أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - لا 8 آذار و لا 14 آذار , بل الناس















المزيد.....


لا 8 آذار و لا 14 آذار , بل الناس


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الطبقة السياسية تسقط من جديد و معها رجال الدين و تحاول أن تسوق صراعاتها الخاصة , إن لم تكن الشخصية , تحت مسميات مزورة سخيفة كالوطن و الدولة و المقاومة..الطبقة السياسية و المؤسسة الدينية من ورائها و معها تشكيلاتها "الجماهيرية" الميليشيوية مستعدة لكل شيء في سبيل سيطرتها هي على كل شيء , و تصبح هذه السيطرة هي أساس كل شيء تتفوه به النخبة المثقفة و الدينية المربوطة بحبل مرئي أو غير مرئي إلى سيطرة تلك النخب و موقعها السياسي و الطائفي و الاجتماعي..الجماهير ؟ إنها لا شيء , و وظيفة رجال الدين و "النخبة المثقفة" إقناعها بهذا و أن جوهر أو مركز هذا العالم السياسي و الاقتصادي و الثقافي هو النخبة وحدها لا شريك لها و ذلك اعتمادا على مفاهيم الدولة و الوطن و المقاومة و السيادة و الوحدة الوطنية و الطائفة و السماء و ما شئت..هناك اليوم مقاربتان للوضع : تحضر أمريكا في مركز المقاربة الأولى كمصدر وحيد أو رئيسي للخطر و مقاربة أخرى تنطلق من مركزية الطائفة و بالتالي استعداء "أعداء" هذه الطائفة أو تلك أي هذه النخبة الطائفية أو تلك..بالنسبة للخطاب الموجه إلى الجماهير المخصص لتمجيد النخب الحاكمة أو المالكة أو السائدة فإنه يقوم على قيم فوق إنسانية فوق مجتمعية و بالتأكيد فوق الجماهير , أكثر أهمية و مركزية منها , بل و من الأكيد بالنسبة لمن ينطق بهذه الخطابات أن الجماهير نفسها مجرد حالة تافهة هامشية بالنسبة لتلك القيم الفوقية المرتبطة أساسا بالنخب , فالديمقراطية هي مجرد حالة لا تتعرض فيها النخبة لقمع أو هي مجرد حالة تملك الجماهير فيها رأي استشاري في مصيرها من حين لآخر في حين تترك السلطة المطلقة بيد النخب الحاكمة و المالكة , أما المقاومة فهي تستند إلى "نظام حديدي" تتبع فيها جماهير "المقاومة" دون أي نقاش قيادة هذه المقاومة التي تصبح هي شخصيا مع الوقت و سيطرتها هي أيضا أساس هذه المقاومة و تفسيرها الوحيد..هناك اليوم مقاربتان للوضع : تقوم كلا منهما على نقطة مركزية , إما إسرائيل و أمريكا , أو الطائفة , و هناك مقاربة محدودة التأثير تستخدمها النخبة المثقفة لتبرير التزامها بالفريق الأقوى تدعي أنها تريد دمقرطة الوضع السائد في انحياز نهائي للهيمنة الأمريكية في مواجهة الديكتاتوريات التي تسلب مجتمعاتنا كل شيء باسم الوطن و أحيانا باسم المقاومة..هكذا تصبح أنظمة الممانعة جزءا عضويا من الخطاب الأول و أنظمة الاعتدال أساس الخطاب الثاني..هذا يعني أننا مخيرون إما أمام الاعتراف بمقاومة على شاكلة حروب صدام و عبد الناصر و حافظ الأسد سواء تلك الناجحة ضد الداخل أو الفاشلة بامتياز ضد الخارج أو بمخرج "ديمقراطي" يعني أولا سيطرة الاحتكارات الكونية و ممثلها السياسي العسكري الإدارة الأمريكية و المؤسسات الدولية المرتبطة بها تحت مبرر أننا قد استعبدنا حتى اليوم من قبل ديكتاتوريات الأسد و صدام , فيما تمثل أنظمة الاعتدال الفاسدة و الديكتاتورية المثال الحي لهذا المخرج الأمريكي النخبوي , لا يمكن لأي من المراهنين على الطرفين أن يخفي ما يعنيه الخيار الذي يدافعون عنه أمام الناس , بل و أسوأ من ذلك , إنهم غير مهتمين بتغطية حجم القهر و الاستبداد و الاستغلال الفاحش الذي يمثله كل من هذين "الخيارين" , ما يحاولون فعله هو أن يركزوا على مساوئ الخيار المقابل , هذا أسهل بكثير من تبرير مثلا لماذا على السوريين أن يحتملوا نظاما كنظام بشار , عندها فالخيار الأفضل هو تضييع وقت الناس بالحديث عن أمريكا و إسرائيل , و من الذي يملك ما يكفي من الوقاحة ليعتبر أن قتل الناس بيد الأمريكان و أصحابهم الإسرائيليين هو قتل مشروع كحروب إبادة الهنود الحمر و سكان هيروشيما على أنها حرب على الإرهاب , و أن سرقة الكرة الأرضية و تشغيل مليارات الناس لصالح حفنة من المليارديرات و أصحاب الشركات هو الديمقراطية ؟ من الأسهل بالطبع أن تتحدث عن سجون و ضحايا أنظمة صدام و الأسد و أحمدي نجاد..في غضون الحرب الباردة انحشر الناس بين قطبين حول أحدهما خلاصهم إلى ديكتاتورية بيروقراطية شمولية و ادعى الآخر أن حريتهم تعني سلطة حفنة من كبار الملاك و أصحاب الشركات , كانت محاولة التزام خط ثالث شبه مستحيلة يومها , ابتز الستالينيون اليسار العالمي و الثوار في كل مكان باسم يوتوبيا العدالة , و ابتز الطرف الآخر كل الباحثين عن الحرية خاصة أمام عسف اليد الباطشة لأجهزة قمع الستالينية ليصب استنكارهم لقمع الستالينية لصالح انتصار كبار أصحاب الاحتكارات..ظهرت في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي مجموعة انشقت عن الأممية الرابعة التروتسكية رفضت تعريف تروتسكي للاتحاد السوفييتي على أنه قوة و مجتمع اشتراكيين , سميت فيما بعد باسم مطبوعتها : اشتراكية أو بربرية..رأت هذه المجموعة أنه أمام البشرية خيارين فعليين فقط : إما انتصار أي من هذين الطرفين , الستالينية أو الإمبريالية الأمريكية , و بالتالي انتصار سلطة بربرية فاشية في جوهرها ليس فقط أنها لا إنسانية بل إنها معادية للإنسان , أو انتصار الاشتراكية بمعنى سلطة الجماهير العاملة المباشرة , إنه ذات الخيار الذي نقف أمامه اليوم : إما انتصار القوى التي تريد سيطرة البربرية مهما كان الشكل الذي ترتديه لا فرق في ذلك بين النخب جميعها دون استثناء , أو أن ينتصر الناس , الجماهير , عامة البشر , حقا لا يوجد أي خيار ثالث..إننا كبشر اليوم أمام واحد من احتمالين , إما أننا على بعد خطوات من الثورة , ثورة تقوم في مكان ما تستطيع هز الأرض تحت أقدام الطغاة و تعيد الناس إلى التاريخ , و عندها سيتغير مزاج النخبة على الفور و ستنتقل فورا من استخدام عبارات تمجيد الطائفة أو النخب الحاكمة أو المالكة إلى تمجيد الجماهير , أو أننا على أبواب فترة كالحة من القمع الأسود الفاشي لحرية الناس و حتى لحلمهم بالحرية , قمع قد ينجح , على التوازي مع الزيت المقدس للنخبة الذي تعمد به قوى القهر و الاستبداد و الاستغلال , بتدجين الجماهير و احتواء مقاومتها و تأجيل حريتها و أحلامها إلى ما شاء الله..يبقى أمامنا أن نثبت في هذا الجو المسموم بالكراهية الطائفية و القومية و احتقار الإنسان كوجود و كقيم و حرية , التي لا تستطيع النخب أن تعيش من دونها و لا أن تسيطر من دونها , أن نواجه الديكتاتوريات و النخب التي تملك حياتنا حاضرا و مستقبلا و بكل تفاصيل الزمان و المكان و النخب التي تريد البرهنة على أن عبوديتنا هي الوضع المثالي للحياة , تحت أي مبرر , و معهم ميليشيات الموت و القمع بمنطق بسيط جدا , بحريتنا , بحرية أجسادنا و عقولنا و أيادينا و أحلامنا , لا أقل من ذلك أبدا ,




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعات المقاومة في مكان العمل
- اتتوقف الحرب بين الفقراء السنة و الشيعة , و لتبدأ ضد مستغليه ...
- المجتمع المدني أو المجتمع التشاركي لأندريه غروباتشيك
- بيان شيوعي أناركي أممي , يوم الأول من ايار
- الفرص المتساوية في التعليم لميخائيل باكونين
- عن إعدام ثلاثة سوريين في السعودية...نداء من أجل إدانة و إيقا ...
- على النظام أن يتنحى أو أن تتم تنحيته من قبل الجماهير.....
- وثائق ثورة أيار مايو 1968 في فرنسا ( 2 )
- بين حق السلطة في نهبنا و قتلنا و بين حقوقنا كبشر
- مقاومة النازية
- الفاشيون يهاجمون مكتب الحزب الشيوعي
- تصور أنه لا يوجد قادة
- في تعريف الممانعة
- عن القضية الكردية في سوريا
- جحيم الحرية و -نعيم العبودية الأبدي-.....
- إلى -أخي- السلفي.....
- إسرائيل - القمع و التفوق : وهم المضطهدين....
- 17 أبريل نيسان ( يوم الجلاء في سوريا ) : من الانتداب إلى الج ...
- عن المثليين جنسيا !
- الاقتصاد السياسي لسيطرة الاستبداد و الميليشيات و للبديل الشع ...


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - لا 8 آذار و لا 14 آذار , بل الناس