أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشهابى - قصة الفداء والصلب في الديانة المسيحية















المزيد.....


قصة الفداء والصلب في الديانة المسيحية


محمد الشهابى

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 06:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس من الصعب ـ على الإطلاق ـ البرهنة على تحريف وخروج الديانة المسيحية عن جوهرها الذى أراده الله سبحانه وتعالى عندما أرسل عبده ورسوله عيسى بن مريم عليه السلام...
ولكن الصعب ـ كل الصعب ـ أن تجعل المسيحى ينصت إليك ويسمعك ويحكم عقله فيما ‏يسمع ..‏
‏********‏
ردا على مقالات الأخوة أسعد أسعد وصباح إبراهيم وعلى كل مسيحى عاقل يريد الحوار بتجرد ويحكم عقله ‏
في هذا البحث سوف نعرض باختصار شديد لفكـرة الفداء والصلب في الديانة المسيحية.. من منظور ‏كلي حتى يمكن للقارئ أن يرى فكر هذه الديانة دفعة واحدة بدون عناء الدخول في فلسفات خاصة ‏يمكن أن تحجب حقائق هذه الديانة عن العين المجردة.‏
وبداية نعرض أولا لمعاني : ” الفداء / والصلب / والقيامة ” من منظور الديانة المسيحية :‏
• فالفداء : يعني فداء الإله للخطيئة التي اقترفها الإنسان ونتج عنها استحواذ الشيطان له ‏واستحقاقه ـ أى استحقاق الإنسان ـ للموت .‏
• والصلب : يعني موت الإله على الصليب حتى يمكنه التكفير عن خطيئة الإنسان التي اقترفها ‏من جانب ، واسترداد سلطة الموت التي فقدها ( الإله ) عقب خطيئة الإنسان في حق الإله ‏من جانب آخر .‏
• والقيامة : تعني قيامة الإله ـ عقب قيام الإنسان بقتله على الصليب ـ من بين الأموات حتى ‏يؤكد للإنسان إنه يستطيع هزيمة الموت .. وإنه قادر على أن يمنح الإنسان الحياة الأبدية التي ‏كان قد قدرها له سلفا ، ولكن تدخل الشيطان حال دون تحقيق الإله لهذا الهدف ..!!! ومن ‏التناقضات الغريبة مع هذا البند ؛ أن الإنسان ليس له حياة أبدية في فكر الديانة المسيحية .. ‏فالحياة الأبدية مقصورة على 144 ألف يهودي فقط دون المسيحيين ..!!!‏
وتجري سيناريو الأحداث التي يقول بها الإله لشعبه المؤمن بالديانة المسيحية على النحو ‏التالي : فعقب قيام ” الإله ” بخلق ” آدم ” ،* قدر له أن يحيا حياة أبدية بشرط عدم معصية آدم له . ‏وتتلخص هذه المعصية في قيام ” آدم ” بالأكل من شجرة المعرفة ، وهي الشجرة التي ‏نهى ” الإله ” آدم .. وحذره من الأكل منها . ولما لم يستجب ” آدم “ لهذا التحذير والنهي الإلهي ، ‏وقام بالأكل من شجرة المعرفة ، أصبح عارفا للخير والشر شأنه فى ذلك شأن الإله نفسه ..‏

*{ لم تحدد الديانة المسيحية أي غايات من خلق الإنسان ، ولكنها اكتفت بسرد الأحداث فيما بعد ‏عملية الخلق فحسب ، كما وأن الإله قد خلق الإنسان شبيها له} .‏

‏[ (22) وقال الرب الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا [**] عارفا الخير والشر … ]‏

‎( ‎الكتاب المقدس : تكوين {3} : 22‏‎ )‎

[**] {تعتبر صيغة الجمع هنا ” … كواحد منا … ” أحد البراهين الحاسمة لدى أهل العقيدة ، على أن ” الله ” ‏مكون من ثلاثة أقانيم ( أى الآب والإبن والروح القدس ) . فهم يقولون بأن الرب يتكلم مع أقانيمه هنا ، أى ‏يتكلم مع نفسه ، ليكشف ـ لأهل العقيدة ـ عن أدواره التى سوف يؤديها . كما نلاحظ هنا أن الفرق بين ‏‏” الله ” و” الإنسان ” هو معرفة الخير من الشر … ليس إلا …!!! كما يوجد تفسير آخر ـ لصيغة الجمع هذه ‏ـ تقول به ” جماعة شهود يهوه ” وهو : أن ” الله ” يتكلم ـ هنا ـ مع ” الملاك ميخائيل ( أى المسيح ) ‏وليس مع ” أقانيمه ” كما تقول بهذا باقى الفئات المسيحية الأخرى . وهنا يمكن أن نرى الفجوة بين ‏الفكرين .}‏
وهكذا أصبح الإنسان يعرف الخير والشر شأنه فى ذلك شأن الإله ( بأقانيمه الثلاثة ) لا فرق بينهما . ‏واستحق آدم عقوبة الموت كناتج طبيعي عن خطيئته هذه [***] .‏


‏[***]{ينبغي الإشارة هنا ؛ إلى أن خطيئة كهذه ما كانت لتحتسب على ” آدم ” ، لأن ” آدم ” وقت ‏عصيانه ” للإله ” لم يكن يميز بين الخير والشر ، وهو الشيء الذي لم يعرفه ” آدم ” إلا بعد أن أكل من ‏شجرة المعرفة . وهو ما يعنى أن آدم قد اقترف هذه الخطيئة وهو لا يدري أنها خطيئة ، لأن ” الله ” لم ‏يؤهله بهذه المعرفة إلا بعد أن اقترف آدم الخطيئة . وعلى الرغم من عدم معرفة آدم لهذا ؛ إلا أن الإله ‏لم يعف أو أن يغفر لآدم هذه الخطيئة ـ كما سنرى ـ إلا من خلال قصة الفداء والصلب . بينما نجد أن الإله ‏بعد أن تجسد ونزل إلى الأرض ( في صورة المسيح عيسى بن مريم ) أخذ يغفر جميع أنواع خطايا الناس ‏ببساطة شديدة ، وجميعها حدثت بعد أن عرف الإنسان معنى الخير والشر ؛ وهو ما يعني أن الإنسان ‏كان يرتكب المعصية وهو متعمد لفعلها ؛ ومع ذلك نجد ” الإله ” يعفو ويغفر لهذا الإنسان ( العامد المتعمد ‏لفعل الشر ) ولم يستطع أن يعفو أو أن يغفر لآدم فعله للشر الذي اقترفه بدون أن يدري ..!!!}‏

وفيما يبدو كان يوجد رهانا ما .. بين ” الإله و الشيطان “ في حالة خطأ آدم وأكله من شجرة المعرفة ‏‏..!!! لأنه بمجرد أن أخطأ آدم .. سلب ” الشيطان ” سلطة الموت من ” الإله “ وأصبح من حقه ـ أي ‏من حق الشيطان ـ أن يميت الإنسان ، دون قدرة للإله علي التدخل لإنقاذ آدم ( أي الإنسان ) من بين ‏براثن الشيطان وإعادة الحياة إليه ..!!!‏
ويأخذ الشيطان ـ بعد انتقال سلطة الموت إليه ـ الإنسان ويذهب به إلي الجحيم ( لاحظ هنا أن الإنسان ‏مازال يحيا ولكن في الجحيم ) ..!!! وهناك ـ أي في الجحيم ـ ينتظر الإنسان حضور الإله ليخلصه من هذا ‏الوضع الأليم الذي تورط فيه هو والإله معا ..!!!‏

‏ وعبثا يحاول “الإله ” اقتحام ” مملكة الجحيم ” لاسترجاع سلطة الموت التي سلبها منه ‏الشيطان لتخليص الإنسان من بين براثنه ، إلا أن كل جهوده كلها باءت بالفشل لوجود ‏الشيطان قائما علي أبواب هذه المملكة ، مملكة الجحيم ..!!!‏
ويفشل الإله في دخول مملكة الجحيم وإنقاذ الإنسان .. فماذا عساه أن يفعل ..؟!!! أنظر .. لم ‏يجد ” الإله “ لديه إلا الحيلة حتى يمكنه الانتصار على الشيطان ..!!! ويهديه ذكاءه إلى حيلة تعتبر في ‏جوهرها أكبر قصة خـداع عرفها التاريخ ( الأرضي والكوني أيضا ) أطلق عليها ” الإله ” ـ فيما بعـد ـ اسم ‏‏: ” قصة الفداء والصلب ” ، كما أطلق على نفسه لقب : ” الله محبة ” ..!!!‏
وتتلخص هذه الحيلة في قيام الإله بالتجسد والنزول إلى الأرض ، حيث يدبر أمر قتل نفسه ‏بنفسه على يد الإنسان ( من هذا المنظور استطاعت اليهود الحصول على البراءة من قتل ‏المسيح ) [****] . ويقوم الإنسان ـ فعلا ـ بقتل الإله على الصليب . ويدفن الإنسان الإله بعد أن قتله ‏على الصليب ..!!! وبعد ثلاثة أيام .. وثلاثة ليالي من قبر الإله ( وهو نص متهافت في الأناجيل ) .. يقوم ‏الإله من بين الأموات حتى يبرهن للإنسان بطريقة لا تدع مجالا لأي شك .. إنه يستطيع هزيمة الموت ‏‏..!!! كما يبرهن ـ الإله ـ للشيطان أيضا بأنه لا يهم من استحواذه لسلطة الموت .. فها هو يموت ثم يقوم ‏من بين الأموات على الرغم من استحواذه ـ أي استحواذ الشيطان ـ لهذه السلطة ..!!! ومن هذا المنظور ‏‏.. يجد الإله المبرر لاسترجاع سلطة الموت من الشيطان وإنقاذ الإنسان من بين براثنه ..!!! ودعنا نذهب ‏لبعض التفاصيل في هذه القصة للأهمية ..‏

‏[****]النص الإنجيلي الذي يتعارض مع هذه التبرئة هو ( متى {27} : 22 - 25 ) .‏

فعقب الإخفاق الإلهي في اقتحام مملكة الجحيم ـ وقبل نزوله إلى الأرض ـ يتخيل (بعض) أئمة الديانة ‏المسيحية بأن حوارا ما .. قد تم فى السماء بين ” الإله ” والملائكة ، ليري من مِن الملائكة يمكنه ‏التطوع والنزول إلى الأرض بدلا منه ليقوم بمهمة الفادي والمخلص للإنسان لحل هذا الإشكال ..!!! ولما ‏سأل ” الإله ” الملائكة .. ميخائيل وجبرائيل وروفائيل .. القيام بهذه المهمة .. سكتوا جميعا لأنهم ‏لم يريدوا الموت عن آدم .. وهنا لم يجد “الإله “ بُدًا من نزوله هو شخصيا للقيام بهذه المهمة . وقد برر ـ ‏أئمة العقيدة ـ رفض الملائكة هذا ، بأن خطيئة آدم ، أى أكله من شجرة المعرفة على النحو السابق ‏ذكره ، هو خطأ لامتناه وأن موت البشر أجمع وإبادة كل العالم وملاشاة ( إبادة ) الملائكة لا يكفون ‏جميعهم للتكفير عن هذه الخطيئة اللامتناهية ( خطيئة الأكل من شجرة المعرفة ..!!! ) ، لذا تحتم ‏على الإله نزوله شخصيا للقيام بهذا التكفير . ‏
ويبدأ الإله ( أو الآب .. أو ما يعرف باسم الأقنوم الأول من الثالوث القدوس [*****] ) رحلة نزوله إلى الأرض ‏بالتجسد واحتلال رحم ” مريم البتول “ [#*] ( في صورة الروح القدس .. أو ما يعرف باسم الأقنوم ‏الثالث من الثالوث القدوس ) .. ولمدة تسعة أشهر أرضية ظل الروح القدس ساكنا في رحم مريم ‏البتول ، هي مدة الحمل العادية للإنسان حتى لا يلفت نظر الشيطان لمخططه هذا ..!!! وبعد هذا ‏الحمل البشري العادي ، ينزل الإله من رحم مريم البتول إلي الأرض في صورة طفل رضيع يعرف باسم ” ‏المسيح عيسى “ ابن مريم ( أي في صورة الابن .. أو ما يعرف باسم الأقنوم الثاني من الثالوث ‏القدوس ) . ويكبر ” الإله ” ويترعرع بين أطفال الأرض .. ويتبول ويتبرز . ويتنبه الشيطان إلي وجود الإله ‏علي الأرض في هذه الصورة البشرية ، فيحاول إغواءه بالسجود إليه .. ولكنه لم ينجح ..!!! وينجح الإله ‏في الإفلات من هذا الاختبار الشيطاني الفذ .. ولم يسجد الإله للشيطان .. وتأتي الملائكة سعيدة ‏وفرحة باجتياز الإله لهذا الاختبار الفذ مع الشيطان ..!!! ويترك الشيطان الإله وهو يتوعده باللقاء في ‏جولات أو حروب أخرى .. حيث يرى أئمة الفكر المسيحي أن للشيطان جيوشا منظمة مثل تنظيمات ‏الجيوش البشرية الحديثة ..!!!‏

‏[*****]{الأقانيم الثلاثة هي : ” الآب والابن والروح القدس ” هي صـور مختلفة لنفس الإله . فكلمة أقنـوم ‏تعني ” الدور في المسرحية الدرامية ” ، وبهذا تعني كلمة أقانيم أدوار الإله على حسب موقعه من ‏الكون . فالإله هو الآب عندما يكون في السماء ، والإله هو الابن عندما يتجسد وينزل على كوكب الأرض ‏، أما الروح القدس ـ فبالتعريف ـ هو الإله أيضا عندما يقوم بأي دور آخر عدا أن يكون الآب أو الابن .. كعمله ‏مع الرسل .. أو وقت احتلاله لرحم مريم البتول .. أو احتلاله لرحم إليصابات ( لوقا : 1 - 15 ) زوجة زكريا ‏عليه السلام ..!!!}‏

‏[#*]{مختلف علي شخصية السيدة مريم ، فمن الأئمة من يقول أنها ” أم الإله وذات طبيعة إلهية ” ‏ومنهم من يقول أنها مجرد وعاء أو رحم بشري احتوى الإله لفترة زمنية فحسب .}‏

ويوحي الإله ، في أثناء تواجده على كوكب الأرض ، إلي الشيطان لكي يقوم بإغواء الإنسان لحث ‏الإنسان على ضربه .. أي حث الإنسان على ضرب الإله ..!!! والبصق عليه .. أي بصق الإنسان علي ‏الإله ..!!! وبجلده .. أي جلد الإنسان للإله ..!!! ثم بصلبه .. أي صلب الإنسان للإله ..!!! ثم التنكيل به ‏وقتله علي الصليب ..!!! ويقوم الإنسان ـ فعلا ـ بكل هذه الأحداث [##*] ..!!! وهنا يعتبر الإله أن مثل هذا ‏السيناريو هو مبرر كاف لفداء خطيئة آدم ..!!! وهو فكر مناظر لمن يرتكب خطيئة ما .. فيقوم بذبح ” ‏خروف ” مثلا لتوزيعه على الفقراء والمساكين حتى يعفو ” الله ” عنه ( أو بمعنى آخر تقديم حسنات ‏توازي حجم الخطيئة ) . ومن هذا المنظور نرى أن ” الإله ” قد قدم نفسه ـ كفداء ـ للشيطان ‏حتى يستطيع تخليص الإنسان من بين يديه . ولكن أئمة الدين يقولون بغير ذلك ، فهم ‏يقولون بأن ” الإله ” قد قدم نفسه لنفسه :‏
‏[ (20) وأن يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه … ]‏
‎( ‎الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول إلى‎ ‎أهل كولوسي {1} : 20‏‎ )‎

‏[##*]{فى عام 1955 أصدر الكاتب اليوناني ” نيكوس كازانتزاكس ” روايته ” التجربة الأخيرة للمسيح ” ، ‏وهى الـرواية التى لاقت رواجا كبيرا فى ذلك الوقت ، ثم تحولت فيما بعد ـ في عام 1988 ـ إلى فيلم ‏داعر عن المسيح ( الإله المتجسد ) . وفى هذا الفيلم ، يظهر المسيح إنسانا ضعيفا مترددا يتعاون مع ‏الرومان ، بحكم أنه كان نجارا . فقد كان يقوم بصناعة الصلبان للرومان التى يتم إعدام الثوار اليهود عليها ‏‏. أما تلميذه الوطني الغيور ” يهوذا ” ( وهو التلميذ الخائن حسب رواية نصوص الأناجيل ) فلا يعجبه ‏سلوك معلمه فيتهمه بالخيانة ، ويعنفه قائلا : ” يا خائن ! أنت متعاون مع الرومان ! يهودي وتصنع لهم ‏صلبانا ! ” . ثم يعتري ” المسيح ” كرب عظيم بعد ذلك … ” فيهيم على وجهه … حتى يكتشف مـاخورا ‏تمارس فيه مريم المجدلية الدعارة . فيطلب منها الغفران والقبول … ثم يسقط معها فى الإثـم ! ” ثم ‏يرحل بعد ذلك إلى الصحراء للتأمل ، إلا أنه يبقى قلقا مشوش التفكير فيما يتعلق برسالته وحقيقة ‏مهمته على الأرض .‏
وفى إحدى الليالي ، على جبل الزيتون ، يحرض المسيح يهوذا ، أفضل أصحابه ، على خيانته من أجل ‏تنفيذ خطة الإله ( الأب ) . ولهذا يقول يسوع ( أى المسيح ) ليهوذا : افعلها من أجلى ! فيجيبه يهوذا : ‏لا أستطيع ! فيلح عليه المسيح قائلا : افعلها من أجل الحب ! وأخيرا يخون يهوذا المسيح تحت إلحاح ‏المسيح نفسه . ثم تسير الأحداث حسب روايات الأناجيل ( فيما بعد خيانة يهوذا له ) . ويعلق الرومان ‏المسيح على الصليب .. وهناك فى لحظة تفكير حالم .. يظهر يسوع وهو يمارس الجنس مع مريم ‏المجدلية ..!!!‏
وبطريقة خفية ينزل المسيح من على الصليب ، ويرتحل تجاه واد أخضر . وهناك يمارس الجنس مع مريم ‏المجدلية ، ثم يتزوجها . وبعد موتها ، يتزوج من أخت ” أليعازر ” ( وهو الشخص الذي أحياه المسيح من ‏بعد موته تحت إلحاح أخته حسب رواية الأناجيل ) ثم يزنى ـ المسيح ـ بأختها مرثا . ويرى المسيح ‏تلاميذه بطرس ويوحنا ويهوذا قادمين إليه .. فيسب يهوذا المسيح قائلا : أيها الخائن ! لقد طلبت منى أن ‏أبيعك لكي تمت على الصليب .. ولكنك لم تمت عليه ..!!! ثم يقول له .. إن الفتاة الصغيرة التى تراءت ‏لك لم تكن ملاكا … بل كانت الشيطان .. }‏


و ” الكل ” تعنى ” الإله ” ( فى التفاسير المسيحية ) ؛ وهكذا صالح ” الإله ” نفسه .. بأن جعل ‏الإنسان يقتله .. لأن الإنسان قد عصاه [###*] ..!!! ثم يستطرد ” الإله ” قائلا للشيطان .. وبما أنى قد ‏قبلت نفسي قربانا لنفسي ..!!! إذن فقد أصبح من حقي الآن أن أسترجع منك سلطة الموت التى ‏سلبتها منى بموجب خطيئة آدم السابقة ..!!!‏
وهنا يحتج الشيطان ومعاونوه .. لأن الإله قد خدعهم بهذا المنظور .. وقالوا له لو كنا نعرف منظورك هذا ‏ما كنا صلبناك ..!!!‏
‏[ … لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد ]‏
‎( ‎الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى‎ ‎أهل كورنثوس {2} : 8‏‎ )‎
ويبوح ” الإله ” بهذا السر الإلهي ـ لأول مرة ـ إلى ” بولس الرسول “ .. نظرا لمجده الشخصي ..!!!‏
‏[ بل نتكلم بحكمة الله فى سر . الحكمة المكتومة التى سبق الله فعينها قبل الدهور ‏لمجدنا (8) التى لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر . لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد ]‏
‎( ‎الكتاب المقدس : رسالة بولس الأولى إلى‎ ‎أهل كورنثوس {2} : 7 - 8‏‎ )‎

