أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد الدين رائف - دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 4-4















المزيد.....


دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 4-4


عماد الدين رائف

الحوار المتمدن-العدد: 2282 - 2008 / 5 / 15 - 11:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


في المواد المرئية الموجهة، لعل المصطلح الإعلامي الأنسب الذي يمكن استعماله للمادة المرئية الموجهة التي تنتجها منظمات المجتمع المدني المعنية بالقضايا الإجتماعية بشكل عام، وقضايا الإعاقة بشكل خاص، هو "الإعلانات اللاتجارية"، سواء أكان من فئة الـ "سبوت" الذي يصل إلى نصف دقيقة، أو الدراما القصيرة جداً التي تصل إلى دقيقتين ونصف من الزمن، فهذه المواد تنتج من قبل منظمات أبعد ما تكون عن تحقيق الربح المادي، داعية إلى إلقاء الضوء على حق معين من الحقوق المشروعة، والتي غالباً ما تكون مقرة مفتقدة للتنفيذ، أو من أجل التوعية العامة لأكبر شريحة يطالها الإرسال التلفزيوني من المجتمع نحو حاجات وقدرات الأشخاص المعوقين في العمل، البيئة المجهزة، التربية والتعليم، إلى ما هنالك من حقوق.

• الإعداد
يعتمد إنتاج السبوت على العناصر التالية: تحليل المتلقين، الترويج لحق معين واحد، استخدام الوسائل المؤثرة من أجل المكاسب البتغاة. ويضيف الخبراء أن المادة المرئية الجيدة تتطلب ما يلي: يجب أن تكون واضحة بالنسبة إلى ما تعرضه، على الكاتب أن يتابع المادة المعروضة لحظة بلحظة لأن هذه المتابعة والتعديلات عليها تعني كسب نصف المعركة، لا تكون المادة مؤثرة إلا إذا كان كاتبها متمتعاً بالمهارات والمواهب والعمل الدؤوب ومن أصحاب القضية أو من المتواصلين مع أصحاب القضية بشكل مباشر، وتعتمد المادة المرئية على ضبط النفس بالنسبة للكاتب والمنفذ والمخرج، ثم تتبعها خطوات أخرى مثل جلب انتباه الجمهور، وجعل المادة واقعية محددة الهدف.

• المادة المصورة
تعتبر القاعدة الأساسية المتبعة في تقييم المادة المرئية أنه إذا نظر المشاهد إلى الإعلان وأحب الطريقة الذكية في عرضه، وحاول بعدئذ أن يجرد المادة المعروضة من الحق أو الهدف التوعوي الذي تروج له، وبقي محباً لهذه المادة فهي مادة فاشلة بالضرورة، فعلى المادة المصورة المحددة الهدف ألا تكون ممتعة بل أن يكون الحق أو الهدف التوعوي ممتعاً للمشاهد بحد ذاته. على الرغم من خبرة المنظمات الحقوقية المطلبية في مجال الترويج للحقوق المشروعة منذ عام 2000 إلا أنه من الملاحظ أن المواد المنتجة قياساً بهذه القاعدة هي نسبية، فمرة تصيب هدفها ومرة أخرى تكون دون المستوى المطلوب.

• الواقع في لبنان
تعتمد منظمات المجتمع المدني المعنية بالقضايا الاجتماعية الملحة على تعاون وتجاوب المؤسسات الإعلامية المستمر، الذي ضمنته القوانين المرعية الإجراء، في بث المواد المرئية الموجهة، فيعاد بث المادة المرافقة للحملات المطلبية والتوعوية بشكل كاف على الرغم من أن هذه المنظمات لا تضمن موعد البث، وعلى كل حال لا تعمد المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة إلى بث هذه المواد في فترات الذروة، بل ضمن البرامج الصباحية، وضمن فترة بث الإعلانات الرسمية والعامة غير التجارية. إلا أنه من الملاحظ أن المؤسسات نفسها تقوم ببث المواد الموجهة خلال بعض الفترات المترافقة مع البث المباشر إن توافقت مع مضمون هذا البث، كما في أيام الاقتراع الطويلة في فترة الانتخابات النيابية، حيث تقوم هذه المؤسسات بنقل حي مباشر لعملية الاقتراع ويمكن أن تمرر في فترات بثها المواد الموجهة كل نصف ساعة تقريباً، لا سيما تلك المتعلقة بحق وصول الشخص المعوق إلى قلم الاقتراع، وصحة اقتراعه، ودخوله إلى خلف الساتر في قلم الاقتراع ووصوله إلى الصندوق وغيرها من الحقوق.

1. دور الشخص المعوق في الترويج للحقوق
من نافلة القول أنه يترتب على الشخاص المعوقين، والجمعيات والمنظمات المعنية بقضايا الإعاقة إظهار الأشخاص المعوقين في المواد الترويجية الموجهة بالمظهر اللائق الذي يدعو المشاهد العادي للتظامن مع الحقوق المشروعة، وقد أثبتت التجربة المتعلقة بإنتاج الدراما الترويجية القصيرة جداً أنه ينبغي على الأشخاص المعوقين أنفسهم العمل والظهور في هذه المواد المصورة، ولا يستعان فيها بممثلين محترفين إلا فيما ندر، وبطبيعة الحال يكون ظهور الشخص المعوق في دور الشخص المعوق أقرب إلى الواقع من الاستعانة بممثلين، حتى بممثلين محترفين؛ فالتفاصيل الدقيقة المتعلقة بحق الوصول وواجتياز السلالم مثلاً، أمام الشخص المكفوف أو المعوق حركياً قد لا يجيد تمثيلها حتى الممثلون المحترفون.



أولاً: "صوتنا" الغرفة الإعلامية الدامجة

الغرفة الإعلامية الدامجة، هي المرحلة الثانية من مشروع "صوتنا"، الذي أطلقته "شبكة الدمج" عام 2004 من أجل فتح المجال أمام الشباب من معوقين وغير معوقين من أجل تنمية مهاراتهم في التعبير على طريقتهم عن القضايا التي تهمهم. في المرحلة الأولى للمشروع، كان قد انهى 25 شاباً لديهم إعاقات مختلفة تدريباً مكثفاً على العمل الإعلامي المرئي المنتج، بإشراف ومتابعة أخصائيين، وتوجت تلك المرحلة بإنتاج فيلم وثائقي حول قضايا الإعاقة والعمل، حمل عنوان "حرروا الطاقات" من إخراج يارا شامجي، برهن الشباب من خلاله على قدرة كبيرة لإنتاج أفلام وثائقية ذات قيمة تقنية عالية، وقد حظي بتنويه منظمة العمل الدولية التي باتت تعرضه في ورش عملها الإقليمية .

في العمل على إنشاء الغرفة الإعلامية الدامجة تقسم الشباب ضمن مجموعة "صوتنا" لمجموعات صغيرة كلّ حسب اهتماماته واحتياجات الغرفة. مجموعة الديكور التي عملت على تجهيز الغرفة بالمعدات التقنية والديكور. يصف شفيق، وهو شاب أصم، عمله مع الشباب، يقول بلغة الإشارة: "تعلّمت أشياء جديدة هنا من خلال مشاركتي مع مجموعة الديكور. ساعدنا عدد من أصدقاء الغرفة. قمنا بعملية بحث مطولة لاختيار أفضل نوعية كاميرا، فيديو كاميرا، وكل المعدات. كما تعلمت المونتاج والتصوير. والجميل في الغرفة إنه قد لا يوجد ما يشبه هذه المساحة من ناحية المجموعة المتنوعة، وفتح المجال أمام الشباب للتعبيرعن كل الأفكار".
المجموعة الثانية تعنى بالإعلام، عملت على جمع المعلومات عن وسائل الإعلام والترويج للغرفة. يوضح بلال، لديه إعاقة حركية: "تعرفنا أكثر على دور الإعلام في حياتنا اليومية، ثم بدأنا الاتصال بالإعلاميين وشرحنا لهم حول الغرفة وأهدافها وطبيعة عملنا كشباب معوق. فصار بعضهم أصدقاء للغرفة". عن مجموعة المعلومات التي عملت على جمع المعلومات عن حقوق الإنسان والإعاقة. تحدثنا ميا فرح، لديها تثلث صبغية 21: "جمعنا معلومات من الإنترنت عن الإعلام والإعاقة وحقوق الإنسان. صار لدينا عدد من المواقع المهمة. ونشترك بعدد من المجلات العالمية". يرى محمد الحارس، لديه إعاقة حركية، أن مجموعة صوتنا هي "مجموعة من الشباب، التقينا في هذا المشروع. نعمل مع بعضنا البعض لتنفيذ أفكارنا بطريقتنا".

