|
دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 3-4
عماد الدين رائف
الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 06:50
المحور:
الصحافة والاعلام
حول البرامج الحوارية التفاعلية، تهدف برامج الحوار بشكل عام إلى تبادل الآراء والمعلومات، وإلى حد ما تهدف إلى إيجاد حلول حقيقية أو معنوية لبعض المشاكل أو المسائل المهمة. ويجب ألا يخلط بينها وبين برامج المقابلات التي يكون هدفها التوصل إلى معرفة المعلومات وليس تبادلها. على كل حال، فلا يوجد محطة تلفزة محلية لبنانية إلا ولديها عدد من البرامج الحوارية قد يتعدى ثلاثة أحياناً، قد لا تلتزم الهدف أعلاه.
في إحدى حلقات "كلام الناس" عام 2002، استقبل الإعلامي مارسيل غانم الرئيس فؤاد السنيورة، الذي كان وزير المالية وقتها، واصطحبه إلى منزل شخص معوق فقير جداً بسبب عدم تطبيق قانون 220/2000 الخاص بحقوق بالإشخاص المعوقين اللبنانيين، فهو لا يستطيع تأمين احتياجاته الطبية التي يفترض أن توفرها الدولة مجاناً وفق القانون، ويعاني من البطالة، وعندما سأله غانم عن حل، أنتج السنيورة حله السحري، ونصح بوضع هذا الشخص في مأوى، ولم يتوقف السنيورة طوال الحلقة عن الحديث حول مؤسسات الإيواء بدلاً من تطبيق الدمج كما تنص جميع القوانين والمواثيق الدولية والمحلية! ولم يطرح غانم أي حل آخر، وليس من واجبه ذلك عملياً، فهو صحافي بالدرجة الأولى وقد استطاع في صورة واحدة أن يجمع بين وزير المال المعني بتطبيق القانون 220/2000 من خلال استصدار مراسيم تطبيقية وبين الشخص المعوق الذي ربما لا يعرف ما هي حقوقه. فمن وجهة نظر إعلامية وصل غانم إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه إعلامي وقدم بشكل غير مباشر توعية كافية تجاه حاجات الأشخاص المعوقين، أما من وجهة نظر أصحاب الحقوق والناشطين الاجتماعيين فالمسألة مختلفة جداً. ولا تقف عند حدود الإعلام، بل تتعداها إلى اجتراح البدائل وتقديم الحلول والمناداة بتطبيق التشريعات العادلة. ويبدو للوهلة الأولى أن كلا الفريقين، الإعلاميون وأصحاب القضايا على حق.
2. صورة الشخص المعوق في البرامج
تستضيف غالبية البرامج الحوارية عند معالجتها للمشاكل الاجتماعية متحدثين ليعبروا عن آرائهم في مواضيع تعنيهم مباشرة يستثنى منها الأشخاص المعوقون، وكأن القضايا الاجتماعية لا تعنيهم، ويتم التعامل معهم أحياناً وكأنهم من كوكب آخر، ليس لهم حق في التعبير عن آرائهم ولا يسمح لهم بالمشاركة في صناعة قرارات تخصهم مباشرة، فهم بنظر المجتمع أشخاص فاقدون للأهلية ويحتاجون إلى مساعدة الغير للتمكن من العيش في المجتمع . لماذا؟ هل يقع على عاتق الإعلامي أن يروّج لحقوق الأشخاص المعوقين ويتبنى القضايا الاجتماعية؟ هل يقع على عاتق الإعلامي التعرف والوصول إلى وجهة نظر بعض المنظمات المدنية التي ترى الدمج الفوري والتام في المجتمع حلاً موضوعياً للمعيقات التي تحول دون وصول الشخص المعوق إلى حقه في التعلم، العمل، التربية، البيئة الدامجة وغيرها؟ تحاول هذه الورقة الإجابة عن هذه الأسئلة. لكن أهم ما يمكن الوقوف عنده هنا، هو أن الإعلامي قد لا يقع على عاتقه أي من هذه المسائل إنما يترتب على الدولة بشكل عام القيام بالتوعية الشاملة تجاه قدرات وحقوق وحاجات الأشخاص المعوقين من جهة، وكذلك على الأشخاص المعوقين أنفسهم والمنظمات المطلبية والحقوقية المتبنية لقضاياهم القيام بالتوعية اللازمة وإظهار القضايا التي يطالبون بتحقيقها بالشكل الأنسب سواء على الشاشة الصغيرة، كوسيلة إعلامية، أو في كافة الميادين من إعلامية وغير إعلامية، مهما كانت العوائق والصعوبات التي تحول دون ذلك كبيرة.
3. دور المجتمع المدني
يقع على عاتق المجتمع المدني المعني بقضايا الإعاقة من منظمات حقوقية ومطلبية ومنظمات الأشخاص المعوقين المعبرة عن تطلعاتهم وآمالهم، العبء الأكبر من عملية التوعية المباشرة وغير المباشرة تجاه قدرات وحاجات الأشخاص المعوقين من جهة، وتجاه تفعيل الحركة المطلبية نحو محاسبة ومساءلة المعنيين والمتنفذين في الإدارات الرسمية، فالإعاقة قضية عادلة، ويقال: إن الحقائق والأفكار أقوى من الكلمات المعبرة عنها، لكن هذه الحقائق والأفكار لا يمكن أن تصبح قوية حتى تُعرف. وفي معظم الأحيان يتطلب ذلك صياغتها بشكل ملائم، فتصبح "مهمة"، بوسائل محددة جداً للجماهير المتلقية لها، ومن دون "لغة إعلامية ملائمة" تصبح الحقائق والأفكار، وحتى القضية، بلا جدوى، غير قادرة على توليد الفكر، وإيصال المعاني. يؤثر الإعلام تأثيراً بالغاً في فهم الحقائق وتفسيرها. لا يخفى انه يترتب على أصحاب القضية أنفسهم إتقان اللغة الإعلامية، والانطلاق متسلحين بها، لشرح قضيتهم، وإيصال أفكارهم كما يرونها. وعليهم بالتالي أن يقطعوا أكثر من نصف الطريق باتجاه الإعلاميين، في سبيل الظهور بمظهر لائق يتماشى مع التسارع المستمر لتطور قطاع الإعلام، وخاصة المرئي منه.
لابد من إلقاء نظرة عن قرب على كيفية الإفادة القصوى من وسائل الإعلام في مناصرة قضايا الإعاقة من خلال هذه التجارب المثمرة، بغية مقاربة قضايا الإعاقة مقاربة دامجة، ونعرض لتسع نقاط يتقاطع فيها عمل منظمات المجتمع المدني الناشطة المعنية بقضايا الإعاقة مع المعايير المطورة من قبل مركز الاتصال التابع لجامعة جونز هوبكنز: • وضع أرشيف صحفي (مقروء، مسموع، مرئي، رقمي) يرصد المواضيع المطروحة على الساحة المحلية مع تحليل المحتوى، والسعي إلى التعرف إلى اهتمامات الإعلام في القضايا الاجتماعية؛ ولا يخفى أن الصحافيين كانوا دوماً يركزون على القضايا المثيرة للجدل وفي مقاربتهم لقضايا الإعاقة كانوا في الغالب يخلطون بين المفاهيم ولا يتبنون سياسة محدودة. • التعرف والتواصل والعمل المكثف مع الصحافيين والمراسلين ومعدي البرامج الحوارية الذين يغطون المواضيع الاجتماعية بهدف تكوين علاقة مستمرة معهم. • التشبيك المستمر بين المنظمات المعنية بنفس القضايا للتكامل على طول خارطة الوطن، وافتتاح مكاتب تنموية ذات صلة بين الآونة والأخرى في الأماكن النائية في بث التوعية الملائمة بين السكان المحليين، من خلال الندوات، والمخيمات، وتوزيع المطبوعات، واللقاءات، فلذلك أثر مميز لدى المراسلين في المناطق، الذين يكونون في الأغلب متعطشين لأي خبر يرصدونه ضمن النطاق الجغرافي لعملهم. • الحفاظ على علاقات مستمرة مع الإعلاميين الأصدقاء والمناصرين لقضايا الإعاقة، بالتوازي مع توزيع وتعميم البيانات الصحافية على جميع الصحافيين لكن الملاحظ أن العلاقات الشخصية كان لها الأثر الأكبر في نشر الأخبار، والتعليقات والردود في وقت قياسي، بالإضافة إلى حجز مساحات زمنية للبرامج الحوارية. • الحرص الاتحاديون على الصراحة التامة مع الجسم الصحافي، وتحويل منظمات الإعلاقة إلى مصدر موثوق للمعلومات حول قضايا الدمج والتنوع، وبالتالي إلى مرجع يمكن للصحافيين والباحثين اللجوء إليه عند الحاجة. وذلك بالتوازي مع إمداد الصحافيين بالمعلومات الجديدة المتوفرة والمواضيع الجديرة بالنشر. • الحرص اللجوء إلى المختصين واستشارتهم في كثير من المواضيع الاجتماعية المطروحة وتبادل الآراء وإياهم من جهة والعمل على توعيتهم على قضايا الإعاقة من جهة أخرى، مما يكسب البحوث، واللقاءات، والحوارات مصداقية عالية. • الإعداد الجزئي أو المواد الخام، هو من أهم ما تقدمه منظمات المجتمع المدني حول قضاياها للمعدي البرامج التلفزيونية بشكل عام، وهذه المواد تكون شبه جاهزة حول قضايا متفرقة تهم الصحافيين الطارقين للموضوع ولأصحاب القضية في آن معاً. • إعداد وتحرير وإصدار المطبوعات والدوريات؛ وتوثيق كافة النشاطات والمشاركات والتحركات بشكل فيديو، وهو من المهام الدائمة الملقاة على عاتق أصحاب القضية، وتهدف هذه المطبوعات إلى مقاربة تفاصيل وجزئيات القضية مقاربة موضوعية صادقة مما يكسب صفة المرجع الموثوق الناطق باسم أصحاب قضايا الإعاقة. • إشراك أصحاب القضية أنفسهم في كل خطوة من خطوات العمل سواء أثناء التوثيق أو مع العمل مع الإعلاميين، فهم الأقدر على فهم قضاياهم وبلورتها بالصيغة المناسبة من جهة، وهم كذلك الأقدر على التفاعل مع المسار الزمني، السياسي، المجتمعي نحو تطوير لغة ومصطلحات قضاياهم.
4. إعداد البرامج الحوارية
• مع الفريق العامل على الإعداد يندر أن تكون البرامج الحوارية معدة إعداداً كاملاً أو أن لا تكون ارتجالية بالكامل، ويتجنب المعدون عادة عملية الإعداد الكامل الذي يؤدي إلى الرتابة والتكلف، ويتألف فريق الإعداد من متخصصين مختلفي القدرات، ممن قد لا يلمون بتفاصيل القضايا المطروحة في الحوار، فهم يقومون بعملية البحث التي لا بد لأصحاب القضية من توفير كافة المعلومات المتعلقة بقضاياهم، والحرص على التواصل المستمر مع فريق الإعداد منذ لحظة توصلهم إلى حجز المساحة الزمنية المطلوبة للبرنامج. كما يمكنهم أن يوجهوا انتباه المعدين إلى الشكل الأنسب لطرح القضايا من وجهة نظر حقوقية تبتعد عن النموذجين الطبي والرعوي في مقاربة قضايا الإعاقة.
• الريبورتاجات المصاحبة لبث الحلقة أصحاب القضية هم المرجع الأمثل للمادة التي تشكل الريبورتاج المصاحب لبث الحلقة الحوارية، فهم يشكلون الحدث والعنصر البشري المستهدف لطرح القضية. في كثير من الأحيان يمكن تزويد معد الريبورتاج بالمادة المصورة وبأفكار كثيرة حول تناول الموضوع. الريبورتاج المصور على الرغم من قصر مدته إلا أنه يكسر رتابة الحوار من جهة، ويشكل مادة تفاعلية تغني الحوار فينبغي أن يحرص أصحاب القضية على تزويد معد الريبروتاج بكافة المواد والأفكار اللازمة، وكذلك انتقاء الشخص الأنسب للظهور فيه.
• معد الريبورتاجات والعمل التوعوي يحرص أصحاب القضية على تزويد معد الريبورتاج بالتوعية الكافية تجاه قضاياهم، فلذلك تأثير بالغ الأهمية على روح الريبورتاج حيث ينعكس في مقدمة وخاتمة هذه المادة المصورة التي تبتني على كمية المواد التوعوية المتوفرة لدى المعد.
