لعلي،ولأسباب جد كثيرة،قدلا يكون هنا المجال الكافي لذكرها كنت أدرك،فيما قبل ،بأن الحقيقة وحدها قادرة،ان توجد لذاتها فلسفة،تتكئ عليها،بحيث تكون هذه الحقيقة قادرة على الذود عن نفسها،واقناع المحيطين بجدواها….
ومن الأمثلة الصارخة التي كانت تحضر في ذهني،باستمرار،في هذا المجال،قضية الضحية والقاتل ،فلقد كنت موقنا تماماً،ان الإدانة في هذا المجال واضحة ،صارخة لاسيما إذا كانت فعلة القاتل الشنيعة،هذه في هذا المجال ،لا تقبل تأويلاً
أو تفسيرا آخر,غير ما هي عليه،مادامت انها ولدت لمحض دوافع تافهة،كأن يكون وراءها محض شهوة إلغاء الآخر،أو سلب ماله ،أو مكانته،لأن هذا الصنف السادي الدنيء من شأنه أن يضيق ذرعاً بوجود سواه في العالم ،ربما بسبب مشاركته معه في استهلاك أوكسجين هذا العالم ، أو حلمه مع كل الأخيار في بناء عالم نظيف عادل وجميل ،لا قبح فيه ولا دمار ..!.
ونكاد نتساهل مع ضروب شتى من القتل المعنوي ، فتقلّ دهشتنا ، عندما نقرأ في تاريخ اوسايكلوجيا هذه الشهوة القبيحة ، واللعينة ، التي بدأت بملاقاة هابيل حتفه على يد قابيل ، وهو شقيقه !!؟
لنعلم ان جذورها ضاربة في القدم ، قديمة قدم وجود الإنسانية ، متأصلة في انفار شذاذ أصلاء في هذا الميدان فقط …
إذا ، ان هدر دم الآخر ، وازهاق روحه، وانتهاك المحرمات واطلاق يد البطش في كل مكان، بدافع التفرد وبسط نزوة التسلط والهيمنة , و الاستعلاء إزاء الآخر,الأقرب من المرء اليه , كما يفترض ذلك ,بشكلٍ نظري ,
إن هذه السجايا والخصال غير الحميدة في أقل توصيف لها , و الشنائع التي تدفع المرء الى القرف ، و الغثيان لمجرد تأملها ، هي ليست وهمية , أبنة روايات الخيال العلمي, و القصص البوليسية , بل هي حقاً بمثابة ارث آخر, ارث نواجهه في كل يوم : في المنزل – الشارع- الحي –المؤسسة-المجتمع..ولئلا اعمم حكمي , فأمارس استبداداً مماثلاً ,علي ان اشير بأن الشذاذ الذين يكونون عادة وراء هكذا ممارسات ,هم مجرد قلة..قليلةعلى الدوام.. ولعل الأسئلة إزاء سردها هنا تكثر ,و تكثر ,فلا مجال البتة لتضييق دائرتها , ولكن , كل مايمكن أن يقوله المتابع لبعض تفاصيلها وعلى عجل,لايعدو أن يتساءل المرء في مثل هذا المكان : ترى ما الذي يحدو بالقاتل كي يتصرف على هذا النحو البشع, واللا إنساني في ظل انعدام الرادع الضميري و الكابح الأخلاقي , مع ضحية يدرك هو نفسه , بانه هو الآخر جدير بالعيش والحلم, والاسهام معه في بناء عمارة هذا الكون , وخلق حياة عادلة ورائعة وعلى نحو أفضل باستمرار ..!! بل , أية طمأنينة , وراحة بال ,وضمير , يقنع هذا المجرم المحترف نفسه بها , وهو يرى يديه ملطختين –ولو بالدم المعنوي,لصنوه, وهو أحد أشكال جريمة اليوم ,بحق صنوه هذا الذي لا يشكل الخطر سوى على مصالحه واحلامه المريضة في الزعامة , و التفرد, وتشديد القبضة بأكثر.-بأكثر , للتحكم بزمام الأمور انطلاقاً من أنانيات بشعة , ممقوته, رذيلة ,دنيئة هي صور طبق الأصل عن نفوس أصحابها .. حقاً, لقد كنت والى وقت قريب , أزعم أن لا لغة لدى هذا المنتهك لكلّ النواميس الجميلة يمكنه التذرع بها , والذود عن[رؤاه] و [شهواته] القبيحة, التي سرعان ما يؤدلجها بغو بلزية قذرة, إلاٌّأننا بدأنا نجد الآن ذرائع تدعو الى الضحك أمام لوحة الطغيان هذه تبدر عن بعض رموز الرادة ذواتهم إنها, باختصار: فلسفة الخطأ,فلسفة السكين في تخطئة براءة الدم , إنها مرافعات اليد القذرة في إسكات لعنة جسد الضحية المهشم ….. ولكنها فيما اذا كانت فلسفة هي الأخرى فمن سيصدقها حقاً ان الإ جابة لمعروفة هي الأخرىأ ليس كذلك؟