أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - وصية أهلنا القديمة في -الصداقات- المريبة














المزيد.....

وصية أهلنا القديمة في -الصداقات- المريبة


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2279 - 2008 / 5 / 12 - 11:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما كنا أطفالاً، كان أهلنا يوصوننا أن نلعب مع الذين هم بعمرنا فقط: "لا تمشوا مع من هو أكبر منكم"!
يعني حتى اللعب مع تلميذ من تلامذة صفّ ٍ أعلى ، كان يثير قلق الأهل على أولادهم. هل كانوا محقين أم كان قلقهم هذا تخريفاً؟ هل ينطبق هذا القلق على السياسة والدول أم هو فقط بين التلاميذ؟ هل أن علاقة تلميذ في صفٍ أعلى مع تلميذ أصغر، أكثر إثارة للقلق أم علاقة "صداقة" بين أقوى دولة في العالم مع أضعف دولة فيه؟ حسناً، لو كنت التلميذ الصغير، فما رأيك حين تعلم أن التلميذ الذي ينوي صداقتك، يمتلك من الأسلحة والقوة الضاربة بقدر ما يمتلكه جميع التلاميذ في المدرسة مجتمعين؟ وما رأيك إن علمت أنه رغم ذلك فهو يشكو أن قوته هذه لاتكفيه لتغطية "احتياجاته" للقتال، وأنه يعاني من "التمدد" في توزيعها على معاركه الفعلية الحالية، وهو ما يمنعه من خوض معارك إضافية يشتهي خوضها؟ لذلك فهو يصرف لشراء المزيد من الأسلحة ما يزيد عن ما يصرفه أي طالب آخر بكثير جداً. ما الذي سيثيره فيك تبريره بأنه يفعل ذلك لأنه "لا يشعر بالأمان" ويخشى "إرهاب" الآخرين له!!

ما يكون شعورك لو أن هذا التلميذ المهول كان شديد الحماس ومصراً على "صداقتك"؟ هل يزيد هذا إطمئنانك إلى العلاقة معه؟ فهو يقول لك إنه سيحميك من اللصوص، لكنه يقول لك أيضاً إنه يسعى لجعل بيتك فخاً لجلب جميع لصوص الحارة إليه ليقتلهم في حديقتك! لقد استولى منذ الآن على أكبر غرفة في البيت وأجملها لإدارة عملياته في الحارة بعد أن حولها إلى قلعة سميكة الجدران لأنه يتوقع أن يرميها أهلك والجيران بالحجارة الثقيلة، فما رأيك في ما سيؤول إليه بيتك ضمن خطة "صداقته" هذه؟

وما يكون رأيك حين تتذكر أنه يعلم أن تحت تراب حديقتك دفنت الكثير الكثير من النقود؟ وما شعورك حين يهمس بأذنك أنه سيستثمر تلك الخزائن لصالحك في مشاريع شراكة عظيمة؟
وهل يخفف قلقك أن تعلم أنه ليس هناك أحد يمكن أن يساعدك إن أنت اختلفت مع هذا "الصديق" واشتكيت، لأن مدير المدرسة نفسه، وجميع المعلمين والتلاميذ يخافون منه ويتجنبون إغضابه؟ لقد كان المحطم الأكبر لشرائع المدرسة حتى حولها إلى سخرية للطلاب. هذا رغم أن المدرسة لايسمح لها أصلاً أن تمنعه من شيء، لأنه حين دخل المدرسة إشترط مع مجموعة من "الفتوات"، أن يتم تضمين قانونها تشريعاً يسمح لأي منهم تعطيل القانون حين يقول:"فيتو"!
لاشك أنك ستفتح فمك دهشة حين يأتيك بعد هذا طالباً منك التوقيع على نص بـ "حقه" وحق من يأتي معه إلى بيتك، بقتلك دون التعرض للمحاسبة!

