محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 10:34
المحور:
الصحافة والاعلام
عوّدتنا البغدادية أن تقدم برامج مختلفة حول الشأن العراقي,وبغض النظر عن مقدم البرنامج أو اتجاهه السياسي إلا أن هذه القناة استطاعت أن تدخل البيت العراقي سواء في المهجر أو داخل الوطن.إن كان اتجاه القناة قومي ناصري فهذا شأنها وحقها مثل حق الآخرين من القنوات الفضائية التي تتبنى مواقف مع أو بالضد من تطلعات الشعب العراقي.لا بل حتى على مستوى الأشخاص الذين يعلنون آرائهم بمختلف الاتجاهات.المهم ماذا تقدم هذه القناة أو تلك من اجل العراق!
ففي خلال اقل من 10 أيام راقب المشاهد د. حميد عبد الله مع ثلاث ضيوف حيث كان وديعاً مع كريم احمد"الشيوعي المخضرم" و د.عمر الكبيسي,ومن ثم لقاء اليوم 7 مايس مع سامي شورش السياسي والكاتب الكردي العراقي,حيث استعمل مطرقته في شريط الأسئلة الحرجة,وهذه صفة د. عبد الله في لقاءاته مع الآخرين.والحق يُقال أما أن يكون الإنسان جديراً لبرنامج يتكلم للتأريخ أو أن لا يذهب بعيداً في هذا المضمار ويفضل السكوت .
وقي الحلقة التي قدّم فيها الشيوعي المخضرم كما سماه ,وهو كذلك,كريم احمد,فأن الأخير كان عليه أن لا يظهر على هذا البرنامج, حيث أساء كريم احمد إلى تأريخ الحزب أكثر مما أفاده.وقد كتب عن هذا محمد على محي الدين, حيث الرفيق كريم احمد إضافة إلى عدم سماعه أكثر من سؤال بالشكل الصحيح فأنه لم يكن مزوداً ,سواء من الذاكرة التي بدت ضعيفة جداً أو من الأرشيف الذي يمكنه أن يستعين به لاسيما هو يعرف ما هي نوعية الأسئلة التي سوف تنزل عليه مثل المطر.
ألقاصي والداني يعرف إن سؤال مثل أحداث الموصل وكركوك59 و60 سوق لن تغيب عن ذهن قومي ناصري,فلماذا لم يتهيأ الرفيق لهذا السؤال؟ولم يعرف كم شهيداً اغتالته العصابات البعثية سواء عندما كانوا خارج الحكم أو أثناءه.وقطار السلام إلى الموصل الذي يظل شوكة في أعين الأعداء الذي لم يكن مسلحاً وإنما كان متظاهرة سلمية لدعم النظام الوطني.وقد توقف القطار قبل الموصل لورود معلومة إن البعثيين كانوا قد خططوا لتفجير القطار,هذا الكلام نُقل عن احد المشاركين قي مهرجان السلام وكان من ضمن المسافرين في قطار السلام ولم يكن احد منهم مسلحاً,وحتى هذه المعلومة لم يستطع كريم احمد أن يؤكدها.مختصر مفيد كان على الرفيق كريم احمد أن يعتذر عن القابلة هذه.وهكذا استثنى د. حميد ضيفه من أسئلته.وما تبقى من ملاحظات فأن السيد محي الدين شرحها بالتفصيل.أما المقابلة مع د. عمر الكبيسي,فلم يستطيع هذا الإنسان العلمي أن يجيب على سؤال حول راتب الطبيب المدني بحدود ال5 دولارات خلال ال13 عام الأخير قبل السقوط,حيث أجاب انه كان عسكرياً. وللأسف أن مثل هذا الطبيب الفذ أن يبقى خارج الوطن والدولة حائرة بين إقرار هذه الفقرة أو تلك لزيادة رواتب الدرجة الأولى من أصحاب الحظوظ أو وضع عدادات حديثة لقياس كمية النفط المُصدّر إلى الخارج وبدون "أرقام".لكن السيد الكبيسي لم يستطع أن "يخلع" بدلته العسكرية حتى أثناء المقابلة مع البغدادية وعندما ذكر قائد قواته المسلحة ذكره بالرحمة, لكنه لم يرحم المرضى وأهاليهم الذين يجبرون على الذهاب إلى إسرائيل وعبر الأردن للعلاج"المجاني" ولم يلعن المسبب الرئيسي لكل مصائب الشعب العراقي.قد أعطيه بعض الحق ,بسبب انه بعيش في الأردن وهناك كل الطاقم ألصدامي حوله,فلا مناص من طلب "الرحمة" .وقد أثار نقطة الدكتور الكبيسي بحرصه على أهل الموصل فيما لو بدأت الحملة العسكرية التي يُحضرون لها منذ اشهر ولم تبدأ,ربما بسبب هروب المجاميع المسلحة إلى مناطق جديدة,وقد اتصل بوزير الصحة وسأله عن بعض الإجراءات الاحتياطية للمستشفيات هنا إثناء العملية,حيث لم يكن هناك أية كمية من مادة التخدير,وبعد هذا الطلب جُهّزت المستشفيات بما تحتاج خلال 2 ساعة, وهذا لا خلاف عليه من حرص الدكتور الكبيسي ,لكن الم تعلم وزارة الصحة الموقرة بعدم توفر المواد الأساسية حتى في معظم المستشفيات الأخرى؟ انه رجل علم وقد بنى صرحاً طبياً كبيراً وقد سرقه المجرمون.ماذا عملوا بأجهزة مقطعة الأسلاك؟تماماً كما فعلوا في الكويت أثناء احتلال المعتوه لها فقد اثبتوا أميتهم وتخلفهم وانحطاطهم حيث سرقوا أحدث الأجهزة وبنفس الطريقة مقطعة الكبيلات حيث قد تستحيل تشغيلها مرة أخرى.وهم نفس الجهلة سرقوا هذه المستشفي أو تلك وباقي المؤسسات,وكما قال لي زميل انه اضطر أن يحمل السلاح للدفاع عن المستشفى مع بعض من زملاءه.مع هذا كان الكبيسي قد أشار إلى إن حميد عبد الله استثناه من الأسئلة الحرجة.
