أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - رسالة الى بنات الشهيد طالب علي السهيل














المزيد.....

رسالة الى بنات الشهيد طالب علي السهيل


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 707 - 2004 / 1 / 8 - 03:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مثل غيري من أهل العراق المقموعين كنت في العراق حين وصلنا خبر أستشهاد والدكم المناضل الشهيد طالب السهيل التميمي ، كنا على معرفة ودراية بما يدور من محاولات لأسقاط السلطة وتخليص العراق من قوافل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل العراق ،وكانت معلوماتي المتواضعة لاتتعدى المعلومات المخزونة في ذاكرة العديد من أهل العراق ، غير أنني وبعد خروجي من القفص الى خارج العراق شائت الظروف أن استلم ملفاً تحقيقياً تفصيلياً كاملاً يحتوي على الأضبارة التحقيقية الكاملة لعملية أستشهاد والدكم بالأضافة الى أضبارة المحاكمة وماتحتويه من مستمسكات ومستندات لم يكن ليطلع عليها المواطن العراقي بسهولة ويسر .
وبحكم عملي القانوني والقضائي قلبت الأوراق ودرستها ملياً وبدأت اكتب ماتيسر لي من معلومات دقيقة وموثقة من خلال الأضبارة التحقيقية ومن خلال أضبارة المحاكمة ومن ثم التمثيلية التي تم أخراج القتلة ليس من التوقيف والسجن وأنما من الأراضي اللبنانية بعد أن رفضت حتى تركيا أن تسمح لهم بالمرور براً وبحراً وجواً لأحترامها لنفسها من أن تدع قتلة مأجورين يخترقون أراضيها عائدين الى أوكارهم مهما كان الثمن في حين قبل غيرهم بعد أن قبض الثمن .
الأعترافات الصريحة والثابتة من قبل المتهمين المرتكبين لفعل القتل وكشفهم للمنظمة الأرهابية والمخابراتية الخاصة بتصفية العراقيين في الخارج دعتني لكتابة مشروع كتاب تحت أسم
 ( تطويع العمل الدبلوماسي لصالح المخابرات العراقية – قضية أستشهاد السيد طالب علي السهيل ) تم انجازه في العام 2002 ونشر على شكل جزئين في مجلة الحقوقي الصادرة في لندن بالعدد 7 و 8 لعام 2002 .
وستبقى اسماء القتلة كل من هادي حسوني نجم الخفاجي ومحمد كامل فارس كاظم وجورج ترجانيان والمقبور خالد علوان خلف الجبوري تتطلب منا ضرورة الأقتصاص من القتلة وتطبيق الحكم القضائي العادل عليهم بعد أن عاد وجه القضاء والعدالة بهياً مهيباُ في العراق .
وبعد ان توسعت في معلومات الكتاب حيث لقيت كل المساندة والمساعدة من السيدة صفية السهيل ومن زوجها المثابر بختيار أمين ومن آخرين دفعنا الكتاب الى الطبع تحت أشراف دار الحكمة للطبع والنشر في لندن وعلى أمل أن يرى الكتاب النور .
ما أثارني قرائتي لرسالة من السيدة نورا طالب السهيل الى ابنة الطاغية العراقي تمعنت في كلماتها لأجد أن الخلق العراقي والتربية الأصيلة لم تزل مزروعة في ثنايا قلوب العراقيات المنكوبات ، مع أن الفرق والبون شاسع بين حياة الشهيد طالب السهيل وألتزاماته الأجتماعية والأخلاقية وبين مسلك الطاغية وتحلله من جميع القيم والأعراف وتقاليد العراقيين .
الطاغية الذبي يلجأ الى عنلصر من سقط الناس يوظفهم في المسلك الدبلوماسي لتصفية الخصوم بغدر وخسة وعمليات تخلو من الجولة يواجه النتائج وهو يقبع في حصونه ينفق من مال العراق لقتل العراقيين ، في حين كان المعارض العراقي يواجه أذناب السلطة بجسده وبعقيدته وبأصراره على تخليص العراق من سلطة الموت والدم والدكتاتورية .
لم تكن هناك معادلة عادلة بين حياة طالب السهيل وبين حياة صدام ، فقد زرع طالب السهيل حب العراق في ثنايا قلوب بناته بالرغم من أن اغلبهن لم يشاهدن العراق ويترعرعن فيه ، بينما زرع صدام قلوب بناته بالحقد على العراق والعراقيين ، زرع طالب السهيل قيم المحبة والشرف والشهامة وقول الحق في بناته وزرع صدام حسين أمراض دفينة في قلوب أولاده وبناته وجعلهم يعبدون المال فهو قيمتهم العليا التي بها يؤمنون .
حصد طالب السهيل الشهادة في أروع صورها ومعانيها وأرتقى سلم المجد العراقي ولتفتخر به عائلته وعشيرته ، وتردى صدام الى الدرك الذي صار فيه فحقت عليه لعنة الناس والله فأنتهى ذليلاً خانعاً مرعوباً من شعبه مكروهاً من اهله وعشيرته .
المفارقة في لغة البنات حين تمجد نورا وصفيه شعبهم العراقي وتواصلان الطريق الذي رسمه طالب السهيل من أن كل شيء للعراق ، بينما تحتقر بنات صدام عشيرتهما وتعبران عن خوفهما من شعب العراق .
كان طالب السهيل متمكناً مادياً ومقتدراً وعرف بكرمه وسخاءه العراقي التميمي وكان ملاذاً للعراقيين في لبنان والأردن فأشترى الرضا والمحبة والحمد  ، وعاش صدام يمنح الرشاوى والعطايا لقاء شراء الذمم والضمائر ولكن من مال العراق الذي أضاعه فحصد أحتقار العراق وكراهية اهله له .
في تفاصيل الكتاب المرتقب وجدت العديد من النقاط المهمة التي من الضروري أن يلتفت اليها العراقي ليعرف حقائق عن سلطة وظفت كل شيء من أجل الشر ، وأمتلكت كل شيء لتوظفه لصالح القتل والأرهاب والموت .
يقيناً أن روح طالب السهيل سترفرف عالياً فوق سماء العراق تبشر بالغد الذي انتظرناه طويلاً وبالحياة الديمقراطية المدنية والبرلمان والفيدرالية وحقوق الأنسان التي نحلم بها والتي دفع في سبيلها السهيل روحه فداءاً لتحقيقها .
لاتوجد مقارنة بين الشهيد طالب السهيل وبين صدام ولابين بنات السهيل وبنات صدام فالبون شاسع والبعد بين الثرى والثريا .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتراق غابة العقارب
- قناة ابو ظبي متى تستعيد حياديتها وتعكس موقف قيادتها العقلاني ...
- مرحلة مابعد صدام
- كل عام والعراق بخير
- الطلقاء يعودون من جديد
- انهم يقتلون الطيبين
- وداعاً يايوسف
- موقف السيد نقيب المحامين الأردنيين
- التبريرات
- مجاهدي خلق في الميزان العراقي
- الحقيقة
- صفحة الحوار المتمدن
- الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم
- من يقتل العصافير في بغداد الجميلة
- التمذهب القومي والطائفي في زمن البائد صدام
- أعود مع أعتزازي وأمتناني لمشاعركم العراقية الطيبة
- بيان بأعتزال الكتابة مؤقتاً في مواقع الأنترنيت
- نقد أماراتي لأداء وسائل الأعلام العربية
- ماذا يريد مجلس الحكم من قناة ( العربية ) ؟
- الخلاف والأختلاف


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - رسالة الى بنات الشهيد طالب علي السهيل