رغم أن حزب العدالة والتنمية يعتبر حزبا جديدا بالمغرب إلا أنه طبع الساحة السياسية بجملة من المواقف وطبيعة متميزة للممارسة السياسية أخرته عن ركب الأحزاب الأخرى سواء تلك اوالتسيب.نها الدهر أو تلك التي خلقت معوقة.
ولعل مما يميز حزب العدالة تناوله لجملة من القضايا لم تعودنا الأحزاب المغربية على الاهتمام بها كالتخطيط الاستراتيجي وتقنيات التواصل والحداثة وإشكالية البيئة والإشكالية الصحية وقضايا الرياضة والفن.
واعتبارا للنهج الذي سلكه حزب العدالة والتنمية في التعاطي مع تحليل الواقع المغربي ـ سواء كنا متفقين معه أو معارضين له ـ فإنه تمكن من بلورة تصور قاده إلى تبني فكرة حماية ثوابت الوطن وقيمه ضدا على تهديدات تيار العولمة والتسيب . كما قاده ذلك النهج إلى الدعوة لتثبيت الديمقراطية وتكريس دولة الحق والقانون والتصدي لكل من يدعو إلى التراجع على ما تحقق من مكتسبات المرتبطة بالانفتاح السياسي، وطبعا قاده كذلك إلى الدفاع عن الوحدة الوطنية والصحرامداها.بية وحماية المصالح العليا وخيرات الوطن والمال العام والدفاع عن الأمة ومقدساتها.
كما أن هذا النهج مكن حزب العدالة والتنمية من بلورة رؤية تهدف إلى ممارسة العمل السياسي وفق برامج محددة وتخطيط مسبق اعتبارا لكون العقوبة والارتجالية لا يمكن جني منها إلا ثمار مرارة معاينة استفحال المعضلات واتساع مداها . ولعل ما استجدت في هذه الرؤية هو الاهتمام الخاص بقضايا البيئة والصحة والرياضة والفن اعتبارا للنواقص والاختلالات التي تعرفها تلك القطاعات الحيوية في حياة المواطن المغربي. وما يحسب من إيجابيات هذه الرؤية عزمها على تكريس الفعل الميداني وتجنب الشعارات والبهرجة السياسية المطبوعة بالمكر السياسي وسياسة المكر.
ويرى البعض أن كل المستجدات الطارئة على تصور حزب العدالة والتنمية مطبوعة بالأساس بالسعي الحديث نحو مغربة المواقف والشعارات والرؤية البعيدة المدى.