كورنيش الاعظمية

كاظم مرشد السلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 03:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لم ينقطع شباب الاعظمية والكسرة طيلة الفترة التي تلت سقوط النظام عن ارتياد كورنيش الاعظمية والسهر على شاطىء دجلة حتى ساعات متاخرة من الليل ....
حتى في الفترة التي شهدت اعتى اعمال العنف الطائفية والتي راح ضحيتها العديد من ابناء العراق حتى في هذه الفترة القاسية بقي شباب المنطقتين متواصلين ومصرين على حضورهم لكورنيش الاعظمية ولم تحد تلك الاعمال من حبهم واستمرار لقااءتهم الليلية على شاطىء النهر. قبل ايام دعاني احد الاصدقاء لقضاء سهرةفي احد مطاعم هذا الكورنيش الذي يقدم كل انواع المشروبات وخصوصا الممنوعة في معظم مناطق بغداد والعراق ومالذ وطاب من الماكولات البغدادية . حين استرسلنا انا وصديقي في الحديث عما يدور من احداث وعما دار سابقا وكيف بقيت الحياة مستمرة في هذا المكان وعن سر هذا الاستمرار . هنا شاركناالحديث احد الجالسين في الطاولة المجاورة لطاولتنا من دون استئذان . ابتسم صديقي لي كانه يريد ان يقول لي ان هذا الشخص في حالة من النشوة التي تتيح له حرية مشاركة الاخرين حديثهم فاومأت له براسي بالموافقة .........
قال صديقنا المنتشي مانصه (( اخوان صدقوني لو لم يكن كورنيش الاعظمية موجودا وفيه كل ماترون لكان من الممكن ان تشهد مناطقنا اقتتال طائفي ولكن كيف نتقاتل ونحن نلتقي يوميا نسهر ونتحدث عن هموم بغداد وهموم ومعاناة اهلنا في بقية المناطق وفي هذا الكورنيش وعلى شاطىء هذا النهر تعاهدنا على الا نتقاتل حتى اننا نقلنا هذا العهد الى اهلنا والى شبابنا الذي لايحبون السهر فباركوا اتفاقنا وما زلنا متمسكين بهذا الاتفاق ))
سالته هل كنتم تسبحون سوية في النهر ؟
أبتسم كانه راى ان سؤالي ساذج ولا معنى له واجا ب – طبعا –
قلت لصاحبي يبدو ان النهر الذي عمدهم سوية قد غسل قلوبهم من الحقد ولم يبقي فيها الا الحب والوفاء ......
تساءل صاحبي ماذا لوكان على شاطىء النهر غير هذه المطاعم ... ماذا لوكان هنا شىء اخر........؟ لماذا لم يلتزم الاخرين بتعهداتهم مثل هؤلاء الشباب وهم المتشبثين بقيم ونصوص لايقبلون حتى مناقشتها ؟

قلت له فهمت دعنا نمضي سهرتنا ومبارك لهؤلاء الشباب كورنيشهم الجميل

كاظم مرشد السلوم
كاتب واعلامي

#كاظم_مرشد_السلوم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات