أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - اسلامه عبدالرحمن - البوليساريو ذكرى التأسيس ومطالب الاصلاح














المزيد.....

البوليساريو ذكرى التأسيس ومطالب الاصلاح


اسلامه عبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 10:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مرت على البوليساريو 35 سنة منذ تأسيسها في 10ماي 1973حتى الآن , اجتازت فيها عراقيل كثيرة وتجاوزت أيضا محاذير كثيرة, بنجاح فائق يدعو إلى إعجاب الصديق ويثير دهشة العدو , فجميع المناورات التي حيكت ضد الشعبي الصحراوي بدءا باتفاقية مدريد وصولا إلى مقترح الحكم الذاتي الذي يروجه المغرب,تمكنت البوليساريو من الالتفاف من حولها واستكمال مسيرتها التي تأسست أول يوم من اجلها , دولة صحراوية مستقلة .
أطلقت البوليساريو الرصاصة الأولى في مشوارها التحريري يوم 20ماي 1973 وهي تنظيم لم يأتي من فراغ فهي امتداد للحركة الوطنية والمقاومة الشعبية التي عرفتها الصحراء الغربية منذ وطئ الاستعمار الأوروبي أراضيها , لكن ميزة البوليساريو أنها أطرت الصحراويين كلهم وأذابت الفوارق بينهم وجعلتهم كلهم رجالا ونساء في خدمة هذا الهدف السامي الاستقلال وفرض الذات , وفي سرعة قياسية مذهلة تمكنت البوليساريو من إعداد جيش نظامي قوي ومدرب عبث بالجيش المغربي الذي يفوقه عشرات المرات عددا وعتادا ومرق كرامته في الوحل , مما جعل المغرب وحلفائه خوفا عليه من الانهيار يلجئون إلى الأحزمة الدفاعية , حتى يلتقط الجيش المغربي أنفاسه, و لعلها تحميه من ضربات الجيش الصحراوي القاصمة والمفاجئة وهو ما أثبتت الأيام عكسه .
تمكنت البوليساريو أيضا من بناء منظومة صحية وتعليمية رائعة في ظروف تكاد أن تكون مستحيلة , جلبت الاعترافات من كل القارات بالجمهورية التي أعلنتها والتي أصبحت عضوا في منظمة الحدة الإفريقية – الاتحاد الإفريقي حاليا – أقامت البوليساريو دولة في المنفى بكامل المؤسسات التي تحتاجها الدولة, لا ينقصها سوى استرجاع أرضها المحتلة , كما نقلت الصحراويين من مرحلة الفطرة وحياة البداوة إلى مرحلة المواطنة والمؤسسة في ظرف استثنائي أيضا .
وطبيعي في مسيرة كهذه لابد أن تقع أخطاء كثيرة وهو ما حصل , أخطاء ساهمت بشكل أو بآخر في إطالة أمد الصراع وتأجيل فرحة الاستقلال, وتتويج التضحيات الجسيمة التي قدمها الصحراويون , إلا أن اكبر أخطاء البوليساريو وأفدحها هو غياب ديمقراطية حقيقية قادرة على فرز الأفضل وهذا الخطأ ,هو ما يكلفها دفع فواتير كثيرة كلما تأخرت في علاجه.
إن الإصرار على نهج السياسة العتيقة سياسة المؤتمر بتفاصيلها المعروفة , والتي أضحت من كثرة تكرارها نوعا من الاستهتار بالشعب وبمصيره , نعم استهتار بمصير الشعب وتمجيد للذات ولو على حساب قضية ودم ودمع ومعاناة , فثلاثون سنة من الحكم تعني تبلد الفكر وجموده ويفقد صاحبها حس السياسي و خياله وتؤدي إلى روتينية العمل في قضية لا روتين فيها وكل تقاعس ولو بثانية يعني سنة, فما بالك بسنة , فالديمقراطية آلية أخرى هي غير المتبعة حتى الآن , فهي القادرة وحدها على فرز قياد ة تأخذ بيد الشعب إلى بر الأمان, والتعاطي الحقيقي والصريح معها هو ما سيحمل الشعب حملا سلميا على اختيار الأداة المثلى التي تلبي حاجاته وتشبع رغباته وتراكم انتصاراته بما يحقق طموحه في الانعتاق وبناء دولة لها مكانة بين الأمم الحية .
