ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 10:02
المحور:
القضية الفلسطينية
لا أحد من العرب يريد إزالة إسرائيل من الوجود أو محوها من الخريطة، حقيقة مرة يستحيل طعنها والتشكيك في صحتها، ربما لأن العرب ليست لديهم القدرة على ذلك، وإذا توفرت، فإنهم لن يفكروا في محيها أو رميها في البحر، فلماذا تتوجس إسرائيل من جيرانها العرب؟.
كأن العرب يريدون القول لإسرائيل التي تحتفل في عامها الستين، وجودك خط أحمر، لا يمكننا تخطيه أو تعديه، وفوق هذا يرجونها أن تحفظ لهم وجودهم، وألا تفكر في قضمهم واقتلاعهم من جذور كراسيهم .
يعرف العرب أن إغضاب إسرائيل يؤدي إلى إغضاب أميركا، وهم بغنى عن إغضاب الأخيرة، يكفي غضبها على عراق صدام سابقاً وعلى سورية الأسد، التي تحاول جهدها اليوم ترطيب الأجواء وإعادة وصل ما انقطع مع واشنطن بالسلام مع إسرائيل .
إسرائيل خط أحمر عند إيران أيضاً، لأنه إذا زالت، زالت مشاريع إيران التاريخية، ولم يعد هناك ما يبرر استمرار سلاح حزبها الإلهي، وفيلق قدسها، فضلاً عن سياسة تغلغلها في قلب العالم العربي.
ستون عاماً على قيام إسرائيل، ستصبح بعد قليل مئة عام وأكثر، وإسرائيل غارقة في العمل للتكفير عن سنوات الشتات والضياع، غارقة في إثبات وإظهار مقولة، شعب الله المختار، قبل أي مقولة أخرى، لا يفرحها نوم العرب، بقدر ما يفرحها شتاتهم وقلة إيمانهم وانحلال عقيدتهم، بالوقت الذي تآلفت قلوب الإسرائيليين واتحدت مصالحهم، وشد بعضهم أزر البعض .
وحدة الشعب الإسرائيلي، وتآخي قلوب اليهود، تمنع العرب من القيام والتفكير في أي حركة معاكسة أو ردة فعل مباشرة على كل ما تقوم به إسرائيل، حيث لا حدود لأفعالها ولا ضوابط لنشاطها.
خط إسرائيل الأحمر، ثابت، أما خطوط العرب متقلبة حسب المناخ، فمرة سوداء ومرة خضراء، سوداء تالفة لا تستحق المقامرة، وخضراء مغرية تستحق المغامرة، وإسرائيل هي مَن يقرر أيهما تختار، المقامرة أم المغامرة؟.
كل عام وخطوط إسرائيل أشد احمراراً وخطوط العرب أكثر اسوداداً .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