|
الثقافة والإعلام في الدول العربية
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 08:43
المحور:
الصحافة والاعلام
قد يخطأ بعضنا لموضوع فهمه للثقافة في الوطن العربي وقد يستاء غالبيتنا وأنا واحد منهم من قلة إهتمام الحكومات العربية بالثقافة ويطلق البعض إتهامات على الحكومات العربية بأنها حكومات رجعية ومتخلفة ولا تحب الثقافة . وإن الموضوع ليس كذلك فالدول العربية مثلا مازالت مجتمعاتها غير مؤهلة لكي تسيطر به الثقافة على الإعلام لأن الثقافة تتعارض مع طبيعة خط سير المجتمعات العربية والمجتمعات العربية نازالت غير قادرة على حكم نفسها بنفسها لأنها لو فعلت ذلك لأفرزت نظاما سياسيا معارضا كليا للثقافة وللسلام وللتقدم وللتطور . وهنالك فصل عميق بين الثقافة والإعلام لذلك يعيش المثقف في الدول العربية معزولا عن المجتمع وهذا الكلام ليس عاريا تماما عن الصحة ولكن له جذور وأسباب منطقية من بينها : أن هنالك فصل عميق بين الثقافة والإعلام في الوطن العربي فالثقافة موضوع مستقل عن موضوع الإعلام ولا يمكن أن تخلط الدول العربية بين ما يسمى ثقافة النخبة وثقافة الجماهير العريضة فالجماهير والنخبة يقومان أصلا على الفصل العنصري والعميق بينهما فالدول العربية والأنظمة الحاكمة تفصل بين الجماهير العريضة وبين النخب المثقفة . وهذا بسبب فصلها بين الإعلام وتالثقافة وبما أن الثقافة بدأت تخرج مؤخرا من يد الأنظمة الحكومية العربية فلهذه الأسباب تفضل الدول العربية أن تبقى الثقافة بمعزل عن الإعلام المرئي وغير المرئي . وبما أن الثقافة بدأت تخرج فعلال من يد السلطات العربية فإنها اليوم وعلى الأقل تحتفظ مبدئيا بالإعلام وتمسك به بيد من حديد والإعلام الذي تحتفظ به ليس فقط المرئيةغير المرئية إنما هنالك وسائل إعلامية دينية تبقى الدول العربية محتفظة بها وهي إعلام البيوت الدينية من كنائس ومساجد ومراكز ثقافية من المفترض أن تكون مستقلة برأيها غير أنها مازالت بحوزة الحكومات العربية وغالبها مسيطر عليه ولا يمكن أن يخرج من يد السلطات العربية بوصف تلك المراكز الثقافية مراكز إعلامية علما أنها ليست إعلامية بالمعنى الدقيق لكلمة إعلام غير أن نشاطها وقدرتها في التأثير على المجتمع تصبح مع قوة وشدة التأثير مراكز إعلامية . وعلى كل حال فإن الإعلام في الدول العربية بيد السلطات العربية وبيد الحكومات وهنالك إنفراج شبه مؤكذ في الثقافة ولكنه على نطاق ضيق وليس على نطاق واسع وهو لا يكاد أن يكون خطوات فردية وليست جماعية يكون تأثيرها على الأغلب ضيقا ومحصورا في أنطقة وبوتقات صغيرة جدا . وأي مؤسسة ثقافية مستقلة إذا أصبح لها تأثير كبير فإنها ستغدو على مر الزمن مركز إعلامي تضع الحمومات العربية يدها عليه سواء أكان ذلك عبر دس مثقفين به ينتمون إلى السلطةأو تلجأ إلى تفكيكه بإبعاد المثقفين به عن بعضهم البعض وتتخذ وسائل شتا لإبعاد هؤلاء المثقفين عن بعضهم البعض .
الإعلام بيد السلطات العربية وهو موضوع منفصل عن الثقافة وإنه من الملاحظ جدا أن هنالك فصل عميق وكبير بين وزارات الثقافة الإعلام في الدول العربية . فوزارات الثقافة وزارات مستقلة ووزارات الإعلام وزارات مستقلة بذاتها ويحتفظ وزير الإعلام بخصوصياته ويحتفظ أيضا وزير الثقافة أيضا بخصوصياته وكلا الخصوصيات رسمية وليست شخصية .
والإعلام يقهر الثقافة ويبتزها بوصفه الناطق الرسمي بإسم النظام الحاكم وتقوم وزارة الداخلية والأمن بكل فصائله بحماية الإعلام من عبث المثقفين حيث أن أقلام المثقفين إذا وصلت للإعلام فهذا يعني أن الإعلام في خطر . وخطورة الإعلام ليس كخطورة الثقافة فهو أشد خطرا من الثقافة فالثقافة تأثيرها ضيق أما الإعلام فتأثيره واسع جدا وهو يتعدى إلى مؤسسات واسعة الإنتشار أما الثقافة فهي فقط محصورة بالنخب الثقافية يتعاطون بالثقافة هنا وهناك في المقاهي والأزقة والشوارع وفي بعض المؤسسات التي لا يزيد حضورها الرسمي عدد أصابع يد واحدة وقدم واحدة فهم على الغالب عشرة أشخاص يحضرون أمسية شعرية أو أمسية ثقافية .
الثقافة بيد النخبة والإعلام بيد السلطة تلك حقيقة يجب على المثقفين إدراكها كليا وإنه من غير المسموح به في الدول العربية أن تمتد يد الثقافة لتبطش بيد الإعلام أو أن تضع يد الثقافة يها بيد ال‘لام والتعاون بين الثقافة والإعلام مرفوض جدا وله أسباب ولكن لا أستطيع في هذا المقال أن أخلط بين الموضوعين حتى لا يلتبس على القارىء فيفهم الموضوع فهما خاطئا .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثوري على عصر الذكور
-
الثقافة والتطور
-
تصحيح التاريخ العربي والعبري 2
-
تصحيح التاريخ العربي والعبري1
-
قلبي
-
من سيحتفل بعيد العمال؟
-
ثقافة الخوف
-
مسيحية سقراط
-
الجمل والصهيونية
-
المسيح الإنسان
-
العرب أمة تكفير وليست أمة تفكير
-
الإسلام والمسيحية
-
الإسلام والمسيحية 3
-
هكذا رأيتك في منامي
-
الطلاق1
-
أقلام النت
-
الحب والجنس
-
طفل العراق
-
العراق الحزين
-
السماء لا تمطر رحمة والآلة رحمتنا
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|