أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - أعمال الاجتماع الوطني الثالث لوحدة الشيوعيين السوريين















المزيد.....



أعمال الاجتماع الوطني الثالث لوحدة الشيوعيين السوريين


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 708 - 2004 / 1 / 9 - 07:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


انعقد في دمشق صبيحة يوم 19/12/2003، الاجتماع الوطني الثالث لوحدة الشيوعيين السوريين، وقد حضر الاجتماع الرفاق أعضاء لجان التنسيق والمبادرة من المحافظات السورية، الذين يمثلون مختلف الفصائل الشيوعية، إضافة لبعض الضيوف من شخصيات وطنية ومفكرين وسياسيين.
وتلقى الاجتماع عدداً من رسائل التحية من العديد من الشخصيات الوطنية.
 
مناقشة التقرير ومسودة الورقة السياسية
وقد شارك في مناقشة التقرير المقدم من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين عن عمل لجان التنسيق والمبادرة ما بين اجتماعين إضافة إلى مسودة الورقة السياسية، (22) رفيقاً وضيفاً، وهم:
فيصل خير بك (اللاذقية)، سلطان قنطار (السويداء)، أيمن بيازيد (دمشق)، عمر شتات (طرطوس)، عبد الطيف العش (إدلب)، فهمي العاسمي (درعا)، حكمت محمد (اللاذقية)، محمد طباطب (حمص) فاضل حسون (دير الزور)، غالب سعدون (الحسكة)، إدوار خوام (حلب)، صلاح الدين البدوي (حمص)، د. قاسم عزاوي (دير الزور)، د. منذر خدام (اللاذقية)، مصطفى رستم (حماة)، سلامة كيلة (دمشق)، رسمي شناعة (دمشق)، نصر سعيد (اللاذقية)، هيثم كواكبي (دمشق)، حمزة منذر (ريف دمشق)، د. قدري جميل (دمشق)، منصور الأتاسي (حمص).
تقرير مكتب المتابعة
قدم الرفيق فيصل خير بك، تقرير مكتب المتابعة حول عمل لجان التنسيق ما بين الاجتماعين، هذا نصه:
نلتقي اليوم لنقدم كشف حساب عن المرحلة الثالثة التي اجتزناها بنجاح من عمر اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، ونستعرض ما أنجزناه والعقبات التي صادفتنا أثناء مسيرتنا، ولنتفق على وضع مهمات جديدة للمرحلة الرابعة من لقاءات وحوارات واستصدار مسودات أوراق عمل جديدة تكون بمثابة تصورات لبرنامج عمل مستقبلي يقودنا إلى المؤتمر التوحيدي لجميع قواعد الشيوعيين السوريين.
فيما يتعلق بالحوارات مع الفصائل الشيوعية فقد جرى كما علمتم سابقاً إرسال  رسائل لقيادات الفصائل الثلاث بناء على موافقتكم المسبقة واقتراحات من كوارد هذه الفصائل كي لا يكون هناك أي مأخذ علينا فيما يتعلق بفتح باب الحوار مع قيادات هذه الفصائل. وكنا نعلم مسبقاً ماذا ستكون ردود الفعل.
فصيل (النور) الرفيق
يوسف فيصل:
ونكرر على مسامعكم مرة ثانية بأن حصيلة الاتصالات التي جرت مع تيار النور أن وفداً قد شكل من رفيقين في المكتب السياسي.
اللقاء الأول كان للتعارف وتحديد موعد للقاء ثان، وقد فشل هذا اللقاء بسبب تغيب الرفيقين المذكورين دون مبرر ودون اعتذار. وقد أدى هذا إلى ظهور تساؤلات لدى أعضاء اللجنة المركزية في فصيل النور (الرفيق يوسف فيصل) وفي اجتماعات بعض المحافظات أثناء المؤتمرات الانتخابية في اللجان المنطقية.
ففي مؤتمر إحدى اللجان المنطقية أجاب الرفيق يوسف فيصل عن أسباب إيقاف الحوار بما معناه:
1. نحن الوحيدون الذين تجاوبنا مع هؤلاء في حين أغلق الآخرون الباب بوجههم.
2. في اللقاء الأول الذي تم مع هؤلاء تبين أنه لا يوجد لديهم برنامج سياسي ولا توجه سياسي واضح وهم ليسوا تياراً ولا مجموعة متماسكة بل هم مجموعات متناثرة هنا وهناك.
3.  لقد تبين لنا أنهم مجموعة من الأشخاص تحركهم طموحاتهم الشخصية ولايحركهم أي موقف سياسي، وقد أبعدوا عن التنظيمات التي كانوا ينتمون إليها بسبب نزعاتهم الشخصية. لذلك لا جدوى من  الحوار معهم، ومن الأفضل أن يتقدموا إلى أحد الأحزاب القائمة، إذا كانت هذه الأحزاب تستقبلهم.
وهكذا نستطيع القول بأن الرفيق يوسف قد أعلن إيقاف الحوار معنا.
لكن الرفيقين لم يعلنا وقف الحوار أمامنا صراحة وذلك إما لعدم اقتناعهما بموقفه أو لأن المكتب السياسي لم يتخذ موقفاً بمقاطعة اللقاءات ولم يقبلا بتحديد موعد ثابت مع رفاقنا تلبية لرغبة بعض قياداتهم الشخصية الضمنية.
وهكذا تبقى الأمور معلقة مع هذا الفصيل دون إلغاء ولا متابعة بسبب من الوضع الداخلي لديهم في المنظمات التي ترغب بأكثريتها في فتح باب الحوار للوصول إلى الوحدة المنشودة مستقبلاً لأن قناعة معظم الشيوعيين بأن الوحدة ضرورية وخاصة في الظروف الراهنة.
هذا الواقع المؤلم الذي ذكرناه والمرفوض من قبل القواعد في فصيل (النور) دفع أعداداً واسعة من الرفاق في اللجنة المركزية واللجان المنطقية والمنظمات القاعدية إلى الضغط من أجل التوحيد أو متابعة الحوار معنا.
وقد أعلنت منظمات فرعية وأعضاء لجان منطقية في عدد من المنظمات رفضها لقرار وقف الحوار غير المعلن معنا.
لذلك فإننا نطلب إلى جميع الرفاق في لجان التنسيق وكل من تعنيه قضية الوحدة بين الشيوعيين، استمرار التواصل والتحاور مع هذا التيار ودفعه للأمام وتأمين كل الأشكال التي تساعد على المشاركة معاً في رسم توجهات التوحيد.
فصيل (الرأي) الرفيق
رياض الترك:
إن التعامل مع هذا الفصيل وبالذات مع بعض قياداته كان تجربة غاية في الحساسية وذلك بسبب ماتعرضت له قيادات وكوادر هذا الفصيل من ضغوطات  وخاصة الرفيق رياض شخصياً، وقد أثر هذا الأمر على قيادة وكوادر هذا الفصيل أيضاً بسبب عدم إظهار التضامن مع المعتقلين من قبل قيادة الفصائل الشيوعية الموجودة في الجبهة ولذلك ظهر اتجاهان: أحدهما يريد تقييم مرحلة الحكم السابقة بشكل نقدي والآخر يريد تقييماً نقدياً جدياً لمجمل تجربتهم وتأثيرها على المستويات الوطني والشعبي والحزبي.
ونحن من  واجبنا الوقوف إلى جانب أعداد واسعة من فصيل الرفيق رياض لتقديم دراسة تقييمية لمجمل سياسته الممارسة في السابق، ونعتقد أن مثل هذا التوجه قد بدأ فعلاً داخل اللجنة المركزية تحضيراً لمؤتمرهم القادم، وأيضاً عبر رفاق جديين يجتهدون للوصول لاستنتاجات تفيد الجميع.
أما بالنسبة لرد الرفيق رياض والمكتب السياسي فيمكن تلخيصه بما يلي:
1.  لانريد الوحدة مع من تركناهم وخاصة القيادات.
2. المهمة الآن هي الوحدة مع التيار الديمقراطي الواسع لأن المهمة السياسية هي الوصول للديمقراطية، وهذه أوسع في الوقت الحالي من الاشتراكية والشيوعية.
3. أنتم لم تنتقدوا أنفسكم عن الماضي.
4. أنتم لم تعلنوا المعارضة للسلطة ولستم في صف المعارضة.
5. لم تنتقدوا العلاقة السابقة مع الاتحاد السوفييتي.
6. الديمقراطية اللاحقة ستكون بأفق ليبرالي.
7. لا نرغب نحن بتقديم برنامج اقتصادي اجتماعي، والمهمة الآن وطنية وديمقراطية.
هذه الأمور كلها لا تسمح لنا بالحوار معكم.
ونستطيع أن نستنتج من هذه الردود أنه يجب علينا أن نتبنى سياستهم كلها ونتخلى عن قناعاتنا حتى يقبلوا بفتح الحوار معنا.
ولكن هذا الرأي الذي ذكرناه ليس الوحيد بل هناك آراء أخرى في اللجنة المركزية والمنظمات ترى أن الحزب الشيوعي هو حزب طبقي أولاً وأن القطاع العام بحاجة إلى إصلاح  وليس إلى نسف أو خصخصة، وأن الديمقراطية إذا لم تساعد العمال والكادحين على تطوير حياتهم طبقياً فسوف تتحول إلى بربرية ويرى أصحاب هذا التيار أن المهام الوطنية تتداخل مع المهام الأخرى لذلك فهذا كله يتطلب وحدة الشيوعيين وبهذا يقتربون من طروحاتنا ونلتقي قي العديد من النقاط.
فصيل (صوت الشعب) الرفيقة
وصال فرحة:
لقد رفضت قيادة هذا الفصيل استقبال رفاقنا في أكثر من مناسبة ورفضت استلام أية رسالة موجهة إليهم ، كما أعلنوا بأنهم يرفضون أي حوار مع اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وهذا يعكس أن أبواب الهيئات القيادية قد أقفلت في وجهنا لكننا لم نعدم الوسيلة للاتصال بالكوادر الحزبية في قواعدهم ونستطيع أن نقول أن هناك توجهات سليمة وديمقراطية في أوساط قواعد هذا الفصيل الذين لايرون أن هناك مانعاً يحول دون تبادل الآراء بشكل حر وديمقراطي.
أيها الرفاق والأصدقاء:
إن ما عرضناه من إجراءات قمنا بها للوصول إلى مركز القرار السياسي والتنظيمي في قيادات الفصائل الثلاثة وبكل احترام مبتعدين عن الدخول في مهاترات ومساجلات كلامية غير لائقة صدرت عن البعض إما شفهياً أو على صفحات بعض الجرائد الناطقة باسمهم يعكس مدى جديتنا وثقتنا بأهدافنا المعلنة واستعدادنا للوصول إلى نقاط لقاء تقودنا نحو الوحدة.
إننا نعتبر أن إغلاق باب الحوار عند أي فصيل يعكس ضعفاً في مضامينهم ولا يعكس قوة.
لذلك فإن انطلاقتنا صحيحة وتؤكدها الاستنتاجات التالية:
1. إن رسائلنا إلى قيادات الفصائل الشيوعية قد ساهمت في دفع الحوار داخل هيئات الفصائل القيادية باتجاه ضرورة التوحيد.
2. مازال قرارنا السابق بالوصول إلى الوحدة من القاعدة قراراً صائباً رغم أنه يتطلب جهداً كبيراً للقاء مع كل رفيق وحواره وإقناعه بالمشاركة.
3. عملنا للقاء الهيئات القيادية للفصائل المختلفة في كافة المحافظات يجب أن يتطور ونقترح على لجان التنسيق أن تحاول من جديد وبدون كلل مع هذه الهيئات وتطور الحوار معهم مجتمعين آو منفردين.
4. إن الواقع التنظيمي لهذه الفصائل يجعلها تتحفظ في الحوار معنا ومع ذلك فيجب علينا أن نكون على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
الندوات
لقد قامت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بإطلاق مسودات أوراق العمل الأربع التي أوصى بها الاجتماع العام الثاني وهي:
- موضوعات حول أزمة الحزب.
- حول المرجعية الفكرية.
- حول مهامنا السياسية الأساسية.
- حول آليات عمل هيئات الحزب.
وقامت لجان التنسيق في المحافظات بتبني هذا النقاش وعقدت مالا يقل عن  ثلاثين ندوة شارك في النقاش أكثر من ألف رفيق منهم حوالي 600 رفيقاً من خارج لجان التنسيق والباقي من لجان التنسيق وبقي عدد قليل من لجان التنسيق في بعض المحافظات التي لم تعقد مثل هذه الندوات، ومن الملاحظ أنه مع ازدياد هذه الندوات يزداد عدد المشاركين الجدد وخاصة من قواعد الفصائل الشيوعية الثلاث حيث أبدوا آراءهم صراحة سواء مباشرة أو عن طريق النشر في صحيفة «قاسيون» التي لم تتحفظ على نشر أي رأي لأي رفيق حتى ولو كان معارضاً لتوجهات اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين حفاظاً على مصداقيتنا بسماع ونشر الآراء الموافقة أو المناقضة، وهذه جرأة ومصداقية نرجو أن يتحلى بها الآخرون.
الندوات المركزية
عقدت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ثلاث ندوات مركزية في ثلاث محافظات ضمت حوالي 600 مشاركاً وقد غطت صحيفة «قاسيون» وقائع هذه الندوات وصدر الكراس الأول الذي غطى كل وقائع الندوة الأولى وسيصدر الكراس الثاني والثالث قريباً لتغطية وقائع الندوتين الأخريين.
أما الندوات التي جرت في المحافظات الأخرى فقد نشر ملخصات عن وقائع بعضها بحيث تضمنت آراء المشاركين من داخل وخارج لجان التنسيق دون أي حذف أو تحوير بمحتواها.
وقد ساد الجو الديمقراطي والصراحة والوضوح في هذه الندوات جميعها وظهرت تعددية في الآراء المتداولة بين الشيوعيين.
وتبين من الآراء المطروحة أنها تعكس رغبة صادقة وطموحة في تطوير عمل الحزب فكرياً وسياسياً وتنظيمياً وأنه من الممكن الوصول  إلى قواسم مشتركة واسعة وأن الحزب يمكن أن يتطور بدل أن يتبعثر.
ولو كان الحوار الديمقراطي هو السائد في الماضي لحلت الخلافات بشكل ديمقراطي وتعددي بدلاً من حسمها تنظيمياً كما جرى ويجري حالياً.
 وإذا كنا قد أطلقنا مسودات أوراق العمل للنقاش والحوار نعلن الآن أننا قد أنهينا المرحلة الأولى من النقاش الذي استوفى في الندوات التي عقدت في كل أنحاء البلاد فإننا نقترح بأن يستمر الحوار بشكل عام حول نقاط أخرى ظهرت من خلال الندوات أو ستظهر فيما بعد ليصبح تقليداً من تقاليدنا الجديدة، وهو الصيغة الأكثر قدرة على منع الاصطفاف والانقسام والتبعثر.
عمل لجان التنسيق
كانت لجان التنسيق قد تشكلت مسبقاً بإشراف اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين للقيام بدورها في استنهاض الرفاق التاركين والمتشائمين خارج وداخل التنظيمات والفصائل المختلفة إضافة إلى إجراء صلات مباشرة مع الرفاق في القواعد.
وقد قامت هذه اللجان بالدور الموكول لها ولكن ليس بالشكل المطلوب منها،وهذا عائد لعدة أسباب منها:
1. طبيعة عمل الرفاق في هذه اللجان حيث أن عملهم الوظيفي أو المهني لا يمنحهم الوقت الكافي للقيام بالمهام الملقاة على عاتقهم.
2.  العامل الذاتي لدى هؤلاء الرفاق الذين تتفاوت مقدراتهم من لجنة إلى أخرى.
3. عدم تجاوب بعض الرفاق المنغلقين مع الدعوات الموجهة لهم للحوار.
4. وهناك عوامل ذاتية وموضوعية أخرى حالت دون تحقيق ما نطمح إليه من توسع كماً ونوعاً.
لكننا يجب أن لا نخفي بأن هناك نجاحات عديدة وواسعة قد تحققت في بعض المحافظات من حيث توسيع لجان التنسيق كماً وكيفاً وأصبح لها تواجد في أنحاء مختلفة في بعض المحافظات.
لكننا يجب دوماً أن نعتبر أنفسنا مقصرين وبإمكاننا إحراز المزيد من النجاحات كي نضاعف نشاطنا وتعدد أساليبنا، لأن الرضى عن الذات يدفعنا إلى التواكل والتخاذل.
إن فتح أبواب الحوار والنقاش عبر الندوات واللقاءات الفردية قد زاد من ثقة الرفاق والقوى السياسية الأخرى بنا وبدأ البعض يتبنى أسلوبنا الديمقراطي في التعامل مع مسودات أوراق العمل ومع مسودة الورقة السياسية التي طرحت للنقاش بشكل واسع في القواعد وأدخل عليها تعديلات حتى وصلت إلى ماهي عليه الآن، والمطلوب إغناؤها من هذا الاجتماع وإخراجها بحلة جديدة علماً أننا لا نعتبرها برنامجاً سياسياً رسمياً.
أيها الرفاق والأصدقاء الأعزاء:
إن أسلوبنا الديمقراطي الجديد في التنظيم وإدارة الحوار وطرح الآراء المتعددة واحترام الرأي الآخر وعدم تجاوز رأي الأقلية قد فتح آفاقاً جديدة أمامنا وجعل موقفنا موضع نظر مختلف التنظيمات السياسية، وقد طرحنا نهجاً للتحالفات وجعنا الشارع الجماهيري هو ملتقانا مع أية قوة سياسية.
لذلك فإن مبتغانا هو العودة للجماهير الكادحة والدفاع عن مصالحها الطبقية واستعادة ثقتها بنا بشكل خاص وبالعمل السياسي الذي هجرته طويلاً بشكل عام، كل هذا يتطلب جرأة في الطرح وجرأة في التصدي للفساد والمفسدين، وجرأة في النزول إلى الشارع لتنفيذ المهام الملقاة على عاتق القوى السياسية التي تبغي إثبات وجودها على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.
مداخلات الضيوف
مداخلة د. منذر خدام
وفي مشاركة الضيوف في النقاش العام. تحدث د. منذر خدام قائلاً:
أتيت لأشارك الرفاق الشيوعيين في سعيهم للوحدة والتي أتمنى من كل قلبي أن تتكلل بالنجاح، قرأت بعجالة الأوراق التي تشكل أرضية الحوار.
وأضاف: الاستبداد هو الذي يحول بيننا وبين وعي قضايانا الاقتصادية ووعي قضايانا الاجتماعية، مع تأكيدي على الفكرة الواردة في الورقة السياسية حول وحدة القضايا الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية، إنما كنت أتمنى أن يشار بأولوية واضحة لقضية الديمقراطية.
وتابع قائلاً: أنا لاأتفق مع مقولة «الإمبريالية أخر مراحل الرأسمالية» وليست العولمة كذلك أخر مراحلها كما أشار أحد الرفاق.
وقال: نحن لا نتميز كشيوعيين ولاكوطنيين عندما نطالب بالوحدة  الوطنية فقط، فعندما أتحدث عن القضية الوطنية فمن خلال بناء نظام في المصالح، يكون للطبقة العاملة حقها وللفلاحين حقهم وللبرجوازية الوطنية حقها أيضاً.
وأضاف: نحن في سورية نعاني من نقص تطور الرأسمالية وليس من الرأسمالية.
وتابع: لقد امتحن التاريخ مقولة لينين: «حول بناء الاشتراكية بفعل ذاتي».
في ظروف التخلف لا غنى عن دور الدولة والقطاع العام، لكن ليس القطاع الحكومي، لقد بنينا في سورية قطاعاً حكومياً لذلك فالدفاع عن دور الدولة شيء مهم في برنامج الشيوعيين وبرنامج الوطنيين العام بشكل عام.
هذا يدفعني للقول أن هذا يتطلب منا نظرة أوسع من الطبقوية إذا صح التعبير.
وأضاف: لذلك من وجهة نظري يجب أن نتخلى عن النظرة الطبقية الضيقة.
وقال: هناك مسألة انزلقت لها بعض قوى المعارضة اختلفت معها في ذلك لا يجوز في أي خطاب يقدم ضد الاستبداد أن يوجه تهمة إلى حزب البعث العربي الاشتراكي.
شئنا أو أبينا فحزب البعث  من الأحزاب الوطنية الموجودة.
وأضاف: هناك مسألة المركزية الديمقراطية:
هذا مفهوم من المفاهيم الأساسية في الماركسية اللينينية في الجانب السياسي والتنظيمي.
أنا أجرؤ أن أقول أن لينين كان مخطئاً في تثبيت هذه المقولة.
مداخلة د. قاسم عزاوي
وتحدث د. قاسم عزاوي قائلاً:
... ارتبطت كلمة شيوعي بكلمة مناضل ومضحي، علماً أن كثير من التضحيات كادت أن تذهب سدى بغياب المهمات المطروحة أمام الشيوعيين.
وأضاف: عليهم أن يقطعوا بوضوح لكي تكون لهم علاقة واضحة مع الجماهير والجبهة. هناك غموض لأسباب يمكن استيعابها وفهمها في مسألة الجبهة، خاصة في هذا الوضع العصيب جداً الذي تمر به منطقتنا.
وقال: كل الأحزاب والقوى في السلطة وسواها ضعيفة جداً، أحزاب الجبهة كلنا يعرف أنها أصبحت قيادات وكوادر وليس لها قواعد، وأحزاب المعارضة أيضاً ضعيفة جداً قد يبرر لها القمع المزمن الذي تعرضت له، ولكن لا يبرر لها غياب الديمقراطيات فيها، الذي هو مرض في أحزاب الجبهة والمجتمع والمعارضة.
وتابع: كلنا ضعاف إذا لم نضع أيدينا بأيدي بعض.
- ماهي المهمات المطروحة بشكل أساسي؟
الوحدة الوطنية، ماهو مفهومها؟
نحن نقول: إن الوطنية تبنى على أسس واضحة ومتفق عليها تعتمد الديمقراطية واحترام الرأي الآخر ومصلحة الوطن أولاً وآخراً.
وأضاف: وندعو منذ زمن طويل إلى الوحدة الوطنية، ونقول إن العدو الأمريكي قريب جداً في محافظة دير الزور في قرية الحصيبة قرب البوكمال لم يعد خلف البحار والعدو الصهيوني ضربنا في عين الصاحب نحن ضبطنا أنفسنا واشتكينا لمجلس الأمن.
إن التركيز وأوافق على ما طرحت الورقة السياسية على ضرورة التشابك والتداخل وعدم إمكانية الفصل مابين الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي، لأن الذي ينهب البلد ويسرق ثروة الدولة والمجتمع التي
تقدر بـ(180) مليار، هؤلاء الذين سرقوا، لماذا يستطيعون متابعة سرقتهم؟
لغياب الديمقراطية، وعدم وجود صحافة وأحزاب حرة.
وقال في الختام: ماجدوى الحديث الآن عن تشكيل حزب والسياسة منزوعة من المجتمع، أنتم تحاولون توحيد الشيوعيين وهذا عمل شريف ونبيل ونحن نشد على أيديكم، وقد نصبح معكم في يوم من الأيام.
ولكن في غياب  السياسة عن المجتمع نحن مدعوون أولاً لإعادتها إلى المجتمع وإعادتها تحتاج إلى تكاتف كل القوى.
مداخلة الأستاذ مصطفى رستم
كما تحدث الأستاذ مصطفى رستم قائلاً:
في بادئ الأمر عندما سمعت عن حركة لوحدة الشيوعيين السوريين لفت انتباهي أن هناك حيوية جدية وحماس تظهر لديهم وأمر آخر أيضاً أن أحدهم قال لي: نحن أبناء الحركة الشيوعية وصلنا إلى استخلاص مفاده أنه نحن كشيوعيين إن لم يكن بيننا خلاف فهذا يعني وجود خطر نعيشه.
أي أن هناك نوعاً من التصويت كضرورة إنسانية وجود اختلاف ضمن أي تجمع إنساني وهذا سر من أسرار التطور.
لقد صرحت أن رؤيتي أننا كحركات سياسية نشأت في القرن العشرين إن كان الشيوعيون بكل تلاوينهم أو القوميون وكل تلاوينهم أو... قاموا بدور جيد في حركات التحرر لكنهم فشلوا في إدارة المجتمع وبتقديري عقوبة الحياة الطبيعية أن تتمزق هذه القوى.
وسبب هذا التمزق هو عدم تأدية هذا الحزب لدوره الوظيفي الاجتماعي. استخلاص العبرة الأولى أن هناك وأعتقد أننا بحاجة إلى وقت لتجاوز هذا الخلل.
وفق رؤيتي الخاصة أننا ما لم ننتج خطاباً جديداً فلن ننشئ حركة سياسية جديدة وهذا الخطاب مالم يستند على ثقافة وخلفية ثقافية وأعني جملة المفاهيم التي ننظر بها للآخر.  فعلينا تجاوز مسألة الخلفية الثقافية العشائرية لكي نكون حركة سياسية جديدة.
والآن أمامكم مهمة صعبة وبرأيي مستحيلة.
وأضاف: هناك ندوة يتيمة ألقيت فيها محاضرة باسم «خطوات لابد منها» خطوات لابد منها كمشروع سياسي، وتحدثت عن ثلاث قضايا (قانون الطوارئ، حرية الرأي والتعبير السياسي، استقلال القضاء) وأي خطوة دون هذه القضايا هي لا شيء.
ووجدت في هذه القضايا خطوات للدخول للوطن وحقي بأن أكون مواطناً وحقي أن أقول كلمتي وحقي أن أكون محمياً، فكيف أستطيع الحديث عن نظام اقتصادي بعدم وجود هذه القضايا الثلاث في هذه المحاضرة، لأن أي  نظام اقتصادي سوف يفشل بسبب الفساد والنهب. وطالما الفساد والنهب قائمان سيفشل أي نظام اقتصادي ولن تحصل على حقك بالدخول للوطن، ولن أستطيع انتزاع حق الاعتراف بنفسي كمواطن.
لم تتعرض الورقة لمسألة الاستبداد، والكثيرون تحدثوا عنه، لكن المسألة الخطيرة التي لمسناها أن الاستبداد ليس مسألة ظلم فقط أو اغتصاب حق فقط، ففي وطننا العربي أعطى نتيجة خطيرة جداً وهي تمزيق هذا المجتمع وخلق توترات داخلية إلى حد الانقسام، فلا يجوز أن لا نتعرض لها، ونضع يدنا عليها، وأنتم إن لم تتعرضوا لها، اسمحوا لي أن أشعر بالالتباس.
هناك رأي اعتبرته رائعاً لأنه متفق معي عن مصطلحات لم أفهمها مثل «تعزيز الوحدة الوطنية» هذا معناه أن هناك وحدة ونحن نريد تعزيزها.
وقال: إن الجبهة يا رفاق تنطبق عليها الآية القرآنية: «وما صلب ولكن شبه لهم». وهم كذلك لايقودون ولكن شبه لهم.
كنت أتمنى من الورقة السياسية أن تتناول هذه القضية بقوة.
مسألة استقلال القضاء غير مطروحة في الورقة.
في الختام: لا أرى  وضوحاً في الورقة، خاصة في الوقف من المعارضة والنظام فأنتم تسيرون بين حائط النظام وحائط المعارضة، لكنها بدايات جيدة وأنا أتفاءل بها لكني أحذر من العموميات وأتمنى أن تكون لغة الخطاب واضحة ومحددة.
مداخلة الرفيق حمزة منذر
وفي إطار النقاش العام، تحدث الرفيق حمزة منذر قائلاً:
بداية أقول إن الورقة السياسية كما سميناها، إنما هي محاولة، وعن حق قال فيها أحد الرفاق إنها للآن، هي ليست القواسم الدنيا المشتركة، بل هي القواسم الأعلى المشتركة، من أوراق العمل التي أطلقت للحوار بين الشيوعيين السوريين من على ساحة الوطن ولاأذيع سراً إن قلت أن هنالك ما يزيد عن خمسين ندوة نوقشت فيها أوراق العمل الأربعة للحوار، وإذا أخذنا العدد بشكل مكرر يزيد هذا العدد عن ألفي شيوعي، وإذا أخذنا بشكل غير مكرر يتجاوز الألف. هذه ظاهرة غير مسبوقة لدينا سابقاً.
وقدم ملاحظات سريعة، جاء فيها:
قيل أن لا وجود لبرنامج قوى السوق لأنها مشغولة بالشفط والنهب، بودي القول أن هذا هو بالضبط برنامجها ولهذا (الشفط والنهب) تفاصيل خطيرة جداً، وأخطر ما فيها أنها ترتبط بالرأسمال المالي المعولم، ومن هنا نزعم أنها قوة رئيسية من حيث خطورتها، لا بل هي القوة الأخطر. لأنها ترتبط بما هو أقوى مما في الداخل جميعها أي برأس المال المعولم وبمحاولات ضرب الدولة الوطنية، إلخ....
هناك فكرة أن القيادات بطبيعتها منسجمة مع طبيعتها الطبقية، ولم يتفق البعض معنا أن أمراض العمل الجبهوي هي  أمراض جدية ومشخصة طالت جميع الأحزاب بدون استثناء وأخطر مافي هذه الأمراض أن هذه الأحزاب تحولت لجهاز تابع لجهاز الدولة، وأي حزب يتحول إلى تابع لجهاز الدولة يفقد الوظيفة الاجتماعية التي أعلن من أجلها أو أشار في برنامجه إليها.
وقال: إضافة إلى ذلك، وللأمانة والتاريخ، نحن كنا قد أكدنا في ميثاق الشرف أننا سنكون أمناء للبناة الأوائل والشهداء ولكل من وضع لبنة في الطريق أو سار خطوة عليه، وهناك بين القيادات فعلاً مرت مرحلة كبيرة كان فيها مناضلاً متمترساً شرساً على الخصوم الطبقيين ويجب أن لا نبخس حق هؤلاء وهذه مسألة تتعلق بالأخلاق العامة لأي كان..
هناك قضية أشار إليها الدكتور العزيز عزاوي، حول أن جميع أحزاب الجبهة هي قيادات وكوادر ولكن دون قواعد، نحن نتفق مع هذا الرأي، لكن لماذا أصبحت بدون قواعد؟ خرجت من الجماهير وهذا سبب أزمة لجميع الأحزاب ولايمكن الخروج من الأزمة إلا بالعودة إلى الجماهير.
عندما نقول: وعدونا بالإصلاح ولكن لم يأت الإصلاح.. من يمنع الإصلاح؟! هل الأشباح؟! علينا أن نشخص من يمنع الإصلاح ومن يعيقه وما هي البرامج التي أطلت برأسها الآن صراحة في المجتمع، في السابق كانت هناك برامج مخفية، تذكروا عندما جاء (العمادي) وأول ما بدأ بدولرة الاقتصاد السوري عبر الأدوية وكيف استمرت هذه المسيرة لفترة طويلة، ولكن الآن هذه البرامج أطلت برأسها صراحة وتطالب بمساحة في القرار السياسي و..إلخ...
إذاً هنالك قوة ممانعة ومحاولة استعصاء موجودة.
وأضاف: حول مفهوم الوحدة الوطنية يثار كثير من التساؤلات حول هذا الموضوع. السلطة لديها مفهوم وديمقراطية أخرى أيضاً لديها مفهومها. أخشى ما أخشاه أن البعض عندما ينتقد الضعف في الوحدة الوطنية أن يفهم من ذلك أن لا وحدة وطنية على الإطلاق، وأننا قد عدنا إلى مكونات ما قبل الدولة الوطنية. وهذا نظرياً شيء خطير. هذا نظرياً ما وصل إليه (بريمر) في العراق والحديث يطول عن هذا الموضوع. إذاً عندما يقال (تعزيز الوحدة الوطنية) هذا ليس مفهوماً خاطئاً، المقصود ليس رفع  العتب عند رفع هكذا شعار.
تعالوا لنتفاهم جميعاً ماهي السبل الأفضل لتعزيز الوحدة الوطنية دون إقصاء ودون إلغاء ودون إلحاق ودون إدماج ودون أن يكون أحد عبء على الآخر. هذا شيء مهم جدا ًباعتقادي ونحن  لانقفل أبداً أنفسنا على اجتهاداتنا بل نتحاور وفي هذا المكان جرت أكثر من ندوة مع منتجي المعرفة في بلدنا ونتشرف أن ندعو بعضكم إلى ندوات قادمة.
حول ما قيل حول الاستبداد، فعلاً الاستبداد يتجلى في الجهل والإنسان الجاهل يخشى أي شيء. الجهل نحو الذاكرة الشعبية، نحو الموروث...إلخ.. هذا كله أسباب تساعد المستبد عملياً على أن يستبد أكثر.
وقال: مثال بسيط: عندما نقول ونؤكد في «قاسيون» وعبر تحليلات ودراسات أن نسبة البطالة تتجاوز العشرين بالمائة (حوالي مليون ومئتي ألف عاطل عن العمل) من هؤلاء 37% خريجي معاهد وجامعات، عندما نقول أن هناك ما بين عمر (25 ـ 40) سنة 48% من الإناث غير متزوجات و46% من الذكور غير متزوجين. بالمفهوم العلمي يقال أن هذا يشكل الأرضية المناسبة لأخلاقيات العالم السفلي. وما بداخلها من أمراض. لذلك نحن نحاول ألا نخلق واقعاً متخيلاً وليس لدينا أوهام على أن الطبقة العاملة ستحمل الرايات وتقتحم الحصون وكذا وكذا...
وفي الختام قال: الجميع أحياناً ينتقدوننا قائلين: تطالبون وتطالبون، وذات الرفيق والصديق العزيز هو نفسه يطلب منا أن نعمل كذا، فالمطالبة عملية مشتركة لدى الجميع فلنعمل لنصل إلى مستوى تقل فيه المطالبة وتكثر فيه فرض الأمور الحقيقية والواقعية.
مداخلة الرفيق د. قدري جميل
وفي إطار النقاش العام في الاجتماع الوطني لوحدة الشيوعيين السوريين، تحدث الرفيق د. قدري جميل قائلاً:
فعلاً أود أن أشكر كل من سبقني بالحديث من عن هذا المنبر لأن الحوار بحد ذاته بالنسبة لنا هو تجريب لأفكارنا، على أرض الواقع، وسنرى هذه الأفكار كيف ستتدقق وتعدل وتطور ونؤكد بعضها حسب كل فكرة، وهذا ما يرفع لياقتنا. ولاحظت أن الشباب سعداء بوجودهم هنا لأن في الجلسة (عراك).
ونحن عبر الصراع في الحوار نعيد بناء حركتنا وننتهي من مرحلة الصراع من أجل الصراع، لذلك إذا استطعنا أن نتقدم  بخطوات من زاويتنا المعرفية سيكون ذلك أمراً جيداً. وإذا استطعنا أكثر من ذلك أن نتقدم من بعضنا البعض خطوات ولو أقل فذلك أيضاً أمرٌ لابأس به.
على حافة نقطة الافتراق
1- أنجلز بالقرن التاسع عشر، بأيام لم تكن الرأسمالية قد بلغت ذروتها بعد (1895)، قال جملة لحد الآن كلما أكررها تذهلني: «إن أي خطوة إلى الأمام تقوم بها الرأسمالية في مجال تطور القوى المنتجة هي خطوة للوراء بالنسبة للإنسان وبالنسبة للطبيعة»... انظروا كم حلق في ذلك الأوان، وكأنه ينظر إلى اليوم. لذلك نحن برؤيتنا وتحليلنا للرأسمالية، نتجنب الحديث المجرد عن تجديدها لنفسها وقدرتها من خلال هذا التجديد على التكيف، لأنه دائماً وراءنا ظل إنجلز في هذا الموضوع، وهو ما يجعلنا نطرح هذا السؤال الدائم على حساب ماذا تجدد الرأسمالية بنفسها. هذه القضية الأولى تحتاج إلى تثبيت بالنسبة لنا. من هذه الزاوية نحن مستمرون دون تفاؤل رومانسي فارغ بمسألة النضال ضد الرأسمالية، ونرى أن احتياطاتها بقدرتها على تجديد نفسها قد استنفدت. أن تطور الرأسمالية سيصل بنا إلى تلك اللحظة التي تنبأ بها شيوخنا الكبار وهي أن تطور الرأسمالية سيصل بنا إلى نقطة افتراق هي إما اشتراكية أو بربرية.. ألا تلاحظون أننا عند نقطة الافتراق هذه وعلى حافتها؟
الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية
2- بالنسبة للاشتراكيين، من يعود إلى الكلاسيكيين بالمناسبة يكتشف أنهم من الناحية النظرية تنبؤوا بإمكان انهيار التجارب الأولى، وما يمكن أن نضيفه على ما اكتشفوه أن التجارب الأولى التي انهارت هي  مادة خام جيدة للتجارب اللاحقة، لذلك لا أعتقد موضوع لينين وقضة الاشتراكية في بلد واحد فشلت، لأنها قامت بعملية لا رجعة عنها في القرن العشرين والواحد والعشرين. هذه العملية هي سمة العصر، رغم كل الهزائم والتراجعات الأخرى.
سمة العصر لاتزال الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية ببساطة لأن الرأسمالية لم تعد تملك أي إمكانية لتطوير القوى المنتجة إلا على  حساب الإنسان والطبيعة، والبديل الوحيد والحقيقي لمصلحة الناس هو الاشتراكية، وعلى الأقل، إن لم تقدم لنا الاشتراكية الأولى سوى هذه السمة، لا نستطيع أن نقول أنها فشلت، كيف إذا أضفنا لذلك تغيير ميزان القوى العالمي الذي قامت به، على الأقل انهيار النظام الاستعماري القديم ونشوء النظام الاستعماري الجديد وعدم قدرة الاستعمار الجديد بالنهاية على الاستمرار إلا بالعودة لاستخدام الأشكال القديمة التي نراها اليوم تتجلى بما يسمى النظام العالمي الجديد والعولمة.
ذلك كله دليل ضعف المنظومة التي نواجهها، وهذا كله دليل أن المنظومة التي قيل عنها أنها انهارت مازالت مستمرة ومازلنا نستند إليها إلى هذه اللحظة.. ونستند إلى إنجازاتها في التقدم اللاحق الذي سنحققه.
استحقاقات العولمة
3- حول العولمة: الذين يتحدثون عن العولمة يتحدثون عن قرية، أليس كذلك؟ نحن عندما نتحدث عن العولمة، ألا ترون أن خط المواجهة معها ليس خطاً من الخارج بل في الداخل؟
خط مواجهة قوى العولمة خط يمر عبر القضايا الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والوطنية؟
هنا لم يعد هناك حدود بالمعنى الأول لكلمة حدود، لذلك عندما نتحدث عن العولمة واستحقاقاتها نقصد فعلاً أن نربط تلك المفاهيم السابقة (الداخلي والخارجي).
ممكن أن تكون هذه الثنائية خطأ والحديث فيها من أوراق الماضي عندما نتحدث عن العولمة اليوم، نتحدث عن كل الاستحقاقات التي بين أيدينا..
منظومة مصالح
4- لماذا النظرة الطبقية؟ النظرة الطبقية، كما تعلمنا المقصود فيها هي النظرة الموضوعية الواقعية. هنا الطبقات واقع موضوعي، لكن شتان ما بين النظرة الطبقية التي هي أداة في التحليل ومابين المصلحة الطبقية.
غورباتشوف بالمناسبة لعب هذه اللعبة، عندما تكلم عن أولوية المصالح الإنسانية على المصالح الطبقية.
لعب لعبة (كاشاتبين) وخلط ما بين النظرة الطبقية والمصلحة الطبقية، وقال بأولوية المصالح الإنسانية مع أنه حتى إن كان هناك أحياناً أولوية للمصلحة الإنسانية فهي نتاج للرؤية الطبقية.
وإذا كانت الأولوية للمصالح الوطنية فهي أيضاً نتاج رؤية طبقية. وإذا قررنا بلحظة من اللحظات بقضية من القضايا بأن الأولوية للمصالح الطبقية فهي أيضاً نتاج نظرة طبقية. لذلك نحن نملك منظومة مصالح: قومية، إنسانية، طبقية، إلخ..
هذا كله يتم عبر نظرة طبقية كي نصل لنتيجة سليمة.
النظرة الطبقية هي طريقة المعالجة، طريقة رؤية الواقع وعلى أساسها ننتج منظومة المصالح. هذا الإشكال يزول إذا ما عالجنا المسألة من زاوية المستويين:
مستوى مفهوم المنظار أو النظرة أو طريقة الرؤية.
المستوى الثاني هو مسألة المصالح.
بين النظرية والتطبيق
5- كل ماتكلمناه يبقى كلاماً فارغاً دون ممارسة، صحيح أن الرؤية المعرفية تساعد على الممارسة لكن إذا بقيت تدور حول نفسها فإنها لاتستطيع أن تجدد حتى نفسها، لذلك مشكلتنا بالحركة السياسية في البلاد وبسبب ضعف أحزاب الجبهة وسبب ضعف الحركات السياسية هو الانفصال التام بين القول والفعل.
السؤال الدائم الذي يشغلنا هو كيف سننتقل بمنظومتنا الفكرية السياسية هذه إلى مجال الممارسة ومجال الواقع لإعادة الناس للسياسة. هذه القضية تشغل بالنا ونقوم بتجارب ومازلنا نخطئ ونصيب. ونتقدم للأمام، أكثر من غيرنا بكل صراحة، وبدون مبالغة، وقطعنا شوطاً في هذا المجال ـ وهو غير كاف ـ لذلك فعلاً مشكلتنا كيف سنتحول من القول إلى أرض الواقع.
من هنا سأنتقل إلى الخصوصية في دول العالم الثالث وسورية ليست خارجة عنها. الحديث عن الاستبداد صحيح، لكن أيها الرفاق الماركسيون واليساريون، ألا ترون أن الحديث عن الاستبداد دون الحديث عن البنية التحتية التي تتمثل بالنهب دون ربطهما ببعضهما البعض كناتج ومنتوج هو أمر غير كاف، العلاقة بينهما تطرح سؤالاً من الذي أنتج الآخر؟ من خلال دراسة عميقة لوضع بلدان العالم الثالث نرى ونصل فعلاً للاستنتاج الذي نؤكد عليه بأن جميع المهام مترابطة.
الاستبداد له علاقة بالبنية الفوقية للنظام السياسي الذي كان يمارس من بداية الستينات بعد انتهاء عملية نهوض حركة التحرر الوطني من أندونيسيا (التي ذبح فيها مليون ونصف شيوعي) للعراق للمغرب لأمريكا اللاتينية...إلخ..
وهذا النظام أو المنظومة السياسية، مامهمتها؟
ألم تكن مهمتها حماية نظام النهب الذي شاركت فيه الاحتكارات الكبرى مع النخب المحلية التي تحولت لمافيات وهو تعبير صحيح.
الديمقراطية والقضايا الاقتصادية ــ الاجتماعية
6- ننتقل إلى الممارسة/الفعل: مثلاً من أجل الديمقراطية وضد الاستبداد؟
شعار صحيح، لكن على أرض الواقع؟ لايحرك إلا النخب، وبآن واحد ألا تلاحظون أن القضايا المطلبية قضايا يجب أيضاً العمل عليها. وهي تحرك وسط واسع وكبير.
ألا تلاحظون أن بعض القوى التي مازالت تدور حول قضية واحدة هي الديمقراطية لم تستطع الخروج إلى قضايا أخرى حياتية اقتصادية ــ واجتماعية، ومازالت معزولة.
هذه هي المشكلة التي تتطلب العلاج.
نحن لانقول أن كلامنا منزل من السماء ولا نقول أن ممارستنا هي الصحيحة، فنحن نشق الطريق، ونقول أن هناك ترابطاً بين جميع هذه المهام لذلك على مستوى الممارسة والنظرية تحتاج هذه القضايا إلى تدقيق.
شعار الاستبداد دون ربطه بالنهب لا يحرك أحداً، لايحرك أحداً، الناس تحركها لقمة الخبز، لذلك يجب أن نربط بشكل ديالكتيكي بين مختلف هذه الجوانب ونظهر خطرها على القضية الوطنية، وعلى المصلحة الوطنية.
أعتقد أن هذه الرؤية لابد من التفاهم عليها ولاننزعج من بعضنا حينما نتكلم بصراحة بهذه القضايا.
ممكن أن تنتقدونا وتقولوا إننا مقصرون بالممارسة بالنسبة للقضية الديمقراطية، ولكن أنتم مقصرون بالقضية الاقتصادية ــ الاجتماعية بل حتى غير واضحين فيها.
ثنائية (النظام والمعارضة)
7- الآن تطرح مثلاًَ ثنائية (نظام ومعارضة) برأينا هذه الثنائية وهمية، لأنه بالنظام توجد قوى تشبه المعارضة، وبالمعارضة هنالك قوى تشبه النظام. خط الفصل وإعادة تكوين الفضاء السياسي لم يتم، لم ينجز في سورية، لذلك إذا أردت أن (أحك) هذه القوى من زاوية المصلحة الاجتماعية والنظرة الطبقية أحك بعض قوى المعارضة فأجدها تدافع عن برنامج قوى السوق، أحك بعض قوى النظام أراها تدافع عن البرنامج نفسه. الا يحق لي أن أتساءل: أولئك ما الذي يجمعهم؟
أتطلع إلى بعض قوى النظام فأراها تعمل ضد قوى السوق، أتطلع إلى بعض قوى المعارضة فأراها تعمل أيضاً ضد قوى السوق، أليس هنالك شيء مشترك؟
لذلك نحن نقول: في الوقت الذي يعاد فيه تكوين الفضاء السياسي في البلاد بنى سياسية بكاملها تنهار، وبنى أخرى تنشأ، عندها سؤال، أنتم مع من؟ مع المعارضة أم مع النظام؟. لا معنى له حتى من الناحية المعرفية، فكيف من الزاوية العملية.
نحن لسنا مستعجلين، مازلنا نصوغ خطنا، نصوغ سياستنا، وننتظر من الانعطاف الجاري في المنطقة وفي البلاد، أن يستكمل فرز تلك القوى الحاملة للبرامج الواضحة. أ. سلامة كيلة يرى أننا لا نمتلك برنامجاً. أنا موافق أن كل خطنا يقول (لانريد) ولكن (لا نريد) أليس برنامجاً أيضاً.
ملامح برنامجنا تتوضح شيئاً فشيئاً على أرض الواقع. موضوعة أن قوى السوق لا تمتلك برنامجاً موضوعة خاطئة، اقرأوا (نبيل سكر) أحسن برنامج!!
