أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - راسم عبيدات - هل تنجح قطر في حل مشكلة الاستعصاء اللبناني ؟















المزيد.....

هل تنجح قطر في حل مشكلة الاستعصاء اللبناني ؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 01:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لبنان كانت وما زالت على حافة الحرب الأهلية، حيث أن بعض قوى الرابع عشر من آذار وبالتحديد جنبلاط وجعجع،كانا يدفعان بهذا الاتجاه ،بدعم وإسناد من بعض القوى الإقليمية والدولية وعلى رأسها السعودية وأمريكيا، ومن هنا كانت القرارات اللا شرعية من الحكومة اللا شرعية أيضاً،بإثارة وافتعال موضوعة ومشكلة شبكة اتصالات حزب الله واعتبارها تعدي على سيادة الحكومة ولبنان،والتي تناقلت العديد من وسائل الإعلام أن وليد حنبلاط قام بتسليم تلك الخريطة للموساد الإسرائيلي،وكذلك إقالة العميد وفيق شقير مدير أمن المطار،هذه كانت الذرائع والمسوغات التي ستلجأ لها هذه القوى من أجل تفجير الساحة اللبنانية،والتي لم تكن تتوقع أن يكون رد حزب الله عليها بالحسم والحزم الذي كانا عليه،وهذا الحسم المشروع الذي أقدم عليه الحزب وقوى المعارضة،هو الذي قال عنه السيد ميشيل عون زعيم التيار الوطني الحر،بأنه أعاد الأمور الى نصابها الصحيح، وكذلك الحكمة التي تصرف بها حزب الله،هو الذي أفشل مخطط هذه القوى بدفع الأمور الى دائرة الاحتراب الطائفي والمذهبي، وكذلك كشف هذا الحسم،أن هذه القوى ليست أكثر من نمر ورق،ولا تمتلك أية سلطة فعلية،عدا عن أنها أدوات منصبه لتنفيذ رغبة "ولش وساركوزي" وخدمة أهدافهم في المنطقة، والصورة المهينة التي ظهرت عليها هذه القوى ،وتحديداً جنبلاط والذي كان يملأ الدنيا صراخاً،ولا يترك مناسبة إلا ويتهجم فيها على سلاح المقاومة وسوريا وإيران،كشفت حقيقة هذه القوى ومدى بعدها عن وعزلتها الجماهيرية،رغم ماكينتي المال والإعلام الضخمتين،واللتان وظفتا لشراء الذمم والرشوات والفساد والإفساد .
ولعل ما قام به حزب الله من حسم عسكري على الأرض، والذي وجه ضربة قاسمة ورسالة واضحتين لهذه القوى ،ومن يقف خلفها من قوى إقليمية ودولية،هو الذي جعل تلك الحكومة تراجع عن القرارات التي اتخذتهما،وهو الذي مهد الطريق للوفد الوزاري العربي للقيام بدوره في الوساطة،وكذلك شعور قوى الرابع عشر من آذار بالخذلان من الحلفاء الإقليميين والدوليين الذين وعدوها بالدعم والمساندة، كان من العوامل الهامة والرئيسية للموافقة على الحوار وتقديم تنازلات لا تريدها.
أن رئاسة قطر للجنة ورغم تواضع قدراتها وإمكانياتها المتواضعة،تجعلنا متفائلين بإمكانية نجا ح هذه الوساطة،اخذين بعين الاعتبار ما لقطر من دور إقليمي،قد يبدو أكبر وأكثر تأثيراً من أطراف عربية أخرى لها ثقلها ووزنها على الساحة العربية(مصر والسعودية)،وكذلك ما تتمتع به من علاقات جيدة مع كل اللاعبين في هذا المجال لبنانياً وعربياً ودولياً، فالشيخ حمد بن جاسم،رغم أنه كان من أوائل المتشككين في قدرة المقاومة وحزب الله في تحقيق نصر على إسرائيل في حربها العدوانية على لبنان في تموز/2006،إلا أن ذلك لم يمنعه بعد توقف العمليات العسكرية من زيارة الضاحية الجنوبية وتهنئة المقاومة بالنصر، والتعهد ببناء جزء مما دمره الاحتلال،وقطر ليست جزءاً من الصراع على الساحة اللبنانية،وليس لها مطامع وأهداف، وهذا بحد ذاته من العوامل التي تشجع على نجاح الحوار،والتي تشير المعلومات التي ترشح من جولات الحوار الأولية،أن هناك تقدماً على صعيد حل عقدة الاستعصاء اللبناني،والتي راوحت مكانها لأكثر من عامين،بسبب أن قوى الموالاة كانت ترهن قراراتها وإرادتها وأجنداتها،ليس لمصلحة لبنان واللبنانيين،بل لإرادات إقليمية ودولية،تريد للبنان إن لا يكون جزء من المعسكر المقاوم والمعارض للأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة،بل محمية دولية وقاعدة أمريكية متقدمة ،تدار وتأتمر بأمر السفير الأمريكي في بيروت مباشرة، وبما يمكن من محاصرة سوريا وممارسة كافة أشكال الضغط والعقوبات عليها،لفك تحالفها مع إيران وقوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية.
ومن الهام جداً القول أن المعطيات الجديدة على الأرض،وانكشاف حقيقة ودور قوى الرابع عشر من آذار،قد تسهم في خلق مناخات ايجابية للحوار وتحقيق نتائج ايجابية لمصلحة اللبنانيين والسلم الأهلي،وهناك مؤشرات ايجابية على ذلك، حيث جرى الاتفاق على تشكيل لجنة لدراسة قانون انتخابي جديد، وأيضاً هناك حتى اللحظة الراهنة معلومات غير مؤكدة على موافقة قوى الموالاة على منح الثلث الضامن في الحكومة، وإذا ما صحت هذه المعلومات فإنها ستفتح الطريق أمام ملء الفراغ الرئاسي من خلال التوافق على قائد الجيش ميشيل سليمان كرئيس للجمهورية، وتقديم حكومة السنيورة استقالتها وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي هذا الاتجاه فإن مخاوف قوى الموالاة من سلاح المقاومة ستتبدد،حيث أن حزب الله،سيكون جاهزاً لتقديم أية ضمانة وتعهد بعدم استخدام السلاح في الداخل اللبناني،والحزب لم يسعى لاستخدام هذا السلاح بالمطلق لأغراض غير شريفة ووطنية، وما قام به من حسم عسكري مشروع،هو الشعور بالمخاطر الجدية على هذا السلاح من خلال ما أقدمت عليه الحكومة اللا شرعية من اتخاذ قرارات لا شرعية بحق هذا السلاح.
والتفاؤل بنجاح هذا الحوار، يجب أن لا يغيب عن بالنا أن هناك من ليس له مصلحة بهذا الحوار،وأن يحدث التوافق اللبناني،فأمريكيا ترى في قيام حوارات وحكومات وحدة وطنية لبنانية وفلسطينية،مخاطر جدية على أهدافها ووجودها ومصالحها،وهي تلقي بكل ثقلها ووزنها من أجل إفشال ذلك، وهي ليست بعيدة عن القيام بدور تخريبي لإفشال هذا الحوار اللبناني، من خلال أن توعز لحفائها اللبنانيين،بضرورة الإصرار على مناقشة سلاح المقاومة قبل أية موضوعات أخرى،أو عدم الموافقة على الثلث الضامن في الحكومة للمعارضة وغيرها، وكذلك فهناك بعض الأطراف الإقليمية،غير مرتاحة للدور القطري في هذا الجانب، فالسعودية والتي ليست عضواً في اللجنة السداسية العربية،وان دعمت الحوار إلا أن ذلك الموقف يلفه الغموض وعلى مضض.
صحيح أن هناك حسابات إقليمية ودولية،لما يجري على الساحة اللبنانية، وكذلك هناك مصالح للقوى الداعمة لقوى الموالاة والمعارضة، ولكن هذا يجب أن لا يغيب عن مصلحة المتحاورين في الدوحة،أن مصلحة لبنان واللبنانيين،يجب أن تكون فوق أية اعتبارات أو مصالح خارجية،فلبنان الذي اكتوى بنيران الحرب الأهلية،يعرف كم مثل هذه الحروب مدمره ومكلفة لكل اللبنانيين،وأن الخاسر الوحيد فيها،هو لبنان بكل ألوان طيفه السياسي وطوائفه ومذاهبه.
ومن هنا نرى انه لا مناص أمام المتحاورين في الدوحة سوى الوصول الى اتفاق لحل المشكلة المستعصية منذ عامين،والتي تداعيات عدم حلها قد تدفع بلبنان الى منزلقات خطيرة،تشكل مخاطر جدية على وجوده ووحدته .



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بقي من وعد بوش بعد خطابه الوداعي في الكنيست الاسرائيلية ...
- صفحات مشرقة من ذاكرة الاسر
- زيارة بوش للمنطقة بين القدوم والإلغاء
- الغلاة والمتطرفين يشعلون فتيل الحرب الأهلية في لبنان
- المفاوضات والدوران في الحلقة المفرغة
- من ذاكرة الأسر30
- من ذاكرة الأسر29
- اغتيال الشيخ حسن نصر الله قد يشعل حرباً اقليمية
- الأسرى الفلسطينيون ومحاكم ثلث المدة الاسرائيلية-الشليش-
- في ذكرى عيد العمال العالمي
- زيارات الأهل لأبنائهم الأسرى في السجون الاسرائيلية مسلسل ذل ...
- المؤتمر الوطني الشعبي المقدسي/ بانتظار|فرمان-الرئيس
- أسرى القدس والثمانية وأربعين
- من ذاكرة الأسر28
- من ذاكرة الأسر 27
- ليفني تأمرفنطيع من قطر حتى رام الله
- في داخل السجن سجون
- من ذاكرة الأسر 26
- بين-البوسطة-و -المعبار-
- في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - راسم عبيدات - هل تنجح قطر في حل مشكلة الاستعصاء اللبناني ؟