أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع














المزيد.....

شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 08:43
المحور: حقوق الانسان
    


قالها بغضب ممزوج بالاستنكار والاستهجان من واقع بات يتاجر بكل شيء حتى الأكرم منا جميعا، توجه إلى إحدى مؤسسات بيت لحم القريبة من الشارع الاستيطاني المسمى شارع 60، وهى مؤسسة تنشط بكل شيء بلا ضوابط أو خطوط حمر، توجه إلى هناك بعد اتصال من احد صديق من الشمال الفلسطيني بعد أن طلب منة الأخير لقاءه في المكان المذكور، بالفعل ذهب في الموعد المحدد واخذ يفتش عن صديقة الموعود، من قاعة إلى قاعة ومن ممر إلى ممر حتى سمع صوتا في احد القاعات، دخل للقاعة فتفاجأ بمتدين يهود يضع القبعة المسماة" الكوباة" على رأسه ويحاضر في مجموعة مكونة من خمسة وعشرون شخصا.
لم تنتهي القصة، قال لي أحسست بالإرباك بعد أن أدركت ماهية الحدث وخرجت فورا من القاعة، وإذا بأحد معارفي يلحق بي وهو من أقارب احد شهداء المحافظة، وقال لي: ماذا تعمل هنا؟ فقلت له إنني أبحث عن فلان، سألته بدوري: ماذا تفعل أنت هنا؟ فقال: كنت مارا بالصدقة، إلى هنا انتهت الحكاية، ولكن.

ما يحدث في الغرف المغلقة المظلمة أن هناك شريحة منتفعة نجحت في في استحداث جسم أطلقوا علية اسم منتدى العائلات الثكلى الفلسطينية والإسرائيلية للسلام والمساواة، وتقوم فكرة المنتدى على تنظيم لقاءات بين أهالي الجنود الإسرائيليون الذين قتلوا جراء عمليات المقاومة الفلسطينية مع أهالي الشهداء الفلسطينيين من أبناء وزوجات وإباء وأمهات، وقد فشلوا نسبيا في استقطاب أهالي الشهداء الفلسطينيين رغم المغريات والامتيازات التي يعودونهم بها.

ما شاهدة صديقي المنكوب واحد من عشرات اللقاءات التي تنظم في بيت لحم والشمال والجنوب وفي المستوطنات الاسرالئيلية، لقاءات ترف شعار السلام شكلا وتفرغ النضال الفلسطيني من مضمونة عبر الإساءة للشهداء الذين قدموا دماءهم من اجل حرية وطنهم، وكانوا قبل استشهادهم قادة في مجتمعهم الذي احترمهم ولا زال، ولكنهم ألان تحت الأرض لا حول لهم ولا قوة، عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم معتقدين أن من واجب فصائلهم التي انتموا لها الدفاع عنهم وعدم السماح لأي كان المساس بقدسيتهم.

إن استهداف عائلات الشهداء واستغلالهم بإشراكهم في هذه المنتديات والتجمعات التي تعمل على المساواة بين الضحية والجلاد والمقاربة بين الجندي الذي قتل في ارض المعركة مع الطفل الذي استشهد وهو يرجم مجنزرة إسرائيلية أو يحاول تعليق علم فلسطيني يعنى إفراغ نضالنا الفلسطيني من مضمونة، وإسقاط القدسية عن معنى الشهادة من خلال المحاولات المستمرة لإسقاط عائلات الشهداء من الناحية المعنوية وإضفاء صفة العادية على معنى الشهادة المرتبطة بالتضحية من اجل الوطن، مما يشير إلى الأهداف الحقيقية التي تعمل عليها هذه الجهات التي قبلت على نفسها أن تجلس لتستمع للتضليل الإسرائيلي المسمى ثقافة السلام.

وحتى لا اتهم بالراديكالية والسباحة ضد التيار المسمى بالواقعية، أحاول أن اسأل هؤلاء التواقون إلى المصالحة وربط جسور التطبيع مع الإسرائيليين، كيف نغفر ونصالح وكل يوم تسقط الضحايا، كيف تقبلون على أنفسكم الجلوس والإذعان لمن كان جنديا ولا زال يمارس عنصريته تجاه شعبكم على الحواجز وفي المعتقلات، أليس الأجدر بكم أن تنظروا حولكم لتشاهدوا الجرائم التي يرتكبونها في قطاع غزة والضفة الغربية، أن الفلسطيني يموت في المستشفيات، والفلسطيني يجوع ويعدم بقرار سياسي إسرائيلي.

مسالة أخرى، من أعطاكم الحق في ممارسة هذا السلوك الشائن حتى لو كنت من عائلات الشهداء، الشهداء ملك للعائلات التي تحافظ على ذكراهم، وتتواصل مع تضحياتهم، وتحترم الهدف الذي ضحوا من اجلهم، ما يقال هنا ليس بالطرح المثالي، فهذا هو حال عشرات آلاف من عائلات الشهداء الفلسطينيين، ولكن مجرد أن يفكر البعض بهذا الشكل فهو تجسيد للعار الذي لا يلحق بة وحسب وإنما يمس عمق القضية الفلسطينية.

طبعوا كما شئتم ، تاجروا بما يحلوا لكم، ولكن ارفعوا أياديكم عن الشهداء درة تاج النضال الوطني الفلسطيني، ولا تقتلوهم مرتين وتزجوا بهم في طاحونة التطبيع المجاني لتحقيق مصالحكم الضيقة ونزواتكم المريضة، ان ظاهرة زج الشهداء ومحاولات توريط عائلاتهم في طاحونة التطبيع ليست بالجديدة، والمشكل أن قوى منظمة التحرير الفلسطينية تتقمص صفة المراقب الصامت الذي لا علاقة له بما يجري، مما يضعها في دائرة الاتهام والشك، لأنها بصمتها تعطي الشرعية لظاهرة التطبيع تلك، وإضافة لفصائل منظمة التحرير هناك الداخلية الفلسطينية التي ساهمت بإغراق المجتمع الفلسطيني بمؤسسات التطبيع التي تعمل على إفساد شرائح المجتمع المختلفة، وتتاجر بكل شيء.

الوضع جد خطير، وهذا يتطلب تحرك مناهض يوضع المخاطر التي تحدق بمجتمعنا الفلسطيني وحالة الانهيار ألقيمي التي تعصف بة، والتحرك المناهض لعمليات التخريب والإلحاق الثقافي بالأخر الذي يحول العائلات المضحية الى عائلات محايدة، لذلك يفترض القيام بحملة توعية وتوضيح وتعرية لتلك المؤسسات التي تستهدف عائلات الشهداء، علنا ننقذهم من طاحونة التطبيع.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ولماذا: ستون عاما على النكبة
- عمال فلسطين قهر ما بعدة قهر
- اليسار الفلسطيني في بيت الطاعة
- لاجئون من المهد إلى اللحد
- أنا الشرعية والشرعية أنا
- من المسئول عن تصفية الوطنيين في الضفة المحتلة
- مرحى للتطبيع الإعلامي !! مات شناعة
- عطوفة المحافظ : العين بالعين
- موتى على أسرة الشفاء
- الحكومة الفلسطينية وتراكم الفشل
- متى ستنضم إسرائيل للجامعة العربية
- القطط السمان والعذر الأقبح من ذنب
- إعلان صنعاء وتجار المرحلة
- الشعب الفلسطيني يريد العنب
- قيادات من ورق
- أسئلة بطعم الدم
- الهجوم على الجزيرة بسيف من خشب
- حول التكفير والإلحاد والفتاوى الهابطة
- المرأة الفلسطينية والاضطهاد المركب
- التطهير العرقي للفلسطينيين والاستحقاقات الداخلية


المزيد.....




- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع