أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - الشارونيون يهددون الأسد والأسد يهدد الأكراد















المزيد.....

الشارونيون يهددون الأسد والأسد يهدد الأكراد


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 708 - 2004 / 1 / 9 - 06:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ذكرني السيد رئيس الجمهورية السورية أثناء زيارته إلى تركيا بقصة جحا وولده عندما مرت من أمامهما جنازة وخلفها امرأة تولول وتقول: " يابني إنهم يأخذونك إلى بيت لا خبز ولا ماء فيه، لا فراش ولا لحاف، لا نوافذ ولا شمس تدخل فيه" .. فسأل الولد أباه مستغربا: " هل يأخذونه إلى بيتنا يا أبي؟!"
في الوقت الذي تبدو فيه سوريا كبيت جحا الفقير من كل النواحي فإن سيادة رئيس الجمهورية له شغل آخر يشغله، ألا وهو رفض ما أعلنه الكرد عن طموحهم في فيدرالية كردية ضمن حدود الدولة العراقية. ولكي يظهر إلى أي مدى يرى هذه الفيدرالية خطرا وإعلانها خطا أحمر لا يجوز تجاوزه، فإنه يركب قارب السياسة التركية الطورانية التي ترى حتى في "الحكم الذاتي" خطر تشكيل دولة كردية، وتستخدم مصطلح "دولة كردية" بدلا عن "الفيدرالية"، إلا أنها تعني بذلك أي وضع قانوني وتشريعي يمكن أن يحصل عليه الكرد في العراق الجديد ويتم تثبيته دستوريا. وحقيقة فإن السياسة التركية ضد فتح مدارس كردية حتى في السويد وفرنسا وألمانيا ولربما على القمر والمريخ أيضا، وتعتبر ذلك خطرا على أمنها القومي، بل تستغرب كيف يسمح الأوربيون للأكراد بذلك وتتهمهم ب"االنازية" كما فعلت مع المستشار الألماني الحالي غيرهارد شرودر الذي سمح لأطفال الكرد بتعلم لغتهم الأم أسوة بأبناء المهاجرين الآخرين والجاليات الأخرى في ولاية نيدرزاكسن التي كان يحكمها قبل وصوله إلى المستشارية.
والرئيس السوري الذي يريد إظهار نفسه محاطا بالأصدقاء ووجد في تركيا وجنرالاتها العنصريين الذين يكرهون العرب والأكراد كرها لا مثيل له ضالته المنشودة وصديقا قديما ساد الجفاء بينه وبين أبيه، ينسى بأنه في وضع لا يحسد عليه، إذ أن وزير الدفاع الإسرائيلي قد هدده مجددا بأن مصيره سيكون كمصير صدام حسين إن لم يتراجع عن مواقفه الحادة تجاه اسرائيل، وهو تهديد جاد ومتواصل ومدعوم من رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون الذي لن يترك مجالا إلا ويحاول منه النفاذ لفرض ما يريده على سوريا غير آبه بالنقد سواء من العرب أو من المجتمع الدولي أو من حليفة اسرائيل القوية في المنطقة، ونعني بها الولايات المتحدة الأمريكية.
فبماذا يرد السيد الدكتور بشار الاسد على تهديدات اسرائيل التي تصدر من على لسان وزير دفاعها بالذات؟ إنه يضع للأكراد خطوطا حمراء استعان برسمها بالأتراك الذين هددوا أباه ويهدد الأكراد الذين وقفوا على الدوام مع والده وساندوه وآزروه، رغم ما اقترف النظام القائم في عهده من سياسات هوجاء وعنصرية ضد الشعب الكردي في الجزء السوري من كردستان وطبق بحق هذا الشعب كل أشكال السياسة الشوفينية من تعريب وتهجير وحرمان من حق المواطنة ومنع لممارسة النشاطات الثقافية واستخدام اللغة الأم في التعلم وتوطين العرب في أماكن سكنى الكرد بعد سلبهم ممتلكاتهم وحقوقهم.
فهل النظام السوري القائم بحد السيف وبالسوط والكرباج قادر على أن يرد على وزير الدفاع الاسرائيلي ولو مرة واحدة بشكل جاد؟ طبعا لا وألف لا... فهنا يتملكه الخوف ويرسل بثينته الشعبانية وفاروقه الشرعي إلى كل أروقة المحافل الدولية مؤكدين على أن "الولايات المتحدة ليست عدوة لسورية" على الرغم من صدور "قانون محاسبة سوريا" وعلى أن هذه الولايات الصديقة قادرة على لعب دور لتبريد العواطف الساخنة وتخفيف الجمل القاسية التي تصدر عن تل أبيب..
لقد هددت تركيا على لسان نائبة التركمان في مجلس الحكم العراقي بأنها ستعلن عن "تركمنستان" في كركوك، ولكن الجميع يدركون بأن هذا مجرد بالونة في سماء العراق، ومن قبل هددت تركيا بأنه في حال دخول الأكراد إلى كركوك فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي، ولكنها عجزت عن أن تفعل شيئا عندما حررت قوات البيشمركة مدينتي كركوك والموصل بالاستعانة بأعداد قليلة من القوات الأمريكية ورفعت العلم الكردي في كل مكان من مدينة كركوك. فهل ستكون الآن قادرة على القيام بأي شيء فيما إذا وافق الأمريكان الذين لهم اليد العليا في العراق اليوم على مطلب الأكراد في الفيدرالية أو حرضتهم بشكل غير مباشر على إعلان دولة مستقلة لهم على أرض كردستان العراق؟ وإذا لم تتمكن تركيا القيام بشيء عندما كانت أمريكا بحاجة لها فماذا ستفعل سوريا بعد أن انتهت أمريكا عمليا من القضاء على الجيوش العراقية وعلى النظام البعثي وحلتهما ؟ ولماذا لم تركض إيران أيضا إلى أنقره وتتفق معها ومع سورية على توجيه هذه التهديدات التي قد تكون مجرد فقاعات صابونية لا قيمة لها؟ ألا يهم ايران قيام دولة كردية أو حصول الأكراد على فيدرالية ضمن العراق؟ أليس في ايران اقليم كردي تعترف الحكومة الايرانية بجزء منه على أساس أنه "كردستان" رسميا؟ أم أن السياسة الايرانية أشد ذكاء وأكثر واقعية من سياسة كل من سوريا وتركيا؟ طبعا موقف ايران فيه دهاء وذكاء...
ومن هو صاحب فكرة التهديد أساسا؟ تركيا؟ أم سوريا؟
معلوم أن تركيا تهدد الأكراد منذ قيام الدولة التركية الحديثة عام 1923 ولكن ذلك لم يمنع قيام عدة ثورات كردية في وجه الطورانية التركية تم القضاء عليها بالاستفادة من التناحر الكردي الداخلي وبالتعاون مع القوى الدولية التي كانت ترى في تركيا دولة هامة في الصراع ضد الاتحاد السوفييتي والخطر الشيوعي، ولكن هذا التهديد الجديد يبدو من قياسات النظام السوري، فلقد صرح بذلك الرئيس السوري قبل زيارته إلى تركيا، وهذا يعني أن سوريا في حال قيام كيان كردي على أرض كردستان العراق، مهما كان هذا معبرا عن إرادة الشعب الكردي، ستنقل "معركتها مع اسرائيل!" إلى معركة مع الأكراد الذين لم يتمكن صدام حسين بكل جبروته من القضاء على ثورتهم وحركتهم السياسية الشعبية الواسعة. أم أن سوريا ستسير خلف تركيا أو إلى جانبها وتغزو بلادا تسيطر فيها القوات الأمريكية على شؤون البلاد.
هذا كله يبدو – في نظري – غير واقعي ولا يمكن تحقيقه في هذا الوقت، وسيفتح الباب لأن تتحرك اسرائيل التي يتهمها بعض المثقفين العرب بأنها تدعم الكرد وتريد لهم الانفصال عن العراق وسوريا.
وقد تستغل تركيا بساطة بعض الزعماء السوريين وتزج بهم في حرب ضد الشعب الكردي، وبالتالي تنتهي من مطالبة سوريا بالمياه وبلواء اسكندرون، وقد تكون متفقة في ذلك مع صديقتها وحليفتها اسرائيل التي ستجد في أي مغامرة سورية فرصة ثمينة لاتقدر للتوغل شمالا صوب دمشق أو حتى الفرات في شرق وشمال سوريا.
ويجب أن لايخفى عن البعث السوري بأن الحركة الوطنية الكردية في الجزء السوري من كردستان ستقوم بواجبها من أجل مؤازرة شقيقتها الحركة الوطنية الكردية في كردستان العراق، ولربما يتحرك أكراد الشمال أيضا وتتحول كردستان بأسرها إلى ساحة لمقارعة النظامين السوري والتركي معا، وبالتالي تصبح القضية الكردية قضية عالمية، ويصبح المطلب الكردي "دولة كردستان المستقلة"....
لذا أرى أن من الأفضل للحكام في سورية أن يظل تهديدهم للأكراد حبرا على ورق، فإن تركيا التي ورطت حزب العمال الكردستاني في الحرب ضد الشعب الكردي في كردستان العراق ستفرح فيما إذا نقلت سوريا معركتها من جنوب البلاد إلى شمالها، ومن أراضيها إلى كردستان، عسى تضرب العرب بالأكراد وعلى العكس وتحقق لها مطامح كبيرة على حساب الأمتين الكردية والعربية، أو في أسوأ الأحوال تزج بالعرب في معركتها مع الحركة القومية الكردية وتجندهم لصالحها لأنها وحدها عاجزة عن القضاء على الشعب الكردي.
وبالمناسبة يجدر بالذكر أن نظام البعث قد أطلق أسماء لمدن وقرى فلسطينية على قرى كردية تقع في الشمال الشرقي السوري ضمن حملة تعريب الأسماء الكردية من أنهار وقرى ومواقع وجبال وعوائل... فهل كان ذلك خطوة باتجاه نقل المعركة إلى كردستان ثم حدث ما منع البعثيين من التقدم في ذلك؟ حقيقة هذا ما لم نتمكن من تفسيره بشكل صحيح حتى الآن.



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة جدية للتهديد التركي – السوري
- سوريا تعانق تركيا على الطريق نحو واشنطن
- لا حق للكرد في تقرير مصير كردستان -العربية!-
- لماذا لا يعترف العرب بالجريمة؟
- نهاية دكتاتورأم موت فلسفة عنصرية؟
- مثقفون مصابون بداء جنون البقر؟!!
- تركيا من ذئب أغبر إلى ثعلب ماكر
- لن يلدغ الكرد من جحر مرتين!!
- الحركة الوطنية الكردية -السورية- والمخاض العسير
- متى يعلنون وفاة الحركة التصحيحية ؟!
- الأكراد في سوريا يريدون إصلاحاً جذرياً في البلاد
- صدام لا زال حياً و... - ليخسأ الخاسئون
- جدار أمني في فلسطين وحدود مزروعة بالألغام في كوردستان
- مهلاً عزيزي السكرتير!
- أن نكون أو لا نكون في الجمهورية الموروثة.. هذه هي المسألة..!
- هل للحرب في العراق مبررات خلقية؟!
- تحيا الدولة الكردية
- لماذا الخوف من دولة كردية
- لعبد الباري عطوان
- الكرد قرون الحديد أولو البأس الشديد؟


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - الشارونيون يهددون الأسد والأسد يهدد الأكراد