الصحيح أن البرجوازية البيروقراطية لاتمتلك برنامجاً واضحاً، لأنها براغماتية، تعمل على أساس الوضع القائم ونسبة القوى وتغيرها وتحاول أن تتكيف مع برنامج قوى السوق ما أمكن، وتحاول أن تحسن موقعها التفاوضي بإطار برنامج قوى السوق. هي التي لا تملك برنامجاً ثابتاً، برنامجها تحدده نسب القوى الإقليمية والمحلية والعالمية، وهو في تغير.
قوى السوق الكبرى تملك برنامجاً واضحاً وهي عدونا الأساسي الحالي والقادم بالمجابهة، وقوى البرجوازية البيروقراطية في نهاية المطاف بالمعنى التاريخي هي قوى مؤقتة.
الليبرالية الاقتصادية والقمع
8- السؤال الذي يبقى في النهاية، مسألة الرأسمالية:
نحن في خمسينات القرن الماضي طرحنا مسألة البرجوازية الوطنية ودعمها.
انتقدنا الكثيرون على ذلك، واتهمونا بأننا لم نضع أفقاً اشتراكياً، ومن الممكن أن تقرأوا كثيراً من الأبحاث حول المؤتمر الثاني للحزب.
الآن السؤال الحقيقي ونحن طرحناه، هل هناك إمكانية في أن يكون هناك برجوازية وطنية لها وزن فعال اقتصادياً وسياسياً في العالم اليوم؟ هذا سؤال؟
انظروا في دمشق أو في حلب، هي موجودة ولكن ما وزنها الحقيقي على الأرض؟ إنه يتناهى إلى الصفر، الوزن الحقيقي هو لقوى السوق الكبرى، قوة البرجوازية الطفيلية وحلفائها من البرجوازية البيروقراطية، لأولئك الوزن الأساسي، لذلك السؤال المطروح في ظل العولمة المتوحشة، هل يمكن أن نعود لتلك المسألة التي مضى عليها خمسون عاماً؟
المشكلة أن من كان ينتقدنا حينما كنا نتحدث عن إمكانية البرجوازية الوطنية، اليوم وعندما زالت الإمكانية الموضوعية لنشوء هذه الظاهرة، يتكلم بضرروة إعطاء الرأسمالية حقها بالوجود والتطور لأنها الطريق نحو الديمقراطية!، بكل بساطة!، متصوراً أن تجربة أوروبا خلال مائتي سنة في الليبرالية الاقتصادية والسياسية يمكن تكرارها بالعالم الثالث مع أن تجربة العالم الثالث لم تثبت لنا ولا في مكان، ذلك الطرح.
تجربة العالم الثالث بالليبرالية الاقتصادية أظهرت لنا المزيد من قمع الحريات السياسية. لايوجد ليبرالية اقتصادية بالعالم الثالث مع ديمقراطية، وهذا طبيعي بعصر العولمة، لأنه في عصر العولمة الليبرالية الاقتصادية تعني مزيداً من  نهب شعوب العالم الثالث، أي المزيد من الاستغلال أي المزيد من القمع...
 ولننتبه إلى أن القمع لم يعد بوليسياً بالمعنى الأول، بل معناه أيضاُ احتلال عسكري، وممكن أن تتوسع هذه الحالة أكثر فأكثر.
وحدة الشيوعيين.. وتكوين الحركة
9- حول موضوع وحدة الشيوعيين السوريين:
وإذا أردتم الحقيقة نحن نرى أن وحدة الشيوعيين السوريين مرادفة لعملية تكوين الحركة، وحدة الشيوعيين لا يمكن أن تمر إلا عبر القضاء (بالمعنى السياسي) على عقلية القيادات المتنفذة. لايمكن ولا يوجد طريق آخر، ممكن أن تزعج هذه الحقيقة البعض، لكن مامعنى القضاء السياسي عليها؟
يعني كشفها وفضحها والطريق مفتوح أمامهم كأفراد إذا أرادوا المجيء إلى الحركة فأهلاً وسهلاً.
أما أن نبقي مصير الحركة بين أيديها وبحالة موت سريري لايمكن أن نقبل ذلك، نحن نسير بطريق آخر هو استعادة الدور الوظيفي لحركتنا، الذي سيترافق مع استعادة الدور الوظيفي لكل الحركات الوطنية والسياسية فالعملية ليست منفصلة عن بعضها، لذلك بقدر ما تساعدوننا نستطيع أن نساهم بالمزيد.
مداخلة الرفيق منصور الأتاسي
 وفي ختام الاجتماع الوطني، تحدث الرفيق منصور الأتاسي فقال:
ماهي الوثيقة أيها الرفاق، نحن ناقشنا موضوع الوثيقة وحجمها وما ينبغي أن يكون فيها. وجدنا أنه يجب أن تكون وثائقنا من الآن وصاعداً (العملية) هي وثائق صغيرة فيها توجهات محددة تهم مرحلة محددة وقصيرة نسبياً.
ونحن قادرون على تنفيذ المهام الموجودة في المرحلة وتنفيذ هذه المهام ومراجعتها بسرعة. لذلك إذا عدنا لوثيقتنا السياسية تلاحظون فيها مهام محددة لمرحلة حالية آنية يمكن تدقيقها ويمكن تنفيذها ويمكن عدم تنفيذها بعد مناقشة جدية. ومن هنا يصبح هناك مراقبة تنفيذ وتدقيق جدي لممارساتنا.
متى تكونت هذه الوثيقة وما الهدف من اجتماعنا؟
تكونت هذه الوثيقة عبر حوارات وآراء وتقارير سياسية واجتماعات ذات طبيعة اقتصادية عديدة وتحاليلنا لقضايا الجبهة والتحالفات والوطن والمستقبل وكل ذلك. لانريد من هذه الوثيقة أن تقدم كل هذه التحاليل، تقدم الاستنتاجات التي توصلنا إليها، لذلك العرض السياسي الذي قدم في أحد مناطق حماة لا يخرج عن هذه التوجهات لكنه يتحول إلى مهام.
هل هذه المهام منسجمة تماماً مع فهمنا السياسي المعروف إذا لم تكن قد انسجمت تماماً فهدف اجتماعنا إضافة الناقص منها وأعتقد أن الكثير من المسائل التي طرحت كأهداف برنامجية مباشرة يجب أن تضاف لأن هذا هدف اجتماعي حتى تتحول إلى وثيقة تشمل كل المهام الآنية القادرين على تنفيذها انطلاقاً من نشاطنا ومجمل فهمنا للواقع السياسي في البلاد، ومن هنا فنحن راغبون بالتخلص من الوثائق الكبيرة والتوجهات الكبيرة جداً. يكفي أهداف محددة لمرحلة محددة نرتقي بعدها إلى مرحلة أخرى عبر وضوح جدي في السياسة.
هل هناك نقص بالوثيقة، أنا برأيي أن الاجتماع أثبت أن ثمة قضايا بحاجة لإضافة: حول الحوار الوطني، حول القضايا التي تهم بعض الفئات  الاجتماعية، حول الطلبة، حول القضاء، إلخ... سنحاول إذا استطعنا أن ننتج وثائق صغيرة جداً، وبرنامجنا لن يكون مائة صفحة.
نحن لانرغب بتقديم فكرة على أخرى أو أولوية على أخرى.
مثل (الوطنية على الاجتماعية)، ولانعتبر الوحدة فقط هي الأساسية، هنا القضايا متكاملة، فسابقاً طرحت شعارات وقدمت على شعارات أخرى، طرحت مثلاً قضية تحرير فلسطين وقدمت على كل الشعارات وخضعت كل المهام لدى كل التيارات لقضية التحرير ووصلنا إلى ما وصلنا إليه..
طرحت قضية الوحدة العربية، وأصبحت المهمة المركزية الأولى، وتلاشت قضية الوحدة العربية، و تبعثرت الدول العربية.
طرحت قضية الاشتراكية، وكل الأحزاب أصبحت اشتراكية، وتلاشت قضية الاشتراكية...
