في غياب الشفافيه ينتشر الوهم وتضيع الحقيقه ويكبر الصغير ويصغر الكبير وتتناثر الأقاويل وتجد من يرددها ولا تجد من يكذبها... ويستغل المفسدون الظلام للعبث بالناس... بطل القصه محام يرتدى نظاره سوداء سميكه ويسكن في قصر يحرسه الكلاب... كان يظن أن اسمه هو رأسماله فأسمه ياسر كمال الشاذلى... وفي بلد تنعدم فيه الحريات وتغيب عنه المصارحه والشفافيه فإن الإسم الكبير له وزن وقيمه ويستطيع أن يفتح الأأبواب المغلقه... كثيرون وقعوا ضحية لهذا النصاب... جذبهم إسمه... وأوعز هو إليهم صحة ما يعتقدونه من أن أباه هو المسئول الكبير... أشرف سعيد دفع تقديمه 8 آلاف جنيه ليعينه معيداً بكلية الطب... وائل محمد دفع 45 ألف جنيه لينهى لصالحه نزاعاً على قطعة أرض... "150" ألف جنيه دفعها أحد المشايخ حتى لا تقتطع محافظة الإسكندرية قطعة من حديقة فيلته لإنشاء طريق... "150" ألف جنيه دفعها طارق طايع ليفور بعقد إستغلال كافيتيريات حكوميه... أكثر من ذلك دفعه سيد عبده ليحل نزاع على 120 فدان مع الفلاحين... في العام الأخير قبل التحقيق معه كان أمام النيابه 22 ضحيه ممن تشجعوا وأبلغوا, ناهيك عمن خاف وأبتعد وآثر السلامه... كان الضحايا يمثلون كل محافظات مصر... أمام النيابه أصبحنا أمام 3 كمال الشاذلى... الأول هو الوزير الخالد الذى أستغل النصاب إسمه... والثانى هو والد النصاب ويدعى كمال الشاذلى... فمن هو الثالث؟... الثالث كان مفاجأه... كان الثالث إسمه مركب "كمال الشاذلى" وهو إبن النصاب وقد أطلق عليه أبوه هذا الإسم تحسباً للمستقبل وربما لإعتقاده أن كمال الشاذلى الأصلى – أطال الله بقاءه- سيظل وزيراً عندما يكبر إبنه فيستطيع الإبن أيضاً إستغلال الإسم... الغريب أن المتهم أصر أمام النيابه على وجود علاقه معرفه وثيقه بين أسرته وأسرة الوزير كمال الشاذلى وقدم نسختين من جريدة "الأهرام"... الأولى يعزى فيها كمال الشاذلى – الوزير- كمال الشاذلى أبو النصاب في وفاة عمة النصاب... والثانية يهنئ فيها كمال الشاذلى أبو النصاب كمال الشاذلى – الوزير, فغياب الشفافية إذن ضار للحاكم وللمحكوم وأن الحديث عن الحريات ضرورة حياة... بقى أن تعرف أن المحامى النصاب يقترب الآن من الأربعين من عمره وأن ولادته كانت بالضبط مع بدء دخول كمال الشاذلى - الوزير- إلى البرلمان.