• شخصية مقدم الحلقة على الرغم من وجود المخرجين والمنتجين والأخصائيين الذين لا يظهرون على الشاشة، إنما تصل توجيهاتهم واقتراحاتهم من خلال سماعة الأذن التي يحملها الإعلامي مقدم الحلقة، إلا أن ثقافة وحضور، وسعة معلومات، وطريقة أداء الإعلامي لها هو ما يظهر للمشاهد وضيوفه، ويمكن التواصل للإعداد المسبق بمقدم الحلقة قبل وقت يصل أحيانا إلى شهر من الزمن، وتزويده بالمطبوعات المناسبة والمواد المتلفزة أو المسموعة المتعلقة بموضوع الحلقة، وبخلفية عامة عن القضايا المنوي التعرض لها أثناء الحلقة .
• التفاعل أثناء الحلقة ينبغي على الأشخاص المنتدبين من قبل منظمات المجتمع المدني للظهور على الشاشة من خلال الحلقة الحوارية أن يعملوا على إعداد أنفسهم بشكل كاف متسحلين بالمعولمات المناسبة، وبآخر الإحصائيات ونتائج آخر الدراسات والأرقام المناسبة، وكذلك التزود بالمطبوعات الملائمة وبملخصات وجداول تظهر الإحصاءات، لعرضها على الشاشة إن اقتضى الأمر كشواهد على صدق ما يرمون إليه.
• التفاعل في فترات الاستراحة والإعلانات أظهرت التجربة أن التفاعل مع مقدم الحلقة الحوارية أثناء فترة الاستراحة أو عرض الإعلانات في الحلقات الحوارية الطويلة له أثر بالغ في لملمة المطالب وتوجيهه إلى ما يهدفون إليه خارج إطار رهبة الكاميرا، حيث يمكنهم بأبسط الكلمات وأوضحها عرض ما يرمون إليه في الجزء القادم من الحلقة.
5. نماذج
نموذج (1): "كلام الناس" كلام الناس برنامج سياسي إقتصادي اجتماعي بدأ بثـّه في 27 نيسان 1995 ويستمرّ بثّه لغاية اليوم. وهو من إعداد وتقديم مرسال غانم. نجح كلام الناس منذ الحلقة الأولى في استقطاب جمهور كبير نظراً إلى تنوّع المواضيع التي يطرحها إن على الساحة اللبنانية أو العربية أو الدولية وهو يجمع دائماً ضيفين من وجهات نظر مختلفة حول موضوع سياسي أو اجتماعي أو إقتصادي لبناني عري ودولي، ويتلقى البرنامج إتصالات المشاهدين مباشرة على الهواء لتقديم شكوى أو إقتراح أو لطرح سؤال. وقد نجح البرنامج في نقل كثير من المشاكل وأسهم في حلِّها، كما تحوّل البرنامج إلى منبر لتلقي مراجعات المواطنين ومشاكلهم. وقد نال مقدّم البرنامج على أثر البرنامج جوائز عديدة كأفضل محاور سياسي وآخرها من المعهد الملكي البريطاني في نيسان 2003. كما شارك مرسال غانم ونظراً لأهمية وموقع البرنامج في دورة خاصة في الولايات المتحدة الأميركية حول دور وسائل الإعلام في تعزيز الديموقراطية وذلك ضمن برنامج "الزائر الدولي". استضاف البرنامج مجموعة من الأشخاص الحقوقيين ورؤساء الجمعيات الحقوقية التي تعمل بقضايا الإعاقة كعامر مكارم رئيس جمعية الشبيبة للمكفوفين، وفاديا فرح عن الجمعية اللبنانية لتثلث الصبغية 21- شبكة الدمج، وسيلفانا اللقيس رئيسة اتحاد المقعدين اللبنانيين، ود. عبده القاعي باحث اجتماعي ممثل مجلس الإنماء والإعمار، ورمزي عيراني، وأديب نعمة باحث اجتماعي، وممثلة عن وزارة الشؤون الاجتماعية سوسن المصري. تناولت الحلقة أبرز وأهم المشاكل التي تحول من دون تطبيق "الدمج التربوي" من خلال عرض تجارب المشاركين والمشاريع التي نفذت بهذا المجال كما عرضت الريبورتاجات التي تبرز قدرة الأشخاص المعوقين في ارتياد المدرسة العادية، وكيفية ممارستهم للحقوق السياسية، كما عرضت نماذج للمدارس الدامجة والتعديلات المطلوبة لتصبح دامجة، كما تخلل الحلقة مقابلات شخصية مع طلاب معوقين ومدراء المدارس... واستطاع المشاهد من خلال هذه الحلقة معرفة الأسباب الفعلية لعدم تطبيق الدمج التربوي والتي تكمن في السياسة العامة المتبعة بعكس القوانين وليس الأشخاص المعوقين أنفسهم.
