حان الوقت للأمريكان مراعاة حقوق الآخرين

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 06:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكثر تقدماً تكنولوجياً في الوقت الحاضر، وتأثيرها في تشكيل العلاقات الدولية ضخمة فعلاً. ومع أن أمريكا دولة كبيرة وواسعة إلا أن شعبها لم يظهر، لحد الآن، اهتماماً بالمشاكل العالمية الكبيرة.
Albert Einstein
إنها ممارسات وحشية لما أُرتُكبتْ وتُرتكبْ بحق الناس في غزة. إنها جريمة... أرى أن استمرار هذه الممارسات فعل بغيض.
الرئيس الأمريكي السابق: جيمي كارتر أثناء زيارته مؤخراً للشرق الأوسط
مَنْ يهتم؟ بالتأكيد ليس الأمريكان ممن أعمتهم الدعاية الإعلامية التي تنفخ فيهم بأن "حماس لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود، وتمارس العنف."
ثم هناك تفاصيل لما فعلته إسرائيل وما رآه آخرون من ممارسات جنودها في حبرون Hebron ونُشرتْ من قبل Donald Maciynre في الاندبندت. إنها بالتأكيد ممارسات إجرامية: أحداث إيقاف العربات الفلسطينية دون سبب ظاهر، ثم تهشيم نوافذها، وتعريض العاملين فيها للضرب لمجرد قولهم أنهم في طريقهم إلى المستشفى... سرقتهم التبغ من محل فلسطيني وتعريض صاحب المحل للضرب عند احتجاجه... إلقاء القنابل اليدوية على شبابيك الجوامع أثناء تأدية المصلين فيها صلاتهم.
من يهتم؟ ليس المستوطنون الإسرائيليون في فلسطين الذين يسرقون الأراضي الفلسطينية بدعم من الجيش، وربما أيضاً بدعم من الحكومة الإسرائيلية وحكومة الولايات المتحدة.
يعيش ثلث العالم في فقر مدقع. ومع تصاعد أسعار المواد الغذائية الرئيسة يزداد الفقراء فقراً. وحسب الأمم المتحدة، يعيش بليون (ألف مليون) إنسان في هذا العالم دون مستوى الكفاف- أقل من دولار أمريكي في اليوم. يُضاف إليهم 40% من سكان العالم- يعيشون على أقل من دولارين في اليوم.
من يهتم؟ ليست الحكومات التي تُراكم ثروات الشعوب لتغذية مكنة الحروب بغية إشباع أطماع إمبراطورياتهم الثرية المتعطشة لمزيد من القوة.
أخذت الطبقات السطحية الجليدية في القطب الجنوبي Antarctica بالتشقق بسبب التأثيرات السلبية لتلوث البيئة مع ما يرافقها من تحذيرات عالمية.
من يهتم؟ ليست الشركات الضخمة المهيمنة والأكثر تبذيراً للطاقة في العالم والتي تزعم الاستثمار في توفير الطاقة وفي استنباط تكنولوجية صديقة للبيئة. إذا ما قرأتَ هذا، كم عرفتَ فعلاً عن البيوت الزجاجية الزراعية التي تعمل على استهلاك الغاز، تغير البيئة؟ كم من الناس يدركون أو يعيرون اهتماماً بأن الولايات المتحدة هي المساهمة الأكبر في تغير (تلوث) البيئة عالمياً وأن الدول والمجتمعات الفقيرة هي التي ستتحمل وطأة هذا العبء الضخم؟
في تقرير بشأن تدخل الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، كتب المحقق الصحفي John Pilger:
... تشن القوة ذات الهيمنة العالمية حرباً غير معلنة، إلى درجة التعتيم، على القارة الأخرى- أمريكا اللاتينية. باستخدام الوكلاء، تهدف واشنطن إلى تجديد وتعزيز السيطرة السياسية لمجموعة أصحاب الامتيازات التي تُسمّي نفسها بالطبقة الوسطى، بغية تحويل مسئولية مجازر تجارة المخدرات بعيداً عن النظام المهووس في كولومبيا ومافياته. وأيضاً لإخماد الآمال المتصاعدة للأغلبية في أمريكا اللاتينية في تطلعهم للحكومات الإصلاحية: فنزويلا، إكوادر (و) بوليفيا.
من يهتم؟ لا أحد سوى القلة في أمريكا اللاتينية وهؤلاء في حكومة الولايات المتحدة المسئولين عن هذا التدخل.
إلى أين سيقود هذا التجاهل؟ كتب Bob Herbert- صاحب عمود صحفي في نيويورك تايمز- بشأن ما ساهم به نظام التعليم في الولايات المتحدة من اللامبالاة، بقوله: ظاهرة الجهل/ التجاهل ignorance في الولايات المتحدة ليست تماماً نعمة bliss، رغم أنها منتشرة على نحو واسع. في مسح شمل المراهقين الأمريكان، ونفذته مؤخراً هيئة مدافعة عن التعليم Common Core، لوحظ أن ربع المراهقين يجهلون معرفتهم بـ: ادولف هتلر، وثلثهم لا يعرفون أن وثيقة الحقوق تضمن حرية الرأي وحرية الدين، وأن أقل من نصفهم بقليل قالوا أن الحرب الأهلية استمرت للفترة 1850-1900!
من يهتم؟ من الواضح ليس أولياء الأبوين، ولا النظام التعليمي أو الحكومة.
فيما يخص غياب اهتمام الأمريكان، بعامة، بالمشاكل العالمية، استنتج Einstein بقوله: يجب أن تتغير هذه الحالة لتتعدى مجرد اهتمام الأمريكان بشئونهم فقط. إن الحرب الأخيرة أظهرت زوال الحواجز بين الدول، وأن مصائر كافة دول العالم أصبحت متشابكة بشدة. يجب على الناس في هذا البلد أن يدركوا أنهم يتحملون مسئولية ضخمة في محيط السياسة العالمية. إن هؤلاء المتفرجين السلبيين لا قيمة لهم في هذا البلد، وسوف يكون موقفهم هذا مدعاة في النهاية ليشكلوا جزءً من الكارثة المحيطة بنا.
(مقابلة مع Nieuwe Rotterdamsche Courant,1921)
لقد انقضى زمن معاملة الناس دون قيمتهم الإنسانية بالعلاقة مع: الفقر، المحاربون المتعطشون لمزيد من القوة، الأثرياء ممن يخزنون ثرواتهم wealthy hoarding، البيئة والتعليم.
ممممممممممممممممممممممممممممـ
Time for Americans to care about others, By Paul J. Balles,Aljazeera.com, 04/05/2008.
-- Paul J. Balles is a retired American university professor and freelance writer who has lived in the Middle East for many years. For more information, see pballes.com. This article appeared in Redress Information & Analysis.

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات