|
لبنان الوطن لا الطائفة
محمود حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 08:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أبدأ مداخلتى بسؤال وهو هل هناك دولة فى لبنان ؟ طبعا لا أنتظر الإجابة من أحد ، ولا أود الدخول فى جدل وهرطقة لاطائل من ورائها والشأن اللبنانى يخص اللبنانيون فى بحثهم عن دولة المواطنة لا دولة الطوائف وفى رأيى الشخصى أن المظهر الوحيد لوجود دولة فى لبنان بحق تجسد هذا المظهر فى جيش لبنان الجامع هذا الجيش الذى وجب لنا أن نقف أمامه نحيه ونشد من أذره فتحية إجلال وإكبار لهذا الجيش العظيم ولقائده الهمام العماد ميشيل سليمان وأيضا لقائده السابق والذى وضع لبنة التوحد فى هذا الجيش العماد إميل لحود ولعل هذا يفسر سبب الإنقلاب على العماد لحود رئيس جمهورية لبنان الأسبق ومدى التجييش الطائفى ضده وجوقة العزف على أوبرا الإتهامات والسباب التى تحملها هذا الرجل وخاصة من أبناء طائفته وهؤلاء المدعون بما يسمى ثورة الأرز ولا عجب أن يكون زعيم هذه الثورة شخصا مثل سمير جعجع وجوقته والكل يعرف عنه أنه قاتل وسفاح ولاعجب أيضا أن يكون الزعيم بإمتياز أيضا وليد جنبلاط وهو كان النقيض لجعجع فى الحرب الأهلية ، ولكن من جمع أعداء الأمس ليكونوا أصدقاء اليوم وما الذى جعل سهامهم توجه إلى إميل لحود فى الأمس واليوم إلى ميشيل سليمان هذا الرجل الحكيم بإمتياز . لنبعد قليلا عن الشحن الغرائزى ولنتبع القراءة فى الحاضر الراهن لنعرف أين تكمن أزمة لبنان وبعيدا عن كل هؤلاء رواد نادى إستراتيجية كسب القلوب والعقول الأمريكية والذين يعزفون على وتر سيدتهم الست كوندى صاحبة الفوضى الخلاقة ومخاض الولادة للشرق الأوسط الجديد ، يكفى لكل من لايعرف لبنان أن يتتبع الآتى. إنه فى الهجوم الحالى على قائد الجيش العماد ميشيل سليمان ولنتتبع الهجوم :- 1- بدأمن المعراب وعلى لسان زعيم المافيا السفاح سمير جعجع فى إنتقاده لقائد الجيش لعدم وقوفه مع المولاه ورفضه أو النأى بنفسه وجيشه عن الوقوع فى مصيدة النزاع الطائفى الأمر الذى كان سيتبعه على الفور تفكك الجيش وإنقسامه طبقا للطوائف . 2- تلاه فى الهجوم السيد السنيورة وكيف أن الجيش لم يستجب لنداء فرض الأحكام العرفية وقيامه بمهاجمة المتظاهرينللمساعدة فى قيام الفتنة الطائفية الذين يدفعون لها دفعا 3- أكمل هذه الجوقة السيد سعد الحريرى فى مؤتمره فاقد الطعم والرائحة والذى يدفع فيه دفعا إلى الفتنة الطائفية بعد إنتهاء الأحداث وكأن لسان حالهم يقول أن منابر التحريض على الفتنة من فضائية ال lbc ,وقناة العربية وباقى فضائيات المعتدلين العرب لم تقم بالجهد الكافى لشحن الجماهير ودفعها إلى الإقتتال الطائفى. 4- وطبعا لاننسى ملاحظات الزعيم البج بوص جورج بوش فى إنتقاده لدور الجيش . 5- وهذا المجلس العالمى لما يسمى بثورة الأرز وهو مكون من مجموعة تعيش فى أمريكا من أنصار القوات اللبنانية والتى يرأس مجلسها التنفيذى سمير جعجع ومطالبة هذا المجلس بمحاكمة قائد الجيش لحياديته . - هل ياترى إستطعنا وضع يدنا على المشكلة الأساس وهل أكملنا مداخلة الأمين العام للحزب الشيوعى اللبنانى خالد حدادة فى طرحه . - أن المشكلة اللبنانية فى المواطنة هل لبنان دولة ووطن ، أم هى شبه دولة تقوم بالتنسيق بين مجموعة من الطوائف بمعنى هيئة تقوم بتوزيع الأنصبة على زعماء الطوائف. - وبما أن الجيش هو المظهر الوحيد لشكل الدولة من وحدة تجاه هدف الدولة وعقيدة قتالية محددة العدو والصديق للدولة حيث أن الجيش حدد فى عقيدته القتالية أن عدوه الكيان الصهيونى وأن هذا يتناقض مع هيئة تجمع الطوائف اللبنانية والتى إستولت على السلطة فى غفلة من الزمن بعدأن دفعت ثمن هذاالإستيلاء بإقصاء الشهيد رفيق الحريرى فى خطة محكمة لل c .i .a والموساد وإلصاق التهمة بسوريا والشحن الغرائزى المستمر تجاه هذا الإلصاق والذى إستتبعه التمحور حول الطوائف والإفراج عن السفاح المسجون سمير جعجع فى مقابل تغطية على عناصر سلفية ربما البحث ورائها يكشف المستور فى مرتكبى جرائم الإغتيالات . -إذن وجب تفكيك هذه الهيئة المثل للدولة وهى الجيش بإبعاد قائدها بترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية وبذا يتم إقصاء العماد ميشيل عون مع القيام بعمل تكميلى وهو إغتيال العميد فرنسوا الحاج إبن الجنوب والمرشح لقيادة الجيش بعد العماد سليمان وتولى هذا المنصب لاحد الضباط الذى يمكن شرائهم بشهوة المال . - وما النتيجة من وراء كل ذلك ؟ ولماذا تدفع أمريكا أمولا طائلة فى شحن إعلامى طائفى وتدريب مليشيات وتوزيع أسلحة على هذه المليشيات والعهدة على الراوى ، والراوى هنا الصحافة الأمريكية وتانى أوضحت أن السنة الماضية فقط تم صرف مليار و300 مليون دولار على تشكيل مليشيا المستقبل ولا عجب فهناك مدرب للمليشيا تقاضى 60 مليون دولار مقابل خدمات تدريبية وربما يسيل لعاب كل المدربين وراء شهوة المال وينضمون سريعا إلى سيكيور بلس الشكل المعرب من بلاكووتر العاملة فى العراق كشركات امن . - النتيجة إنه بتفكيك الجيش يلجأ كل من فى الوحدلت إلى طائفته وبذلك يتحقق أول أهداف الفوضى الخلاقة حيث سيكون ذلك تكريسا لظهور الكانتونات وبداية الولادة للشرق الأوسط الجديد ودخول لبنان فى حرب أهلية جديدة تخترق هذه الحرب من الإمبريالية الأمريكية ومن الكيان الصهيونى للقضاء على المقاومة المسببة للصداع الدائم لأمثال بوش وكوندى وولش وهادلى وكافة منظرى الإمبريالية وإخضاع الشرق الأوسط لجبهة الإعتدال وفرض الهيمنة الإمبريالية على المنطقة بالكامل وفتح الطريق البرى لمحاصرة سوريا ثم إيران وإخضاع دول الممانعة للمشروع الإمبريالى الأمريكى وتبوء الكيان الصهيونى لزعامة دول الإعتدال وتكريس سيطرة الطبقات الكولونيالية على مقاليد السلطة خضوعا للمهيمن الأمريكى . - وسؤال هنا لابد منه هل فلحت سلطة المولاه بجر حزب الله للإقتتال الداخلى وتوجيه سلاحه للداخل ؟ . - الإجابة أيضا لم تنجح هذه الخطة والتى هى الشغل الشاغل للشاحنين للغرائز المسمين حالهم معلقين سياسيين وذلك لم أوردناه بعدم إنجرار الجيش وراء الفتنة مما تسبب فى توجيه السهام عليه . - وسؤال آخر فى ما سبب العصبية الزائدة وإطلالة وزير الخارجية السعودى فى مؤتمر صحفى ليوجه فيه كل هذا الشحن وكأنه يلقى باللوم على كل من قبض دولارا من أموال السعودية على فشلهم الزريع على إشعال الفتنة حتى لايتلقى هو اللوم من السيد بوش عند اللقاء المرتقب وتوجيه اللوم الأمريكى لفريق الصقور السعودى بزعامة سعود الفيصل الرجل المريض والأمير بندر بن سلطان الزعيم الفعلى والمنسق العام لكل الفتن ومايسترو السلفية اإسلامية والزعيم الروحى بإمتياز لسعد الحريرى. - إنه الفشل فى المشروع وصب جام الغضب على المقاومة والدول الممانعة وإيران تحديدا ومعها سوريا . - ماذا يعنى فشل المشروع الأمريكى فى المنطقة الشرق أوسطية ؟ - قبل الإجابة نود لفت النظر إلى تداعى المشروع الأمريكى على مستوى الكون وهذا التداعى الذى ظهر واضحا فى تدنى قيمة الدولار واإنهيار التدريجى لأقوى إقتصاد عالمى وتراجع الهيمنة الأمريكية فى مناطق كثيرة من العالم سواء فى آسيا أو إفريقيا ومعظم التراجعات فى أمريكا اللاتينية والتى كانت معروفة بالحديقة الخلفية لأمريكا . - إن فشل المشروع الأمريكى فى الشرق الأوسط ونجاح خيار المقاومة المتصاعد معناه وهذا الخطير فى الأمر الآتى :- أولا - كسر رباط التبعية والتحرر من هيمنة الإمبريالية والسير فى الخط التصاعدى لإنتصار حركات التحرر الوطنى . ثانيا- إنتهاء الإحتلال الإسرائيلى المغتصب وإنتصار المقاومة الفلسطينية وإرساء قاعدة الدولة العلمانية الفلسطينية والتى يتعايش فيها اليهودى مع المسيحى مع المسلم . ثالثا- بكسر حلقة التبعية تزول بالضرورة الطبقة الكولونيالية المسيطرة تحت هيمنة الامبريالية والحاكمة فى معظم دول الشرق الأوسط أودول الإعتدال العربى . ربما فى ذلك إجابة لكل سائل لماذا دول الإعتدال تجابه المقاومة فى لبنان وفى فلسطين ويضيقون الحصار على الشعب الفلسطينى فى غزة حتى الموت والتمنى لإنحدار المقاومة فى فلسطين وفى لبنان ربما أوضحنا .
#محمود_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان.. الحقيقة .. وتزييف الحقيقة
-
بيروت... الجبل... مدخل لقيام الدولة الوطنية الديموقراطية
-
بيروت بين الممانعة والاعتدال
-
تعليق على السيد جان الشيخ فى موضوع مقومات مقاومة مقاومة حزب
...
-
من فقدان الهوية إلى تكريس العمالة وتزييف الوعى
-
فقدان الهوية
-
فى الممارسة السياسية للامبريالية الأمريكية
-
ما بين فاطمة قاسم وصلاح بدر الدين
-
حول الممارسة الايدولوجية
-
الادارة الأيديولوجية للصراع بين اليمين واليسار
-
الوطن العربى.. تناقضات فاعلة
-
العلمانية بين اليسار واليمين
-
هلوسه يسارية
-
قراءة فى يوم السادس من إبريل (الاضراب)
-
رؤيةمصرية ل14 آزار و8 آزار فى لبنان
-
حول مؤتمر القمة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|