أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - الإنجيل بحسب الاستاذ محمد الشهابي... سمك لبن تمرهندي















المزيد.....



الإنجيل بحسب الاستاذ محمد الشهابي... سمك لبن تمرهندي


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 04:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحية للكاتب العزيز الأستاذ محمد الشهابي و أنحني إحتراما للمجهود الرائع الذي بذلته و الوقت الطويل الذي قضيته في إعدادك لهذه الدراسة التي يمكن أن نضع لها عنوانا "سيناريو مسرحية الفداء بحسب محمد الشهابي كبير العلماء" و التي تبين فيها فكرك و فهمك للمسيحية و التي بدأتها بمفهوم إسلامي هجومي رفعت فيه السيف العربي البتار و أنت تبدأ بالهجوم و الكر سابحا في بحر أفلام ضد المسيح الجنسية الرخيصة و ترمي بسهام شهود يهوه المحسوبة علي المسيحية و أنت تركب فرس قلمك الأشهب و تثير غبار الصحراء في خلط التفاسير و إفتراض المعاني و إستنباط التعاليم من التخيلات, و قد أثبت بهذا أنك بارع حقا في تنفيذ مفهومك الشخصي لوصية النبي محمد "علموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل" فأجدت و أبدعت و لكن ليتك تعلمت من الذي قال "تعلموا مني لأني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" من أجل هذا و تقديرا مني لتعبكم و جهادكم في كتابة هذا المقال الذي حاولت فيه أن تفجّر المسيحية من أساسها و أنت تفجّر نفسك معها أرجو أن تسمح لي أنه بقدر الإمكان أن أرد عليك بالتفصيل فقرة فقرة بحسب كل ما جاء في مقالك.
لقد بدأت مقالك بالقول:
ليس من الصعب ـ على الإطلاق ـ البرهنة على تحريف وخروج الديانة المسيحية عن جوهرها الذى أراده الله سبحانه وتعالى عندما أرسل عبده ورسوله عيسى بن مريم عليه السلام...
ولكن الصعب ـ كل الصعب ـ أن تجعل المسيحى ينصت إليك ويسمعك ويحكم عقله فيما ‏يسمع
و أرد عليك بالقول:
أين هي المسيحية الغير محرّفة بحسب رأيك ؟ يا أخ محمد... هل هي في كنيسة سرية أو في كتاب غير القرآن لا نعرفه نحن المسيحيون تقبلوه أنتم المسلمون؟ أسئلة تحتاج إلي إجابه ... ما هو الحق المسيحي يا أخ محمد إن كنت تعرفه؟ ...لقد شبعنا نحن المسيحيون من الكلمات المطاطة... الكتاب المحرف ... العقيدة المنحرفة ... الدين المبدّل... و غيره من المصطلحات. أين الحق يا أخ محمد؟ إن كنت تعرف في غير الكتاب المقدس حقا... أين أسفار الكتاب المقدس التي أنت تري أنها صحيحة و أين العقيدة أو الكنيسة المسيحية الصحيحة بحسب رأيك؟. و أنا أرجو و أدعو الله عز و جل – و أنت تلبس عباءة الإسلام في الجهاد و الإستشهاد- أن لا تجيبني بكلمة "الإسلام هو الحل" لأنك ستفتح علي نفسك بابا لا أرجو لك أن ندخل فيه إبتداء من الوحي إلي الشياطين إلي القبر و عذابه إلي الجنة الموعودة مرورا بأمور الفتاوي التي أثيرت علي الفضائيات و التي لا أريد أن أدخل فيها الآن علي الأقل.
ما هو جوهر المسيحية الذي من أجله أرسل الله عبده و رسوله عيسي إبن مريم؟ و ما هو جوهرها الذي أراده الله و تعرفه أنت و لا نعرفه نحن المسيحيون؟ و أنا أرجو ان لا ترفع في وجهي القرآن لأنك بمفهومك و تفسيرك العربي للقرآن قد جعلت منه خصما و ليس حكما و هاجمت به كل صغيرة و كبيرة في المسيحية إبتداء من خلق آدم إلي صلب المسيح إلي الحياة الأبدية . لقد قلت ليس من الصعب البرهنة علي تحريف و خروج الديانة المسيحية... فعلا ليس من الصعب إذا أخرجت لنا و برهنت لنا ببساطة - و بدون تعقيد و لا الجدلية التي وقعت فيها - الديانة المسيحية الحقيقية ما هي أو أين هي. أما قولك أنه من الصعب كل الصعب أن تجعل المسيحي ينصت إليك... فهذا خطأ كل الخطأ فها أنا ذا أستمع إليك و أحكّم عقلي في ما أسمعه منك... و ها هي ردودي عليك فيما أوافقك فيه و في ما أختلف معك فيه. إن عقليتك المتمسكة بالثقافة العربية جعلتك تقلب السهل صعبا و الصعب سهلا. فمن الصعب أن تقلب النور ظلاما يا أخ محمد و من السهل أن تجد العديد من المسيحيين و أقلهم أنا أن نجيبك علي سبب الرجاء الذي فينا بفرح. و أقول لك ما قاله يسوع المسيح الحي المقام من الأموات لشاول الطرسوسي"صعب عليك أن ترفس مناخس". أنت لا ترفس قسوسا أو رهبانا و لا حتي كنيسة و لا مسيحيين... يا أخ محمد أنت ترفس المسيح الحي المقام من الأموات.