وأخيراً كيف يكون شعورك لو أنه حاصرك في "الصف السابع" وقال لك إنه لن يدعك تخرج منه حتى توقع أنك "تثق" به وتريده صديقاً وحامياً؟؟

ستموت رعباً بلا شك....لكنك رغم ذلك قد تفكر أن "توقع" لتتجنب غضبه، وستحاول أن تقنع نفسك: ربما كان طيب القلب...ربما أنا خائف أكثر من اللازم...ربما كانت الإشاعات عنه مبالغا بها...ربما سيكتفي بما يحصل عليه بشكل مشروع من استثمار أموالي....
ستقول لنفسك أخيراً: على الأقل ربما سيسمح لي بالخروج كما وعد،...أليس هذا سبباً كافياً؟

تقول ذلك، لكنك تعلم في قرارة نفسك أنك بتوقيعك فستشد الخناق على نفسك أكثر! فإن صرخت الآن، ربما فكر أحد بمساعدتك، أما بعد "التوقيع" فسيشهر هذا "الصديق" المرعب العقد بوجه الآخرين قائلاً: "لا تتدخلوا...نحن أصدقاء!"، ثم يلتفت إليك بغضب ويقول:"أحذرك أن تفعل ذلك ثانيةً...تذكر أنك وقعت على إنني مسؤول عن حمايتك حتى من نفسك، وأستطيع أن "أعالجك" كما أشاء!".
حينها سوف تتذكر وصية أهلك متأخراً، وتتأمل ورطتك، و.... تسكت!
لذلك تفكر الآن: إن كانت لديك أية فرصة للإفلات من هذه "الصداقة" المرعبة فهي الآن وقبل التوقيع. حركة شجاعة للهرب مصحوبة بصرخة بكل طاقتك لتسمعها المدرسة كلها: "لا أريد"!!
صرخة وركضة ربما تأخذ بسببها كفخة على رأسك أو ضربة على القفا، وقد تتمكن من الهرب أو لاتتمكن، لكنها فرصتك الوحيدة لتفلت!! فما تقول؟؟

ما شعورك لو كنت والد أو والدة هذا التلميذ؟ ألم تكن ستعمل المستحيل لتمنع إبنك من أن يتورط في مثل هذه الصداقة؟ ماذا عن الوطن؟





#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صولة الفرسان: أمتعاض الناس من جيش المهدي لايعني احترامهم للم ...
- رسائل محيرة من مدينة الصدر والبصرة تكشف انشقاقاً خطيراً
- الإعلام وكتابة التأريخ
- توفير الوقت اللازم للقتلة
- صديقي الذي قضى في بشتاشان، حلبجة العرب
- ألليبرالية: ثورة عمال سرقتها الشركات وقلبتها على رأسها
- نحو علاقة حميمة وعهد شرف مع أسئلة رؤوسنا
- ممثلونا يفاوضون اصدقاءنا على حقهم بقتلنا
- نظام القائمة المرنة- مقترح لنظام انتخابات أفضل
- المالكي وسيناريو السادات
- هدية مشاغبة متأخرة بعيد الشيوعي العراقي: السفير والسكرتير
- من قال ان بدر ليست ميليشيا وان البيشمركة لم تشتبك مع الحكومة ...
- سرقة آشتي لحقول النفط ليست جزء من الخلاف الدستوري بين بغداد ...
- حل سريالي لمشكلة كركوك
- كيف تتخذ قراراً في الضوضاء؟ البحث عن الرهان الأفضل
- بعد خمس سنين –حكومة الإحتلال ام صدام، ايهما -افضل- للعراقيين ...
- حين تغني الحكومة للإنحطاط، تذكروا هذه النكتة
- حكاية المعلم الذي تحول جنرالاً
- محاولة للتفاهم بين مؤيدي صولة الفرسان ومعارضيها – شروط اولية ...
- الإعلام وخطابات حميد مجيد والدباغ والمالكي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - وصية أهلنا القديمة في -الصداقات- المريبة