نموذج (2): "سجال"
استضافت شاشة الشبكة الوطنية للإرسال، "أن بي أن"، مساء الثلاثاء، 26 شباط/ فبراير 2008، وضمن البرنامج الحواري "سجال" الذي تقدمه الإعلامية رابعة الزيات، اتحاد المقعدين اللبنانيين، ممثلاً برئيسته الزميلة سيلفانا اللقيس، في حلقة عنوانها "من نافذة الإعاقة: صعوبات وإنجازات". تناولت اللقيس صعوبات الوضع اللبناني المحلي وعمل جمعيات المجتمع المدني في ظل الإغاثة المستمرة وقصور المؤسسات الحكومية عن إشباع الحاجات الملحة لدى المواطنين بشكل عام، وذوي الاحتياجات الإضافية بشكل خاص؛ عارضة لتجارب متميزة، وبدائل تقدمها هذه الجمعيات على طاولات الوزارات من أجل النهوض بهذه الفئة من المواطنين، والتي تتعدى عتبة العشرة بالمئة من تعداد السكان؛ ومن هذه البدائل على صعيد توظيف الأشخاص المعوقين مكتب التوظيف في مشروع فتح آفاق فرص العمل أمام الأشخاص المعوقين في لبنان، ودليل التنوع في مكان العمل الذي يصدر مع صحيفة النهار، وهو دليل توجيهي يقلص المسافة بين أرباب العمل والقطاع الخاص من جهة والأشخاص المعوقين والجمعيات المعنية بقضايا الإعاقة من جهة أخرى. 6. نتائج عملية في التوعية نحو الدمج
أثبتت التجارب الطويلة والمستمرة من قبل الجمعيات المطلبية المتبنية لثقافة الدمج مع إعلاميي البرامج الحوارية أن نتائج عملية التوعية نحو الدمج لا تقاس بتفاعل المعدين والمقدمين أثناء إجراء الحوار المباشر على الشاشة، ولا باستضافة الأشخاص المعوقين في المناسبات الخاصة بالإعاقة وقضاياها، لكن بالأثر الذي يحدثه هذا الحوار والذي يظهر في الحوارات اللاحقة مع ضيوف آخرين من متنفذين ومعنيين وساسيين، وقد بات لبنان يشهد تفاعلاً من هذا النوع من قبل المعدين الذين يطرحون جوانب من قضايا الدمج أثناء إعدادهم لحلقات حوارية مع ضيوف معنيين بتطبيق القانون مثلاً، من وزراء وسياسيين؛ ومن جهة أخرى من حيث انتقاء الضيوف إذ نجدهم يدرجون بين الحين والآخر استضافة أحد الأشخاص المعوقين في حلقات حوارية حول الحرب، أو التطوع، أو أي موضوع آخر قد لا يمت بصلة مباشرة بالقضايا. كتعميم لاندماج الأشخاص المعوقين في كافة جوانب الحياة.
