|
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (39)
جاسم الحلوائي
الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:15
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
هل كانت أحداث پشت آشان قدراً لا مرد له ؟ 139
استطاع الحزب الشيوعي العراقي ان ينهض من جديد في السنوات الأولى من الثمانينات، وتمّكن أن يسترد عافيته بعد تلك الضربة القوية التي تعرض لها الحزب خلال القمع الوحشي. ففي الخارج انتظم، كما يشير سباهي ، العمل في المنظمات الحزبية في البلدان المختلفة. وتزايد حماس أعضاء الحزب ومؤيديه لدعم نضاله وقد تمثل هذا الحماس في انتظام العمل في المنظمات، وتنامي نشاطها في ميادين التثقيف والبحث والدعاية والرد على التهويشات والافتراءات التي كانت تطلقها أجهزة الأمن والمخابرات الحكومية ضد الحزب وسياساته. كما تمّثل هذا الحماس في زيادة الدعم المالي الذي يقدمه الأعضاء والأصدقاء، ولاسيما في تلك البلدان التي مارس فيها الشيوعيون واصدقاؤهم العمل. وتجلت أهم مظاهر هذا الحماس في استجابة أعداد كبيرة من الأعضاء لدعوة قيادة الحزب في العودة إلى الوطن والانخراط في حركة الأنصار في كردستان.
وفي عمق الوطن، أولت قيادة الحزب اهتماماً خاصاً لدعم نشاط الرفاق في منظمات الداخل. واتخذ هذا الدعم أشكالاً مختلفة. فقد أصدر المكتب السياسي في آب 1982 نشرة داخلية تتضمن توجيهات قيمة كانت بمثابة المرشد للحزب وكوادره في العمل السري تحت عنوان " حول وجهة العمل التنظيمي في الظرف الراهن" (*) ولغرض تعريف أعضاء الحزب بفنون العمل السري، عمد الحزب إلى إصدار كراريس خاصة، منها كراس (في تجربة العمل السري ومكافحة التخريب ـ 1982) و (كيفية العمل في الظروف السرية ـ 1983) و ( ضد القمع والتخريب المعادي ـ 1983) و (تطوير الرقابة المضادة). وكان أعضاء الحزب من جانبهم يبتكرون الكثير من الأساليب في المراسلة وتنظيم المواعيد واللقاءات وفي طبع المنشورات وتوزيعها، وإخفاء الرسائل ...الخ. ويورد سباهي العديد من الاقتباسات من تقارير الأمن التي تؤكد ما ورد أعلاه. ويُلاحظ هنا، أن دوائر الأمن والمخابرات الحكومية قد شرعت هي الأخرى في تطوير أساليبها في مكافحة الحزب .
ولكن من المبالغة القول، كما يشير سباهي، بأن تلك السنوات العجاف قد مرت والحزب ومنظماته في الداخل بخير وهو يعمل على توطيد أركانه. لقد كانت تلك أشق السنوات في كل تاريخ الحزب. وتطلب السعي لتثبيت المنظمات تضحيات جسيمة. فقد بلغ انفلات قمع السلطة أبعد مدياته. وكانت تقدم على ارتكاب أبشع المذابح دون تردد. وقد كشفت الصحافة بعد سقوط النظام عن القوائم الطويلة من الضحايا، لاسيما من الذين جرى إعدامهم من بنات وأبناء الشعب في محلات الثورة والحرية والشعلة والمحلات الشعبية الأخرى في بغداد،. وقد أُبلغت العوائل بإعدام أبنائها وبناتها. كما كشفت المقابر الجماعية في مدن عديدة رفاة المئات من الشيوعيات والشيوعيين الذين جرى دفنهم بالجملة دون أن يبلغ أهاليهم بقتلهم (1).
140
وبالارتباط مع قرارات اللجنة المركزية في اجتماع تشرين الثاني عام 1981، انتقل مركز عمل المكتب السياسي الى كردستان العراق حيث مناطق العمليات الأنصارية، وحل محل لجنة هندرين في قيادة العمل الأنصاري. وأعيد تشكيل المكتب العسكري على نفس الأسس القديمة، كما أعيد توزيع العمل فيه. وكان انتقال مركز عمل المكتب السياسي إلى كردستان ذو تأثير إيجابي هام، ولا يقلل من أهمية هذا التقييم بروز بعض الجوانب السلبية بسبب اضطرارالمكتب السياسي للتدخل في أمور كان يمكن تركها لهيئات أخرى.
ووفرت الحركة الأنصارية إمكانية إيجاد الصلة مع الخطوط التنظيمية الحزبية المنفصلة بعضها عن البعض في الداخل، وفي مركزتها بعيداً عن مناطق نفوذ السلطة وتحكمها، وبعيداً عن مخاطر ضرباتها الشاملة. ومكنت الحركة هذا المركز من تزويد الداخل بالمال والتوجيهات والأدبيات وأحياناً بالكادر، فيما كان المركز يستلم في المقابل الأخبار والمعلومات المختلفة والمساعدات الطبية والملتحقين الجدد، ولو بحدود معينة. وساهم ذلك ايضاً وبشكل واضح في رفع معنويات الرفاق في الداخل وحفّزهم على إعادة بناء التنظيم (2).
وخلال هذه الفترة تعززت الحركة الأنصارية، كما تشير وثيقة تقييم حركة الأنصار، بشكل محسوس وتطوّرت عدديا، وبالدرجة الأساسية اعتماداً على مجيء الرفاق من الخارج، وبدرجة اقل من التحاقات الداخل والمنطقة. وتطوّرت إمكانيات الحركة من حيث المال والسلاح ومن الناحية النوعية والتكتيكات الأنصارية. وخاض الأنصار المعارك بمعنويات ومستويات جيدة وبروح جهادية عالية، وحققوا بعض الانتصارات. وتوسعت مساحة الفعاليات الأنصارية لتشمل بعض المدن الكردستانية. واقترن ذلك بنشاطات لمفارز أنصارية داخل المدن نفسها مثل مدينة أربيل وبعض مراكز الأقضية والمجمعات السكنية القسرية. وأصبحت حركة الأنصار قوة أعادت هيبة الحزب ليس فقط عند الأصدقاء والأشقاء، بل أيضاً لدى الأحزاب والقوى المعارضة الأخرى التي تتعامل مع الحزب إلى حد بعيد من خلال تلمس قوة حركته الأنصارية المسلحة. كما تعززت هيبة الحزب لدى جماهير الشعب، ورفعت من معنويات الرفاق والجماهير وبددت مشاعر خيبة الامل والاحباط ومخاطرهما. ومن الامثلة العديدة على الفعاليات المذكورة عملية الطريق الدولي في منطقة بهدينان عام 1981. ولعبت حركة الأنصار ايضاً، إلى جانب قوى الأحزاب الكردستانية دوراً بارزاً في استنهاض الجماهير في المنطقة وفي انتفاضتها في عام 1982. ونستبق الأحداث لنشير إلى أن مثل هذا الدور لعبته الحركة في انتفاضتي 1984 و1988 أيضاً.
وإلى جانب هذا وفرت الحركة الأنصارية إمكانية أفضل لممارسة النشاط الإعلامي وبشكل جيد نسبياً باللغتين العربية والكردية (الإذاعة اوالجريدة والبيانات "ومناضل الحزب" و" نهج الأنصار" .. الخ) وإعلام الداخل بمواقف وسياسة الحزب وبشكل سريع نسبياً. وشهدت قواعد الأنصار ومفارزهم، التي كان كثيرون من مقاتليها طلبة جامعيين وخريجين ومثقفين ومتعلمين آخرين، نشاطاً إعلامياً وثقافياً مرموقاً تمثل في إصدار عشرات المجلات والنشرات الجدارية، وتنظيم الندوات والأمسيات القصصية والشعرية، وإقامة المعارض الفنية والعروض المسرحية...الخ. وتتوج هذا النشاط بتأسيس فرع لرابطة المثقفين الديمقراطيين العراقيين باسم "رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين الأنصار في كردستان". الذي اصدر مجلته " ثقافة الأنصار" بمساعدة إعلام الحزب (3).
141
الا انه بجانب هذه الجوانب الإيجابية، كانت هناك جوانب سلبية في الحركة الأنصارية، كما تشير إلى ذلك وثيقة تقييم حركة الأنصار. فلا يمكن للكفاح بصيغة العمل الأنصاري ان يستمر ويتصاعد دون تقديم الضحايا والشهداء، ولكن يتوجب القول ان الحزب قدم ضحايا كبيرة لا بسبب اعتماد هذا الأسلوب في الكفاح، وانما لاسباب اخرى ابرزها:
أ- وقوع اصطدامات مسلحة مع قوات الاتحاد الوطني الكردستاني ما كان يجب ان تقع بصرف النظر عن مسؤولية الاتحاد الوطني الكردستاني الاساسية في وقوعها (4).
وتشير الوثيقة إلى جوانب سلبية أخرى تتعلق بأخطاء في الممارسة والتنظيم واختيار المعارك والتخطيط لها ونتائج ذلك. ولست هنا بصدد التوقف عندها، فإن ما يهمني هو مناقشة العامل السياسي فقط والمذكور في الفقرة (أ). لم أعثر في الوثيقة جواباً على السؤال التالي: كيف كان من الممكن تجنب ما وقع من اصطدامات مسلحة مع قوات الاتحاد الوطني الكردستاني. وأين يكمن خطأ قيادة الحزب في ذلك؟. كما لم أجد في الوثيقة جواباً على هذا السؤال. إن من يطالع ما جاء في الوثيقة عن الاصطدامات وعن أحداث "پشت آشان"، يخرج بنتيجة وكأن ما وقع هو قدر لا مرد له. وبالتالي لا يستخلص القارئ استنتاجاً عملياً ونظرياً من التجربة. ولنا عودة إلى هذا الموضوع بعد اقتباس ما ورد حول الاصطدامات في وثيقة تقييم حركة الأنصار:
"في شباط 1983 دخلت مفرزة كبيرة نسبياً من مفازر حزبنا الأنصارية، ضمت أكثر من 90 مقاتلاً، إلى مدينة أربيل. وبعد أن اكملت مهمتها الأنصارية وانسحبت من المدينة، وقعت طلائعها في كمين نصبه مقاتلو (اوك). وكانت علاقات حزبنا جيدة آنذاك مع (اوك) ولم يكن قد مضى غير ايام على توقيع اتفاقية بيننا حول العمل المشترك ضد النظام. وكان هذا الحادث بداية المعارك مع (اوك) في منطقة أربيل والتي تطوّرت بشكل مفتعل مع اطراف (جود) حتى ادت الى احداث (بشت آشان).
وفي الواقع لم تكن احداث أربيل مجرد عمليات عسكرية بين مسلحي (اوك) ومسلحي سائر اطراف (جود)، وإنما كانت في جوهرها عملية سياسية. اذ سبق ان رفضت احزاب (جود) الدخول في مفاوضات مع قادة النظام الدكتاتوري عام 1982، بينما دخل (اوك) وحده في علاقات تفاوضية استغلتها سلطة صدام.
وتطوّرت الاصطدامات المسلحة حتى بلغت قمتها في أحداث پشت آشان، بالتنسيق مع النظام. وانتهت هذه الاحداث بانتقال (اوك) الى خندق النظام. واستمر هذا التحالف الجديد فترة زمنية حتى انتهى عند عقد اتفاقية بين (اوك) و(حدك) في طهران وبرعاية ايران".
هكذا يحدد التقييم مسؤولية الاتحاد الوطني الكردستاني في الأحداث وخلفياته. وتواصل الوثيقة لتلقي ضوءاً على أحداث پشت آشان ونتائجها فتقول:
"لم تكن منطقة پشت آشان موقعاً عسكرياً ملائماً. كانت فيها ثغرات جدية، وقد تم انسحاب المركز القيادي إليها اضطراراً قبيل هجوم إيران نهاية عام 1982 على مواقع (نوكان)، التي كانت قاعدة للإعلام وللطباعة وللعمل القيادي الحزبي والعسكري. وكانت القوات الحامية لهذه القاعدة (نوكان) قليلة.
وحشّد (اوك) كل ما امكنه قبل البدء بالهجوم على پشت آشان في أوائل ايار. [فقد حشّد أوك قوات يبلغ تعدادها قرابة 1700 مقاتل حسني التدريب وممن تمرس طويلاً في القتال، وأغلبهم مجهز بسلاح (بي كي سي) وهو سلاح ذو مدى بعيد، كان النظام قد زودهم به. وقدم النظام الحاكم تسهيلات خاصة لمقاتلي (أوك) للمرور من منافذ مختلفة للمنطقة يُشرف عليها. فيما كان مجموع من كان في بشت آشان من الشيوعيين وذويهم لايتجاوز اﻟ 300 شخص (5)]. وسبق الهجوم جولة تحليق طيران استطلاعي وتخويفي وعملية قصف مدفعي حكومي لاول مرة على المنطقة، فيما تم تحشيد قوات مرتزقة النظام الى جانب تحشيدات (اوك).
ودافع الأنصار عن القاعدة ببطولة نادرة وهم يعانون من الجوع والبرد القارص والثلوج الكثيفة وقلة العتاد وترامي أطراف المنطقة، قبل ان ينسحبوا منها.
لقد شكل الهجوم على بشت آشان ضربة عنيفة للحركة الأنصارية، أدت الى خسائر بشرية كبيرة، تمثلت في استشهاد العشرات من الرفاق [65 رفيقاً]. كما أدت إلى خسائر جسيمة في المال والسلاح والاجهزة الإعلامية والفنية. وفي تقدير خاطىء بعد معركة بشت آشان الأولى، خاض الأنصار أعمالاً عسكرية أخرى غير مبررة مع الحلفاء في جود (مع حدك خاصة) أدت الى خسائر اضافية بشرية [12 شهيداً] ومعنوية وذلك في معارك پشت آشان الثانية في صيف نفس عام 1983.
وتحدد الوثيقة تقصيرات وأخطاء الحزب على الوجه التالي: " وكشفت هذه الضربة الخلل السياسي والفكري لدينا وضعف تحليلنا لطبيعة الاحزاب القومية وعدم كفاية اداركنا لسرعة انتقالها من موقع لآخر. كما أكدت الخلل في الجانب العسكري والثغرات في موقع پشت آشان عسكرياً وضعف التحكم بحركة القواطع وتجميع قواها عند الضرورة" (6).
هنا توضيح للخلل الفكري والعسكري، ولكن لا شيء عن الخلل السياسي. ويبقي السؤال عن مدى امكانية تجنب ما وقع من اصطدامات مسلحة مع قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بلا جواب. وهي إمكانية يؤكد التقييم وجودها ويضعها في مقدمة ابرز الأخطاء التي يتحمل الحزب الشيوعي مسؤوليتها، كما مر بنا.
أعتقد ان رغبة قيادة الحزب الشيوعي العراقي في الوقوف على الحياد بين القوتين المتصارعتين (حدك) و (اوك) لم تتحوّل إلى موقف سياسي صارم في التعامل مع هذا الموضوع منذ البداية. وأعتقد بأنه كان على الحزب الشيوعي أن لا يدخل في أي جبهة إن لم يكن طرفي الصراع (حدك و اوك) أعضاء فيها. وكان مثل هذا الموقف يحد من ميول وأهواء بعض الكوادر بما في ذلك بعض قادة الحزب المتحيزة نسبياً إلى هذا الطرف أو ذاك، وهي أهواء ونزعات مشروعة كوجهة نظر، ولا يمكن تجنبها أو إزالتها، وهي انعكاس لواقع موضوعي تعيشه كردستان. ويوفر الموقف المشار إليه أعلاه للحزب إمكانية التعاون والتعامل والتوسط بدون حساسية وبمصداقية واضحة بين الطرفين المتصارعين والتأثير عليهما (بما في ذلك السعي لابعاد (اوك) عن التعاون مع السلطة) وعلى الأطراف الأخرى ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بهذا الصراع، وكذلك مع القوى السياسية الأخرى في الساحة العراقية. وإذا كانت الذرائع للاحتكاك والاصطدامات بين الحزب الشيوعي والقوى الأخرى عديدة ومتنوعة وبعضها من دسائس العدو، فالموقف السياسي المشار اليه كان من شأنه أن يوفر إمكانية أفضل للسيطرة على تلك الصراعات وتحجيمها. لم يكن دخول الحزب الشيوعي في (جوقد) صحيحاً. ولم يكن مجبراً على ذلك، ولم يؤثر خروجه منها تأثيراً سلبياً على وجوده في الشام. كما لم يكن دخوله أو بالأحرى تأسيسه ﻟ (جود) صحيحاً. وكانت هناك فرصة، وان كانت متأخرة نسبياً، لتصحيح الخطأ والانسحاب من (جود)، إلا أن قيادة الحزب الشيوعي، وكان كريم أحمد قائماً بأعمال السكرتير آنذاك، لم تستثمرها وارتكبت خطأً سياسياً عندما لم تتخذ موقفاً صارماً بوجه تهديد (حدك و حسك) بإخراج الحزب الشيوعي من (جود) إن لم يساهم معهما في عملية عسكرية لطرد (اوك) من منطقة باليسان (**).
كانت هناك فرصة لتصحيح الخطأ. فقد كان الحزب الشيوعي خارج (جوقد) وسيكون خارج (جود) أيضاً. وإذا كان (اوك) قد دخل في مفاوضات مع السلطة لتأمين جانبها في خطته لتصفية أو تحجيم خصومه، فلم يعد الحزب الشيوعي خصماً له، ولم يكن (اوك) بحاجة إلى توسيع دائرة خصومه. ربما يرى البعض أن دخولنا في (جوقد) لم يكن خاطئاً ولكن دخولنا في (جود) هو الخطأ، وكانت خطة قيادة الحزب في الشام هي إقامة علاقة ثنائية مع (حدك) وليس الدخول معه في جبهة. ولم تكن مثل هذه الخطة صحيحة، لأنها لا توفر الموقف الحيادي الصارم بين الطرفين وفيه تحيز ﻟ(اوك). ومن المشكوك فيه قبول (حدك) بوضع لا يكون فيه على قدم المساواة مع (اوك) أويظهر وكأنه تابع ﻟ(جوقد).
وإذا كانت الجبهة مع حزب البعث الحاكم قد وفرت للحزب الشيوعي تجرية عملية عن أهمية الحفاظ على استقلاله السياسي والايديولوجي والتنظيمي خلال التحالفات، كما مر بنا، وهي تجربة كانت شاخصة عندما درست اللجنة المركزية في عام 1980 إنضمام الحزب إلى جوقد، واشترط الإجماع في قراراتها، فإن تجربة (جوقد) و (جود) وفرت تجربة عملية تشير إلى أن بعض التحالفات والجبهات ليست غير مفيدة فحسب، بل ويمكن أن تكون وبالاً على الحزب والحركة الوطنية والديمقراطية إذا لم تحسب أبعادها وتأثيراتها السياسية الآنية والمستقبلية بشكل جيد. وهذا الاحتمال لم يكن وارداً في ذهن اللجنة المركزية آنذاك بسبب خطأ فكري يتمثل في النظر إلى كل تجميع للقوى أو الدخول إلى أي جبهة، هو قوة للحزب وللحركة الوطنية والديمقراطية، ما دام استقلال الحزب، السياسي والفكري والتنظيمي، مضموناً. ولم تزك تجربتي (جوقد) (وجود) تلك النظرة كما أعتقد.
يتناول الرفيق عزيز سباهي الاصطدامات المسلحة التي حدثت في كردستان، والتي تطرقت اليها وثيقة تقييم حركة الأنصار، بما في ذلك أحداث پشت آشان الأولى والثانية، وعواقب ذلك بالتفصيل المعزز بالوقائع الملموسة في الفصل السادس عشر من كتابه الثالث. إلا أنه لم يتطرق إلى مدى إمكانية تجنب تلك الاصطدامات من قبل الحزب الشيوعي بهدف استخلاص الدرس الذي تقدمه التجربة.
142
لقد أفضت جسامة الخسائر البشرية والمادية والخلل في الجانب السياسي والعسكري، كما تشير وثيقة حركة الأنصار، إلى إشاعة مشاعر خيبة الأمل والإحباط في صفوف الأنصار. وتسرّب المئات منهم إلى خارج كردستان. ولم ينج بقية الأنصار من الآثار السلبية التي تركتها الاحداث. وبرزت في هذه المرحلة ايضاً جملة ظواهر أثّرت سلباً على حركتنا الأنصارية. فقد أخذت تظهر عواقب أحداث پشت آشان بالاقتران مع انتقال (اوك) الى خندق النظام الدكتاتوري، في الخلافات وتصاعد الصراع داخل قيادة الحزب. وبدأت نشاطات مؤذية من جانب تكتلات معينة، انسلخت في وقت لاحق، (بهاء ومجموعته) و ( باقر ابراهيم ومجموعته). كما ازداد نشاط القوات الإيرانية داخل كردستان العراق وترك كل ذلك اثاراً سلبية على الحركة الأنصارية للحزب الشيوعي العراقي.
وسعى الحزب والهيئات المسؤولة والكوادر والأعضاء بحرص كبير وبنكران ذات منقطع النظير وإيمان بعدالة القضية التي حملوا من اجلها السلاح لإيقاف التدهور. وجرى العمل بكل الإمكانيات لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي وتجاوز آثار تلك الأحداث. وجرت محاولات لإعادة مفارز الأنصار إلى مناطق أربيل وقلعة دزه بعد الأحداث بصيغة مفارز صغيرة متحركة، شكلت رغم الخسائر التي قدمتها جزءاً من الجهود المتميزة لرفع معنويات الأنصار وتعزيز لحمتهم وإعادة عدد من الصلات الحزبية المقطوعة والاتصال بالجماهير بمساعدة الكادر المحلي. علماً أن قسماً من مفارز الأنصار كان قد بقى في قرداغ وگرميان بعد الأحداث واجترح البطولات في المنطقة.
وتواصل نشاط الأنصار الشيوعيين، كما تشير الوثيقة، رغم همجية النظام والحصار المضروب حول مناطق الأنصار حتى بدأت الحركة بالانتعاش من جديد. فساهم الأنصار في دعم وإسناد الانتفاضة الطلابية في أربيل والسليمانية عام 1984. كما لعبوا دورهم في حماية المؤتمر الوطني الرابع للحزب عام 1985. وقاموا بنشاطات واسعة، وسطروا صفحات بطولية مجيدة في معارك شهرزور وقرداغ وگرميان وقلعة دزة ودربنديخان وكفري وطوزخرماتو والعمادية عام 1984ـ 1985. وساهموا في تحرير مانگيش وسيطروا على مطار بامرني ثلاث مرات، وضربوا مواقع السلطة في ألقوش. كما ساهم الأنصار في معارك نريكين عام 1986 وقاموا بتحرير ناحية نوجول واقتحام فوج سوتكي وقائمقامية شقلاوة ودخول جامعة صلاح الدين، وخاضوا عشرات المواجهات والمعارك الاخرى. وتوّجوا هذه المعارك بالالتحام بالانتفاضات والهبات الجماهيرية في مدن وقصبات كردستان ربيع عام 1987. وشهدت مناطق أربيل معارك بطولية واسعة مع قوات النظام من أبرزها معارك: حسن بك في دشت أربيل وقره جوغ وهيلوه وبستانه وهناره ...الخ. واستطاعت المفارز الأنصارية خلالها احتلال العديد من الربايا والسرايا والحصول على كميات من السلاح والعتاد وأجهزة الاتصالات والسيارات. ووصل الامر إلى حد خوض معارك جبهوية ضد قوات النظام، كما حصل في معارك ( بنباوي ودول سماقولي) التي استمرت 11 يوما. وحدث ذلك بعد رجوع (اوك) إلى خندق المعارضة، والذي ترك أثرا إيجابيا على مجمل الوضع والنضال الذي تخوضه الحركة الأنصارية.
وقد ساهمت الحركة الأنصارية بكفاحها البطولي سابق الذكر وصمودها في مناطق نشاطها في أربيل وگرميان في تقوية موقف الحزب خلال مفاوضاته اللاحقة مع (اوك) التي تتوّجت بأحلال السلام. ومنذ ذلك الحين أي في عام 1987 سعى حزبنا مع الأحزاب الكردستانية إلى إيجاد صيغة لتحالف واسع يجمع كل الأحزاب على الساحة الكردستانية، لتحشيد قواها ضد النظام الدكتاتوري. وتعاقبت اللقاءات الثنائية والجماعية وتكثفت المفاوضات تحت تأثير الهجوم الوحشي بالأسلحة الكيمياوية على كردستان، حتى تتوّجت المساعي بتوقيع جميع الاحزاب الكردستانية على ميثاق العمل وبرنامج الجبهة الكردستانية في يوم 12 /6/ 1988. أي عشية إيقاف الحرب بين العراق وإيران. وتم التوقيع في مقر الحزب الشيوعي العراقي في بيربينان (خواكورك) من قبل : 1. الحزب الديمقراطي الكردستاني 2. الاتحاد الوطني الكردستاني 3. منظمة اقليم كردستان للحزب الشيوعي العراقي 4. حزب الشعب الديمقراطي الكردستاني 5. الحزب الاشتراكي الكردستاني 6. الحزب الاشتراكي الكردي – پاسوك وتم بعد ذلك دراسة طلب تقدمت به الحركة الديمقراطية الآشورية ، وآخر من حزب زحمة كشان. وحصلت الموافقة على عضويتيهما، وبذلك اصبحت الجبهة الكردستانية مؤلفة من (8) أحزاب.
لقد برزت الجبهة الكردستانية في الدفاع عن الشعب الكردي إبان انتفاضة آذار 1991 وما بعدها، وخاصة في تسيير الأمور الإدارية والمحافظة على أمن المواطنين. وحلت لجان الجبهة وخاصة سكرتاريتها واللجان العليا في المحافظات ولجان الأقضية محل دوائر الدولة والشرطة بعد انسحاب هذه الدوائر من كردستان. وقامت قوات الپيشمرگه التابعة لأحزاب الجبهة الكردستانية بتنظيم فرق مشتركة للمحافظة على الأمن في المدن، لحين قيام حكومة الاقليم حيث تم تشكيل وحدات الشرطة والأمن لهذا الغرض (7).
وقد واجهت حركة الأنصار الآلة العسكرية الجهنمية للنظام الدكتاتوري في هجماتها قبل فترة إيقاف الحرب العراقية – الإيرانية وبعدها في مواجهات باسلة وفي معارك مختلفة شملت كافة اجزاء كردستان، في مناطق سوران وبهدينان، رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى واستخدام النظام الأسلحة الفتاكة الكيمياوية والجرثومية والفسفورية ضد الجماهير والحركة الأنصارية. وكان من أخطر الضربات التي وجهت آنذاك ضربة الطيران الحربي الكيماوية لمقر قاطع بهدينان يوم 5 حزيران 1987 والتي أصيب فيها ما يقارب 150 نصيراً (8).
143
مال توازن القوى في نهاية الحرب بين العراق وإيران لصالح النظام الحاكم في بغداد، جراء ما كان يلقاه من دعم في مختلف الميادين من جانب الولايات المتحدة ودول الغرب والشرق الأخرى. وفي صيف 1987 أصدر مجلس الأمن قراره المرقم 598 بوقف الحرب بين العراق وإيران. وقد رفضت الأخيرة القرار، وبذلك إزدادت عزلتها دولياً. في تلك الظروف قرر النظام الحاكم في بغداد تصعيد حربه الشوفينية ضد الشعب الكردي. وقد بدأت حملته على نحو سافر في نيسان 1987، وتمثلت في إقدامه على تدمير آلاف القرى وتهجير سكانها إلى المجمعات السكنية القسرية. وضربت مواقع الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي في حزيران 1987، ثم لحقتها جرائم الأنفال الشهيرة في عام 1988. وتوّج النظام حملاته بجريمة ضرب حلبجة، المدينة الجميلة عند سفوح جبل هورمان بغاز الخردل والسيانيد وإفناء 5000 إنساناً فيها بلحظات في 16 آذار 1988 (9).
بعد عمليات الأنفال السيئة الصيت وتوقف الحرب العراقية الإيرانية واستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد مقرات ومواقع الأنصار، انتكست الحركة الأنصارية واضطرت إلى الانسحاب نحو الشريط الحدودي مع إيران وتركيا. ورغم كل ذلك فإن النشاط الأنصاري لم يتوقف. إذ استطاعت مفارز أنصارية اختراق خطوط قوات النظام ونزلت إلى العمق في مناطق أربيل وكفري ورانية وقامت بنشاطات أنصارية. وفيما بعد لعب الأنصار، إلى جانب پيشمرگه القوى الكردستانية الأخرى، دورهم في انتفاضة آذار 1991، سواء من كانوا داخل المدن أو الذين نزلوا من الشريط الحدودي.
يبدو، لأول وهلة، كما تشير وثيقة تقييم حركة الأتصار، أن الحركة الأنصارية أخفقت بالنهوض بدورها في الإطاحة بالنظام الدكتاتوري بسبب من توقف الحرب العراقية الإيرانية واستخدام الأسلحة الكيمياوية. ولكن الحقيقة هي أنه لم يكن بمقدور الحركة الأنصارية في كردستان العراق ولا الكفاح المسلح فيها ككل، الإطاحة بالنظام دون كفاح الشعب العراقي كله وممارسته لأساليب الكفاح الممكنة الأخرى.
لقد شكلت الحركة الأنصارية في الثمانينات، كما جاء في خلاصة الوثيقة بحق، صفحة مشرقة في مسيرة الحزب الشيوعي العراقي ونضاله، وأعادت له هيبته في أوساط الحركة الوطنية العراقية والقوى التقدمية العربية والعالمية، ومكنته من البقاء على أرض الوطن ومواصلة نشاطه السياسي والتنظيمي والإعلامي والعسكري. ولعبت الحركة الأنصارية دوراً في الحيلولة دون تشتت قوى الحزب في المنفى، ورفعت معنويات أعضائه الذين قدموا التضحيات بنكران ذات عال دفاعاً عن قضية الشعب وعن الحزب وسمعته. وعززت الحركة ارتباط الحزب بالشعب والوطن، بالرغم من صعوبة الظروف الموضوعية والذاتية ورغم الأخطاء والخسائر والتي كان من الممكن تجنب الكثير منها.
إن انتقال الحزب الشيوعي إلى المعارضة ورفعه شعار إسقاط الدكتاتورية، وانتهاج أسلوب الكفاح المسلح كأسلوب رئيسي للنضال، كل ذلك حتمه الواقع الموضوعي وطبيعة السلطة في البلد ونهجها القمعي الدكتاتوري المعادي لمصالح الشعب، والهادف أساساً إلى تصفية القوى السياسية في البلد. وعلى أساس هذا الواقع رسم الحزب سياسته في مجابهة العنف الرجعي الشامل للدكتاتورية وبالصيغة التي تم إقرارها في اجتماع اللجنة المركزية في تشرين الثاني 1981 (10). ________________________________________ (*) نشر باقر إبراهيم نص النشرة في مذكراته كنقد ذاتي على عدم تكامل ونضوج مداركه آنذاك، على حد تعبيره. وكدليل على نضوجه يذكر ما يلي: "لقد اعتدنا أن نعتز بصمود الحزب أمام الإرهاب كمؤسسة وأفراد، لكننا إذا أردنا أن تكون ظاهرة الصمود حالة شاملة، يستطيعها الجميع، أو غالبية المناضلين، وليس أفراد معدودين، حينذاك يلزم عدم فصل الصمود والبسالة المطلوبة عن صواب السياسة. لو اكتفي باقر بذلك لكان الأمر مفهوماً، ولكنه يستمر ليقول :"وعن واقعية السياسة التي يكون بإمكان المناضل التصريح بها والدفاع عنها". ص 270 وما يليها. أية سياسة كان من الممكن أن يصرح بها ويدافع عنها المناضل أمام دكتاتورية صدام الفاشية ، سوى الممالأة والتدليس للدكتاتورية، و دليل على ذلك هو المصير المأساوي الذي لاقاه خليل الجزائري على يد الدكتاتورية وكاد أن يلقى نفس المصير خالد السلام عندما سافرا إلى العراق بنفس منطلق باقر إبراهيم الداعي إلى المرونة والواقعية في التعاملمع النظام الدكتاتوري !؟ (1) راجع سباهي. مصدر سابق، ص 209 ـ 211 والهامش رقم 236 . (2) وثائق المؤتمر الوطني السادس، ص 87 ـ 89. (3) وثائق المؤتمر الوطني السادس، ص 88 وما يليها. (4) وثائق المؤتمر الوطني السادس، ص 89. خط التشديد غير موجود في الأصل. (5) راجع سباهي. مصدر سابق، ص 223. (6) وثائق المؤتمر الوطني السادس، ص 91 وما يليها. (**) يذكر كريم أحمد في كتابه "المسيرة" (ص 236 وما يليها) ما يلي: "وبعد رجوعنا إلى مقرنا في پشت آشان بعدة أيام جاءت رسالة من أبي حكمت (يوسف حنا) المسؤول عن قاعدتنا في (باليسان) يقول فيها بأن (حدك) و الحزب الاشتراكي الكردستاني (حسك) ينوبان القيام بعملية عسكرية بطرد (أوك) من هذه المنطقة وهما يلحان علينا الاشتراك في هذه العملية لأننا واياهم في تحالف في (جود) وليس من المعقول أن نترك حلفاءنا لوحدهم ونتفرج على ما يجري واقترح هو أن نقوم بعمل مشترك ضد وجود (اوك) في باليسان. فكتبنا له بأنه ليس من الصحيح القيام بمثل هذ العمل ويجب أن يلعب دوره للحيلولة دون تطور الوضع إلى حد القتال بين القوى الكردستانية وخاصة ونحن قد اتفقنا مع (اوك) للعمل على اللقاء الثلاثي لحل الخلافات. ورد أبو حكمت برسالة أخرى يقول فيها إن (حدك) و(حسك) يصران على اشتراكنا في هذه العملية وإلا سوف لا يكون لنا وجود في (جود) ولا تكون علاقاتنا طبيعية. وفي ردنا التالي كان موقفنا خاطئاً متردداً وتركنا الأمر لهم بالتصرف كما يريدون فاشتركوا في العملية. واضطرت قوات (اوك) إلى الانسحاب من (باليسان) ولكن قيادة (اوك) قررت شن هجوم بالمقابل على مواقع الأحزاب الثلاثة (حدك) و(حسك) والحزب الشيوعي العراقي (حشك). وكانت الخطوة الأولى الهجوم على مواقع (حسك) و (حشك) في (آشقولكه وپشت آشان). (7) راجع توما توماس. "ذكريات" موقع "الناس" الاليكتروني، الحلقة 28. راجع كذلك رحيم عجينة مصدر سابق، ص 199 ـ 205. راجع أيضاً كريم أحمد. مصدر سابق ص 259 وما يليها. (8) راجع وثائق المؤتمر الوطني السادس، ص 92 وما يليها. (9) راجع سباهي. مصدر سابق، ص 226 وما يليها. (10) راجع وثائق المؤتمر الوطني السادس، ص 96 و98 وما يليها.
يتبع
#جاسم_الحلوائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب - عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوع
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي
...
-
قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق
...
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|