أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق كنا - التحالف الأستراتيجي الجعفري .. علاوي .. والتيار الصدري ؟















المزيد.....

التحالف الأستراتيجي الجعفري .. علاوي .. والتيار الصدري ؟


فاروق كنا

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحـرّ لا يلدغ من جحـر ٍ مرتـين !!

فاروق كنــا :
لا أعتقد ان بلدا وشعبا في عالمنا هذا يتعاطى السياسة كالعراقيين ، ففي السنوات الخمس الأخيرة اصبح هذا المصطلح العجيب أحد أهم مصادر حياتهم ، بعد ان كان ممنوعا من تداوله في حياتهم طيله فترة حكم النظام السابق ، المواطن العادي أصبح مدمن سياسة شاء ام أبى فلا بد أن ينحاز الى تيار سياسي معين يرتبط به دينيا أو عقائديا او قوميا أو طائفيا أوأيدلوجيا ، أو ليقضي منفعة شخصية معينة ..
أصبح المسرح السياسي العراقي مليء بالممثلين الفاشلين والسيئين ، يظهرون على المسرح كالدمى ، وعلى الأكثر - صناعة أقليمية – ، ينتحلون شخصيات غريبة عجيبة ويلعبون كل الأدوار ، والكثيرون منهم أدوارهم قصيرة ، فتنتهي مهنته بسرعة عجيبة ويقبضون ثمن باهض ثم يختفوا ، بعدها تنهال عليهم الشتائم والأتهامات بالفساد او الأرهاب او الخيانة كل هذا بدون قضاء ولا محاسبة .. القلة منهم مبدعون ، هؤلاء أصحاب سلطة ونفوذ ومنتج أقليمي محترف لا يخضعون الى اي أمتحان تأريخهم السياسي مُحرف ، الكثير منهم صنعوا لأنفسهم تأريخ نضالي بطولي ، سجون منافي وعذابات ، مع أن الشارع العراقي لم يتعرف على الكثيرين منهم وعن حقبة نضالهم ضد النظام السابق ! في حـين زوّر العديد من السياسين الجدد تحصيلهم العلمي ، فجاءوا وتربعوا على السلطة والنفوذ من خلال قوائم أنتخابية مرة ، أو كانوا ضمن المحسوبين على رموز سياسية كانت لها صفقات سياسية اما مع بعضها او مع سلطات الأحتلال مـرة اخرى .

يستمر المسرح السياسي العراقي في عطائـه الزاخر " المضحك المبكي " ، وتزداد آلام المواطن ومعاناتـه، فتسقط الأقنعة من على وجوه الكثيرين، فالأدوار سهلة للغاية ومربحة للغاية ، والجمهورمنقسم ، أغلبهم مشغول بين لقمة العيش وكوارث حياته اليومية وبين توفير الأمن وحماية نفسه ... النصوص رديئة للغاية أبطال المسرح تنقصهم المصداقية والقليل من الأنتماء الذي أختفى من زمان بعيد ، كان " أبو تحسين " آخر مشهد حقيقي شــهده الجمهور ..
اليوم وعلى الخشــبة ذاتها تجتمع ثلاثة قوى بتحالف أستراتيجي يستخف بعقل المواطن وذاكرة الجمهور .. الجعفـري ، عـلاوي ، والتيار الصـدري ... أبطال معروفون والجماهير ذاقت الأمرين من سياساتهم ومن تصرفاتهم الغير مسؤولة وضعف خطابهـم الوطني ..

التحالفات السياسية في العراق تذوب أسرع من عيدان الشمع ، لسبب بسيط ، هو هشاشة ومصداقية القوى المتحالفة. ومهما يكن من امـر فأن مناورات هذه القوى تصـب في هـدف واحد لا غير، هـو السلطة . معتقدة بأنها تملك عصى موسى السحرية، وهي الوحيدة القادرة على التغير، علمـا أن هذه القوى أخذت فرصتها أو أشتركت في الحكم والسلطة وأساءت بشكل كبير ، والنص الجديد والسيء ذاته يعود بنا بشريط أخباري موثق ليكشف لنا مدى كره هذه القوى بعضها لبعض ، فالشتائم والأتهامات والتخوين كانت منهجا وأحدى طرق التعامل فيما بينهم ..

