سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 2279 - 2008 / 5 / 12 - 11:14
المحور:
المجتمع المدني
تشكل انتخابات مجالس المحافظات إحدى أهم المحطات في المسيرة الديمقراطية العراقية، و أهمية الانتخابات لمجالس المحافظات لا تقل عن تلك الانتخابات العامة التي ينتج عنها برلمان و حكومة و ثلاث رئاسات، هذه الانتخابات المحلية تتصل مباشرة بحياة المواطن العادي، بالكهرباء و الماء و السكن و تخطيط و عمران المدن، و هنا نطرح بعض الأسئلة المهمة التي يحتاج المواطن إلى إجابات عنها.
فهناك أحزاب و كتل و تيارات تتربص بالانتخابات كتربص الذئب بالفريسة، فبمجرد أن تنتهي الحملة الانتخابية و بمجرد أن يصوت المواطن على هذا الحزب القومي العنصري أو ذاك الديني الطائفي، ينسى عضو مجلس المحافظة كل وعوده الانتخابية و لا يملك للمواطنين إلا أن يتسلم باسمهم رواتبه التي تبلغ آلاف الدولارات، كما أن أحزابا من الأحزاب الكبيرة "الحيتان" تعلن اسم المحافظ ـ الذي يُعيِّنه الحزب ـ مسبقا و قبل إجراء هذه الانتخابات لتحطيم أي قيمة أو الحط من شأن اختيار الشعب، فالحزب المناضل يعين من يريد مهما كانت نتيجة الانتخابات، و من الطبيعي أن تكون البنية التحتية و الخدمات غير متوفرة و منهارة ما دامت أحزاب من هذا النمط تتحكم بالسلطة.
من جهة أخرى، نجد مناطق أخرى من العراق حيث يسود الاتجاه الديني، ينتخب فيها المواطنون و يختارون أعضاء مجلس المحافظة على أساس مظاهر التقوى ـ اللحى و السبحة و إقامة الشعائر أو لكونه مناضلا مجاهدا كما يقال ـ و بمجرد أن يستلم وظيفته فهو يتعامل مع كل مشروع أو شركة أو عمل بمنطق "الحلال و الحرام"، فإذا جاءت شركة أجنبية لبناء القطاع السياحي أو الفنادق أو أي مشروع من هذا القبيل رفضه عضو مجلس المحافظة بحجة "أن الشركة تشجع على انتشار الخمرة و أن "الفاحشة" ستملأ هذه الفنادق" و من هنا يتسبب هؤلاء بشلل الاقتصاد و يحولون حياة المواطنين إلى جحيم.
نصيحتي للمواطن العراقي الآن أنه إذا كان نادما على تصويته في الانتخابات السابقة فبإمكانه الآن أن يختبر التصويت لأسماء أخرى، و لا مانع من التصويت للمتدين إذا كان من النوع الذي يحتفظ بتدينه لنفسه و لا يتدخل في حريات المواطن، لكن القوميين يشكلون خطرا على الديمقراطية و إن تظاهروا بأنهم لبراليون ـ البعثيون نموذجا ـ و من هنا فإن العراقيين سيكونون بأمان طالما لم يصوتوا لهؤلاء.
النقطة المهمة الأخيرة هو أن يتم إقرار التصويت على طريقة "القوائم المفتوحة" حيث يمكن للمواطن عندها أن يختار شخصا بعينه ليمثله في مجلس المحافظة، بينما كانت الطريقة القديمة تسمح للحزب أن يأتي بأي شخص ليمثل قائمته حتى لو كان أكثر اللصوص مهارة في العالم أو أكثر الناس جهلا بخدمة المواطنين.
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