أنت قلت و أنا أنقل هنابالحرف الواحد:
وبداية نعرض أولا لمعاني : ” الفداء / والصلب / والقيامة ” من منظور الديانة المسيحية :‏
• فالفداء : يعني فداء الإله للخطيئة التي اقترفها الإنسان ونتج عنها استحواذ الشيطان له ‏واستحقاقه ـ أى استحقاق الإنسان ـ للموت .‏
• والصلب : يعني موت الإله على الصليب حتى يمكنه التكفير عن خطيئة الإنسان التي اقترفها ‏من جانب ، واسترداد سلطة الموت التي فقدها ( الإله ) عقب خطيئة الإنسان في حق الإله ‏من جانب آخر .‏
• والقيامة : تعني قيامة الإله ـ عقب قيام الإنسان بقتله على الصليب ـ من بين الأموات حتى ‏يؤكد للإنسان إنه يستطيع هزيمة الموت .. وإنه قادر على أن يمنح الإنسان الحياة الأبدية التي ‏كان قد قدرها له سلفا ، ولكن تدخل الشيطان حال دون تحقيق الإله لهذا الهدف ..!!! ومن ‏التناقضات الغريبة مع هذا البند ؛ أن الإنسان ليس له حياة أبدية في فكر الديانة المسيحية .. ‏فالحياة الأبدية مقصورة على 144 ألف يهودي فقط دون المسيحيين ..!!!‏
وتجري سيناريو الأحداث التي يقول بها الإله لشعبه المؤمن بالديانة المسيحية على النحو ‏التالي : فعقب قيام ” الإله ” بخلق ” آدم ” ،* قدر له أن يحيا حياة أبدية بشرط عدم معصية آدم له . ‏وتتلخص هذه المعصية في قيام ” آدم ” بالأكل من شجرة المعرفة ، وهي الشجرة التي ‏نهى ” الإله ” آدم .. وحذره من الأكل منها . ولما لم يستجب ” آدم “ لهذا التحذير والنهي الإلهي ، ‏وقام بالأكل من شجرة المعرفة ، أصبح عارفا للخير والشر شأنه فى ذلك شأن الإله نفسه ..
و إسمح لي أن أرد عليك و أن أجاوبك بالآتي:
لقد أوردت لنا تعريفا لثلاث مصطلحات (الفداء و الصلب و القيامة) علي أن هذه التعاريف هي الفكر المسيحي و أنا آسف أن أقول لك إن الأمانة كانت تقتضي أن تقول لنا إن هذا هو فهمك أنت و تعريفك أنت لهذه المصطلحات أو علي الأقل كان يجب أن تذكر لنا المرجع أو المصدر الذي أورد هذه التعاريف هكذا كما ذكرتها أنت فنرجع إليه و نتبين نحن المسيحيون صحة الديانة التي نؤمن بها. و إليك التعريف الصحيح لكل من هذه المصطلحات:
الفداء: في مجالنا هذا هو أن يُفدي الإنسان من الموت كما حدث في قصة فداء الله لإسحق إبن إبراهيم و التي ذكر القرآن عنه القول "و فديناه بذبح عظيم" . فالفداء للإنسان و ليس كما قلت أنت (فداء الإله للخطيئة التي إرتكبها الإنسان) الله يفدي الإنسان و لا يفدي الخطيئة. الله يدمّر الخطيئة. أما عبارتك " ونتج عنها استحواذ الشيطان له ‏واستحقاقه ـ أى استحقاق الإنسان ـ للموت ." فأنا أوافقك عليها مع بعض التحفظات التي سأشرحها لك فيما بعد.
‏الصلب: "أنت قلت موت الإله علي الصليب" و هذا عقائديا ليس صحيحا مطلقا لأن الله لا يموت الذي مات علي الصليب هو الإنسان يسوع المسيح. نعم لقد تجسد الله و إتحد و ظهر في الجسد البشري في جسم يسوع المسيح. لقد مات المسيح علي الصليب كإنسان. القرآن يعرّف المسيح أنه "كلمة الله و روح منه" فهل كان جسم المسيح الذي كان يأكل و يشرب و يذهب إلي الحمام هو روح و كلمة الله أم كان الجسم البشري هو اللحم و الدم و العظم أي الهيكل الذي يحوي روح الله متحدا به. و أنت قلت " حتى يمكنه التكفير عن خطيئة الإنسان التي اقترفها" و أنا أوافقك علي هذا تماما. أما قولك " واسترداد سلطة الموت التي فقدها ( الإله ) عقب خطيئة الإنسان في حق الإله ‏من جانب آخر ." فقد جانبك فيه الصواب لأن الله لم يفقد سلطة الموت حتي يستردها , حاش لله هذا قولك أنت و ليس قول الكتاب المقدس الذي قال فيه الله للإنسان "يوم تأكل منها موتا تموت" و في أكثر من موضع يقول الكتاب عن إنسان شرير "فأماته الرب" أو "أماته الله" الله لم يفقد سلطانه علي أي شئ يا أخ محمد فحتي الشيطان حينما أراد أن يؤذي أيوب أخذ الأذن من الله في هذا الأمر كما تعرف أنت و كما قرأت في الكتاب المقدس.
القيامة:الإله لم يمت يا أخ محمد... الله لا يمكن أن يموت و بالتالي الذي قام من الموت هو الإنسان يسوع المسيح الذي هو الإله المتجسد. و قد يسبب لك هذا الفكر إرتباكا بعض الشئ فكيف يكون الإله ليس هو الله المتجسد , يا أخ محمد الله يملاء السموات و الأرض لا تحده حدود و لا زمن , اما الإله المتجسد أي يسوع المسيح فهو الله الظاهر في الجسد أي الصورة البشرية التي بها أظهر الله - الغير محدود - ذاته للبشر. صورة الله البشرية الظاهرة للإنسان في جسد يسوع المسيح محدودة قابلة للموت كباقي البشر أما الله الحال في هذا الجسد البشري فلا يموت. و الله الحال و الظاهر في المسيح بسلطانه هو توفي المسيح علي الصليب و بسلطانه هو أقام المسيح من الموت و أخرجه من القبر حيا. أما باقي عبارتك عن هزيمة الموت و منح الإنسان الحياة الأبدية فأنا أوافقك عليها. إلا أن الحياة الأبدية لا تُمنح إلا لمن يؤمن بالمسيح و يقبله فاديا و مخلّصا من الخطية , و هذه تتطلب موت الإنسان روحيا عن ذاته و كبريائه بعمل الروح القدس فيه, و هو أن يقبل الإنسان أن يموت روحيا مع المسيح فيقيمه الله بالروح القدس إلي حياة روحية مع المسيح , و يبقي علي الأرض في إنتظار تغيير الجسد القابل للموت, أما بالموت و القيامة في اليوم الأخير أو بمجئ المسيح و هذا موضوع آخر أعتقد أنه ليس لديك فكرة عنه.
أما قولك " ومن ‏التناقضات الغريبة مع هذا البند ؛ أن الإنسان ليس له حياة أبدية في فكر الديانة المسيحية .. ‏فالحياة الأبدية مقصورة على 144 ألف يهودي فقط دون المسيحيين!!" فهذا أعجب القول بل و من المضحكات المبكيات و لكني سأرد عليك , فأنا يعز عليّ و أنت باحث مجتهد أن أتركك في ظلام الفكر المتردي إلي هذه الدرجة من الضلالة العقائدية.
لقد جهلت يا أخ محمد أبسط نعمة أعطاها الله للإنسان و أبسط تعليم في المسيحية و هو الحياة الأبدية لكل من يؤمن, فقد قال يسوع المسيح بنفسه: لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
الله أحب العالم يا أخ محمد ... أحبك أنت و المسلمين و العرب جميعا ... و الله بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به... أي لك أنت شخصيا و لجميع العرب و المسلمين معك إن كنت تؤمن به... لكي لا تهلك بل تكون لك و لكل من يؤمن الحياة الأبدية. فكيف تقول أنت " فالحياة الأبدية مقصورة علي 144 ألف يهودي فقط دون المسيحيين"
يا رجل يا باحث ... يا مسلم ... يا باحث عن الحق ... ألا يقول القرآن إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوه... إن هذه ليست كبوة عالم يا أخ محمد بل سقوط مذري لمهاجم متعصب ... لابد إن هذه المعلومة قد دسّها عليك أحد قادة الجهاد التلفيقي و الكذب الشرعي التقيي أي شخصا من الذين يفترون علي الكتاب المقدس فابتلعتها أنت دون أن تتريث و حتي دون أن تفحص الأمر. لكن لأجل محبة الله لك دعني أشرح لك ما أخطأت أنت فيه, فهذه القراءة مأخوذة من سفر الرؤيا الأصحاح السابع و فيه عدد ال 144 الفا هم من أسباط اليهود و لو أنك أتعبت نفسك و واصلت القراءة لوجدت الآتي:
9بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ -لأُمَمِ وَ-لْقَبَائِلِ وَ-لشُّعُوبِ وَ-لأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ -لْعَرْشِ وَأَمَامَ -لْحَمَلِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ -لنَّخْلِ 10وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «الْخَلاَصُ لِإِلَهِنَا -لْجَالِسِ عَلَى -لْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ». 11وَجَمِيعُ -لْمَلاَئِكَةِ كَانُوا وَاقِفِينَ حَوْلَ -لْعَرْشِ وَ-لشُّيُوخِ وَ-لْحَيَوَانَاتِ -لأَرْبَعَةِ، وَخَرُّوا أَمَامَ -لْعَرْشِ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا لِلَّهِ 12قَائِلِينَ: «آمِينَ! -لْبَرَكَةُ وَ-لْمَجْدُ وَ-لْحِكْمَةُ وَ-لشُّكْرُ وَ-لْكَرَامَةُ وَ-لْقُدْرَةُ وَ-لْقُوَّةُ لإِلَهِنَا إِلَى أَبَدِ -لآبِدِينَ. آمِينَ» 13وَسَأَلَنِي وَاحِدٌ مِنَ -لشُّيُوخِ: «هَؤُلاَءِ -لْمُتَسَرْبِلُونَ بِالثِّيَابِ -لْبِيضِ، مَنْ هُمْ وَمِنْ أَيْنَ أَتُوا؟» 14فَقُلْتُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَنْتَ تَعْلَمُ». فَقَالَ لِي: «هَؤُلاَءِ هُمُ -لَّذِينَ أَتُوا مِنَ -لضِّيقَةِ -لْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوهَا فِي دَمِ -لْحَمَلِ. 15مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ -للهِ وَيَخْدِمُونَهُ نَهَاراً وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ، وَ-لْجَالِسُ عَلَى -لْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ. 16لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ -لشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ -لْحَرِّ، 17لأَنَّ -لْحَمَلَ -لَّذِي فِي وَسَطِ -لْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ -للهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ».
