أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جبريل محمد - لو أن الدروب سالكة














المزيد.....

لو أن الدروب سالكة


جبريل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 706 - 2004 / 1 / 7 - 03:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لو أن الدرب كان سالك من رام الله إلى جنين، لكنت قطعت المسافة على قدمي إلى مثلث الشهداء هناك، في رأس سهل مرج ابن عامر حيث ينتصب عمود حجري خلف بوابة لمقبرة مسورة، ووضعت كل أكاليل الغار عليه، هناك يرقد شهداء الجيش العراقي الباسل، الذين روى دمهم ارض فلسطين، دفاعا عن الحق وعن الإنسان، وعن الكرامة القومية، لا فرق حين تكون الكرامة القومية جوهرا إنسانيا.
لو أن الدروب سالكة إليك يا مثلث الشهداء لكنت احتفلت بذكرى تأسيس جيش العراق الأشم هناك ولتذكرت كل الأبطال العراقيين الذين تسكن فلسطين قلبهم وروحهم، مهما حاول دعاة العراقوية الضيقة، والذين يعادون القومية العربية لأنهم لا يجدون فيها سوى صورة صدام حسين وحزب البعث، فيما تعلمنا نحن حب العروبة حبا انسانيا من بغداد حاضرة العرب منذ الرشيد، والبحتري، منذ المتنبي، ومعروف الرصافي وحارث الراوي، والبياتي والسياب ونازك الملائكة. ليست العروبة فوبيا ايها المصابون بالصداموفوبيا، وليس الوقت وقت ثارات، أيها القادمون على ظهر دبابة أمريكية.
شهداء الجيش العراقي سقطوا على ارض فلسطين في عهد الملكية، لكنهم أبناء شعب العراق، عراق النخيل قبل البترولـ شهداء الجيش الذي نعتد به نحن أبناء الأرض المنكوبة بالتآمر الرسمي العربي قبل الخطط الصهيونية، هم شهداء شعب فلسطين، لا علاقة لصدام بهم، وتمسك العراقيين بفلسطين وحفها هو تمسك صادق، لأنه لا ينتمي لعهد صدام حسين فقط، انه ينتمي للإباء العربي العراقي، مهما حاول ان يكسره أنذال مثل الكلبي، والعلاوي.
عندنا هنا وفي فلسطين نموذج عراقي لهم، عندنا رأس هرم الفساد وماسك رقاب العباد (خالد سلام أو محمد رشيد)، لكننا نحفظ الصورة الأنقى غير الشهداء أيضا، نحفظ في الذاكرة صورة المناضل العراقي هاتف بلال الذي أكل سجن الصهاينة في عسقلان وبئر السبع وغيرها من جلده راقات وظل صامدا حتى تحريره، أين أنت يا هاتف؟!!
في فلسطين يشكل باسل الكبيسي بطلا قوميا ووطنيا بالنسبة لشعبنا، اسماء باسل كثرت في فلسطين بعد استشهاده، وفي فلسطين نحتفي بقائد وطني فلسطيني، هو قيس السامرائي (ابو ليلى)،
وفي الجليل بين قراها لا زالت الأجيال القديمة التي لا زالت على قيد الحياة تذكر الضابط العراقي جابر، لقد اتخذ من قلعة الظاهر عمر في شفا عمرو مقرا له، ومن هناك كان يدير معركة مع العصابات الصهيونية، كما كان يدير شؤون الناس. كلهم يحفظون اسمه ويذكرون نخوته وشهامته، وكلهم كلما ذكر العراق ذكر لديهم جابر.
ما الذي يدفع ضابطا لتحمل مسؤولية أهالي ثلاث قرى جنوبي مدينة حيفا، حين طلب إليهم مغادرة قراهم كي يدير معركة، فلما هزم، لم يتركهم بل حملهم معه إلى بغداد ، هكذا يروي أهالي الجليل قصة أم الزينات واجزم وعين غزالة والكفرين أيضا، إنهم الآن في بغداد يحاول البعض من الموتورين أن يوقعوا عليهم سبيا، لا لذنب إلا لأنهم من فلسطين.
ويقتلنا الهم نكاد نشعر بنفاذ الأكسجين في رئتينا حين نرى جحافل الجيش العراقي الأشم تتحول إلى طوابير تصطف على أبواب وكلاء بريمر يستجدون لقمة عيشهم، أليس في هذا إهدار مقصود لكرامة الإنسان؟! أليس عيب على كل الذين يمارسون قهر الرجال بقوة الغازي المستبد؟
ليس الجيش العراقي جيشا لصدام، ولكن قرار حله من قبل قوة الاحتلال كان قرارا أرضى شارون، كان قرار حله دثرا لتاريخ هذا الجيش ولبسالته، وليس انتقاما من صدام كما يفكر بعض السذج .

جبريل محمد
فلسطين
مدير تحرير مجلة الهدف/ فلسطين

 



#جبريل_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جبريل محمد - لو أن الدروب سالكة