الآن تطرح الديمقراطية، نحن نخشى على الديمقراطية التي تطرح بالطريقة التي طرحت لها الشعارات الأخرى وأخضعت كل المهام لصالحها ثم انتهت. لذلك لابد من تطور اجتماعي متزن في كل مجالات الحياة حتى نستطيع تنفيذ التوجهات.
دون تطور اجتماعي متزن في كل مجالات الحياة من الصعب تنفيذ أي من هذه المهمات حسب التجربة التاريخية الملموسة سابقاً. من هنا أكدنا على استنتاجنا حول المهام المترابطة بالمجالات المختلفة.
قضية المصلحة التي طرحت هنا بالاجتماع:
أنا برأيي صحيح أن كل طبقة أو فئة اجتماعية لها مصلحة في هذا الوطن، وعليها أن تحدد برنامجها، وتحدد مصلحتها في هذا الوطن. عندما يكون لكل طبقة مصلحتها يجب أن يكون هناك حزب وعندما يحدد هذا الحزب الذي تنتمي إليه  هذه الطبقة مصالح الطبقة لا يعتبر طبقوياً. المشكلة عندنا في سورية أو في الوطن العربي ومنذ التيار القومي ومنذ عبد الناصر أن الحزب يجب أن يمثل كافة الفئات والطبقات والشرائح  لذلك لم ينتج حزباً.
وهكذا كان عهد عبد الناصر، ممثلي العمال، ممثلي البرجوازية الوطنية، وعند الأردن الأسرة الأردنية، رفاق نحن نريد أحزاباً تمثل مصالح  محددة لطبقات متعددة، تتصارع هذه الأحزاب أو تتحاور أو تتفق أو تتحالف عبر حركة مصالحها. لذلك ليس خطأ وليس طبقوياً.
اليوم وفي كل حزب هناك سياستان مطروحتان الآن، لذلك ليس هنالك وضوح ولا برنامج واضح. هناك تخبط في طرح الأحزاب.
نريد أن يكون لدينا وضوح في هذه المصالح، وعندما نريد أن نمثل مصالح الطبقة العاملة نريد أن يكون لدينا بالضرورة حرية لتنفيذ هذه المصالح وهي القوننة.
هل القوننة هي الآن في الظروف الحالية ضارة أم لا؟
سؤال جدي يجب أن يطرح...
سؤال من زاوية أخرى:
هل المرحلة السياسية الحالية تسمح بتكرار تجربة الثمانينات؟
نحن نعتقد أن المرحلة السياسية الماضية قد وصلت إلى نهايتها، وحالة الفوضى، حالة النهب الشامل حالة الخلل في توزيع الدخل الوطني، حالة الخلل في الأجور والأسعار، حالة الخلل في الوضع السياسي وصلت إلى نهايتها. نحن في كل نشاطاتنا نؤسس للمرحلة القادمة. ننطلق من المرحلة الماضية وندرسها أو نعتقد أننا درسناها بالشكل اللازم، ونؤسس لمرحلة جديدة.
هذه المرحلة عناوينها وطروحاتها هي الأفكار المطروحة من وجهة نظرنا والتي نطرحها الآن:
أن نظام الحزب الواحد بدأ يخرج من التاريخ، بانهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي بدأ يخرج.
هيمنة حزب واحد على مقدرات الدولة بكاملها بدأ يخرج.
كل القوى السياسية تؤسس لشكل آخر، ونحن في هذا التأسيس نؤسس لرؤيتنا المنسجمة مع حركة المجتمع ومصالح الفئات الاجتماعية الكادحة.
قضية أخرى:
هل الإمبريالية انتهت وأصبحت عولمة؟ هذا صحيح بالمعنى العالمي أما بالمعنى المحلي: نحن لدينا على حدودنا احتلال مباشر. كيف تكون عولمة واحتلال مباشر؟ منطقتنا تعاني من أمرين: احتلال استيطاني مستقر موجود في فلسطين واحتلال أمريكي موجود في العراق وهو على بعد أمتار من حدودنا ونحن مهددون باحتلال مباشر فكيف نتعامل مع العولمة؟ كيف؟
هذه المسألة تتعلق بمهمات آنية اليوم، عندنا في بلادنا، ويجب أن تتصدى لها كل القوى السياسية فالوطن للجميع.
حول العولمة والتطور الإمبريالي وقدرتهما على حلول مشاكلهما:
أنا أعتقد أن الثورات التكنولوجية الهائلة في الفترة هذه لم تترافق بتطور في العلوم الإنسانية.
لقضية تطور العلوم المذكورة، وبالقسم الرأسمالي يعودون للاستعمار القديم كونهم لا يستطيعون مجاراة التطور في هذه العلوم.
 كل هذه التطورات تتحول بالنسبة لشعوبنا إلى صواريخ واضطهاد وسحب مقدراتنا وخيراتنا.
ونحن الشيوعيين السوريين تاريخياً لم نكن نقبل أحداً يأتي ويقول كلاماً خارج إطار فهمنا.
الجديد اليوم هو هذه الجلسة، نحن قادرون على أن نتحاور وأصبح لدينا مرونة، والتكلس بدأ يتراجع وهكذا شيء هام يحتاج لتطوير.



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير حول تطور صحيفة «قاسيون» الى المؤتمر الاستثنائي للحزب ا ...
- تحية إلى المقاومة الوطنية اللبنانية - المؤتمر الاستثنائي للح ...
- تقرير لجنة الاعتمادات للمؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي السور ...
- رسالة إلى القوى الوطنية - المؤتمر الاستثنائي -للحزب الشيوعي ...
- قرار حول دعم نضال الشعب العربي الفلسطيني
- قرار حول دعم أهلنا الصامدين في الجولان
- تحية اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين للمؤتمر الاستثن ...
- بلاغ عن أعمال الاجتماع الوطني الثالث لوحدة الشيوعيين السوريي ...
- قرار حول صحيفة - قاسيون
- قرار حول وحدة الشيوعيين السوريين
- بلاغ عن أعمال المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي السوري
- نحو المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي السوري
- السلطات الأردنية تنسف حلم اللقاء بين سميح شقير وأهل الجولان ...
- مسودة الورقة السياسية التي ستقدم للإجتماع الوطني الثالث لوحد ...
- صوت المجتمع والشعب والبيان الوزاري
- الشعوب تحاسب أمريكا كمجرم حرب
- بلاغ صادر عن اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
- أوراق عمل توحيد الشيوعيين السوريين- الندوة الفكرية المركزية ...
- أوراق عمل توحيد الشيوعيين السوريين- الندوة الفكرية المركزية ...
- ماذا فعلت القيادة الحالية بالحزب؟.. ولماذا تطالب القواعد بمؤ ...


المزيد.....




- ترامب يكسب 500 مليون دولار بتدوينة واحدة على منصة -تروث سوشا ...
- حلوى زفاف الملكة إليزابيث والأمير فيليب بيعت بمزاد.. إليكم ا ...
- الكويت.. فيديو حملة أمنية اسفرت عن القبض على 13 شخصا
- مقتل 20 شخصاً في تفجير بمحطة قطار كويتا جنوب غرب باكستان
- لوحة بورتريه آلان تورينغ باستخدام الذكاء الاصطناعي تباع بـ 1 ...
- ظهور مستكشف جديد.. -معلومات موثوقة- تعيد الطائرة الماليزية ا ...
- قتلى وجرحى بانفجار في محطة للسكك الحديدية في باكستان (فيديو) ...
- وسائل إعلام: ترامب قد يسعى للانتقام من خصومه السياسيين على م ...
- وزارة الإعلام الأفغانية تنفي التقارير حول إغلاق بعض وسائل ال ...
- -بيلد-: انتقادات للرئيس الألماني على موقفه تجاه روسيا تثير غ ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - أعمال الاجتماع الوطني الثالث لوحدة الشيوعيين السوريين