أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الفيدرالية من قضايا العراق الأولى















المزيد.....

الفيدرالية من قضايا العراق الأولى


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 708 - 2004 / 1 / 9 - 06:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تكشرت الأنياب وتصايحت الأصوات النكرة تتناخى للوقوف بوجه الحق والحقيقة في مواجهة مطالبة الكرد بتحقيق الفيدرالية  .
هناك من يخطيء ويتصور أن الفيدرالية هي قضية تخص الكرد وحدهم وفي الحقيقة أنها قضية أولية من قضايا العراق .
وللتبسيط نقول أن تاريخ العراق السياسي سجل بشكل يدعو للفخر نضال الشعب العراقي من أجل منح الأكراد حقوقهم المشروعة مهما كانت التوصيفات القانونية لهذه الحقوق ، وحتى نكون أكثر تبسيطاً علينا أن نفهم أشكال الأتحاد السياسي بأعتبار أن دولتنا العراقية هي دولة تتشكل من العرب والكرد والتركمان والأقليات القومية  الأخرى .
وتكون الدول في العالم على أربعة اقسام الأول الدول البسيطة وهي الدولة الموحدة والثاني الدول المركبة وتعني الدولة الأتحادية والتي تجتمع ضمنها دولتين أو ولايتين تحت سلطة واحدة أو على شكل اقليمين أو دولتين متحدتين ضمن قيادة مركزية واحدة بالأضافة الى الأتحاد  ( الكونفدرالي ) والذي يعني أرتباط دولتين بمعاهدات تلتزم بها بموجب اتفاقيات أقتصادية أو عسكرية أو سياسية مع أحتفاظ كل منهما بشخصيته الدولية المستقلة ، والنوع الأخير وهو الفيدرالية والذي يعني أما بأسلوب حكم على أقليم معين يتمتع بخصوصية قومية أو تاريخية أودينية وهذا الأمر نابع من حق الشعوب في تقرير مصيرها ، ويكون الأقليم متمتعاً بالفيدرالية ضمن الدولة الواحدة مع تمتعه بأستقلال أداري دون أن تنسلخ عن الدولة المركزية .
فالنظام الفيدرالي للأكراد  لايعني الأنسلاخ عن الدولة العراقية ولايشكل تجزئة للسيادة أو للكيان الوطني ولايشكل دعوة للأنفصال  ، انما تتشكل السلطة المركزية العراقية وتتبعها الحكومة الفيدرالية سواء الكردية أو العربية وفقاً للضرورات والمبررات السياسية والقومية  التي ترسم شكل الدولة العراقية القادمة التي سيقررها الشعب العراقي .
كانت القضية الكردية من أول القضايا التي ناضلت الجماهير العراقية بكل أحزابها الوطنية من أجل تحقيق مطالبها العادلة ، وقدمت الحركة الوطنية الشهداء والضحايا من أجل تحقيق هذه المطالب الشعبية العادلة ، كما ناضل الكرد منذ سنوات طويلة من أجل تحقيق هذه الحقوق فأعطوا الالاف من الشهداء ومسحت قرأهم وأبيدت مدنهم ودمرت بيئتهم وتشرد شعبهم ونقيت الالاف منهم في الصحارى  ولم يكلوا ولم ينزعوا صبرهم ومطالبهم من اجل حقهم الوطني ، وليس اكثر تأكيداً ما أقدمت عليه الحكومات العراقية الشوفينية المتعاقبة من محاولة القضاء على حركتهم الوطنية بالحديد والنار ومواجهة شعب الكرد بقوات الجيش العراقي النظامي بقدراتها التسليحية وبقوتها الكبيرة التي لم تستطع أن تقضي على حركتهم المسلحة بالنظر لكونها نابعة ليس فقط من بين الجماهير الكردية والعربية وأنما لانها نابعة من الحق  والأصرار على تحقيق المطالب المشروعة .
ولهذا فقد تعاقبت الحكومات الشوفينية دون أن تستطع القضاء عليهم أو أخفات صوتهم ، ولذا عمدت سلطة البكر – صدام الى مهادنتهم والأستسلام لهم والرضوخ الى تنامي قوتهم  وعرض أسلوب  الحكم الذاتي كوسيلة من وسائل تمتعهم بحقوقهم وحلاً لمشكلتهم  ، وبالرغم من كون الحكم الذاتي لم يكن يلبي الطموح الكردي ولايحقق نصف مطالبهم المشروعة ولكونهم يطمحون في حلول تفيد مستقبل العراق فقد جنحوا للموافقة على الحكم الذاتي ، ولكن نية السلطة لم تكن سليمة ونظيفة فبادرت على أفراغ الحكم الذاتي من محتواه الحقيقي وجعلته حبراً على الورق وجولته من نظام قانوني الى ورقة باهتة وخاوية تصب في خدمة مخططات السلطة ونظرتها الشوفينية للقضية الكردية  ، كما نهجت منهجاً تأمرياً وتخريبياً مع القيادة الكردية للشعب الكردي ومن ثم صار الأمر أن تقوم القيادة العراقية بالمساومة من أجل التفريط بسيادة العراق وكرامته وأراضيه من أجل عدم أعطاء الكرد حقوقهم المشروعة
( اتفاقية الجزائر بين صدام وشاه أيران ) .
وأذا كنا أصحاب ضمائر حية ونتمتع بالوجدان العراقي وبالحس الوطني والذاكرة الحية  سندرك أننا أمام حقوق لايمكن نكرانها ولايمكن تجاوزها مهما كانت الظروف واولها حقوق الشعب الكردي وخصوصيته العراقية في قوميته ولغته وتقاليده وحقه في الحياة .
وأذا كنا نحترم حقوق الأنسان فأننا سنلتزم بصوت الأكراد في البرلمان الكردي الذي عقد جلسته في العام 1992 وقرر أن تكون الفيدرالية ضمن الدولة العراقية الواحدة .
أن هذا الأمر يعزز حرص الأكراد على وحدة العراق فقد كانت الظروف الواقعية تدعو الأكراد أن يملئوا الفراغ السياسي بعد هزيمة قوات صدام في حرب الخليج الثانية وفراغ منطقة كردستان من القوات العسكرية والأمنية والأستخبارية والحزبية الموالية للسلطة ، حينها تناخى الكرد لمليء هذا الفراغ دون تفريط بسيادة ووحدة العراق ، وقد قامت القيادات الكردية بأدارة الأقليميبن ( السليمانية أو اربيل ودهوك ) خير أدارة ناجحة وموفقة لخدمة الأنسان في المنطقة بأن عكست الوجة الايجابي في قضية الأعمار والأستقرار في حين كانت سلطة صدام تنهج الأرهاب والموت والدمار بين صفوف الشعب العراقي المقموع  .
وأذا كنا ننظر الى القرار الذي أصدره البرلمان الكردي ( بالأجماع ) على مطلب الفيدرالية بأعتباره يحقق طموحهم في تقرير مصيرهم داخل وحدة الدولة العراقية مع تمتعهم بنوع من الأستقلالية ضمن شكل من أشكال الحكم الدستوري ، فأن القرار  لايدعو للتخوف أو التشكيك أو الريبة بل أن الأمر لايعدو غير تثبيت حق من حقوق الأنسان وحلاً جذرياً لمشكلة أستعصت على العديد من السلطات ولم تكن سوى القضية العراقية الأولى بعد تخلص العراق من سلطة الدكتاتورية والطغيان .
اننا امام عملية نشترك بها جميعاً في رسم معالم الدولة العراقية القادمة من خلال رسم نصوص الدستور العراقي القادم ، وهذا الدستور ينبغي أن يكون متلائماً مع حلول ناجعة لمستقبل العراق ، كما يضمن حقوق الناس ويرسم مستقبلهم دون تفريط بوحدة العراق ، وبحث قضية الفيدرالية دون أن نضع الاتهامات والشكوك الذي يحاول بعض أن يضعها كعملية عصي تعرقل المسيرة لايصب في خدمة القضية العراقية ، وبغض النظر عن الأفكار الساذجة والسطحية التي يطرحها بعض من ذوي الأفكار الشوفينية والنظرة الضيقة فأن الفيدرالية صيغة قانونية دستورية عراقية تعزز الى حد بعيد المجتمع المدني وحقوق العراقيين وتؤكد البناء العراقي الديمقراطي الموحد .
ان على شعبنا العراقي أن لاينسى نضال الكرد وتضحياتهم الجسام  ومطالبتهم بالحقوق المشروعة ومايلبي هذه الحقوق ، وأن على من يرسم نصوص الدستور   أن يستوعب حق الكرد في الحياة  المشتركة وفي العراق ، وأن على البرلمان العراقي القادم أن يضع بعين الأعتبار أقرار البرلمان الكردي لحقه في أختيار النموذج القانوني في الحكم ضمن سيادة الدولة التي سيتحدد نوع نظامها السياسي وفقاً للأنتخاب الحر والمباشر ودون أن ننسى أن الشعب هو مصدر السلطات وهو من يمنح الشرعية .
أن الأصوات التي خرجت تدعو لغمط حقوق الكرد أو التي تدعو الى عدم منحهم الفيدرالية أو انها ليست في وقتها المناسب أنما يدعون الى عدم أستقرار العراق ، والى عدم منح كل ذي حق حقه ، ويدعون دون أن يعوا الى عودة اسلوب انظمة الحكم الشوفيني في عدم التفكير بمنح الحقوق ومن يستكثر الحقوق على الكرد لايلزمه شيء في عدم منح غيرهم حقوقهم مستقبلاً .
لذا فلن تكون الفيدرالية البعبع الذي يخيف القليل من الناس بقدر ماتكون حلاً جذرياً وطريقاً قانونياً من طرق وأساليب الحكم في اشكال السلطات ووسيلة تؤدي الى الأستقرار وبناء المستقبل العراقي المنشود وقد حان وقتها في ظل الظروف العصيبة التي نمر بها في العراق .
الحريص على مستقبل العراق من ينظر الى كل القضايا من وجهة احترام حقوق الأنسان وليس من زوايا شخصية وآنية مظلمة ، ومن يريد الخير للعراق عليه ان يوسع نظرته من اجل مستقبل العراق فالكرد في العراق لم يزلوا الجزء الشقيق الشريك الحقيقي في هذا الوطن وحتى تكون الشراكة حقيقية وفعليه علينا ان نعطي حق الشريك في هذه الشراكة  حتى يؤمن بحقه في الحياة العراقية المشتركة التي لم تثبت سلطة عراقية  واحدة منذ تأسيس الحكم الوطني ولحد اليوم انها حقاً  تؤمن بحق الكرد المشترك في الحياة العراقية فعلاً لاقولاً .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى بنات الشهيد طالب علي السهيل
- احتراق غابة العقارب
- قناة ابو ظبي متى تستعيد حياديتها وتعكس موقف قيادتها العقلاني ...
- مرحلة مابعد صدام
- كل عام والعراق بخير
- الطلقاء يعودون من جديد
- انهم يقتلون الطيبين
- وداعاً يايوسف
- موقف السيد نقيب المحامين الأردنيين
- التبريرات
- مجاهدي خلق في الميزان العراقي
- الحقيقة
- صفحة الحوار المتمدن
- الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم
- من يقتل العصافير في بغداد الجميلة
- التمذهب القومي والطائفي في زمن البائد صدام
- أعود مع أعتزازي وأمتناني لمشاعركم العراقية الطيبة
- بيان بأعتزال الكتابة مؤقتاً في مواقع الأنترنيت
- نقد أماراتي لأداء وسائل الأعلام العربية
- ماذا يريد مجلس الحكم من قناة ( العربية ) ؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الفيدرالية من قضايا العراق الأولى