أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد الرنتيسي - عار الصحافة العربية














المزيد.....

عار الصحافة العربية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2282 - 2008 / 5 / 15 - 11:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


تحول فن التذاكي ، و الفهلوة ، هربا من اتخاذ المواقف الى اسلوب حياة لدى السواد الاعظم من الصحافة العربية .

فقد جرت العادة على اتاحة اللحظة الرمادية الممتدة منذ عقود هوامش للمراوغة واخفاء بشاعة هذه الحقيقة .

الا ان هذه الامكانية تنحسر لدى الاقتراب من العواصف والمنعطفات الحادة ، كما هو الحال مع غزو مليشيات حزب الله اللبناني لبيروت ، تنفيذا للاجندة الايرانية التي لا تخفى على صناع الراي العام العربي ، وان حاولوا تجاهلها خشية مواجهة وعي هجين مدجج بالشعارات ، او بفعل اغواء جمهور يبحث عن الوهم ، وتتملكه شهوة التعويض النفسي .

وسواء كان الاغواء او الخوف من الشارع وراء دفن غالبية الصحافة العربية راسها في الرمال يلتقي اداؤها عند نقاط محددة .

احدى هذه النقاط تحميل بعض الكتاب الغالبية اللبنانية مسؤولية التصعيد الميداني في بيروت وكأنها الجهة التي عبثت بامن اللبنانيين واستباحت دماءهم رغم ثبوت عدم امتلاكها للسلاح.

ورغم استناد هذا الطرح الى قراري الحكومة اللبنانية المتعلقين بامن المطار وشبكة الاتصالات يسقط عند قراءته بالحدود الدنيا من المنطق .

فالقرارين يندرجان في سياق السيادة التي يفترض على اية حكومة في العالم الحفاظ عليها .

ولا يوجد وطني في الكون يقبل بان تكون قرارات حكومة بلاده مرتهنة في ايدي جماعة سياسية مهما كان صخب الشعارات التي ترفعها .

فلم يحدث في اي وقت مضى ان اديرت دولة في الكون براسين وحكومتين وجيشين ورؤيتين سياسيتين الا وكان الصدام الداخلي نهاية العلاقة بين هذين الراسين .

قد تظهر في هذا البلد او ذاك جماعات متعاطفة مع هذا الطرف الاقليمي او ذاك ، ولكن هذا التعاطف لا يعني ان تتحول هذه الاطراف والمحاور الاقليمية الى شركاء في السيادة والقرار السياسي ، وان افترضنا جدلا وجود نوايا حسنة من قبيل مواجهة اسرائيل لدى هذه الجماعات .

ولكن الهوس السياسي لدى بعض اصحاب الاقلام النزقة اسقط هذه الاعتبارات لتتحول الاكثرية اللبنانية التي اختارت النضال السلمي الى طرف معتدي ويظهر الطرف المدجج بالسلاح طرفا معتدى عليه وهو يستبيح الحد الادني من السلم الاهلي اللبناني .

بعض الكتاب ياخذ على الاكثرية اللبنانية علاقتها الجيدة مع الغرب وكأن العزلة السياسية بنماذجها السوري والايراني والحمساوي الخيار الاجدى لادارة الدول وخدمة الشعوب .

وهذا الطرح كسابقه يدلل على اضطراب تفكير اصحابه حين يؤخذ في الاعتبار انعدام الاستقرار السياسي والمعيشي ـ بنسب متفاوتة ـ في قطاع غزة وسوريا وايران .

اخرون ذهبوا بعيدا في التشفي بما حل بقوى 14 اذار لدى قيام حزب الله بانقلابه على حالة الهدوء المشوب بالحذر .

فمثل هذا التطور يعني بوجهة نظرهم خذلانا اميركيا لتيار الاعتدال العربي الذي يواجه تحديات المحافظة على الدولة العربية التي صار بقاءها مطلبا وسط مؤشرات التشظي .

ووصل الوهم بالعائمين على ماء حسن نصر الله حد الدعوة الى حل توافقي بين الاكثرية والمعارضة مع الدفاع عن سلاح حزب الله بكل ما ينطوي عليه هذا السلاح من دلالات تدخل اقليمي .

وفي غمرة الدفاع عن باطل حزب الله وحلفائه تجاهل بعض الكتاب حرية التعبير التي انتهكتها مليشيات الحزب وهي تقصف وسائل اعلام في مدينة عرفت على مدى التاريخ بانها الملاذ الآمن للتفكير الهادئ .

وتخلو قواميس المتحمسين لانقلاب حزب الله من القتلى والجرحى والترويع الذي لحق باللبنانيين .

مثل هذه النزعة تجسد حالة تمثل السياستين السورية والايرانية في العراق ولبنان وفلسطين ، تلك الفلسفة التي تقوم على اغراق العالم بالدم ان امكن ، لا لشئ ، سوى بقاء النظام .

الخطوات التي قطعها السواد الاعظم من الصحافة العربية مكشوفة الى حد الشفقة ، وسرعان ما تظهر بؤس رؤية وتحليل اصحابها ، وعلى القارئ ان يحتفظ ببعض الذاكرة لمحاسبتها حين يكتشف مدى التضليل الذي مورس عليه ، وقوى التنوير العربية مطالبة باخذ دورها حتى لا تبقى ادوات توجيه الراي العام رهينة لمروجي البضائع الرخيصة , ومحترفي تضليل الغوغاء .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس تواجه الواقع باختزال التاريخ
- ديمقراطية الامعاء الخاوية
- خطاب -التخريف- السياسي
- علمانيون برسم الاسلمة
- من اجل فايز .... ورفاقه
- صراع الهويات الشرق اوسطية
- الخطيب يحاكم التجربة القومية
- حين يبحث -الغريق- عن قشته في -طبخة حصى-
- المالكي يحترف اللعب على التوازنات
- دوامة قصور الهواء
- لهاث اللحظات الاخيرة
- حواف الهاوية
- رهينة الحلف الطائفي
- استراتيجية اكياس الرمل
- التحولات الجذرية في السياسة النجادية
- منزلق الفيدرالية
- وهم المصالحة الوطنية
- الشيفرة الايرانية
- حوارات الوقت الضائع
- حروب الطوائف


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد الرنتيسي - عار الصحافة العربية