- علاوي رئيسا للوزراء ..
في ‏28- حزيران- 2004 .. اختار مجلس الحكم العراقي اياد علاوي لتولي منصب رئيس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة ، وفي حينه أكد مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية في بغداد أن ترشيح علاوي " لحظة تاريخية " جاءت نتاجا " لعملية سياسية ديموقراطية " ؟؟ جاء أختيارعلاوي بمثابة الحل الوسط بين مطالب الشيعة و مطالب السنة ..

أصطدم علاوي مع التيار الصدري مباشرة بعد أعلان رفضه للميليشيات وضرورة حلها .. فجيش المهدي أساء التصرف في النجف الأشرف وأحتلت أنصاره المراقد الدينية ، وبدأت القوات المتعددة الجنسيات بقيادة أمريكية والقوات العراقية وبأمر من علاوي في 5 - آب‏ - 2004 ، هجوما واسعا ضد ميليشيات جيش المهدي في عدد من المدن العراقية ولا سيما في النجف. وخلفت المواجهات 21 قتيلا و 128 جريحا .
وبدأت الأتهامات بالتخوين والشتم بين التيار الصدري وعلاوي ولم تنتهي الى نهاية فترة علاوي من رئاسة الوزراء وكان من ضمنها : " الأعرجي في مقابلة مع الجزيرة: أن رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي يصطاد في الماء العكر وأن تصريحاته بشأن مقتدى الصدر تتسم بالازدواجية " .. الشيخ جابر الخفاجي " في خطبة القاها باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر: رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي معتبرا انه " من اتباع الغرب وصنيعته " ..
بعد عام من الأحداث وخلال زيارة قام بها علاوي الى النجف تعرض « لمحاولة اغتيال » ، قال انها أشبه باغتيال رجل الدين عبد المجيد الخوئي في الصحن الحيدري، واتهم أنصاره جماعة مقتدى الصدر و « المجلس الأعلى للثورة الاسلامية » بتدبير المحاولة. .... الهجوم كان بالحجارة والسكاكين خلال زيارته ضريح الإمام علي ؟... واتهمت مديرة مكتب علاوي في النجف ابتسام عبد الأمير أنصار التيار الصدري وعبدالعزيز الحكيم بتنفيذ الهجوم .. فترة رئاسة علاوي كانت بداية لعهد الفساد الأداري وأصابع الأتهام وجهت الى عدد غير قليل من وزرائه بالأختلاس وتبذير المال العام والعقود الفاسدة ..

- الجعفري رئيسا للوزراء ..
حسمت لائحة «الائتلاف العراقي الموحد» التي فازت بأكثرية مقاعد الجمعية الوطنية الانتقالية في العراق في الأنتخابات المؤقتة ، تسمية مرشحها لمنصب رئيس الحكومة الانتقالية لصالح إبراهيم الجعفري .. فأصبح أول رئيس وزراء يسميه برلمان منتخب ..
وزّع الجعفري حقائب وزارته حسب الأستحقاقات الأنتخابية أي أنه كرس المحاصصة الطائفية ولم يأخذ في الاعتبار الاعتماد على الكفاءات وحاول أرضاء الأتلاف الشيعي وحليفه الكردي وبدأ عهد الخلافات الطائفية التي مازال المواطن يدفع ثـمنها ، فالصراع في عهده أصبح دمويا وبـدء مسـلسـل التهجير الطائفي القسري في الوسط والجنوب والذي قابلـه مسـلسل آخر في مدن بغداد والمحافظات الغربية ، ناهيك عن أنتعاش الميليشيات وأرهابها المقزز والذي كان يمر بدون عقاب ، واتهامات العرب السنة لميليشيات شيعية على صلة بالحكومة التي يرأسها الجعفري وتدير فرق اعدام ضد السنة. وتنفي حكومة الجعفري هذه الاتهامات. أما الفساد الأداري والأختلاسات والتزوير والمحسوبية كلها كانت عناوين من حياة يومية عاشها المواطن يضاف الى ذلك النفوذ الأيراني الذي بدأ ينخر بالجسد العراقي ، ففاجعة جسر الأئمة وفضائح وزارة الداخلية ووزيرها كانت كافية لأستقالة الحكومة ، ولكن ليس كل من أمتطى الفرس صـار "فارسا" .. عدد لجان التحقيق التي شكلها الجعفري اكبر دليل على فشله الذريع كسياسي مسوؤل ، والتي مازلنا ننتظر نتائج هذه التحقيقات ؟

