أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - دعونا نداوي جراحنا أولاً














المزيد.....

دعونا نداوي جراحنا أولاً


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 708 - 2004 / 1 / 9 - 06:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة التعايش القومي  تثير الحزن والأسى ،والقلق العميق في نفوس كل الحريصين على مستقبل شعبنا ووطننا الحبيبين .
فلم يكد يستبشر شعبنا خيراً بعد سقوط نظام الطاغية صدام حسين في التاسع من نيسان 2003 ،وانطلاقه من قمقم الفاشية العفلقية الصدامية ،وتنسمه نسيم الحرية ،حتى بدأت تطفو على السطح  أحداث خطيرة سرقت البسمة والأفراح من شفاه وقلوب المواطنين بزوال ذلك النظام القمعي الذي لم يشهد له العراق مثيلاً من قبل ،وهم يشاهدون ويتحسسون كل يوم ، بل كل ساعة الأعمال الإجرامية التي أخذ يمارسها أعداء شعبنا لزعزعة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن ، والسعي لجعل المواطنين يعيشون دوامة من الرعب والخوف وعدم الاطمئنان ، حيث تتوالى انفجار السيارات المفخخة والاغتيالات والتخريب ،مما زاد في معانات شعبنا الذي ما زال يعاني من تدهور أحواله المعيشية والأمنية .
وفي ظل هذه الظروف البالغة الصعوبة التي يمر بها شعبنا تواردت الأنباء عن وقوع المصادمات في مدينة كركوك بين الأخوة الأكراد من جهة والتركمان والعرب من جهة أخرى على أثر المظاهرات التي سيرها الأخوة الأكراد للمطالبة بضم كركوك إلى إقليم كردستان ، والسعي للاحتفاظ بالثروة النفطية التي تمثل ثروة وطنية لمجموع الشعب العراقي من خلال تحقيق الفدرالية التي يطلبون من مجلس الحكم الإقرار بها بموجب المشروع الذي تقدم به ألأعضاء الأكراد في مجلس الحكم  دون الانتظار لحين إجراء انتخاب مجلس تأسيسي، وسن دستور دائم للبلاد ، وتشكيل حكومة دستورية تتمتع بالصلاحيات التي تؤهلها لاتخاذ قرارات مصيرية لا تخص القومية الكردية وحدها ، بل مصير الشعب العراقي بكافة قومياته المتآخية  .
وعلى أثر لجوء القوى الكردية إلى الشارع لفرض أجندتهم هذه رد التركمان والعرب بمظاهرات مضادة مما أوجد وضعاً خطيراً في كركوك أدى إلى إطلاق النار ووقوع العديد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين مما ينذر بحدوث انفجار كبير وصراع خطير بين القوميات المتآخية في المدينة في وقت نحن أحوج ما نكون إلى رص صفوف القوى الوطنية ،وتتطلب تضافر كافة الجهود الوطنية المخلصة لمجابهة قوى الردة الفاشية المتربصة بالجميع والرامية إلى العودة للسلطة من جديد ، والعمل على إحلال الأمن والسلام في ربوع الوطن ، وتهيئة الظروف لانسحاب قوات الاحتلال ،وعودة السيادة والاستقلال لعراقنا العزيز ،وتضميد جراحات شعبنا الذي كابد من الويلات والمصائب التي نالته على أيدي نظام القتلة في بغداد خلال العقود الأربعة الأخيرة ، وإعادة بنا ما خربه طاغية العصر بسبب حروبه الإجرامية الداخلية والخارجية وما سببته من انهيار في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية .
ولم تكن تلك الأحداث قد أثارت قلق أبناء شعبنا فحسب ،بل لقد تجاوزت حدود العراق لتثير ردود فعل لدى الدول المجاورة وبوجه خاص تركيا الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة والذي لا يمكن للولايات المتحدة أن تضحي بهذا الحلف ،مما يجعل سقف المطالب التي تقدم بها الأعضاء الأكراد في مجلس الحكم صعبة التحقيق في ظل الظروف الحالية ، ولا سيما وأن قوى فاعلة ومؤثرة في مجلس الحكم تعارض المشروع الكردي للفدرالية بالصيغة المقدمة من قبل ممثليهم .
أن الظروف الحالية تتطلب من قيادات الشعب الكردي الشقيق التروي والحكمة في عرض سقف مطالبها ، وتجنب كل ما من شأنه أن يعقد مستقبل القضية الكردية أولاً و يعمق من الأزمة العراقية الحالية ثانياً ،مما ينعكس سلباً على مستقبل العراق وأمنه واستقراره ، وإن أي تصرف انفعالي من أي طرف من الأطراف ربما يقودنا ما لا يحمد عقباه .
أن مهماتنا الحالية ينبغي أن تركز على إعادة الأمن والنظام في ربوع العراق وإقامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي يتمتع فيه سائر أبناء شعبنا بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم ومنطلقاتهم الفكرية والعقائدية بالحرية والمساواة في الحقوق والواجبات ، وحشد كافة الطاقات الخلاقة لشعبنا من أجل إعادة بناء بنية العراق التحتية التي خربها النظام الصدامي وحروبه العدوانية وحل مشكلة البطالة المتفاقمة من خلال حملة اعمار العراق والعمل على تأمين مستوى معيشي لائق لكافة المواطنين كافة .
إن  إدامة وتوثيق الأخوة العربية والكردية والتركمانية والآشورية ينبغي أن تكون في مقدمة مهامنا التي يجب أن نحرص عليها كل الحرص ، وأن نسد أي ثغرة يمكن أن يستغلها أعداء شعبنا للإيقاع بين مكونات شعبنا القومية والدينية والطائفية ، وعلينا أن لا نمنح أي فرصة للمتطرفين أي كانوا لإثارة النعرات الشوفينية أو الطائفية ، فقد كفى شعبنا ما عاناه خلال العقود السوداء من مآسي وويلات ومصائب ، وهو لم يعد يتحمل المزيد .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقامة الجبهة الوطنية الديمقراطية خطوة في الاتجاه الصحيح
- المشهد العراقي الحالي وآفاق المستقبل
- حذار فالعدو ما زال يشكل خطراً كبيراً
- دولة ديمقراطية ودستور علماني هذا ما يريده الشعب
- إلى أنظار مجلس الحكم الموقرأسئلة تنتظر الجواب ؟
- إلى أنظار وزارة التربية من أجل إعادة النظر جذرياً بجهاز الاش ...
- اقتراح لنشيد وطني
- مسؤولية الولايات المتحدة عن التدهور الأمني في العراق
- إرفعوا أيديكم عن العراق وشعبه
- من أجل قطع دابر القتلة المجرمين
- من شهداء الحزب الشيوعي الشهيد إبراهيم محمد علي الديزئي
- أمريكا والمأزق العراقي الراهن
- القوات التركية لن تساعد في حل المشكلة الأمنية
- مطلوب من مجلس الحكم مصارحة الشعب
- رسالة مفتوحة لوزير التربية - إعادة تنظيم الإدارات المدرسية ض ...
- حضانة الأطفال في الأسر المطلقة
- في ذكرى الحرب العراقية الإيرانية حرب أمريكية نفذها بالنيابة ...
- من أجل إعادة بناء البنية الاجتماعية العراقية
- القذافي و صدام حسين - إن الدكتاتوريين على أشكالهم يقعوا
- دروس وعبر من أحداث الجمعة الدامية وسبل التصدي للعصابات المجر ...


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - دعونا نداوي جراحنا أولاً