أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - جــنّــةُ الكَـنّــاســين














المزيد.....

جــنّــةُ الكَـنّــاســين


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 708 - 2004 / 1 / 9 - 07:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 أنشـدَ سيبويه :
دارٌ لِـمَـرْوَةَ إذ أهلي وأهلُهمُ     بـالكانسـيّةِ ترعى اللهوَ والغزَلا
وجاء في لسان العرب : الكَنْـسُ كَسحُ القُـمامِ عن وجه الأرض . والمِكنسةُ ما كُنِسَ به ، والجمعُ مكانس .
و كنِست النجومُ تكنِسُ كُنوساً : استمرّت في مجاريها ثم انصرفتْ راجعةً . يقالُ : كنَسَ أنفَه إذا حرّكه
مســتهزئاً .
والحقُّ أنني لم أكن معْـنـيّاً بخطورة المكانس ، ودورها في العراق اليومَ ، لو لم أقرأ تصريحاً لأحد وزراء بريمر الثالث ملكِ العراق ، يقول فيه بالحرف الواحد : سنحمل مكانسنا ونذهب إلى ساحة التحرير …
قلتُ والله إن الأمور لَــفي خيرٍ  ، فهاهوذا امرؤٌ من بلدي يخرج إلى الساحة مجاهداً ، وإن امتشقَ مكنسةً !
ومضيتُ أقرأ الخبر متابعاً ، فإذا بالرجل يقول إنه خارجٌ مع جَــمْــعهِ ليكنسَ ساحة التحرير عند نُصب جواد سليم .
وأُراجِـعُ الأمورَ مع نفسي ، لأضعها موضعَــها ، فالرجل يُمضي يومه في مكاتبَ بلا كهرباء ، وليس لديه مالٌ
كافٍ لإصلاحِ مولِّــدٍ  ، وأمسِ الأول عيّـنَ الملكُ مستشاراً وغْـداً في وزارته … إلخ .
ليس باليدِ حيلةٌ ، فلتكنْ فيها مكنسةٌ في الأقلّ !
                                 
                                         ***
لم يحظَ العراقُ بحاكمٍ عادلٍ مثل حُظوته بـالملك بريمر الثالث ، فهذا المخلوق حريصٌ على أن يرى الناسَ سواسيةً
كأسنانِ المشط ، أو عيدان المكنسة ، لا يفرِّقُ بين جاهلٍ وعالمٍ ، أو بين أجيرٍ ووزيرٍ  :
كلُّـكم كنّـاسٌ ، وكلُّكم مسؤولٌ عن مكنسته .
وعليكم  ، جميعاً ، أن تمهدوا الطرقَ ، وتفتحوها ، سالكةً ، نظيفة ً ، لتنطلق عليها دباباتُ أبرامز وعجلات الهامفي وعصابات المقاولات الكبرى والمافيا السياسية من أممٍ شــتّـى .
بحر العلوم الإبن يكنس الطريق أمام شركات النفط الأميركية .
الكيلاني يكنس الطريق أمام من يشترون العراقَ ، بلاداً وعباداً .
المكلّف بالإعمار يكنس الطريق أمام شركات البنتاغون.
هوشيار زيباري يعيِّـن مواطنةً أميركيةً متزوجةً من ضابط مخابراتٍ أميركيّ سفيرةً في واشنطن !
                                  
                               ***
إن الحديث المتداوَل في دوائر معينةٍ عن بناء مؤسسات دولةٍ  ، أو إعادةِ بناءٍ  ، فيه نوعٌ ساذجٌ من الإستغفال ؛
إننا في حالةٍ استعماريةٍ تقليديةٍ ، والدولةُ قائمةٌ ، هناك ، في بلد المتروبول ، وهي التي تتصرّفُ بالمصائر ، وتُـصَرِّفُ الأمور، أمّـا ما يُسمَحُ بقيامه في البلد ( العراق ) فليس سوى واجهاتٍ محليةٍ للوضع الإستعماري .



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطار الإيرلندي
- ساعات غيفارا الأخيرة
- منتظِــراً الثلجَ الأوّل
- خطوةٌ في الإتجاه الصحيح !
- ثلاث قصــائد
- علينا أن نتفادى الحربَ الأهلية
- مُنــتبِـذاً في عطلة الميلاد
- صدام حسين في قبضة أسيادهِ
- الرعْــيــانُ
- ايُّـهذا الحنينُ ، يا عـدوِّي
- فنُّ الشِّــعر
- تحت المطر الموحِــل
- مفــاتيح الحرب الأهلية
- ســــامــرّاء
- إلى شيخِِ عشائرِِ الـ...
- حسب الشيخ جعفر ومحمد خضيِّـر !
- جلال الطالباني وقّعَ وثيقةَ الإستسلام
- حــقُّ الرِّفقةِ العجَبُ
- الطريق إلى الخراب العجيب
- تـنــويعٌ صعبٌ


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - جــنّــةُ الكَـنّــاســين