أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إبراهيم اليوسف - نوستالجيا إسلامية بسبب الموقف من القضية الكردية















المزيد.....

نوستالجيا إسلامية بسبب الموقف من القضية الكردية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 707 - 2004 / 1 / 8 - 03:42
المحور: القضية الكردية
    


بدأت نتائج اجتماعات الدول المجاورة للعراق تظهر النقطة المحورية التي تتفق عليها – فيما يتعلق بالموقف من أكراد المنطقة عموما , و أكراد العراق بخاصة , للحيلولة دون قيام نواة( أية دولة كردية )...!

ولعل مثل هذا الأمر كان سيبدو جد عادي , لو كان الأمر متعلقا بإقامة دولة دخيلة غريبة عن جسد المنطقة , يتم زرعها قسرا , بيد ان تاريخ تواجد أكراد المنطقة على أرضهم التاريخية يدحض تماما , أية ادعاءات بخصوص ( طارئيتهم ), كما صار يزعم ذلك عدد من الساسة و  أصحاب الأقلام المغرضة-

وطبيعي جدا , ان   مصلحة الأكراد في عموم أجزاء كردستان تكمن في توطيد أواصر الأخوة بين سائر شعوب المنطقة من عرب, و فرس, وترك , لأن ذلك يخدم عملية السلام في كردستان , كما أنه يحول دون إلحاق الأذى بالشعب الكردي , و الرقعة التي بات يشاركه فيها أبناء شعوب أخرى , شهد التاريخ – تفاني الإنسان الكردي في الذود عن البوتقة العامة التي كانت تجمعهم معا على مر الدهور , ولا مجال هنا لسرد الأمثلة لدعم هذا الرأي , على اعتباره معروفا لدى القاصي و الداني .

و إذا كان الواقع يثبت انزياحات في خرائط هذه الشعوب , و تداخلات في مابينها , - بغض النظر عن واقع خريطة الأكراد المبتلعة  – حيث وجود مشكلة تاريخية بين العراق و إيران حول مسألة إقليم عربستان- التي ساوم عليها صدام حسين إبان اتفاقية الجزائر المعروفة – و كان عراب تلك الصفقة هو هواري بو مدين ,  إلى أن انقلب صدام حسين على توقيعه و مساومته على الأرض التي تنازل عنها – وكأنها عبارة عن ملك شخصي له  – وذلك لوأد اتفاقية 11آذار عام 1970بين صدام و الأكراد – و الانقلاب عليها , وكان من نتيجتها حرب الخليج الأولى التي استغرقت ثمان سنوات وراح  ضحيتها من أبرياء الشعبين العراقي و الإيراني إذ بلغوا مئات الآلاف , وسيبلغ الرقم الملايين في ما لو تحدثنا عن آثار و أضرار هذه الحرب الحمقاء ....

وليست هذه المشكلة هي الوحيدة – كما أشرت – بل ثمة مشاكل حدودية كثيرة عالقة بين – دول الجوار – نفسها  - مثل مشكلة لواء اسكندرونة – الذي سلب من سوريا , وهو ما لا يقل بدوره اهمية عن أية أرض عربية أخرى  سليبة  - فلسطين مثلا –بيد ان ما يثير الدهشة هو تجاوز – دول الجوار – لكل إرث الخلاف بينهم – وهو مالا يقل في جوهره عن مشكلة إسرائيل – وذلك من خلال الاتفاق على طمس بل محاولة حرق الورقة الكردية , لاسيما و أن الأكراد- بأكثريتهم الساحقة – شعب مسلم , ضحى بالكثير – كما أسلفت على مربض الأخوة الإسلامية  , بل  ان هذا الشعب – و بتصوري الشخصي – كان من أكثر هؤلاء إخلاصا للإسلام  , من خلال تماهية في هذه البوتقة , و نسيان خصوصيته ,  دون أن يدرك ان ثمة لعبة للخرائط تتم في الخفاء , و بمعونة  - الغرب – سايكس بيكو 1916- الذي لم يقم آنئذ بمثل هذا الإجراء , إلا انطلاقا من إدراك سايكلوجية هذا الإنسان , وتمايزه , و استبساله في الحروب , كي يدفع بذلك ثمن  فاتورة  إسلامه .... الطويل ...

و إذا كان هذا السلوك الغربيّ- مفهوما  - بحق الأكراد , إلا أنّ ثمة مالا يمكن فهمه هو انخراط – الأشقاء المسلمين – في موجة التآمر ضد الأكراد , بل الانهماك , و الإمعان في رسم مخططات جديدة  من شأنها   استئصال  أية بارقة  أمل لتحسين واقع  الإنسان   الكرديّ , الذي ذاق الويلات على أرضه , ودون أن يقوم أيّ من هؤلاء باتخاذ موقف (( عملي )) , يذكر , أثناء حرب الابادة  العرقية التي مورست  بحق هذا الشعب  المضطهد و على أيدي أخوته .... كما يفترض ذلك ....!!؟

لا أدري حقيقة , كيف يمكن التوفيق  بين موقفين متناقضين تماما هما : الحديث عن  حق عربي في فلسطين مثلا  – و بالمقابل إنكار حق كردي ّفي العيش – كما يحلو له  - على ترابه الوطني , من خلال الاحتكام إلى واقع حال خريطة  وضعها الاستعمار نفسه , هذا الاستعمار الذي تكال آلاف اللعنات بحقه, بيد أنه يتم تقديس تغييبه للحق الكرديّ ..... والذود عنه بكل ما أمكن , على انه مقدس لا يأتيه الباطل من أيّ ...حدب أو صوب .... !!

