|
بطاقات ملونة من مهرجان المربد الخامس....!!
جواد كاظم اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 2285 - 2008 / 5 / 18 - 04:14
المحور:
الادب والفن
بدعوة من وزارة الثقافة حضرت هذا العام مهرجان المربد الخامس الذي أختمم فعالياته قبل أيام على أرض البصرة الفيحاء وقد حضر هذا.... المهرجان طيف
واسع من الأدباء والكتاب والشعراء والأعلاميين من مختلف محافظات القطر بأستثناء محافظات كوردستان ولم أعرف السبب الى الأن عن عدم مشاركة الأدباء الكورد في هذا المهرجان الثقافي الكبير والمهم ....!!!
مهرجان المربد هذا العام أستطيع القول أنه يختلف عن سابقاته كونه جاء متزامنا مع الأوضاع الأمنية المستقرة والحياة الهادئة التي تشهدها مدينة البصرة مما أضفى هذا الواقع شيء من الراحة والأطمئنان لدى الوفود المشاركة في فعاليات هذا المهرجان.. وأن أنطلاق فعاليات مهرجان المربد الخامس هذا العام يمثل ألأصرار على ديمومة الحياة والأبداع وهو رسالة واضحة لكل العالم بأن العراق باق كوطن منتج في كل صنوف الحياة وأذا كان هناك تثمين لمن أعطى لهذا المهرجان وغيره من المهرجانات الثقافية والأبداعية التي تلت سقوط الصنم القيمة والروح فهو يسجل الى شخص السيد جابر الجابري الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة الذي تحمل عبء هذه الوزارة المسلوبة بطريقة المحاصصة لكنه تحمل وتحدى وأصر على البقاء والتواصل والتحريك لكي تستمر عجلة الحياة الثقافية كونه أبنها الحقيقي والشرعي وكونه أيضا يشعر ربما أكثر من غيره بأهمية وخطورة الثقافة في كل زمان وفي كل مكان ولاسيما في هذا الظرف بالذات لذا حمل هذا الركب نحو البصرة السمراء ليقود (صولة المبدعين)
فكان أجمل ما أستقبلنا ونحن متوجهين الى صالة فندق المربد قول البريكان: (في أحلك الأزمنة وحينما يزحف الظلام على العالم , تبقى لامعة عيون الأطفال وأصوات الشعراء) ثم تستقبلنا لافتة أخرى خطتها أنامل اللجنة الأعلامية للمهرجان والتي خاطبت البصرة وخطابتنا معا ً بقولها: (يابصرة الأنهار والنخيل يابصرة الشناشيل بأخوة السياب رحبي في مهرجانك الجميل ..) هكذا سرنا وهكذا أسٌتقبلنا حتى دخلنا صالة فندق المربد والفريق الأخر توجه الى صالات فندق الضيافة بعدها أجتمع الأحبة وتعرفنا على بعضنا وكانت ليلة بصرية جميلة بحق ولم نغادر صالة الفندق الى غرفنا المخصصة قبل أن نسمع الشعر والأحاديث الجميلة ليسمح لنا بعدها الشاعر المبدع حسين القاصد أن نتفرق الى غرفنا لكي نخلد الى النوم لنجهز أنفسنا لجلسة المهرجان الأفتتاحية من صباح اليوم التالي كونه المخول هو بتوقيت جدول عملنا الأبداعي هذا.. وهكذا مضى الوقت بنا لنستقبل صباح المربد على قاعة عتبة أبن غزوان هذه الجلسة التي أبدعتا بعرافة حفلها كل من الشاعرة سمرقند الجابري والشاعرة علياء المالكي يتناغم معهن من الجانب الأخر الشاعر المبدع عمر السراي ليشكل الجميع لوحة مبهرة تحكي الحب والجمال والأناقة وترافة المفردة... الجلسة أبتدأت بقراءة أي من الذكر الحكيم ثم السلام الوطني وجاءت بعد هذه الفقرات كلمات المشرفين والراعين للمهرجان ليفسحوا لنا بعدها بسماع أعذب الكلام من الشعر الجميل والعذب الذي تناثر علينا كحبات المطر النازلة بفصل الربيع وقد تمكنت من ألتقاط بعض هذه الباقات الشعرية فكانت الباقة الأولى للشاعر المثابروالمبدع عمر السراي :
سلام على البصرةِ اللا تٌسمى...
باسم..سوى أن في القلبِ أما
سلام... دُمية القصبِ الحُر في الروحِ لَما
تُربي نفانيف دفءِ الصبايا... واقطر هما
سلام... على كل نخلةِ بوحِ تَوكأ فيها شيوخ الجنوب
على كل أم تٌحفرُ وجه الأراضي لتبحث عن جثة أبن
هوى في مساء الحروب...
سلام... على كل درهم ضوء يشير الى الظل في حُلم أعمى
سلام...وأما....
فمازال للقصبِ مئذنة في بنيك يُعكر وجه الحياة...
ومازال للرابضين وراء الرصاص مجال...
لكي يصنعوا حُلماً رغم هذا الممات
سلام على شعرِ دجلة وهو يصافحُ شعر الفرات
سلام... لكل ندى الأمنيات....