فما كان من حليفه الحالي رئيس الوزراء السابق اياد علاوي الا أن يهاجم بشدة حكومة ابراهيم الجعفري واتهمها بالتقصير والاهمال في ادارة شؤون البلاد محملا اياه المسؤولية في تردي الوضع الامني والخدمي بالبلاد وقال علاوي : " ان حكومة الجعفري وقفت عاجزة امام تفشي ظاهرة الفساد الاداري وان "الكثير من المواطنين للاسف الان يدفعون الرشاوى للحصول حتى على الخدمات البسيطة كالمياه والكهرباء وللحصول على الوقود " .. واضاف : " ان ظاهرة تفشي الرشاوي في العراق وصلت الى مرافـق وزارة الداخلية العراقية حيث تدفع الرشاوي في بعض المراكز (الشرطة) ونقاط التفتيش الموجودة في العراق " ....
في الأنتخابات الثانية وعند ترشيح الجعفري بعد فوزه بفارق صوت واحد على منافسه عادل عبد المهدي .. أكد في أول لقاء صحفي له : « الحكومة المقبلة يجب ان تكون حكومة وحدة وطنية لتمثل كل مكونات الشعب العراقي » ، مشيرا الى انه « يجب ان يؤخذ في الاعتبار الاعتماد على الكفاءات والتكنوقراط » في الوزارة المقبلة ..
وبعد أصرار الحليف الكردي في رفضه للجعفري ، أستبدل الجعفري بنوري المالكي !


- التيار الصدري ..
لا يمكن فصل هذا التيار من الحدث اليومي طيلة السنوات الأربع الماضية على الأقل .. الأساءات المتمثلة بميليشيات التيار والتي وضعت العديد من المدن العراقية على كف عفريت ، أختراق التيار كان واضحا من قبل جلاوزة النظام السابق ناهيك عن يد المخابرات الايرانية والتي طالت قيادات التيار نفسه ..ففي فترة حكم الجعفري كان التيار الصدري في أفضل وضع مر به فأصبح أحد أهم ركائز الأتلاف الشيعي ومارس أنصاره جرائم عدة تمثلت أهمها في التهجير القسري الطائفي ، والذي طال حتى الاقليات الدينية الاخرى ، خاصة في المناطق الجنوبية .. نفذوا سياسات أقليمية وحصدوا الدعم العسكري والمادي ، وأستطاع أن يفلت من العقاب في أكثر مناسبة ، خلافهم الحاد مع بعض أبرز تيارات الأتلاف على السلطة والنفوذ وتقسيم الكعكة السامة كان سببا في أنسحابهم من التحالف والوزارة ، برروا ذلك برفضهم سياسة الأحتلال .. واليوم تنقلب الموازين بعكس ما يشتهيه التيار الصدري ، فبات حلفاء الأمس أشد أعدائه ، وأسقطوا منه كل الأقنعة ..

بعد هذا الاســتعراض المتواضع للأحداث، واحتراما للمواطن العراقي المتعب وذاكرته المنهكــة ، تــرى ما الذي تغيـّر في ســياسـة واهداف هذه الاطراف، وما هـو الجديد الذي يجمعها ســـوى رغبـة جامحـة بالعودة للمنطقـة الخضــراء وهذه المرة من الشــبـّاك ، بعد ان القت بهـم الاحـداث من الباب، ويقينا انهـم يشــعرون بأن الكعكــة تناديهـم.
لم يبقى على الاستحقاق الانتخابي الكثير، والشعب الذي تجرع كل هذه المرارات ، فهــل ســـيســتغفل الناخب العراقي مـرة اخـرى ؟ ام ان الايام علمتـه بأن الحـرّ لا يلدغ من جحـر ٍ مرتـين !!


فاروق كنا
‏9‏ - أيار‏- 08



#فاروق_كنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق كنا - التحالف الأستراتيجي الجعفري .. علاوي .. والتيار الصدري ؟