و في هذا المجال – يمكن الحديث عن ستة و عشرين زيارة سورية  رسمية لتركيا , و ذلك في ضوء  جملة دواع ملحة  ,  من بينها اتخاذ الموقف من أيّ بريق أمل كردي في المنطقة , وهذه – المسألة – في غاية الحساسية , وهي تسئ – بوضوح -  إلى العلاقة التاريخية بين الشعبين العربي والكردي ,  بل انها تؤسس لتعميق  الشرخ بين هذين الشعبين , لاسيما إذا تذكرنا بعض السياسات التي تمارس بحق الأكراد وهي مسؤولية تاريخية 

كبرى يتحمل وزرها كل من يعمق هذه الهوة بدلاً عن تجسيرها, من خلال وضع الحلول المشروعة لها ....!     

ان اجابة السيد د.بشار الاسد – رئيس الجمهورية عن أسئلة الصحافي التركي(محمد بيران) في المقابلة التلفزيونية التي اجريت معه في 5- 1 - 2004 عشية زيارته الى تركيا- في ما يخص الموقف من قيام دولة كردية سبب الكثير من الألم للأكراد – بعامة- لاسيما وان اكراد العراق يسعون نحو  الفدرله , وهذا ما يتم ضمن البيت العراقي بل ان الطرف الكردي لم يدع – حتى الآن- الى تقسيم العراق ,لقد كان حرياً ان يشار الى الحق الكردي كشعب شقيق ...! , ولا أقول :  كصديق...! , لاسيما وان معالجة و تناول القضية الكردية –داخلياً – وهو أمر مطلوب , للحيلولة دون أي تدخل خارجي .

و إذا كانت – دول الجوار – برمتها قد تجاوزت خلافاتها الحدودية  , فهاهي الآن – تتجاوز خلافات أخرى  عميقة  , بعد مرحلة طويلة  من سوء التفاهم – وهي مسألة تخدم شعوب المنطقة قاطبة -  وهو بالتالي يشعل فتيل نوستالجيا  إسلامية(حيث يعود الاكراد مره اخرى  لجمع شمل المسلمين ولكن على طريقة مهزله هذه المرة)ا,هذه النوستالجيا تم تعطيلها طويلا تحت ظل ظروف  عدم التفاهم إزاء مستجدات متعددة – بما فيها الموقف من القضية الكردية في المنطقة  , في محاولة لإخفاء جمرها تحت الرماد – إلى إشعار آخر! – وهو حصيلة استشعار مفترض  بأخطار عودة الإنسان الكردي إلى مسرح الوجود ..., مسرحه ,  رغم ان هذا الشعب المسلم من الممكن جدا كسبه إلى صالح القضايا المصيرية لأشقائه , و للمنطقة, عموما ,كما هو فاعل حتى الآن, و ان تغييبه القسري , نزولا عندما يخطط له لن يكون الحل الناجح , وهذا ما يدعو – بكل تأكيد – لإعادة النظر في مثل هذه السياسات من خلال إحقاق حقوق الآخر , بالدرجة نفسها التي يتمّ السعي خلالها من أجل الذود عن حقوق الذات المشروعة , بل ودون أن يكون على حساب  هاتيك الحقوق المشروعة لهذا الآخر , وذلك انطلاقا من رؤية صائبة لمعادلة يشترك في طرفيها الجميع ... على حد سواء .... في وقت نحن أحوج فيه إلى الوفاق الوطني الحقيقي , بعد مرحلة طويلة من لا موضوعية المصطلحات بل  الممارسات  المطبقة بحق أبناء الشعب الكردي .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص - قصص طويلة جداً
- المثقف والسلطة ثنائية الوئام والتناحر - الاستعلاء علي المثقف ...
- أزمة العقل العربي -دلالة الموقف من الدكتاتور أنموذجا
- خاطرة بين المسافات - دليل العاثر إلي برج الناشر
- مدائح البياض
- غيوم ابو للينير بين نهر السين ونهر الحب - شاعر فرنسي..المرأة ...
- أضواء - استرخاص الألقاب
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة المنسي - غواية المدن في اصطياد شاع ...
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- مئوية الشاعر الكردي جكرخوين - تجول في الفيافي مع الرعاة ليكت ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسي- 2/2
- في ذكرى رحيله : بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسى 12
- لصوص قانونيون في دوائرنا ومؤسساتنا باسم : لجان المشتريات! نه ...
- هيمنة الانترنت تطفئ جذوة الايحاء ومنظمة اليونسكو تقرع الأجرا ...
- استنطاق الحيوان كشكل للدلالة علي تازم العلاقة بين المثقف وال ...
- الحوار المتمدن دعوة جادة إلى حوار جاد
- المواطن السوري: معط أو مستعط...!ووظيفة الدولة والشركات الخاص ...
- الإعلام الضال ظاهرة مسيلمة الصحاف أنموذجا
- الحكمة الكردية في الزمان الصعب !!


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...
- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إبراهيم اليوسف - نوستالجيا إسلامية بسبب الموقف من القضية الكردية