|
السيد الخازن .. و القرود الثلاثة..!!
سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:13
المحور:
الصحافة والاعلام
لست من الكتاب و الصحفيين الذين يركضون وراء المهاترات و ينتقدون الأخرين لمجرد النقد و حبّا بالسلطة و الشهرة، لكنني في الوقت ذاته لا أحبذ أن أبقى ساكتا عن أؤلئك الكتاب و الصحفيين "العرب و المسلمين تحديدا"!! الذين ينتقدون التغيير الحاصل في العراق، و هو التغيير الذي خدم الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي الذي قبع في بئر مظلمة لقرون، ينتقد هذا التغيير بأسلوب المثل العراقي ـ و هو بالكردية ـ الذي يقول: إذا كره أحد شخصا ما حلم به أحلاما سيئة.."!! فهم يكرهون عراقنا الجديد و يحرمون علينا ما هو حلال لهم. السيد الخازن و بعد أن قرأ مقالنا النقدي "لا عيون و لا آذان" و الذي انتقدت فيه أحد مقالاته في عموده الدائم في جريدة "الحـــياة"، آثر أن يجعل من مقالي موضوعا من كثير من الموضوعات التي يهتم بها، كيف لا و هو سلطان الكتاب و الصحفيين!! و من المعيب عليه أن يدخل في مناقشة علمية و سياسية مع "مقال تافه" لكاتب "مغمور" و بعد أن اتهم بعضا من القراء بأنه يغلق بصيرته عن فهم مقالاته قال: "من نوع ما سبق سهيل أحمد بهجت الذي يبدو أنه يؤيد حكومة نوري المالكي ولا أحد غيرها والى درجة أن يرفض قولي أنها «لا تملك تفويضاً شعبياً يسمح لها بعقد اتفاق أمني أو عسكري مع قوات الاحتلال يعطي هذه القوات غطاء قانونياً للبقاء في العراق». أصر على أن كلامي صحيح، ومثله المقال كله، فأنا لا أؤيد حكومة المالكي أو مقتدى الصدر، وإنما العراق وأهله. والواقع انني لست ضد رئيس الوزراء المالكي، بل أريد أن ينجح في قيادة العراق الى بر السلامة، وإنما أجده طرفاً ضعيفاً أمام الاحتلال، والعلاقة غير متكافئة." أقول للسيد جهاد الخازن أن المسألة هنا ليست مسألة "تأييد" و "دعم" لأنني ببساطة أختلف في كثير من المسائل مع حكومة السيد المالكي و هذا أمر طبيعي، بل هو أحد ركائز العراق الجديد الذي يقض الآن مضاجع الحكومات الدكتاتورية في المنطقة، أؤكد مرة أخرى على أن السيد الخازن يذكرنا بصورة القرود الثلاثة التي يضع أحدها يديه على عينيه تجسيدا لعبارة "لا أرى" و قرد آخر يجسد "لا أسمع" و الثالث يضع يده على فمه "لا أتكلم".. هذا الشعار الذي يجسد المنهج السياسي للدول العربية و الإسلامية و على مواطني هذه الدول الإلتزام بهذه القرود الثلاث كمثل عليا. كان عليه ـ كصحفي و مفكر ـ أن لا يكتفي بالقول أنه يُصر على رأيه لأن الأصرار ليس ذا مغزى أو معنى ما لم يدعم بأدلة و براهين تبرر هذا الإصرار، و إذا كانت حكومة المالكي لا تلبي رغبة المواطن و الشعب في الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة و إذا ما كان هناك إخلال بمصلحة العراقيين في هذه الاتفاقية فليس هناك من مشكلة لأن البرلمان و الإعلام و الصحافة و حتى المقاهي العراقية سوف تشبع الموضوع نقدا و تمحيصا ـ و هذه الصفة المحمودة معروفة لدى العراقيين ـ و سوف يعرف العراقيون التفاصيل الأساسية للاتفاق، بينما عرفنا دولا في المنطقة يحكمها رؤوساء و أمراء و ملوك أبرموا إتفاقيات مع الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا خلال بضعة أيام فقط، و الاتفاقية الإماراتية ـ الفرنسية مؤخرا من أوضح الأدلة على هذا القول. و إذا كانت العلاقة غير متكافئة بين العراق و الولايات المتحدة فإن هذا ما يشهد به الواقع و المنطق، فشتان بين دولة من العالم الثالث لا تمتلك طوال ثمانين عاما من إنشاءها أي أساس حقيقي لبناء دولة عصرية و بين الولايات المتحدة التي تفكر الآن في السياحة الفضائية و مواطنها لا يتعب دماغه كثيرا بالسياسة لأن حقوقه مضمونة أيا كان الحاكم أو الرئيس، و قل لي بربك يا سيد جهاد الخازن من هي الدولة التي تجد علاقتها متكافئة مع الولايات المتحدة؟! حتى الدول العظمى الأربعة، روسيا ـ الصين ـ بريطانيا ـ فرنسا، تشكو من المساحة الشاسعة للتقدم الأمريكي على تقدمها و مصالحها، إن العلاقة بين العراق و أمريكا أكثر تكافئا من كل دول المنطقة، باستثناء تركيا و إسرائيل، لأن العراق الجديد بكل بساطة و بدون أن ننكر المطبات و المشاكل الموجودة على الساحة العراقية، تمثل حكومة المالكي أكبر عدد ممكن للمواطنين. أؤكد مرة أخرى أن حكومة المالكي ـ لن أضيف إلى إسمه أي ألقاب ـ تملك من الشرعية و التفويض الوطني و الشعبي لإنجاز اتفاق مع الولايات المتحدة أكثر من أي تفويض مزعوم يمتلكه "سمو" و "حضرة" الأمير و الملك و الرئيس، و الشيء الوحيد الذي يقلق كل دول المنطقة و خصوصا الدولة التي يتعاطف معها السيد الخازن هو أن هذه الإتفاقية ستجعل العراق سيدا في منطقته و أهم ربما حتى من إسرائيل و مصدري النفط في المنطقة.
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان و أزمة الشخصية القانونية
-
لا -عراق- مع فقر..
-
العراقيون و تداعيات الكوارث الفكرية
-
أيها الائتلافيون.. ألا تستحون؟
-
نحو -أُمم ديمقراطية متحدة-!!
-
الثقافة العراقية و الطريق إلى الحداثة
-
حربنا المصيرية ضد الإرهاب
-
فليأكل الجياع -الكعك-!!
-
الأحزاب -الشعاراتية- العابرة للحدود
-
العراق و النقلة الحضارية
-
العراق .. نحو -الهوية الإنسانية-!!
-
المواطن العراقي .. و حكم الأقلية الفاسدة
-
سؤال حيَّر العراقيين!!
-
حياة ثقافية.. للرجال فقط!!
-
لبننة العراق و عرقنة لبنان!!
-
المشهداني: -وا معتصماه.. وا صدّاماه-!!
-
لن ننسى جرائم البعث.. و لن يخدعنا المسئولون الجدد
-
تحيّة إلى أهل الجنوب..
-
لا عيون و لا آذان..
-
حول الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|