أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - الحرية وعلاقتها بمسؤولية الفرد في المجتمع العراقي














المزيد.....

الحرية وعلاقتها بمسؤولية الفرد في المجتمع العراقي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 09:05
المحور: المجتمع المدني
    


اذا ابتدانا بمفهوم و مضمون الحرية،من الواجب ان نحللها بدون انحياز فكري او ايديولوجي، لانها حقا مصطلح يستحق التمعن و الدقة،ونستنتج من مقدارها و مساحتها مستوى الحياة ،عند النجاح في تطبيق و ترسيخ نسبة مرضية منها، ومن كافة مجالاتها و اتجاهاتها و محاورها السياسية، الاجتماعية، الثقافية، مع الاخذ بنظر الاعتبار الكلتور و الثقافة العامة للشعب و مدى تقبله للحرية الواسعة دون المساس بالقيم و العرف و العادات التي نحن بصدد تطويرها، بعد التغيرات التي حصلت نتيجة الحداثة و التجدد المتواصل بفعل التطورات التكنولوجية ومؤثرات فضاء الحرية بعد سقوط الدكتاتورية و الخروج من الكبت المستمر نتيجة القمع الدائم. الحرية هنا ليست في التعبير فقط و انما في التامين المادي والمعنوي لحياة الفرد ، بحيث اي نقص فيها يؤدي الى التضييق في الحرية و يعطي احتمالات متزايدة للمساومة على حساب الحرية ، وذلك بسبب محاولة الفرد لاملاء النقص و الثغرات فيها، و بالتالي يؤدي الى تصغير الاطار العام لفضاء الحرية.
لكل مجتمع ظروفه الذاتية الخاصة به من كافة النواحي،وعند دراستها يمكن معرفة مدى تقبل المجتمع لاي مستوى من الحرية و ليست الحرية المطلقة، عندئذ يمكن ايجاد العلاقة الجدلية العقلانية بين مسؤولية الفرد الحر مع درجة الحريات المتوفرة و المضمونة. والسؤال المنطقي هو؛هل الحرية تنتج الفرد المسؤل ام الفرد الحر يوفر الحريات العامة المضمونة في سبيل تطبيق الديمقراطية والوصول الى الرفاه النسبي ، انها ايضا علاقة جدلية متبادلة . ولكن في الحالة العراقية الراهنة، كيف نحدد مسؤولية الفرد في ضمان الحرية كمفتاح لباب التطور ، ويمكن ان نختصرها فيما ياتي:
*يجب ان نميز دائما بين الحرية كنشاط عام متعدد الاوجه مع ضرورات الحياة، ومنها القوانين السائدة المنبثقة من منظور مصلحة الجميع والتي تتداخل احيانا مع الحرية .
*يجب ان يعلم الفرد مستوى الحريات التي يمكن ان يعمل خلالها من دون المس بحرية الغير، ومنها حرية الارادة للمواطن في العمل و الاعتقاد الفكري و العلمي من اجل الوصول الى المستقبل المضمون.
*يجب ان يتفهم المواطن بان الظروف الذاتية والموضوعية هي التي تفرض الحرية النسبية و ليست المطلقة، و هي المقياس الاساسي للمسؤةلية الانسانية و بالتالي اساس تصرفات و اخلاق المواطن الحر.
*يجب ان يعلم الفرد التفسير العلمي و الفكري الواضح للحرية على اساس تفاعلها مع الواقع و تداخلهما الجدلي معا.
*يجب ان ينظر الفرد الى مدى تاثير الوعي الذاتي في بيان مساحة الحرية،و يتحرر الفرد الواعي الناضج المثقف اكثر كلما ازداد عمقا في ادراك المصالح العامة، واذا تفهم ما المفيد في مرحلته، ازداد نشاطه حرية و وعيا.
*يجب ان يعتمد الفرد على عقله في الحد من بعض حرياته اعتمادا على الفكر الواقعي و على القوى الاجتماعية.
*يجب ان يقتنع الفرد، ان بتامين الحرية العامة يمكن ان يدرك و يتوصل الى الهدف المنشود مهما كانت العوائق.
و بمراعاة هذه البنود، تتحدد مسؤولية الفرد العامة و تتجلى علاقتها مع الحرية المراد توفيرها و خاصة في العراق اليوم،و التاريخ يسجل اي موقف مهما كان حجمه في تسيير قافلة التقدم دائما نحو الخير والسلام والى اهم المفاهيم الانسانية و هي المحية.و الخير و تفهم لمعنى الحرية هو الانعتاق الكامل من الافكار الوهمية والخيالية البالية المعتمدة في اساسها على القناعات الغير المسلٌمة علميا، و غير واقعية في بنيتها، مع اضفاء صيغة الايديولوجية عليها احيانا، بالاعتماد على الضعف النفسي و الروحانيات التي تسيطر على المجتمعات الفقيرة والمعدومة و خاصة الطبقة الكادحة في الشرق.وعندئذ يمكن ان يحس الفرد بالتحرر من القهر الاجتماعي و السياسي ، و يراعي مستوى مسؤوليته و يعمل من اجل المحافظة على حريته، بشرط عدم احساسه بالغبن و التذمر الذي يسببه اللاعدالة و الفروقات الطبقية و الاجتماعية، وهنا يظهر دور المثقف و يجب ان لا يسحب السياسي الايديولوجي المثقف نحوه ،بل يجب ان يكون العكس.




#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتحاد يفرض الارادة
- ماذا بعد،في كردستان العراق
- اقليم كردستان العراق والمجتمع المدني


المزيد.....




- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - الحرية وعلاقتها بمسؤولية الفرد في المجتمع العراقي