قبل أن يستهل صاحب جمعة -63 عاما - سائق سيارة الاجرة المعروف في احياء الكرخ –منطقة صدامية الكرخ عامه الجديد بادر الى تحطيم صورته المزججة بصديق شبابه صدام حسين واعلان البراءة من تلك الصداقة القديمة التى ابتدات في الخمسينات والتى كان فخورا بها لسنوات طويلة لاحقة ، وكما كان من عادة الكرخيين اطلاق التسميات الشعبية التى تبقى ملازمة للافراد منذ الطفولة احيانا ، وأشهرها تسمية "عدس" كانت تطلق على الطالب او الفرد اللئيم وجاءت هذه التسمية تشهيراً بالمرابي البخيل اليهودي عدس ، وتسمية بلبل كان يطلقها طلاب الابتدائية في مدرسة الرحمانية او المشاهدة والمستمدة من قصيدة البلبل الفتان يطير في البستان التى كانت مقررة في السنة الثانية ابتدائية في القراءة الخلدونية للتربوي ساطع الحصري..وكان الطلاب يطلقون تسمية بلبل على كل طالب يذهب للمعلم لتبليغه عما يدور في الصف ، كنا نسميه البلبل الفتان وصاحب جمعة نال لقبه مرتين الاولى لصغر جسمه والثانية بعد 1985 لما كان ينقله من احاديث الناس البسطاء الذين يستاجرون سيارته دون ان يعلموا من هو هذا السائق الى اسماع صديق شبابه بطرق مختلفة وربما كان لبلبل ضحايا لم يكونوا يوما ما اعداء له او تربطه بهم سابق معرفة، ضحايا ذهبوا دونما يعلموا من الذى وشى بهم . ضحايا لا تربطهم بالمدعو بلبل اي رابطة صلة او عداء اكثر من انهم قد يكونوا استاجروا سيارته للوصول الى اماكن كان يرومون الوصول اليها وربما استدرجهم في الكلام نتيجة تلك النفخة الفارغة التى لوثت عقل المسكين بلبل .
لكن بلبل كان اشجع من صديقه الهارب الذى استسلم بمذلة وجبن ، فبلبل وجد الشجاعة الكافية لينهى تلك الصداقة ويحطم تلك الصورة المزججة ، ويحذر ابناء محلته بالكف عن تسميته "صديق الرئيس" فهو لن يحتمل مزاحهم الساخر الثقيل عن صديقه الهارب الذى قبض عليه في وكر فئران، لكن بلبل لم يحتاج دعوة العقيد رالف بيكر –قائد اللواء الثاني التابع للفرقة المدرعة الاميركية الاولى –مسؤول منطقة الكرخ والكرادة لحضور اعلان تلك البراءة؟
بلبل لا يريد ابقاء اي خيط من العلاقة تجمع البلبل –الانسان الذى سلبت ارادته بمستحقات الصداقة القديمة - وبين فأر اختبا في جحر ،واستخرج منه بعناية واضحة ، فلا شك ان المسافة شاسعة بين المخلوقين ، لكن صاحب جمعة او بلبل نهل بشكل او اخر من من معين ذلك الفأر وذلك ليس غريبا في عصر صدام حسين سواءا نهل بلبل بارادته او ارغم على النهل.
كنت اتمنى ان تصور مثل هذه الحادثة وتعرض على الفار في مصيدته ليتاملها ويدرك مغزاها ، لاشك انه سيقول : حتى أنت يابلبل!!