أما اللقاء اليوم مع السيد سامي شورش,الشيوعي القديم, الذي لم يكن شيوعياً بقدر ما كان قومياً
وتلقفته القوى المختلفة مع كل ريح هبّت عليه أو على أفكاره ليبحر مع الأمواج ليحط ولو قليلاً هنا ومن ثم يرحل.فرحل من حشع ل م إلى ق م ومن الأخير إلى الأحزاب الكردية القومية,لكنه لم يكشف للمشاهد المذهول من هذا التنقل ما هو سر ترحاله المستمر, والله اعلم لمن من الحزبين يكون ولائه الحالي! لكن د. حميد لم تفوته هذه الجولات ودرجة تمجيد القيادة الكردية الحالية فسُأله عن زيارات الطالباني إلى صدام في 86و 91وسر اتفاق مسعود البر زاني مع صدام وقواته في 96 لضرب بشمركة الطالباني,وحاول جهد الامكان أن يُعزي سبب هذا الطلب إلى التدخل الإيراني في الشأن العراقي,ولم يستطع الخروج من مأزق جوابه ولا سبب التعاون مع إيران,ولم يتجرأ أن يقول وهو يتكلم للتاريخ إن الذهاب إلى صدام وقت صراع هذين الحزبين ضد بعضهم بسبب المصالح والنفوذ,ثم انهالت الأسئلة والهروب منها,أما إن الحزب الشيوعي العراقي انهار مع انهيار الكتلة الشيوعية فهذا سمعناه من أكثر من قو مجي وذليل وانتهازي.وتجرأ السيد شورش على "إطلاع" الرأي العام ,طبعاً بدون دليل,على البنود السرية للمفاوضات التي أجرتها القيادة الكردية مع صدام وكان المطلب الأكثر إلحاحا هو قضية كركوك,ولايمكن لأي عاقل أن يقبل بمنطق كهذا بأن صدام يتنازل عن كركوك وهو الذي نقل المئات من العوائل إلى هذه المدينة لغرض تعريبها ولو بالقوة, أن يسمح للأكراد المفاوضين أن يطرحوا قضية كركوك.ومن ثم يبدو إن السيد الطالباني أصبح الحمل الوديع وجاء إلى صدام في قمة انكساره ليعلن له انه"م" مع العراق ولا يستغلون ضعف العراق في عام 91,عام الانتفاضة ضد النظام!أما انهيار الثورة الكردية بعد اتفاق الجزائر وتخلي شاه إيران عن الثورة الكردية فكان جوابه أكثر من كارثة تعليلية وحيث قال إن النظام الإيراني كان ضد الحركة الكردية .الغير مفهوم متى كان النظام الإيراني أو التركي قد أعطى للشعب الكردي في بلدانهم الحقوق والحريات ليأتمن قادة الحركة الكردية العراقية لهذا النظام الذي أذاق أكراده الويلات ولا يعترف بقوميتهم. وقال إن الأكراد يحتاجون إلى السلاح ولذلك تعاونوا مع الشاه,و القارى يعرف نتيجة هذا"التعاون" النزيه.ويعرج على الأمل الكبير في تعاون أمريكا مع الشعب الكردي,ويا للمصيبة, إن السيد شورش ما زال يؤمن بحب كهذا للشعب الكردي من لدن القادة الأمريكان, وينسى التأريخ الذي يُدلي بشهادته إليه أن أمريكا ليس لها صديق دائم ,وهو, المجرب,من إن مصالح أمريكا فوق الجميع,وقد أعلنت ذلك مراراً وتكراراً وليس سراً, وما دخول القوات التركية ودك الأراضي العراقية في جبل قنديل وما يجاوره بالمدفعية وقصف الطائرات وتكاد يكون يومياً, لضرب مواقع الحزب العمالي الكردستاني, لا بل سكوت قيادية الكردية الحالية على ما يجري,حيث لا تتخذ موقفاً حازماً من المقاتلين أكراد تركيا ولا من القصف التركي لبلدهم, إلا دليلاً واضحا على عدم إمكانية الائتمان على السياسة الأمريكية في الدفاع من اجل الشعوب.
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