تعليق على السيد جان الشيخ فى موضوع مقومات مقاومة مقاومة حزب الله .

محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 07:44
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    

بدأ السيد جان أطروحته بنقد الحزب الشيوعى اللبنانى وهو أحد أعضاء الحزب وهذا لايعيب بل بالعكس ظاهرة صحية جدا أن يكون هناك نقدا ذاتيا للأحزاب اليسارية من داخلها وهذه الظاهرة هى التى من الممكن أن تبشر بالخير للأحزاب اليسارية.
كان النقد بين فعل المقاومة والنظريةاليسارية الايديولوجية والفكر الدينى وفى بداية النقد عرف السيد جان الشيخ طبيعة فكره بأنه مستلهم من رفيقه ومعلمه مهدى عامل ومن هنا يأتى تعليقى على السيد جان فإن كان رفبقا لمهدى عامل ومستلهما فكره ورفبقا له فى الحزب الذى أشعله مهدى عامل ثورة وتنظيرا حيث من القول الجيد فى هذا الموضوع أن مهدى عامل عربن الماركسية بمعنى أنه أنتج فكر ماركسى للواقع العربى الموضوعى وكان أهم ما أنتجه مهدى عامل فى التنظير هو نظريته فى التناقض ، ونمط الانتج الكولونيالى هذا بالاضافة إلى حركته السريعة الدؤوبةفى الحزب والتى إنتهت بدفع حياته ثمنا لها وبفقده فقد اليسار العربى منظرا خلاقا كنا بحاجة إلى فكره بعد التغيرات التى طرأت على العالم بعدإ ستشهاده .
إن ما يهمنا هنا فى هذا التعليق هو التباين فى ما يطرحه السيد جان الشيخ عن طرح مهدى عامل فالسيد جان يتكلم عن البرجوازية اللبنانية فى حالة قيادتها لحركة التحرر الوطنى فى قوله وللاختصار حتى لايضيع منا التعليق علما بإننى لست لبنانيا ولست عضوا فى الحزب الشيوعى وهذه المساهمة مساهمة فردية والتى أوضح فيها نقطة الخلاف حسب فهمى والذى من الممكن أن يكون خاطأ هو أن نمط الانتاج الكولونيالى والذى نما فى حضن الامبريالية ومرتطا كما يقول السيد جان بعلاقة تبعية بنيوية مع الامبريالية هو مختلف عن نمط الانتاج الرأسمالى والتى تنتمى إليه الامبريالية وإنه لانستطيع الكلام على علاقات إنتاج رأسمالية فى ظل سيطرة الطبقة الكولونيالية بل أن هذه الطبقة المسيطرة ومن خلال الهيمنة الامبريالية تعمل على إعادة إنتاج أنماط سابقة إستبدادية أو إقطاعية وطائفية وتعمل الطبقة الكولونيالية المسيطرة على تأبيد علاقات الانتاج هذه لفرض سيطرتها وفى لبنان مثلا إذا نظرنا إلى الطائفية نجدها - وكما يقول مهدى عامل منتج رأسمالى نتج من إعادة إنتاج الأنماط السابقة لفرض سيطرة الكولونيالية والطائفية والتى تنتمى إلى أنماط الانتاج الاقطاعية تتناقض مع علاقات الانتاج الرأسمالية والتى هى نتاج نمط الانتاج الرأسمالى والتىيفرضها الصراع الطبقى بين البروليتاريا والبرجوازية أى بين من يبيع قوة عمله وبين صاحب وسائل الانتاج والذى يقوم بشراء قوة عمل العامل لفإذا كان هذا الخلاف جوهريا فكل ما بنى على الفكرة المحورية يحتاج إلى إعادة صياغة من تمثيل المقاومة هل هى مقاومة تنهج النهج الرأسمالى أو النهج الثورى وهذا يحتاج إلى قراءة وافية فى طبيعة التكوين الطبقى للمقاومة وتوجهاتها وطبيعة البنى التحتية للمقاومة حتى تكون القراءة صحيحة وأنه بعيدا عن تغييب الاقتصادى وإحلال الايديولوجى محله فإن جيش المقاومة ينتمى بالضرورة إلى الفئات العمالية الكادحة وكذا الفئات الفلاحية فى المحيط اللبنانى سواء فى الجنوب أو البقاع وأعتقد أن السيد جان أقدر وأدرى منى بالقراءة الموضوعية اللبنانية .
إن إحتدام الصراع الدائر حاليا تلعب فيه الكولونيالية المسيطرة والتحالفة مع الاقطاع الطائفى فى لبنان الدور الرائد فى إحتدام الصراع للخروج من أزمتها التبعوية بالهيمنة الامريكية وفى تحالف هذه الطبقة المسيطرة مع كافة الرأسماليا ت الكولونيالية فى المحيط العربى والقابعة تحت الهيمنة الامريكية والتى تعمل جاهدة على كسر روح المقاومة والتى هى الأمل فى كسر حلقة التبعية والقضاء على الكولونيالية .
إن هذا يحتاج تحالف كافة القوى الاجتماعية الخاضعة للاستلاب وأن تكون تحت راية المقاومة للقيام بالتحرر الوطنى من الاحتلال الصهيونى والذى تقوم الامبريالية بتدشين وجوده الستينى أما أن ينقسم اليسار على نفسه ويضيع فى التيه الامبريالى ويبقى أسير دوجما يسارية طالما حذر منها دعاة اليسارية والتىتصب قواهم فى النهاية فى خانة خدمة مصالح الكولونيالية والامبريالية تحت شعارات فضفاضة ووعى زائف .
أخيرا لن تكسر حلقة التبعية إلا بالمقاومة التى تتصدى للدفاع عن الوطن من الاحتلال والاغتصاب وكما قال مهدى عامل فإن القضية الفلسطينية هى القضية المحورية لحركة التحرر الوطنى العربية .

#محمود_حافظ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات