سبيلنا الى تعزيز التآخي القومي والاخوة العربية – الكردية والوحدة الوطنية

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

الحوار المتمدن-العدد: 707 - 2004 / 1 / 8 - 04:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

افتتاحية "طريق الشعب" – العدد 22 -   (4 – 10 كانون الثاني 2004)

 لم تجلب انظمة الحكم الدكتاتورية، وبالأخص نظام صدام المقبور، لشعبنا العراقي بكل مكوناته السياسية والقومية والدينية سوى المحن والويلات. وكان نصيب الشعب الكردي من القمع والارهاب الشاملين هائلاً، جسّدته بشكل صارخ حملات الانفال السيئة الصيت والمقابر الجماعية ومجزرة حلبجة.

و تؤكد دروس التجربة المريرة على امتداد عقود ان الظروف المناسبة لتحقيق مطامح هذا الشعب وحل قضيته عموماً لن تتوفر الاّ في اطار عراق ديمقراطي يضمن حقوقه القومية وحقوق القوميات الاخرى. وبدون ذلك لن يمكن وضع الفيدرالية، وهي الشكل الملموس الذي اختاره الشعب الكردي للتمتع بحقوقه القومية في اطار العراق الموحد، موضع التنفيذ.

واليوم، اذ نتصدى لمهمة التخلص من آثار الدكتاتورية البغيضة وانهاء الاحتلال وترسيخ العملية الديمقراطية واعادة اعمار بلادنا، لا بد من شحذ اليقظة ازاء التحركات المعادية، محلية وخارجية، التي تستهدف الوحدة الوطنية وتسعى الى تخريبها، وتمارس مختلف الضغوط والدسائس لاحباط ما تحقق على صعيد العملية السياسية لصالح شعبنا، ولتأجيج الخلافات ونار الفتنة الطائفية والقومية. وكان آخر هذه التحركات اعمال العنف المؤسفة التي شهدتها مدينة كركوك، التي نحرص، وكل المخلصين من ابناء شعبنا، ان تظل رمزاً للتآخي القومي.

وفي شأن الفيدرالية، التي استأثرت باهتمام الاوساط السياسية والاعلامية مؤخراً بالارتباط مع المناقشات في اطار مجلس الحكم لصياغة قانون ادارة الدولة العراقية في المرحلة الانتقالية (بموجب اتفاق 15 تشرين الثاني الماضي الخاص بنقل السلطة)، فانها الصورة التي تتجسد فيها الديمقراطية على صعيد حل المسألة القومية في بلد متعدد القوميات مثل العراق، يتكون شعبه من العرب والكرد والتركمان والكلدوآشوريين وغيرهم. ومن شأن التطبيق السليم للفيدرالية، في اطار الوطن الديمقراطي الموحد، ان يؤدي الى تقوية اواصر الاخوة بين القوميات وتعزيز الوحدة الوطنية، وليس اضعافها او تغذية النزعات الانفصالية كما يخشى البعض. ذلك ان تجارب بلدان العالم، في الماضي القريب والبعيد، تؤكد ان سياسات الصهر القومي والتنكر للحقوق القومية المشروعة هي التي تغذي تلك النزعات، بينما يمثل الاتحاد الطوعي الاختياري، واحترام خيارات شعوب البلدان المتعددة القوميات، السبيل الى اضعاف التعصب القومي واعلاء قيم التآخي والمواطنة والقناعة بوحدة المصير.

كما يتوجب التأكيد ان الشيوعيين لا يعارضون اللامركزية او الفيدرالية الادارية، اللتين تؤمّنان لوحدات البلاد الادارية صلاحيات محلية على حساب السلطة المركزية. لكن الأمر مختلف بالنسبة الى منطقة كردستان العراق، فقضية الشعب الكردي قضية حقوق قومية لا تلبيها الصلاحيات الادارية المحلية. ولا بد من معالجتها باعتماد صيغة الفيدرالية القائمة على احترام الخصوصية القومية، ومراعاة ما تحقق من انجازات لمصلحة شعب اقليم كردستان منذ ان تحرر من قبضة النظام الدكتاتوري في 1991، وتطمين المطالب القومية المشروعة للشعب الكردي. وهو ما لا يتعارض، من جانب آخر، مع اللامركزية في ادارة عموم المحافظات العراقية.

ينطلق الشيوعيون العراقيون اذاً، كما كانوا دوماً، في موقفهم من حل القضية القومية من ترابط النضال من اجل الديمقراطية لعموم العراق والحقوق القومية للشعب الكردي، وبتلازم تحقيق الفيدرالية في اقليم كردستان مع الديمقراطية في عموم العراق.

ويتعين على كل القوى السياسية ان ترتفع الى مستوى التحديات الجسام التي تواجه شعبنا ووطننا في هذه المرحلة العصيبة، وتستوعب دروس التاريخ البعيد والقريب، في تصديها المشترك، المعمّد بالتضحيات، للدكتاتورية وارهابها الفاشي، وفي العمل معاً لتخليص الشعب من آثامها وشرورها وبناء العراق الجديد ..  فتنبذ لغة العنف والقسر، وتعتمد نهج الحوار والتفاهم المتبادل للتوصل الى حلول بناءة وصياغات واضحة، بعيداً عن اي لبس وغموض، لمباديء قانون ادارة الدولة العراقية الانتقالي. فمن شأن ذلك ان يعزز الشراكة بين ابناء الوطن الواحد، ويقوي اواصر الاخوة بين القوميات، عرباً وكرداً وتركماناً وكلدوآشوريين، من كل الانتماءات السياسية والدينية والمذهبية .. واعلاء قيم الكفاح المشترك لبناء عراق المستقبل، الديمقراطي الفيدرالي الموحد.

#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)       Iraqi_Communist_Party#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات