى الجليد
يغمر أجفانك بصمت
يسرق منك عباءة الشرق
يسرق سمرتك
ويمنحك لون الدب القطبي
انظر إلى نفسك في المرآة
اضحك .....
على نديف الثلج فوق شاربك الكث
ها .. ها ... ها
بابا نوئيل
تومته ، كما يسمونه هنا
عربة القطار ترحل بك إلى الشمال
أشياء كثيرة ترحل معك ,
صحف .... كتب ... موسيقى .... نساء .... رجال ... كلاب
ولكنك تلتصق بالنافذة
وحدك ....
أنت والنافذة
مجسم الأشياء الهاربة
الأرض تهرب أمامك
السماء نهرب مسرعة
في الأعالي
لا أثر للطيور هناك
الغسق يسرع الخطى نحوك
حدق جيدا في النافذة
أصبحت مرآة صافية
لا تشاهد فيها سوى انعكاسات الليل المحيط بك
وهذه المصابيح المتلألأة
ترسم أشكالك كاريكاتيرا
وبهلوانات سيرك قديم
يمتد من زمن الطفولة ..... من ضفاف دجلة
إلى ..... فيضانات الفرات
في القطار إلى ستوكهولم 14 نوفمبر 2003