‏[###*]{بديهي أن مثل هذا الفكر هو فكر شاذ بكل المعايير .. فالإله لم يعاقب آدم على خطيئته .. بل قام ‏بمعاقبة نفسه على خطيئة آدم ..!!! أو من منظور مغاير .. لم يكتفي الإله بمعصية آدم له .. بل أمر آدم ‏أيضا بالقيام بضربه .. وجلده .. والبصق عليه .. وقتله .. حتى يرضى الإله عنه . وبديهي ؛ هو فكر يوحي ‏بشذوذ الإله .. فكما نرى .. هو إله سادي المزاج ..!!! وهذا ما دفع الفيلسوف الألماني نيتشه لأن يقول ‏‏: إن الإيمان بالمسيحية معنـاه الانتحار العقلي المتواصل للإنسان ..!!! }‏

ويؤكد أئمة الديانة المسيحية [@*] على هذه المعاني بقولهم أن عظماء الدهر هم رؤساء الدهر ، وأن ‏رؤساء الدهر هم الأبالسة أو الشياطين ..‏
‏[ ورؤساء هذا الدهر هم الأبالسة لا اليهود الذين نفذوا تحريض الشيطان الذي أمعن فيهم ‏الحسد حتى أوغر فى صدورهم ، لأن اليهود لم يكونوا فى وقت ما حتى ولا وقت الصلب ‏رؤساء العالم بل كانوا تحت حكم الرومان ]‏

‏[@*] {” التوحيد والتثليث ” فوزي جرجس إلياس ( تقديم : الأنبا غريغوريوس ، أسقف عام الدراسات ‏اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي ) ، مكتبة المحبة . ص 86 . }‏

وهكذا يصبح مدلول النص ( … لو عرفوا لما صلبوا رب المجد ) بأن ” الإله “ قام بخداع الشيطان ‏والأبالسة ، بتركهم إغواء الناس لصلبه ، ليصبح هذا مبررا كافيا لاسترجاع سلطته ـ أى سلطة الموت ـ ‏وإنقاذ الإنسان من بين براثن الشيطان . وهكذا تمت عملية الفداء بنجاح جزئي ( فالحرب ما زالت قائمة ‏‏.. وما زال الإنسان يموت ..!!! ) .. ويسترجع ” الإله ” سلطة الموت ـ بشكل جزئي ـ من الشيطان ..!!! ‏ثم يعود الإله إلى السماء .. بعد أن خلص الإنسان من الموت ..!!!‏
‏[ (19) ثم إن الرب بعد ما كلمهم ( التلاميذ ) ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله (20) وأما ‏هم فخرجوا وكرزوا فى كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة ]‏
‎( ‎الكتاب المقدس : إنجيل مرقس {16} : 19‏‎ - 20 )‎
والمعنى جلس الرب عن يمين الله .. هو جلس الرب عن يمين نفسه [@@*] ..!!! فينبغي ألا ‏ننسى أن .. الآب والابن والروح القدس هم إله واحد . ففي النص رقم ( 19 ) السابق يكون ” الرب “ هو ‏الابن و” الله “ هو الآب . أما ” الرب ” فى النص رقم (20) فهو ” الروح القدس ” أى ( الله ) أيضا . وهذا ‏يعنى أن الآب ( الله ) والابن ( الله ) قد تركا الروح القدس ( الله ) أيضا ليعمل مع التلاميذ على الأرض ‏‏..!!!‏
وهكذا تنتهي ” قصة الفداء والصلب فى العقيدة المسيحية ” ..!!! ولكن مازال سيناريو الأحداث بين ‏‏” الله ” و ” الشيطان ” مستمرا .. والحرب مـازالت قائمة .. ومازال الإنسان يموت .. ولكن الكنيسة ‏تقول لنا [&*] : ” أن الموت الجسدي .. فلم يعد موتا بالحقيقة ” ..!!!‏

‏[@@*] {كان يلزم ـ هنا ـ الإشارة إلى تفسير قداسة البابا شنوده الثالث ( بابا الإسكندرية وبطريرك ‏الكرازة المرقسية ) ، لهذه الفقرات حيث يقول سيادته :‏
‏{ أن ” جلس ” تعنى استقر ، أما كلمة ” يمين ” فهي ترمز إلى القوة والعظمة والبر ، كما نقول فى ‏المزمور : (يمين الرب صنعت قوة ، يمين الرب رفعتني . يمين الرب صنعت قوة ، فلن أموت بعد بل أحيا ) ( ‏مز 117 ) أى أنه ” استقر فى هذه القوة ” . وهو ما يعنى ما كان يسمح به ـ الإله ـ من إهانات البصق ‏واللطم والجلد وما شابه ، قد انتهى } ( ” سنوات مع أسئلة الناس ” ، الجزء الثاني ، الطبعة الخامسة ، ‏البابا شنودة الثالث ؛ ص : 54/55 )‏
وتبقى كلمة بسيطة حول هذا التفسير .. لابد من ذكرها .. وهو أن المزمور 117 ( يمين الرب صنعت قوة ‏، يمين الرب رفعتني . يمين الرب صنعت قوة .. ) والذي استشهد به سيادته لتفسير عبارة ” وجلس عن ‏يمين الله ” ، فالمزمور كله لا يحوى هذه العبارة ..!!! بل أن العبارات .. ” يمين الرب صنعت قوة .. يمين ‏الرب رفعتني .. ” لم يرد ذكرهما في الكتاب المقدس بعهديه .. على الإطلاق ..!!! فهل قداسة البابا ‏يكذب على الشعب .. أم أنه لا يدري بمحتويات الكتاب المقدس ..؟!!! وربما كان أقرب نص إلى هذه ‏المعاني هو : [ يمين الرب مرتفعة . يمين الرب صانعة ببأس ] (مز 118 : 16) .. ولكنه نص لا يخدم ‏التفسير السابق والخاص بـ ” جلوس الرب عن يمين نفسه ” .. لأنه لا يعني ” جلس أو استقر في هذه ‏القوة ” ..!!! ‏
وأتمنى .. من أئمة الدين قبول هذا النقد البناء .. في كل ما يكتب هنا .. أو كما يقول الدكتور ميلاد حنا .. ‏‏” قبول الآخر ” .. بدون تعصب .. وأن يقبلوا باليد الممدودة إليهم .. بـ ” العهد الأخير أو الحديث ” قبل فوات ‏الأوان .. لأنها غايات من الخلق .. وليست صراع ثقافات أو حضارات كما تتوهم الجموع الغافلة .. والموت ‏محيط بالكل ..!!! }‏
‏[&*] {” سنوات مع أسئلة الناس ” ـ الجزء الثاني ؛ البابا شنودة الثالث . ص : 29 / 30 . }‏



#محمد_الشهابى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لوحدث ذلك...؟ (3)
- ماذا لوحدث ذلك...؟ (2)
- ماذا لوحدث ذلك...؟ (1)
- هل المسيح إبن الله..؟!
- هل مصر دولة قبطية...؟!
- هل سينقرض الإسلام ؟
- الرد على مقال الأستاذأسعد أسعد:قضية صلب السيد المسيح
- رد على مقال الأستاذ صباح إبراهيم -هل ما يقوم به الغرب من اله ...
- رد على مقال الزميلة وفاء سلطان -نبيّك هو أنت، لا تعش داخل جب ...
- شيزوفرنيا....
- قصة ميت!!
- هل مايقوم به الغرب من هجوم على الإسلام مبررا؟
- نهاية شمشون!!
- الوهم الكبير...
- أهلا بأم المعارك...
- إلى دعاة تحرير المرأة... دعوة للإطلاع
- حوار هادىء مع .. بهائية مصرية !!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشهابى - قصة الفداء والصلب في الديانة المسيحية