أما من ناحية معدي الريبورتاجات المرافقة للبث، فيسهل أن يستمر التواصل معهم وتزويدهم بكافة المعلومات الملائمة حول النشاطات والمشاركات والعمل التوعوي المستمر من خلال الندوات واللقاءات، ويشكلون بالتالي ذخيرة هامة لاستمرار العمل المطلبي كأصدقاء للقضايا، لا سيما من ناحية استعمال المصطلحات الملائمة التي يرتضيها أصحاب القضية. أما عن الفريق العامل على البث من تقنيين ومنتجين ومخرجين فتترك التوعية المباشرة حول التنوع والدمج أثراً واضحاً لديهم لا سيما في عدم ترددهم في طلب الاستشارات من أصحاب القضية في كل مرة يتم فيها طرح موضوع يمس بالأشخاص المعوقين على الشاشة. بشكل عام من السابق لأوانه قياس نتائج عملية التوعية نحو الدمج بشكل دقيق، لا سيما وأن قضايا الإعاقة تمر بمرحلة انتقالية نحو العمل بتفعيل الاتفاقية الدولية، لكن النتائج الأولية لعملية التوعية مع الأفراد المذكورين يمكن وصفها بالمرضية.
هوامش . فيما يعني البرامج الحوارية التي تستهدف أشخاصاً معوقين وفق النموذجين الطبي أو الخيري، والتي لا تخلو محطة تلفزيونية من واحد على الأقل منها، راجع الورقة المشتركة لـ "جمعية الحنان لذوي الاحتياجات الخاصة"، واتحاد المقعدين اللبنانيين، المشاركة في ملتقى المنال 2008 – الشارقة، للوقوف على نتائج دراسة مسحية لهذه البرامج، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: "حدا يسمعنا" برنامج على شاشة "المؤسسة الوطنية للإرسال" يستضيف أشخاصاً بحاجة إلى مساعدة مادية، وأكثر الأشخاص الذي يستضيفهم لديهم إعاقات، يعرضونهم على الشاشة ويبحثون عن ممول لإعالتهم، إن هذا البرنامج يساهم بتكريس المفاهيم الاجتماعية السائدة على عدم قدرة الأشخاص المعوقين على العمل والاستقلالية. بالرغم من أن هذا البرنامج يساهم في إيجاد حلول لكثير من الأشخاص وأغلبهم من الأشخاص المعوقين.
. على سبيل المثال: برنامج "سيرة وانفتحت" الذي يعرض على شاشة تلفزيون المستقبل، ويعده ويقدمه الإعلامي زافين قيومجيان، ففي الحلقات التي تعالج مواضيع الإعاقة يستضيف ممثلين عن مؤسسات العزل والإيواء ويعالج الموضوع من زاوية الشفقة، بدلاً من الحقوق وتطبيقها، وحتى لو استضاف في نفس الحلقة جمعيات حقوقية تعمل على تطبيق القانون، فهو لا ينصف الجمعيات الحقوقية ويعطيهم وقتاً أقل بكثير من غيرهم أو لا يسمح لهم بالإضاءة على المشكلة الأساسية، التي يجب معالجتها. وذلك يقع في جزء كبير منه على القصور في عملية التوعية من قبل أصحاب القضايا تجاه الإعلاميين في هذا المجال.
#عماد_الدين_رائف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 4-4
-
دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 2-4
-
دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 1-4
-
إلى آلهة مخضبين بعرقهم... تحية
-
33 عاماً على ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية
-
رصاص ابتهاج سياسي يودي بحياة المواطنين
-
المدوّن اللبناني منفعل.. وغير منتج
-
الحملة المطلبية المستمرة للاشخاص المعوقين في لبنان
-
الحملة المطلبية المستمرة للأشخاص المعوقين في لبنان 5 - 6
-
الطفلة - الأم.. في يومها العالمي كامرأة
-
الحملة المطلبية المستمرة للاشخاص المعوقين في لبنان 4 - 6
-
الحملة المطلبية المستمر للاشخاص المعوقين في لبنان 3 - 6
-
المرأة اللبنانية.. نضال طويل نحو المشاركة والتغيير
-
الحملة المطلبية المستمرة للأشخاص المعوقين في لبنان 2 - 6
-
الحملة المطلبية المستمرة للأشخاص المعوقين في لبنان 1 - 6
-
أمهات معوقات يتغلبن على الإعاقة والمجتمع
-
حقوق الشخص المعوق ببيئة تحترم حاجاته وكرامته
-
توظيف الأشخاص المعوقين.. مستقبل وآفاق
-
عن رفاق لم يخرجوا من غرفة التعذيب
-
ثماني سنوات على قانون لم يطبق
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|