يحسب للبوليساريو في بدايات مشوارها التحريري القضاء على القبلية ونعتها ومعتنقيها بأبشع النعوت , غير أن الأمر لم يدم طويلا , فسرعان ما عادت الممارسات القبلية إلى الواجهة, وتم إعلاء المصالح القبلية وتقديمها على حساب المصير وتفشت النعرات . نفس كادر البوليساريو الذي وأد القبلية هو نفسه الذي استدعاها في كل المحطات الحاسمة . لقد تغولت القبلية بشكل صارت معه الدولة الصحراوية " من الفوق حلة ومن تحت نوا ويل " .
لقد كانت القبلية التي حاربتها البوليساريو مجرد عصبية بدائية , لكنها أنتجت أخرى اخطر منها ألف مرة , القبلية السياسية , لقد تم تسييس الانتماء وقبلنة المواطنة ما حول مؤسسات الدولة إلى مرحان خاصة , ومكمن الخطورة أن العصبية الأولى ساذجة وطبيعية, والثانية خبيثة خبث السرطان,ما إن يتمكن من جسم حتى يفتك به .
وضع كهذا ولد تذمرا عند فئات أخرى اعتبرت نفسها مقصية ومهمشة من القرار و كل امتياز لا من اللجوء وتبعاته وتداعياته وجعلها هذا الشعور بين رحى العدو ومطرقة البوليساريو.
بين عدو هو سبب مأساتها ومازال جاثما على الأرض يمتص كل شيء فيه روح صحراوية , وبين نظام اختارته وانخرطت فيه وساهمت في بنائه واعتبرته المخلص , فإذا به يتجاهلها ويعزلها . وفي رأيي أن تحدي البوليساريو يكمن هنا , إما أن تكون للجميع أو لا تكون , وليس أمامها من سبيل لتحقيق ذلك سوى الديمقراطية -الحقيقية لا الصورية –وفقط.
تحدي اخر أمام البوليساريو إذ يتوجب عليها أن تسارع في إيجاد حل له , وان لا تنتظر طويلا –وقد فعلت – فبعد وقف إطلاق النار منذ ال06/9/1991 لم يعد بين البوليساريو والمغرب أي احتكاك أو تماس يؤدي إلى إزعاج العدو وإحراجه وإرباكه باستثناء قرارات الأمم المتحدة والجمعيات الحقوقية والإنسانية , وهي في مجملها ذات تأثير معنوي لامادي , فالمغرب لن يستمع أو يلتفت إلا لمن يشده من أذنه ويجبره بالقوة .
فعلى البوليساريو والحال هذه أن تشجع على عودة جماعية للاجئين إلى الأراضي المحررة , وان تبني مؤسساتها هناك حتى تحول وجودها إلى أمر واقع , سيضغط على المغرب وسيحطم جدران العار التي بناها, وسيكون دعما ماديا ومعنويا للانتفاضة بالأرض المحتلة مما سيعجل بانهيار الاحتلال ويؤدي إلى رحيله , فسياسة الأمر الواقع التي يبتز بها المغرب المجتمع الدولي و يتبجح بها في كل المنابر والفضائيات , لا تواجه إلا بسياسة مماثلة مع فارق الشرعية وفارق الهدف .
إن تصريح والسوم الأخير- وبغض النظر عن نية الرجل – البوليساريو هي سببه الأول , وما قاله سيقوله من سيأتي بعده بل قيل قبله , والحل ليس في شتم هؤلاء الموظفين ونعتهم بالعمالة والانحياز, بل يكمن في أن تعود البوليساريو إلى سيرتها الأولى في رص الصف الصحراوي وفي دينامكية الحركة ومسك زمام المبادرة في الهجوم والفعل, بدل الدفاع ورد الفعل وان تصرف الاهتمام كل الاهتمام إلى الهدف الذي كان السبب في ميلادها حتى تفرض على العدو قبل غيره رؤيتها وواقعيتها .



#اسلامه_عبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق المجتمع الدولي من كوسوفو إلى الصحراء الغربية
- البوليساريو محلك سر
- البوليساريوايضامطالبة بالاصلاح
- البوليساريو .... وتداعيات وقف اطلاق النار
- البوليساريو...المؤتمر....و الديمقراطية!!
- بين مرحلتين فهل من ثالثة افضل


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - اسلامه عبدالرحمن - البوليساريو ذكرى التأسيس ومطالب الاصلاح