أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - في يوم الشهيد الفلسطيني -أطلب شباب يا وطن وتمنى














المزيد.....


في يوم الشهيد الفلسطيني -أطلب شباب يا وطن وتمنى


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 706 - 2004 / 1 / 7 - 04:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


"أطلب شباب يا وطن وتمنى"، أغنية مجبولة بالدم والتراب، بحكايات العشق، بقمح وزعتر، بعطش أيدي لسواعد الشباب، أغنية بدأت منذ الأزل الفلسطيني ولم يكن لها أن تتوقف، ففي حناياها قوة الحياة، تحركها خيوط الهية لا تريد للحن أن ينتهي قبل أن تنطلق أهازيج الفرح والأعياد وطقوس الحصاد الحر.

"أطلب شباب يا وطن وتمنى"، العرب استوطن الضعف في نفوسهم، فأداروا ظهرهم لنا ولأنفسهم، لقد تآكل ماء وجههم، وسقطت أقنعتهم، وقرروا رفع راياتهم الناصعة كل على طريقته، بل انهم نظموا سباقاً عربياً أصيلاً للهرولة باتجاه الغرب، لقد افترسهم الخوف، لا يضيرهم ذل  الفرات

، ولا يزعجهم تململ عظام عمر المختار، لخوفهم هذا كلمة سر معروفة، تتركز في عشق كراسيهم وألقابهم، وفي سبيل الحفاظ على مسمياتهم يقتلون الشهداء مرتين، لقد استوعبوا سر البقاء الأمريكي، ويصدروه لنا على هيئة سيناريوهات هابطة، وبالونات اختبار ومشاريع تسويات لا تسوّي إلا المزيد من الخضوع، ولا تنتج إلا الصفقات المشبوهة العامرة بالتجارة والتواطؤ والخسّة، دون أي اعتبار لارتفاع منسوب مخزون الإباء والإرادة الفلسطيني المتناسب عكسياً مع مخزون الإرادة والكرامة العربية، حيث لا يشغل الشهداء حيزاً في المشهد العربي البائس، بل يشغلهم مشهد جوقات التنازل من المحيط إلى المحيط، لقد تعبوا من البحث عن أفكار خلّاقة لاجتثاث الإرهاب وتدمير بناه التحتية، فالمقاومة لغزاً يحيرهم، ويجهدون لفك طلاسمه، ويبحثون عن أطراف يسمونها معتدلة باسم الحرص على القضية، أفكارهم تُحمل بالحقائب والبذلات الرسمية المصحوبة بربطات العنق المنشّاة، هم يعرفون تماماً بأن المتطرف شارون لا تكمن مشكلته بالمعتدلين وبرامجهم، أو بالمتطرفين وبرامجهم، بل تكمن أصلاً بوجود الشعب الفلسطيني وزيتونه وحجارته ودمائه وأطفاله، مشكلة بني يعرب تكمن في قاماتهم المحنية، هم لا يسألون أنفسهم كيف يجد جورج دبليو بوش حلولاً لمشاكل العالم، ولماذا لا يستطيع أن يقدم لنا سوى آلة الدمار والموت والفيتو الذي يصفع به وجه العالم في كل مرة، ولا يستطيع أن يقدم إلا مقولات الإصلاح ودقات ساعة الحقيقة الأمريكية، ولا يسألون أنفسهم لماذا لا تثور ثائرته إلا إذا نزف الدم العبري، بينما المطلوب أن يجري دم أطفالنا أنهاراً وجداول، ولا يسألون أنفسهم لماذا كل هذه اللجان الإنقاذية العربية والإسلامية للدفاع عن القدس وأكنافها ولا يسمع أحد أو يرى شيئاً يوحي باسمها..
"أطلب شباب يا وطن وتمنى"، الحزن يمشي في شوارعنا، واللحن يجوب حاراتنا دون توقف، فلا آخر يوازيه أو يغيبه، فاللحن مستمر لا يتوقف الا لنقل وقع خطوات الشهداء، تمر الجنازات على وقع اللحن، أمام كل حجر يتنسم هواء العتابا والميجنا، يتوقف في نابلس العتيقة، يأخذ في طريقة أقداماً صغيرة، كل ذنبها بأنها تحتضن أرضاً لها قداسة الجغرافيا وعبث التاريخ، يستمر اللحن بالعزف في نابلس، فالغضب يأكلها وقهرها يشرش بأنفاقها، لقد أراد شارون أن يغير قواعد اللعبة بدءاً بها ليجعلها نموذجاً دموياً ينتصر به، يكسر شوكتها لتكون عبرة يفرض من خلالها التركيع، لكن أهلها العنيدون لهم قواعد لعبتهم، فهم يريدون رسم معالم غدهم القادم على طريقتهم.. ويرتلون الأغنية عينها "أطلب شباب يا وطن وتمنى"، يتوقف اللحن في رفح، يأخذ في طريقة أشلاء لطلاب فقراء، ذنبهم يكمن في حقائبهم المدرسية ولتطلعهم المبكر للانتساب إلى عالم الكبار، يستمر اللحن مجتاحاً البيوت والبيارات وأحلام الصبايا في غزة وخان يونس وجنين، وينفجر الحزن ليورث غضباً وعواصف، ويستمر العزف ملقياً تحياته على طولكرم والخليل وقلقيلية، فيجد أن الشباب قد وقّعوا على عقد مع الأغنية واقسموا أن لا يُذل برتقالهم، ولا تطأطئ كرومهم رأسها، "أطلب شباب يا وطن وتمنى"، ليمر بمدينة يسوع المعتقلة عازفة الأجراس للعذراء الفلسطينية، التي أقسمت أن تسدّ أبوابها بوجه الطغيان، يرتد اللحن إلى أبهى العواصم، قدسنا المجللة بالوجع اليومي الآثم، فيجد أسوارها وقد زاد اتزانها وحكمتها وقد أصبحت مدينة تحترف ترويض الألم وتمضي..
يا وحده الفلسطيني، يا وحدها الفلسطينية.. ومعذرة لكم أيها الشهداء في يوم الشهداء، معذرة وهنيئاً لكم رحيلكم، فقد استطعتم أن تكشفوا الزيف والخداع المتعدد الوجوه والأطراف، لقد نجحتم في كشف الحنجرة العربية الهادرة من الماء إلى الماء، لا حاجة لكم لسماع دقات ساعة الحقيقة الأمريكية، ولا حاجة لكم للإصلاح القادم من بعيد فأنتم المرشحون والناخبون في كل صناديق الاقتراع، ولا حاجة لكم لسماع الكلمات الفصحى المعلبة العاجزة عن وصف الحقيقة، فساعة الحقيقة العربية أعلنت التزامها بالمفهوم الأمريكي، وقد أدارت ظهرها لكم وعقاربها تدور بعكس عقاركم، لقد اكتشفتم أن الأصالة العربية ادعاء، والكرامة طموح لا يسنده الفعل والإرادة، وكل ما قرأناه في كتب التاريخ عن الشجاعة والنخوة أصبح روايات منسوجة من خيال رثّ تتسرب منه الأمجاد والتاريخ، وعليه فإننا نؤكد في يوم الشهيد الفلسطيني بأننا ونحن نبحث بين الشهداء عن أبنائنا وأبناء جيراننا، بأننا لا نريد لأحد منا أن يقدم باسمنا التنازلات المجانية لجيش الاحتلال الذي يعترف عناصره بأنه قد تجرد من القواعد الأخلاقية المتعارف عليها، وأن من لا يستطيع ضبط إيقاعه على أناشيد الشهداء وتطلعاتهم وأهدافهم فليغلق فمه، فمشاريعهم الموهومة لا نحصد من ورائها إلا الفرقة والخلاف والمزيد من التعصب، فليس لدى الشعب من خيار في صراع الارادات هذا إلا أن يقاوم ويصمد، ولنرفع صوتنا موحداً عالياً، ليرتفع ويقوى صوت فلسطين.

7/1/2004
* المكلفة بالأمانة العامة للتجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة المرأة : جدل التغيير
- إلى اللقاء …. فدوى طوقان
- الجدل الدائر حول قانون العقوبات
- قراءة في أعداد شهداء انتفاضة الاستقلال والأقصى


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - في يوم الشهيد الفلسطيني -أطلب شباب يا وطن وتمنى