الغرفة بالنسبة لهذه المجموعة المتفانية من الشباب المعوق هي مساحة حرية للتعبير ولإيصال الصوت إلى الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة من خلال ريبورتاجات وتحقيقات يتعاون على إنتاجها عدد منهم، ويتقاسمون الأدوار، يتعلمون أكثر فاكثر تقنيات العمل الصحافي، كما يقول شفيق. عن هدف المشروع يضيف: "الهدف من المشروع يتعدى إيصال الصوت إلى المعنيين بقضايانا إلى المجتمع ككل. نحن كشباب نتحدث عن قضايانا ونطرح حلولاً على طريقتنا. وبعد انتاج المادة الإعلامية نحاول عرضها على وسائل الإعلام لنسمع صوتنا للمجتمع وللدولة كذلك". أما إبراهيم الذي يحب التصوير فهو يتعلّم في الغرفة تنسيق الصور وعرضها على الكمبيوتر يقول: "صرت أعرف إنه من حقي أن أخطئ كي أتعلم". عن رأيه بالعمل ضمن مجموعة يقول: "أحب النقاش الذي يدور حول المواضيع المطروحة لأنه يعلمنا أن نسمع بعضنا، نتعلم كيف نحول الضعف الذي لدينا إلى قوة منتجة". الغرفة بالنسبة لميشا هي مكان للتعارف بالأصدقاء "تسمح لي الغرفة بممارسة هواياتي كالتصوير والتمثيل. أتعود أكثر على الاستقلالية لآخذ القرارت بنفسي. في المستقبل سأنمّي موهبتي بالرقص والغناء"، كما يقول. أما حسين ماجد، لديه ضمور عضلي، الذي لا يبحث عن الشهرة الشخصية من خلال مشاركته في الغرفة، "هدفي من المشاركة التعود على تحمل المسؤولية، أتعلم مع المجموعة معرفة اْكبر عن الدمج، وأكتشف معلومات أكتر في هذا المجال. وما اْعطاني القوة هو تعرفي إلى اْشخاص جداد واْشخاص لديهم احتياجات مختلفة" .

ثانياً: التفاعل مع الفضائيات: "سات سفن" نموذجاً

حول إشراك أصحاب القضية في كل مراحل عمل الإعداد والإنتاج التلفزيوني بدأت فضائية "سات سفن" الناطقة باللغة العربية، منذ أكتوبر 2005، سلسلة من البرامج والفقرات التي تتناول قضايا الإعاقة, والمميز فيها أنها راعت أهمية الدمج الاجتماعي وقُدمت بشكل لائقٍ ومحترم. تتحدث عن هذه النوعية الراقية المخرجة التفزيونية جوليانا صفير، وهي المنتجة المنفذة لهذا المشروع: "إنها حملة تلفزيونية متكاملة حول حقوق الإنسان والإعاقة, وليست مجرد برنامج. تشرح صفير عن البرامج: "من البديهي أن نقدمها بأسلوب محترم كون هذه سياسة المؤسسة, فمحطة "سات سفن" الفضائية تبث برامجها الدينية باللغة العربية هادفة إلى تقديم التشجيع والدعم المعنوي لكنائس ومسيحيي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، عن إنتاج برامج وإعلانات هذه الحملة تكمل صفير: "تظهر بالشكل اللائق، وكان القرار أن نتعاون مع أصحاب القضية والشأن رغم أنه يزيد الكلفة, لكننا أصررنا على الاستعانة بالأشخاص المعوقين، كي يتعلم فريق العمل منهم أكثر، وتكون النتيجة واقعية وصحيحة".
خمس معايير تم اعتمادها، منها التركيز على أربعة بلدان عربية هي: لبنان, مصر, المغرب والأردن, وإبراز كل الإعاقات بدون استثناء حتى التي لا تتوافق وشروط العمل التلفزيوني, واختيار الأفراد من مختلف الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية، مع مراعاة التوازن في النوع الاجتماعي (الجندر). وقد تم اختيار المستشارين من اتحاد غوث الأولاد السويدي في مصر، واتحاد المقعدين اللبنانيين في لبنان. الملفت للتقدير أن التعاون لم يقتصر فقط على الاستشارات بل تطور وارتقى إلى مستوى المشاركة في الأبحاث, الكتابة, الإنتاج والإخراج.
استلزم هذا الإنجاز تحضيراً جدّياً استمر لمدة سنتين, بدأنا بحملة بحث، أنا ومنسقة من المنظمة السويدية "INTER ACT" طيلة سنة 2002 في البلدان الأربعة، بهدف ملء الاستمارات، وتضمنت سؤالاً عن السماح بحق التصوير". استتبع البحث بورشة عمل في مصر في كانون ثاني 2003 بمشاركة الاستشاريين لوضع معايير شكل الصورة اللائقة، ونوع الموسيقى الملائمة والمصطلحات الصحيحة. بعدها تمت صياغة المواضيع وانطلقت جولة زيارات على الأشخاص المعوقين قام بها الكتّاب والمخرجون. وفي أثناء مرحلة التصوير تم إقامة عدة ورش عمل تقييمية. لإنجاح أي عمل في أي إطار أو مجال يجب إشراك أصحاب القضية، والأخذ برأيهم كما كانت التجربة في مشروع هذه المحطة الرائدة .

2. نماذج

نماذج (1)
سبوتات، ودراما قصيرة جداً، تنتجها محطات تلفزة حول قضايا الإعاقة بعد التدخل التوعوي معها من قبل حركة الإعاقة في لبنان لتنتهج سياسة الدمج بديلاً عن سياسة العزل.

أنتجت حملة التعاون المستمر بين أصحاب القضية وفضائية "سات سفن"، والتي يتابعها بشكل منظم ومستمر الأستاذ فادي الصايغ ، وهو مهندس وناشط اجتماعي في قضايا الإعاقة ولديه شلل رباعي، مجموعة برامج تلفزيونية اتخذت أربعة أشكال:
• أولاً، "السنابل" وهو برنامج ألعاب موجه للأطفال هدفه تحقيق الدمج في المجتمع. الجدير ذكره أن الأطفال المشاركين معظمهم من الأولاد غير المعوقين، ويشترك معهم في الألعاب بعض الأولاد المعوقين. يساندهم، أحياناً، اشخاص متخصصون في المساعدة بلغة الإشارة في حال مشاركة الأولاد الصم.
• ثانياً، برنامج "وادي الكنوز"، وهو برنامج تثقيفي للأولاد، ويتضمن أغانٍ موجهة وتدعو إلى الدمج.
• ثالثاً، إنتاج 25 فقرة من السبوتات القصيرة بين 20 و 45 ثانية. منها خمسطويلة تتوج الحملة تحت عنوان "نتكامل باختلافـنا"، وهي تتحدث عن التنوع والاختلاف، كذلك خمس فقرات حول مواضيع العمل "قدراتنا بلا حدود" تناولت نبذة عن قصص أشخاص ناجحين في مختلف ميادين العمل؛ وخمس فقرات انتقادية ساخرة من مواقف تواجه الأشخاص المعوقين أثناء تجوالهم مثل المساعدة والتسول، وعشر فقرات تهدف إلى تصحيح الأفكار والمعلومات الخاطئة عنوانها "بحب تعرفوا".
• رابعاً، إنتاج سبعة وعشرين حلقة وثائقية تحت عنوان "ولسنا جنساً آخر"، هدفت كل الحلقات إلى إثبات كافة الحقوق وإبراز القدرات لدى الأشخاص المعوقين، عرضت خلالها المشاكل التي عانوا منها وكيفية المواجهة ومعالجتهم لها. مثل مواضيع حق تكوين الأسرة، وقدرة الإنجاب والإعالة, حق العمل والقدرة على القيام بمهام أي منصب في الوظيفة أو في الأعمال الحرة, الحق في التربية والقدرة على التعلم في المدارس العادية، وصولاً إلى أعلى المستويات الأكاديمية والمهنية, الحق في الحياة إلى القدرة على الاندماج في حال إتمام وتوافر التدخل المبكر، وأهمية تدخل الأهل, وكذلك الحق في الحياة الاجتماعية ضمن العائلة بعيدا عن العنف، والقدرة على العيش باستقلالية حتى ولو كانت الإعاقة متقدمة, وصولاً إلى الحق في التنزه والوصول إلى كل الأماكن وممارسة الهوايات والرياضة، وحتى البراعة والاحتراف وبلوغ النجومية والعالمية.

نماذج (2): سبوتات تنتجها الوحدة الإعلامية في اتحاد المقعدين اللبنانيين، وشبكة الدمج.
من المواد المرئية التي عرضت على شاشات المحطات الأرضية اللبنانية "سبوتات" قام بإنتاجها فريق عمل الوحدة الإعلامية في اتحاد المقعدين اللبنانيين، وتحالفه مع شبكة الدمج، وهي ترافق الحملات المطلبية عادة، أو المشاريع الداعية إلى الدمج الفوري التام في المجتمع اللبناني للأشخاص المعوقين في مجالات مختلفة، تتم الاستعانة بمختصين في الإخراج الفني والإخراج التلفزيوني لإنتاجها:
• حق الوصول: رافق حملة عمّر للكل، الحملة الوطنية نحو بيئة دامجة خالية من العوائق الهندسية، التي أطلقها اتحاد المقعدين اللبنانيين في فترة النهوض المبكر التي تلت حرب تموز/ يوليو الأخيرة، في 18 نيسان/ أبريل 2007، وما تزال مستمرة حتى اليوم، مادة مرئية عمل على إنتاجها المخرج ماهر أبي سمرا حول حق وصول الشخص المعوق إلى كافة الماكن والتجهيز الهندسي وأهمية إعادة إعمار المناطق والبنى التحتية التي دمرت جراء الحرب وفق معايير هندسية دامجة خالية من العوائق الهندسية ومجهزة للأشخاص المعوقين من الإعاقات الأربع. وظهرت المادة في ثلاثة سبوتات، مدة كل سبوت 30 ثانية، كل واحد منها يعرض لشكل محدد من أشكال التجهيز الهندسي في عملية إعادة الإعمار.
• الحقوق السياسية: رافق "حملة حقي" الداعية إلى احترام حق الأشخاص المعوقين في الاقتراع في الانتخابات البرلمانية والبلدية، والتي اطلقت في مرحلتها الأولى صيف 2005، وتجددت مع الانتخابات الفرعية صيف 2007، ومن المرجح أن تتجدد صيف 2009، عدد من المواد المرئية الموجهة الداعية إلى احترام الحقوق السياسية للأشخاص المعوقين ترشحا واقتراعاً.
• الدمج التربوي والاجتماعي: رافق عمل المشروع الوطني للدمج الذي أطلقته شبكة الدمج عدد من السبوتات التي دعت إلى إلغاء كافة أنواع التمييز تجاه الأشخاص المعوقين في المدرسة ومكان العمل والمجتمع، وإلى احترام قدراتهم.


3. نتائج الترويج للحقوق من خلال المادة الموجهة

تظهر الجدوى الرئيسية من الترويج للحقوق بيد المنظمات المدنية المعنية بقضايا الإعاقة من خلال الاستفتاءات العفوية غير محددة الهدف التي تخرج عبر ريبورتاجات ميدانية، تصاحب المقابلات التلفزيونية والإذاعية التي يكون ضيفها أصحاب القضية، وتعكس هذه الاستفتاءات الموثقة مدى معرفة الناس العامة وتفاعلهم مع قضايا الإعاقة، وقد أثمرت المواد الموجهة توعية شاملة على الأراضي اللبنانية بشكل خاص في فترة النهوض المبكر التي تلت فترة النزوح في حرب تموز/ يوليو الأخير، حيث أظهر استفتاء صوت بيروت – إذاعة لبنان الواحد، وعياً كبيراً لدى عدد كبير من العينات العشوائية التي تم التحدث إليها من الشارع مباشرة بقضايا الإعاقة . وكذلك المستفتين عبر إذاعة صوت الشعب، من خلال ريبورتاج رافق مقابلة إذاعية مطولة مع الوحدة الإعلامية في اتحاد المقعدين اللبنانيين . هذا على صعيد التوعية الشاملة، أما على صعيد الإفادة غير المباشرة فتمثلت بالتالي:

1. تعرف شريحة كبيرة من الأشخاص المعوقين إلى حقوقهم المشروعة المؤطرة في تشريعات محلية مر على صدورها ثماني سنوات، وهي بانتظار المراسيم التطبيقية، وأن حقوق الوصول والبيئة الدامجة والعمل، وغيرها، ليست منة من أحد من المسؤولين المتنازعين على السلطة، إنما من أولويات شرعة حقوق الإنسان.
2. تعرف المعنيين والمتنفذين من وزراء ومدراء عامين، إلى حقوق الأشخاص المعوقين، وإلى أن الجمعيات المعنية بقضايا الإعاقة في عملية مناصرة ذاتية مستمرة لقضاياها، ما أنتج تجاوباً على صعيد استصدار المراسيم التطبيقية نحو اقتراع ميسر وصحيح للاشخاص المعوقين ، من خلال التعميم الصادر عن وزارة الداخلية اللبنانية مؤخراً، وكمثال آخر المرسوم التطبيقي المتعلق بالتنظيم المدني، نحو بيئة دامجة.
3. تعرف القطاع الخاص إلى حقوق الشخاص المعوقين المنصوص علها قانوناً في مجال العمل، وتفاعلهم المنتج مع مشاريع هادفة إلى تأهيل الأشخاص المعوقين وتوظيفهم في هذا القطاع، ما أثمر عن مجموعة "الشركات الصديقة للأشخاص المعوقين" و "الهيئة الداعمة للتنوع في مكان العمل"، هذه الحملة التوعوية نحو التنوع في مكان العمل هي في تنام مستمر .
انتهت ورقتي إلى ملتقى المنال 2008، في مدينة الشارقة، من تنظيم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بعنوان "التلفزيون والإعاقة"، وأرجو من كل المختصين والزملاء العاملين في الجسم الصحافي وفي المجتمع المدني العمل على تطوير هذه الورقة وتزويدي بكل رأي يرونه مناسباً للخوض في هذا الموضوع.

هوامش
راجع: «الغرفة الإعلامية الدامجة».. مساحة لمناقشة قضايا الشباب المعوق، صحيفة العرب القطرية، الصفحات المتخصصة، العدد 7213، 12 آذار/ مارس 2008.
. انظر: "الغرفة الإعلامية الدامجة"، مجلة واو، العدد 13، تموز/ يوليو 2007، ص ص 24-25.
. راجع: مجلة واو، العدد العاشر، حزيران/ يونيو 2006، "برامج تلفزيونية رائدة في الدمج"، بقلم فادي الصايغ، ص13.
. راجع: "شاب يبتكر سيارته ويهندس شقته وفقاً لاحتياجاته الخاصة" صحيفة العرب القطرية، الصفحات المتخصصة، العدد 7255، بتاريخ 23 نيسان/ أبريل 2008.
. راجع: برنامج "لمجتمع أفضل"، حلقة "حول حقوق الأشخاص المعوقين في لبنان" أذيع وأعيدت عبر أثير صوت بيروت – إذاعة لبنان الواحد في 12 آذار/ مارس 2008، من إعداد وتقديم الإعلامي رامي ضاهر.
. راجع: برنامج "حقوق الأشخاص المعوقين"، حلقة خاصة بالدمج التربوي الاجتماعي، أذيعت عبر أثير إذاعة "صوت الشعب" في 24 نيسان/ أبريل 2008، من إعداد وتقديم الإعلامية هلا زهر الدين.
. انظر: إيلاف الالكترونية، العدد 2533، 24 أبريل/ نيسان 2008، بعنوان "تعميم وزارة الداخلية اللبنانية يتبنى ورقة حملة حقي".
. انظر: صحيفة العرب القطرية، العدد 7206، "تجربة نموذجية تلقص المسافة مع القطاع الخاص"، مقابلة مع علا سلامة، منسقة مشروع "فتح آفاق فرص العمل أمام الأشخاص المعوقين في لبنان".



#عماد_الدين_رائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 2-4
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 1-4
- إلى آلهة مخضبين بعرقهم... تحية
- 33 عاماً على ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية
- رصاص ابتهاج سياسي يودي بحياة المواطنين
- المدوّن اللبناني منفعل.. وغير منتج
- الحملة المطلبية المستمرة للاشخاص المعوقين في لبنان
- الحملة المطلبية المستمرة للأشخاص المعوقين في لبنان 5 - 6
- الطفلة - الأم.. في يومها العالمي كامرأة
- الحملة المطلبية المستمرة للاشخاص المعوقين في لبنان 4 - 6
- الحملة المطلبية المستمر للاشخاص المعوقين في لبنان 3 - 6
- المرأة اللبنانية.. نضال طويل نحو المشاركة والتغيير
- الحملة المطلبية المستمرة للأشخاص المعوقين في لبنان 2 - 6
- الحملة المطلبية المستمرة للأشخاص المعوقين في لبنان 1 - 6
- أمهات معوقات يتغلبن على الإعاقة والمجتمع
- حقوق الشخص المعوق ببيئة تحترم حاجاته وكرامته
- توظيف الأشخاص المعوقين.. مستقبل وآفاق
- عن رفاق لم يخرجوا من غرفة التعذيب
- ثماني سنوات على قانون لم يطبق
- من قاموس الحرب الأهلية


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد الدين رائف - دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 4-4