يا أخ محمد جمع كثير لم يستطع أحد أن يعدّه – أي لا يعلم مقداره إلا الله – من كل الأمم و القبائل و الشعوب و الألسنة... و من بينهم طبعا العرب و المسلمون يا أخ محمد كل من قبل يسوع المسيح فاديا و مخلّصا. المسيحية يا أخ محمد هي ديانة الحياة الأبدية و ليس كما إدعيت أنت عليها سامحك الله.
ثم إنتقلت إلي خلق آدم و سقوطه فقلت". ‏وتتلخص هذه المعصية في قيام ” آدم ” بالأكل من شجرة المعرفة ، وهي الشجرة التي ‏نهى ” الإله ” آدم .. وحذره من الأكل منها . ولما لم يستجب ” آدم “ لهذا التحذير والنهي الإلهي ، ‏وقام بالأكل من شجرة المعرفة ، أصبح عارفا للخير والشر شأنه فى ذلك شأن الإله نفسه" و أنت أخفيت تماما دور الشيطان في غواية آدم و أرجو ألا تكون قد فعلت ذلك عامدا متعمدا دفاعا عن الشيطان و العياذ بالله... لكنك أيضا أخطأت في تعريف الشجرة المحرمة و دعوتها ب "شجرة المعرفة" و هذا خطأ جسيم لأن الشجرة هي شجرة معرفة الخير و الشر. إن المقصود بهذه الشجرة إنها الشجرة التي تفصل الإنسان عن الله لأن الله كان قد أبقي ذاته مصدرا لمعرفة و تقرير الخير و الشر للإنسان أما الأكل من هذه الشجرة فقد أعطي الأنسان أن يكون له في ذاته من دون الله أن يقرر لنفسه ما هو الصواب و ما هو الخطأ بمقياس ذاته و ليس بمقياس الله... و يقرر ما هو الخير و ما هو الشر... فأصبح الإنسان بأكله من هذه الشجرة هو واضع قانون الخير و الشر لذاته منفصلا و ليس تابعا الله في هذا الأمر و لا تحت سلطانه . و لقد شرحت هذا الأمر في مقالات سابقة لعلك قرأتها. (أرجو أن تراجع مقالاتي بعنوان "آدم و حواء و الشيطان بين الكتاب المقدس و القرآن")
و أنت قلت أيضا:
*{ لم تحدد الديانة المسيحية أي غايات من خلق الإنسان ، ولكنها اكتفت بسرد الأحداث فيما بعد ‏عملية الخلق فحسب ، كما وأن الإله قد خلق الإنسان شبيها له} .‏

‏[ (22) وقال الرب الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا [**] عارفا الخير والشر … ]‏

و هذه كذبة أخري (أي خلق الإنسان بدون غاية أو هدف) أرجو أن تكون قد وقعت فيها سهوا و لم تتبعها عمدا فالكتاب المقدس يقول عن خلق الإنسان" وَقَالَ -للهُ: «نَعْمَلُ -لإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ -لْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ -لسَّمَاءِ وَعَلَى -لْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ -لأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ -لدَّبَّابَاتِ -لَّتِي تَدِبُّ عَلَى -لأَرْضِ». 27فَخَلَقَ -للهُ -لإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ -للهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ -للهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَ-كْثُرُوا وَ-مْلأُوا -لأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ -لْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ -لسَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى -لأَرْضِ»."
و في العهد الجديد في المسيحية يقوا الكتاب المقدس"10لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي -لْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ -للهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." و في الأبدية بينما تكون أنت و المجاهدين الكارهين لدين الكفار الصليبيين مشغولين في جنة الخلد بالغلمان و حور العين و أنهار اللبن و الخمر سيكون أتباع المسيح في السماء مشغولين بحضور الله و قداسته و هم مكتوب عنهم في سفر الرؤيا "3وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً مِنَ -لسَّمَاءِ قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ -للهِ مَعَ -لنَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْباً. وَ-للهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهاً لَهُمْ. 4وَسَيَمْسَحُ -للهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَ-لْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ -لأُمُورَ -لأُولَى قَدْ مَضَتْ» و أيضا يقول " وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ. 4وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَ-سْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ. 5وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ -لرَّبَّ -لْإِلَهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ -لآبِدِينَ.
ها هي أقوال العهد القديم و العهد الجديد فكيف تقول أنت "لم تحدد المسيحية أي غايات من خلق الإنسان" أرجو أن تصحح ذاتك في هذا الأمر. إن أوامر الله و خطته للإنسان من الخليقة إلي الأبدية واضحة يا أخ محمد.
أما قول الله "هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير و الشر" أي أن الإنسان أصبح في ذاته مقررا لذاته ما هو الخير و ما هو الشر مستغنيا بذلك عن الله الذي كان يقرر له هذا الأمر . فإنفصل الإنسان بذلك الفعل عن الله. أي أن الإنسان أصبحت له القدرة الذاتية علي إصدار الفتاوي و الشرائع التي بحسب فكره و ليست بحسب فكر الله . و الدليل علي ذلك يا أخ محمد إن الله خلق الإنسان عاريا و لم ير الإنسان في ذلك ضررا أو عيبا أو خطاء حتي أكل من الشجرة فرأي إن ما خلقه الله هو الخطأ و العيب أي عري جسده فصار يأخذ من ورق الشجر و يخفي و يغطي عريه. لأن قانون الإنسان في أمر الخطأ و الصواب أصبخ مختلفا عن قانون الله.
أنت قلت:
[**] {تعتبر صيغة الجمع هنا ” … كواحد منا … ” أحد البراهين الحاسمة لدى أهل العقيدة ، على أن ” الله ” ‏مكون من ثلاثة أقانيم ( أى الآب والإبن والروح القدس ) . فهم يقولون بأن الرب يتكلم مع أقانيمه هنا ، أى ‏يتكلم مع نفسه ، ليكشف ـ لأهل العقيدة ـ عن أدواره التى سوف يؤديها . كما نلاحظ هنا أن الفرق بين ‏‏” الله ” و” الإنسان ” هو معرفة الخير من الشر … ليس إلا …!!! كما يوجد تفسير آخر ـ لصيغة الجمع هذه ‏ـ تقول به ” جماعة شهود يهوه ” وهو : أن ” الله ” يتكلم ـ هنا ـ مع ” الملاك ميخائيل ( أى المسيح ) ‏وليس مع ” أقانيمه ” كما تقول بهذا باقى الفئات المسيحية الأخرى . وهنا يمكن أن نرى الفجوة بين ‏الفكرين .}‏
وهكذا أصبح الإنسان يعرف الخير والشر شأنه فى ذلك شأن الإله ( بأقانيمه الثلاثة ) لا فرق بينهما . ‏واستحق آدم عقوبة الموت كناتج طبيعي عن خطيئته هذه [***] .
و أنا أقول:
نعم يا أخ محمد تعتبر صيغة الجمع في إسم الله في اللغة العبرية "إلوهيم" هو برهان علي إن الذات الإلهية في وحدانية (ليس معه ذات أخري) جامعة. أي أن الله الواحد في ذاته يجمع - كما أعلن هو للبشر علي مر العصور - كونه الآب و الإبن و الروح القدس. و هذا ما أعلنه الله لنا عن ذاته, أما كيانه المطلق فلا يحده العقل البشري و ليس لنا دراية به إلا ما أعلنه هو لنا عن ذاته. أما تفسير و أقوال جماعة شهود يهوه فليس من المسيحية الكتابية في شئ و أنت حرفيما تختار من عقائد.
أما إن آدم أصبح يعرف الخير و الشر شأنه في ذلك شأن الإله لا فرق بينهما, فأنت قد أخطأت في هذا خطاءا فادحا. لأن معني إن الإنسان أصبح كواحد منا عارفا الخير و الشر هو ليس إن الإنسان أصبح له القدرة علي التمييز بين الخير و الشر بل إن الإنسان أصبح مستقلا له القدرة أن يصيغ أو يضع أو يصنع لنفسه مقاييس خاصة به للخير و الشر منفصلة عن مقاييس الله . و الدليل هو خجل الإنسان من عريه لذي خلقه الله عليه كما شرحت لك سابقا. فهل كان عري الإنسان الذي خلقه الله عليه شرا؟ لكن المشكلة إن آدم بعد سقوطه و أكله من الشجرة رأي إن عريه شرا و راح يخفض عليه من أشجار الجنة.
أنت قلت:
‏[***]{ينبغي الإشارة هنا ؛ إلى أن خطيئة كهذه ما كانت لتحتسب على ” آدم ” ، لأن ” آدم ” وقت ‏عصيانه ” للإله ” لم يكن يميز بين الخير والشر ، وهو الشيء الذي لم يعرفه ” آدم ” إلا بعد أن أكل من ‏شجرة المعرفة . وهو ما يعنى أن آدم قد اقترف هذه الخطيئة وهو لا يدري أنها خطيئة ، لأن ” الله ” لم ‏يؤهله بهذه المعرفة إلا بعد أن اقترف آدم الخطيئة
و أنا أقول لك:
إن آدم كان يعرف الوصية لأن الله قال له "17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ -لْخَيْرِ وَ-لشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ»." فكيف لا يميز آدم بين الخير و الشر. لقد كان الله لآدم هو مصدر التمييز بين الخير و الشر كما شرحت لك سابقا و كما هو واضح في هذه الآية. فكان آدم مؤهلا لمعرفة الخير و الشر عن طريق الوصايا التي اعطاها الله لآدم.
أما ما حدث لآدم بعد أن أكل من الشجرة فقد تغيرت طبيعته كما شرحت لك سابقا و أصبحت طبيعته بعد الأكل من الشجرة مضادة لطبيعته الأصلية التي خلقه الله عليها لأنه صار خجلانا من عريه. آدم أصبح يري الخطأ و الصواب بعكس ما يراه الله.
أنت قلت:
. وعلى الرغم من عدم معرفة آدم لهذا ؛ إلا أن الإله ‏لم يعف أو أن يغفر لآدم هذه الخطيئة ـ كما سنرى ـ إلا من خلال قصة الفداء والصلب . بينما نجد أن الإله ‏بعد أن تجسد ونزل إلى الأرض ( في صورة المسيح عيسى بن مريم ) أخذ يغفر جميع أنواع خطايا الناس ‏ببساطة شديدة ، وجميعها حدثت بعد أن عرف الإنسان معنى الخير والشر ؛ وهو ما يعني أن الإنسان ‏كان يرتكب المعصية وهو متعمد لفعلها ؛ ومع ذلك نجد ” الإله ” يعفو ويغفر لهذا الإنسان ( العامد المتعمد ‏لفعل الشر ) ولم يستطع أن يعفو أو أن يغفر لآدم فعله للشر الذي اقترفه بدون أن يدري ..!!!}‏‏
و أنا أقول لك:
يا أخ محمد لقد شطحت شطحة كبيرة في هذا القول. فالله لم يؤهل آدم لمعرفة الخير و الشر , الله أبقي هذه المعرفة لذاته و حذر آدم من أن يطلبها و يسعي إليها من دون الله و ذلك بتحذيره من الأكل من الشجرة. فكيف أنت تقول إن آدم لم يكن يدري إنها خطيئة أن يأكل من الشجرة المحرمة.
ثم أنت تعتقد إن الله غفر خطية آدم من خلال قصة الفداء و الصليب و لم تقدم تفسيرا و كأن الله تساهل مع آدم ثم كما تصورت أنت إن الله " أخذ يغفر جميع أنواع خطايا الناس ‏ببساطة شديدة" و هذا خلط شديد للأمور ناتج عن وقوعك و إستنادك علي الإتهامات التي توجه للمسيحية دون أن تقوم أنت شخصيا ببحث الأمر من الكتاب المقدس.
فغفران الخطية كان يتم عن طريق تقديم ذبيحة مقبولة لدي الله بحسب الشريعة الموسوية , كما هو مكتوب "و بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" . حتي مجئ المسيح فأبطل بذبيحته تلك الذبائح و شرائعها و العبادات المرتبطة بها. أما قبل موسي فقد إبتدأ الله ذاته هذه الشريعة بأن عمل لآدم و حواء أقمصة من جلد و ألبسهما حتي يستر عريهما. و معظم المفسرين يقولون إن الله هو الذي قام بذبح أول حيوان ليصنع من جلده سترة لآدم و إمرأته. و يستدلون علي هذا بما حدث لإبني آدم فقد رفض الله قربان قايين الذي كان من ثمار الأرض بينما قبل قربان هابيل الذي كان من أبكار غنمه.
و قد غفر المسيح خطايا كل من أقبل بل و كل من يقبل إليه لأنه هو الذبح العظيم الذي قدّم نفسه لله و هو أيضا رئيس الكهنة الذي دخل بدم نفسه إلي الأقداس الداخلية ليظهر أمام الله من أجلنا. و سيبدو لك هذا الأمر إنه في منتهي اللخبطة فكيف يكون المسيح هو الذبيحة و هو رئيس الكهنة و هو الإبن الداخل إلي محضر الله أبيه بينما هو نفسه الله الظاهر في الجسد. و الفرق بين الفكر المسيحي و الفكر الإسلامي في هذا الأمر هو إن الفكر الإسلامي يفحص الله و صفاته بالعقل يريد أن يصل إليه و يتعرف عليه فيقع الفكر الإسلامي في الباطنية التي هي أحد ظواهر أو متشابهات الغنوسية التي صاحبت القرون المسيحية الأولي و هي تقوم علي نظرية الإرتقاء في المعرفة أي أن الإنسان يستخدم العقل و الحواس في التأمل و الدراسة للوصول إلي معرفة الله. أما المسيحية فتقوم معرفة الله فيها علي أساس قبول الإعلان الإلهي لله عن ذاته للبشر لأن الله يعمل بشتي الطرق لكي يجعل الإنسان يعرفه من هو. 1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ -لآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ -لأَيَّامِ -لأَخِيرَةِ فِي -بْنِهِ.
الله هو الذي يتنازل إلي الإنسان بإعلاناته و ليس الإنسان هو الذي يتعالي أو يرتقي إلي الله بأفكاره و علمه و تحليلاته. فالله في تجسده و ظهوره للبشر في صورة بشرية هو المسيح و الله في المحبة و العناية و حكم الكون هو الآب و الله في عمله و وجوده في حياتنا و سكناه في القلب البشري الذي يقبله هو الروح القدس . و المسيح دخل بدم نفسه إلي أقداس السماء الحقيقية و ليس كالكاهن الأرضي أيام الشريعة المسوية الذي كان يدخل أقداس هيكل أوروشليم , و هو دخل بدم نفسه المسفوك علي الصليب فهو كاهن و ذبيح. فهل كان المسيح يا أخ محمد يغفر الخطايا ببساطة شديدة أم بجهاده و تقديم نفسه ذبيحة و كفارة.
أنت قلت:
وفيما يبدو كان يوجد رهانا ما .. بين ” الإله و الشيطان “ في حالة خطأ آدم وأكله من شجرة المعرفة ‏‏..!!! لأنه بمجرد أن أخطأ آدم .. سلب ” الشيطان ” سلطة الموت من ” الإله “ وأصبح من حقه ـ أي ‏من حق الشيطان ـ أن يميت الإنسان ، دون قدرة للإله علي التدخل لإنقاذ آدم ( أي الإنسان ) من بين ‏براثن الشيطان وإعادة الحياة إليه ..!!!‏
ويأخذ الشيطان ـ بعد انتقال سلطة الموت إليه ـ الإنسان ويذهب به إلي الجحيم ( لاحظ هنا أن الإنسان ‏مازال يحيا ولكن في الجحيم ) ..!!! وهناك ـ أي في الجحيم ـ ينتظر الإنسان حضور الإله ليخلصه من هذا ‏الوضع الأليم الذي تورط فيه هو والإله معا ..!!!
وأنا أقول لك:
أسلوبك الواضح فيه السخرية من عقيدة أنت إخترعتها و تنسبها إلي المسيحيين أي أنه "يوجد رهان بين الله و الشيطان" وصدقني يا أخ محمد إنك لو تتبعت العقيدة المسيحية و درستها من مصدرها الأصلي و هو الكتاب المقدس لما إنزلقت إلي هذه المهاترات و الإسلوب العقيم في إتهام الآ‏خر بما ليس فيه لشن الحرب عليه و إحتلال أرضه و نهب خيراته الأمر الذي ثبّت أقدام العرب لأربعة عشر قرنا من الزمان. هل تعتقد يا أخ محمد إن المسيحيين يقولون أنه كان هناك رهان بين الله و بين الشيطان؟... أضحكتني حتي أبكيتني يا رجل سامحك الله.
لقد أوضحت لك سابقا إن الشيطان لم يسلب سلطة الموت من الله . إن الإنسان الذي يرفض الله و محبته و يرفض أن يتبعه و يقبل خلاص الله المقدم له , هذا الإنسان بإختياره يضع نفسه بين يدي الشيطان. إنه إنسان عاصي متكبر عارض عن الله فماذا يصنع له الله حين يفارق الإنسان هذا العالم؟ الله لا يعمل ضد قانون حرية إرادة الإنسان الذي و ضعه هو له. الإنسان هو و بحرية إرادته يعطي الشيطان سلطان علي حياته في الدنيا و في الآخرة يا أخ محمد. و قد قال المسيح عن جهنم إنها مُعدّة لإبليس و ملائكته. الله لم يُعدّ جهنم للناس يا أخ محمد بعض الناس وهم كل من يرفض محبة الله "الله بيّن محبته لنا إذ و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" كل من يرفض محبة الله هذه و يحتقر إنجيل المسيح "المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب" فإنه برفضه هذا فهو تلقائيا يختار الموت بإرادته و ليس بإرادة الله يا أخ محمد "الله يريد إن جميع الناس يخلصون و إلي معرفة الحق يقبلون"
و الإنسان في الجحيم يا أخ محمد لا رجاء له...لا ينتظر حضور الإله ليخلصه بل كما هو مكتوب "وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة" لا تنفع ذبيحة (لأن الإنسان داسها و إحتقرها) و لا مغفرة (لأن الإنسان لم يصدقها و لم يقبلها كنعمة من دون أعمال يقدمها لله) و لا شفاعة(لأن الإنسان رفضها). الله لم يتورط في هذا الوضع يا أخ محمد الإنسان هو الذي أورط نفسه فيه بمعصيته . الله منزه عن أن يتورط يا أخ محمد.
