أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ايلي نجم - أحزاب دينية ديموقراطية؟














المزيد.....

أحزاب دينية ديموقراطية؟


ايلي نجم

الحوار المتمدن-العدد: 134 - 2002 / 5 / 18 - 23:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



"النهار"

السبت 18 أيار 2002


لماذا تقوم الحركات والتيارات والاحزاب الديموقراطية المسيحية وتنشط في بلدان اوروبية عديدة مثل فرنسا وايطاليا والمانيا، ولا يسمح بقيام أحزاب ديموقراطية اسلامية في بلد اسلامي كتركيا مثلا؟ أي لماذا تحول "العلمانية" التركية او ما يُدعى كذلك، دون قيام أحزاب اسلامية في الوقت الذي أتاحت العلمانية الفرنسية والايطالية والالمانية وتتيح قيام أحزاب مسيحية؟

ثمة من يعتبر، في الغرب وعندنا، ان العلمانية تلازم الديموقراطية تلازما حاسما وحتميا ومطلقا، وحجتهم ان التجارب الديموقراطية الغربية الحديثة اعتمدت العلمانية التي تقضي بالفصل بين الشأن الديني وتاليا السلطة الدينية والشأن السياسي وتاليا السلطة السياسية.

الى هؤلاء نقول ان التلازم بين الديموقراطية والعلمانية هو تلازم تاريخي عارض، ولا يمكن لمفهوم الديموقراطية ولا لأي مفهوم آخر ان يقصر على ظهوراته التاريخية. دليلنا على ما نقول ما نقرأه من جهة في التجربة الديموقراطية الاثينية الاغريقية في القرن الخامس قبل الميلاد، وفيها تعايشت الديموقراطية مع الرق من حيث انه مؤسسة "طبيعية" عللها الفلاسفة في اطار تصور الاجتماع البشري على شاكلة الكائن الحي، وما نقرأه من جهة اخرى في بواكير التجربة الديموقراطية الانكليزية في العام ،1215 وفيها نجح البارونات الانكليز في تكريس امتيازاتهم والحد من سلطات الملك بموجب ما يعرف بالـ"ماغنا كارتا" اي الشرعة الكبرى... ثم ان الفصل بين الدين والسياسة وهو ما يعرف بالدنيوة او العصرنة، او اي فصل بين أمرين، يفترض وصلا يسبقه ويتيح امكانه، بمعنى ان الثاني هو شرط امكان الاول. ولئن اختلف الوصل بين الشأنين الديني والسياسي في كل من فرنسا وايطاليا والمانيا، فقد اختلف الفصل بينهما. وعليه، فالفصل بين الشأنين المذكورين اعلاه في فرنسا مثلا، الكاثوليكية تقليدا، يختلف عنه في ايطاليا، حيث تقوم دولة الفاتيكان، مركز الكثلكة ورمز من رموزها، وفي المانيا وفي انكلترا معقل الانغليكانية. ففي فرنسا وايطاليا والمانيا تنشط الاحزاب الديموقراطية المسيحية الامر الذي لا نجده مثلا في انكلترا... وخلاصة القول، ان العلمانية ليست هي عينها في كل من البلدان المشار اليها، ولا الديموقراطية هي كذلك بدورها، وتاليا ليس في وسعنا اعتبارهما، ولا اعتبار اي مفهوم آخر على كل حال، كأنهما جوهران متعاليان على التاريخ يحسن اسقاطهما على الواقع، اي واقع...

وثمة من يعتبر ايضا، في الغرب وعندنا، ان بوسع المجتمعات الديموقراطية العلمانية الغربية الحديثة ان تتعايش مع المسيحية، كما هي معاشة في الغرب، الامر الذي ليس واردا بعد في المجتمعات العربية والاسلامية. وحجتهم ان المسيحية تجاوزت، لحسن الحظ، الفترة الظلامية التي عرفتها في العهود التي سبقت عصر الانوار في اوروبا، واستحالت دينا غلب عليه العقل او نوعا من دين بالفطرة اتسم بكثير من الانفتاح والتسامح، حين توجه الى كل انسان في العالم وراعى خصوصياته الثقافية.

الى هؤلاء نقول ان الاسلام هو في الاساس "دين الفطرة" بحسب الحديث الشريف، اي الدين الذي يلائم الطبيعة البشرية على أكمل وجه (سورة الروم / الآية 30)، وهو ايضا دين عالمي قال بالاصل الالهي للعقل اذ قال الله تعالى له لما خلقه بحسب الحديث النبوي: "... ما خلقت خلقا هو أكرم علي منك ولا أحسن عندي منك، بك آخذ وبك أعطي وبك أُعرف وبك أُعبد وبك أثيب وبك أعاقب". ونضيف ان الاكليروس المسيحي في الغرب كان وراء "محاكم التفتيش" السيئة الذكر التي نشرت الظلامية والتعصب، في الوقت الذي لم يلحظ القرآن الكريم "رهبانية ابتدعوها" بحسب سورة الحديد الآية ،27 بحيث ان "لا رهبانية في الاسلام" بحسب الحديث الشريف (راجع مسند أحمد بن حنبل، الجزء السادس، الصفحة 226).

وعليه نقول ان بوسع الشعوب العربية والاسلامية ان تتحول نحو الديموقراطية فتعيد انتاجها في كنف الاسلام ورحابه، علما ان الاقلية المسلمة في الهند تطالب بالعلمنة!



#ايلي_نجم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل.. إعلان وزارة الدفاع عن إنشاء مستشفى ميداني للأطفال ...
- استطلاع: 80% من الأمريكيين متشائمون عقب محاولة اغتيال ترامب ...
- شاهد: بوتين يقود -لادا أورا- الجديدة ويفتتح بها الطريق السري ...
- ألمانيا تعلن مبادرة لتعليم مليوني طفل بمنطقة الساحل الأفريقي ...
- تقرير يتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران تنفي
- البنتاغون: نعتزم تسريع تطوير واختبار الصواريخ فرط الصوتية
- تدمير تسع مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة كورسك الروسية
- -نيوزويك-: أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية تشل فعالية الأسلح ...
- انقلاب حافلة عند دخولها نفقا بالقرب من برشلونة
- صيادون يرصدون تحليق صواريخ روسية فوق بحر قزوين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ايلي نجم - أحزاب دينية ديموقراطية؟