سلام... ولستُ أطيلُ سأختصر البوحَ
حين أقولُ...سلام... على كل هذه الصلاة
وأما اللوحة الثانية التي تمكنت من التقاطها كانت للشاعر الجميل عارف الساعدي الذي مزج فيها بين عشق الوطن وعشق النساء حيث يقول:
قيل منفى
فقلنا أحجزوه لنا
ربما سنغادر ثانية ً لبلادٍ ستحفظ أسمائنا
وقيل البلاد
فقلنا سنترك هذه البلاد
التي لاتسامح أخطاءنا
وقيل النساء
فقلنا سنعشق ثانية ًً
وانكسرنا على عشقنا متعبين
فهل ظل في العمرِ من جمرةٍ
كي نعود لأرواحنا عاشقين
عشقنا وكانت مواسمنا مطفأة
وحَلمنا سنركل هذه الحروب
فقد يغسل الحرب صوت أمرأة
أما البطاقة الأخرى فكانت سومرية تحمل بين طياتها شجن الجنوب المزمن فكان معبراً عن ذلك الشاعر المثير رغم جراحاته وأوجاعه هو الشاعر حيدر عبد الخضر الذي رسم لنا في نصه هذا صورة الجرح المغلف بالصبر فلنتعرف على ذلك من خلال مايقول هو:
مِن أين
أفتتح الحقيقة
متورطاً مازلت
بالعتبات... والثكنات
والتهم العميقة
جُرحاي...
جرحٌ..في متاهات السؤال
جرحٌ...هناك تركتهُ
مازال يلهثُ فوقَ أسوار الحديقة
طفلٌ أنا...
مازلتُ أختصرُ الطفولةَ بالبكاء
متعثراً بالدمع والكاروك والخُدع الرقيقة
ماكنت أعلم أن شمس الله تخبو
حيث تُلثمها...جراحات الخليقة
ماكنت أعلم أننا
نطفو فقاعات على وجه الحياة
أعمارُُنا قصبٌ
وأكواخُ عتيقة
هكذا أنساب الشعر وهكذا تراقصت الكلمات والقوافي على مسارح قاعة عتبة بن غزوان والمركز الثقافي وصالة فندق المربد وهذا ما أستطعت ألتقاطه من هذا السيل المتدفق لأن بذلك خانني جهاز التسجيل الذي كان بحوزتي حيث لم أفلح بتوثيق قصيدة كاظم الحجاج وموفق محمد وفليحة حسن ونجاة عبدالله ورسمية محيبس وكذلك لم أفلح بتوثيق نص الشاعرة سمرقند الجابري التي كانت مشغولة ببرامجها المتنوعة وهذا الحال أنطبق أيضا على زميلتها النورسة علياء المالكي ...
لم تقتصر فعاليات المهرجان على الشعر فقط بل كانت هناك لوحات جميلة قدمتها فرق بصرية من بينها فرقة الخشابة وهكذا على مديات أيام المهرجان تنوعت الفعاليات مثلما تنوعت الأصبوحات والأماسي حيث كانت هناك معارض تشكيلية وأخرى للرسوم ومعرض للكتاب كما كانت هناك جلسات نقدية وحوارات.وتوزيع صحيفة المربد التي توزع يومياً وهي توثق كل الأنشطة كما لاتغفل من توثيق أراء النقاد والكتاب ... فكل فقرة كانت ترتبط مع الأخرى مثلما هي الأرواح تتشابك بحبها لهذا الوطن... فبهذا الجمال أختتم المربد الخامس فعاليته الملونة ...لكن لايمكن أن نغفل تسجيل الجوانب السلبية التي أستطعنا أن نوثقها لكي نعرضها أمام المعنيين لغرض دراستها وتلافيها في المهرجانات القادمة ونحن بهذا لانقصد التقليل من جهد المخلصين الذين أشرفوا على برامج هذا المهرجان بل نريد من ذلك التنبه لاأكثر... ويمكن أن نلخص هذه الملاحظات بالتالي لكي تكون بطاقة أخرى من ضمن البطاقات المسجلة لأن من لايعمل لايخطأ
الملاحظة الأولى: أنتشار عناصر الأمن وهم يحملون أسلحتهم داخل ممرات القاعات التي تقام على خشباتها فعاليات المهرجان
الملاحظة الثانية: زيادة عدد الزوار والذي فاق على عدد الكراسي الموجودة في كل قاعة تنفذ فيها الفعاليات مما خلق حالة من الضوضاء وعدم التمكن من سماع أغلب القصائد مما دفع بأحد الشعراء أن يقطع قصيدته ويترك المنصة
الملاحظة الثالثة : أنتشار وسائل الأعلام ولاسيما مراسلو الفضائيات وبشكل غير منظم في الممرات وهذا أدى الى أعاقة وأنسابية الحركة
هذا كل ما أستطعنا توثيقه خلال تواجدنا في هذا المهرجان ... لكن يبقى المربد علامة مضيئة في ساحة الثقافة العراقية ويبقى جهد وزارة الثقافة المتمثل بشخصية السيد جابر الجابري الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة ناصعا وكبيراً كما أن صوت الشعر يبقى صادحا كما تبقى عيون الأطفال لامعة كما عبر عن ذلك شاعر البصرة الكبير البريكان....!!
#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصص قصيرة جدا: لوحة
-
أما أن لهذا العراق أن يستريح...!!؟؟
-
أنا العراق حين يموت....!!!
-
زيارة المالكي الى بروكسل هل حققت أهدافها....؟؟
-
أحب طفولتك.....!!
-
من كوكب أخر.........!!!
-
مزامير محمد الحافظ أهات على شفاه الوطن.....!!
-
قصص قصيرة جدا........!!
-
هي.........!!
-
في الطريق الى حبيبتي .......!!
-
هذه المرأة قاتلتي……..!!
-
ماذا بعد سقوط دولة العرفاء...؟؟
-
الحب الأول هل يظل رهين القلب دائما....؟؟
-
أوهام..........!!
-
دللوش ياشعب.....!!
-
لن تخدعني أوهامك....!!!
-
حينما تحولت الى أنثى.....!!!
-
تأوهات في منتصف الليل
-
أبتهالات في محراب أمي...!!
-
الثامن من أذار... ونون النسوة ودمعة في حظن الهور...!!!
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|