أنت قلت:
وعبثا يحاول “الإله ” اقتحام ” مملكة الجحيم ” لاسترجاع سلطة الموت التي سلبها منه ‏الشيطان لتخليص الإنسان من بين براثنه ، إلا أن كل جهوده كلها باءت بالفشل لوجود ‏الشيطان قائما علي أبواب هذه المملكة ، مملكة الجحيم ..!!!‏
ويفشل الإله في دخول مملكة الجحيم وإنقاذ الإنسان .. فماذا عساه أن يفعل ..؟!!! أنظر .. لم ‏يجد ” الإله “ لديه إلا الحيلة حتى يمكنه الانتصار على الشيطان ..!!! ويهديه ذكاءه إلى حيلة تعتبر في ‏جوهرها أكبر قصة خـداع عرفها التاريخ ( الأرضي والكوني أيضا ) أطلق عليها ” الإله ” ـ فيما بعـد ـ اسم ‏‏: ” قصة الفداء والصلب ” ، كما أطلق على نفسه لقب : ” الله محبة ” ..!!!‏
هل تري يأ أخ محمد الورطة التي أوقعت نفسك فيها بقولك عن فشل الإله أمام الشيطان . لقد أردت معايرة و تحقير المسيحيين و إذا بك بدون أن تدري تحقر الله سبحانه و تنسب إليه الفشل و إنه كذاب و مخادع. لأنه ببساطة كل كلامك هذا أنت الذي تقوله و ليس المسيحيين و أتحداك أن تأتي بمصدر واحد يقول فيه المسيحيون إن الله فشل أمام الشيطان . يا أخ محمد عندنا مثل بلدي آخر في مصر يقول "ما شتمك إلا إللّي بلّغك". أنت المسؤل يا أخ محمد عن هذه الشتيمة التي وجهتها إلي الله كذبا علي أنها عقيدة المسيحيين.
و أنا أعجب يا أخ محمد كيف تسخر من محبة الله لك فتقول بسخرية إن الله أطلق علي نفسه لقب "الله محبة". ألا تعرف يا أخ محمد إن هذا اللقب موجه لك أنت شخصيا من الله تعبيرا من الله لك إن الله يحبك أنت شخصيا. فكيف تسخر من الله و من محبته يا أخ محمد.
و أنا يا أخ محمد كنت سأسترسل في ردي عليك لولا إنني تأملت في المهاترات التي تلت ذلك في إنشودتك العبقرية التي أرشح لها أن تكتب بماء الذهب و تعلق علي أستار الكعبة كقصائد أجدادك العرب. و سأسترسل في الرد عليك في المقال القادم الذي قررت له عنوانا من الآن "الكوميديا الإلهية العربية الإسلامية بحسب المجاهد في سبيل الله محمد دانتي الشهابي" و لا حول و لا قوة إلا بالله. فإلي اللقاء معك و مع أعزائي القراء.



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد علي الأستاذ محمد الشهابي : قضية صَلب المسيح... الفِكر الع ...
- قضية صلب المسيح – الحرف الغائب الذي يقودنا إلي التفسير الصائ ...
- قلب نظام الحكم في مصر... الواجب الوطني لكل المصريين في الداخ ...
- المهرجان السنوي للغناء و البكاء علي أمنا حواء ... و كل سنه و ...
- آدم و حوّاء و الشيطان بين الكتاب المقدس و القرآن (1)
- في شوارع مصر
- الإسلام هو الحل... الدم المسلم في خدمة الإقتصاد الأمريكي
- أخطاء الفكر العربي في تفسير القرآن العربي _ قضية صلب المسيح
- جمال مبارك يحلم برئاسة الجمهورية ... فماذا لو أيدناه ...حتي ...
- إنكار صَلب المسيح مثال آخر لعدم صحّة التفسير العربي للقرآن
- أزمة فتوي رضاع الكبير .....مثال صارخ لسوء فهم العرب للنصوص ا ...
- الشريعة و الاسلام و الدستور بين دولة مبارك و دولة الاخوان ال ...
- في مصر تحوّلت الأمة إلي جارية و الحكومة إلي مالك اليمين ... ...
- في قضية هويدا ... أعترف بأني قد خَسِرت الرهان ... و لو مؤقّت ...
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ...فهل ...
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ..... ...
- إذا كان الحجاب العروبي للمرأة مشكلة... فلماذا لا يلجأ المسلم ...
- في يوم المرأة العالمي ..... أُحِبُّكِ يا حواء
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ..... ...
- الدستور و لعبة شد الحبل بين المسلمين و المسيحيين ..... لمّا ...


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - الإنجيل بحسب الاستاذ محمد الشهابي... سمك لبن تمرهندي