أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامر خير احمد - عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني














المزيد.....


عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 710 - 2004 / 1 / 11 - 03:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


    منذ انتفاضة عام 1987، طفت على السطح الفلسطيني ازمة ثانية اضافة الى ازمة الصراع مع اسرائيل، هي ازمة الانقسام على الذات، فطرف يقوده ياسر عرفات يعرف القضية الفلسطينية على انها كيفية الوصول الى اتفاق مع اسرائيل يفضي الى اقامة دولة في الضفة الغربية وغزة، واخر تقوده حركة حماس يرى ان القضية هي مسألة تحرير كامل التراب الفلسطيني من البحر الى النهر وعودة اللاجئين الى ديارهم.
    لقد اديرت ازمة الانقسام على الذات هذه منذ بروزها وفق عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني عوضا عن التفاهم معه، فبدلاً من ان يعمل الطرفان على تحديد هدف مشترك يكون عنوانا للنضال، اخذ ياسر عرفات يحاول الاتفاق مع اسرائيل ويعمل على اقصاء حماس وطمس فاعليتها في الان نفسه، بينما اخذت حماس تحارب اسرائيل وسلطة عرفات معاً، وهكذا ضاع الهدف بالنسبة للشعب الفلسطيني، وبات لا يعرف لاي شيء يحارب، فهو يريد مقاومة اسرائيل وفي الوقت ذاته يرحب بأي بارقة امل تنتج عن اتفاق سلام معها!
   غير ان التجربة الفلسطينية منذ اتفاق اوسلو 1993 برهنت ان ايا من الطرفين غير قادر واقعيا على اقصاء الاخر تماما بحيث يجعل هدفه هو الهدف المتفق عليه للشعب الفلسطيني ورغم ذلك لا يزال كل واحد من الطرفين يجتهد في اثبات انه هو الممثل الحقيقي لرغبة الشعب. وان الاخر انما يشتت جهود الشعب الفلسطيني، فالسلطة الوطنية ترى انها هي القيادة الشرعية والتاريخية والمنتخبة للشعب الفلسطيني وان حماس ومعسكرها يعطلون بعملياتهم القتالية ضد اسرائيل فرص حل القضية واقامة الدولة، فيما حماس ومن معها يرون انهم هم المعبّر الحقيقي عن ارادة الشعب في القتال والتحرير وإن السلطة وتفرعاتها انما يضيعون جهود الفلسطينيين في محاولات لا طائل من ورائها للاتفاق مع اسرائيل.
    مؤخرا، حين التوصل الى «وثيقة جنيف» اخذ الطرف المؤيد لها يروج لفكرتها عبر مهاجمة الطرف الذي يرفضها واثبات انه «يخرّب» مشروع الاستقلال الفلسطيني، فيما الطرف المعارض لها اخذ يناهضها عبر مهاجمة مؤيديها والتشكيك بهم، وهكذا فإن هذه الوثيقة لن يكون لها حظ في التطبيق كسابقاتها حتى ولو وافقت عليها اسرائيل ومضت في تطبيقها، فالطرف الفلسطيني الرافض قادر على تقويضها ب"عملية" واحدة ضد اسرائيل، كذلك فان حماس ومجموعتها لن يكونوا قادرين على «التحرير» حتى لو قاتلوا مئات السنين ما دام هناك طرف مستعد دائما للاتفاق مع اسرائيل وتحويل العداء الى وئام.
   وستستمر ازمة القضية الفلسطينية الداخلية هذه ما لم تتوقف عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني وما لم يدرك الطرفان ان حل القضية يبدأ باتفاقهما على هدف مشترك يمكن تحقيقه، ولو بتقاسم الادوار، وبحيث يكون هو الهدف المتفق عليه لاغلبية الشعب، فقد كان حال القضية افضل فيما مضى حين كان الفلسطينيون كلهم يعرفون ما يريدون.



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة العصر!
- ضد التضليل وضد معالجة الخطأ بالخطأ
- سلوك حزبي غريب


المزيد.....




- ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السع ...
- تونس: الإفراج عن الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين
- أبو ردينة يحذر من حرب شاملة على الضفة
- الجيش الكويتي يعلن مقتل اثنين من قواته البرية وإصابة آخرين
- فانس: انتقادات زيلينسكي لترامب في العلن لن تؤثر على موقف الر ...
- -بوليتيكو-: المسؤولون الأوكرانيون يخشون تحالف بوتين وترامب
- ماسك يسخر من تصريحات زيلينسكي حول مستوى شعبيته العالي
- -لجنة الطوارئ المركزية- في رفح: أكثر من 20 فلسطينيا قتلوا جر ...
- الجيش اللبناني: العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي ا ...
- محمود عباس يرحب برفض رئيس دولة الإمارات تهجير الشعب الفلسطين ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامر خير احمد - عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني