أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وسام محمد شاكر - رجل المرور ... دليل في استمرار الحياة














المزيد.....


رجل المرور ... دليل في استمرار الحياة


وسام محمد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 07:42
المحور: حقوق الانسان
    


أدرك العراقيون دور وجود رجل المرور في الشارع خصوصاً بعد أحداث 9/4/2003 وما خلفته من ركام بنيوي مادي وأنفلات امني كبير يتجلى من خلال مشهد مر به أغلب العراقيين خصوصاً عندما يريد سائق سيارة اجرة او باص الركاب من تجاوز تقاطع مروري في شارع فقد يؤدي ذلك للوقوف نصف ساعة او اكثر في أزدحام مروري يحتضن به القادم من الشرق بالقادم من الغرب ويتداخل فيه المتجه الى الجنوب مع المتجه الى الشمال فالجميع يريد المرور ولا تحل الأزمة الا بتدخل الخيريين من المارة او من سائقي السيارات اللذين يظطرون لترك سياراتهم وتنظيم السير وهكذا دواليك ، حينها ادرك جميع الناس ان من اساسيات القيادة في الطرق والشوارع العامة ان يكون هناك رجل مرور يحترمه الجميع وينفذ اوامره ياله من سبب بسيط يؤدي الى مشكلة كبيرة ، فمن يرى تعداد السيارات المتوقفة طولاً وعرضاً وصوت أناس يتشاجرون لايستطيع ان يتصور سبب كل هذه الفوضى رجل واحد يرتدي بزة زرقاء وأحياناً تكون قربه دراجة نارية انه ببساطة رجل المرور الذي يمثل الإنتظام والنظام والقانون على حدٍ سواء ، فهو اول من امتطى صهوة جواده لينزل به الى الشارع رغم المفخخات والعبوات والإغتيالات وهمجية الهمرات الأمريكية لكننا رأيناه شامخاً كشموخ النخيل يحمل في صدره شكباناً من الصبر فهو يدرك انه يخدم العراق ويحيل الفوضى الى حياة طبيعية رغم هول الأحداث السياسية وسخونة الصيف وبرد الشتاء نرى ابتسامته تأطر اكليل الشوارع كل صباح ويداه السمراويتين تلوح بغدٍ مشرق انه الناجي الوحيد من النبال الطائفية فلليوم لم يجرء سياسي بنعته أرهابي او مليشياتي وهذه شهادة سيشهد بها التاريخ لرجال المرور، ورغم كل هذا وعند تجوالك في شوارع بغداد تشهد مناظر مخزية تعبر عن ثقافة وضيعة لاوطنية ابطالها ارتال الجيش والشرطة والحمايات الأجنبية ومواكب المسؤلين الحكوميين الذين لايعيرون أي احترام لرجل المرور عند مخالفتهم للسير او القيادة بطريقة غاية في العنجهية والفوضوية يراد منها ايصال رسالة عدم احترام ومبالات لوجود رجال المرور في الشارع وهذه الظاهرة بدت تتسع في الأونة الأخيرة حتى وصلت في بعض الأحيان الى سخط ليس رجال المرور فقط بل حتى الناس من هذه السلوكيات التي تنتمي في جذورها لفكر البعث الصدامي وهسترية رجل الأمن سابقاً الذي يتفاخر بكونه جلاد ليس الا وهو ابن السلطة التي فوضه بها مسؤله القروي ولكن اليوم على الجميع ان يدرك ان هذه المظاهر المريضة قد ولت الى غير رجعة وما تبقى هو رواسب ستزول حتماً بمرور الوقت وسيادة القانون ستكون فوق الكل .
ان انتشار رجال المرور في الشوارع يرسم لنا لوحة جميلة تعبر عن الأمان والسلام فبوجوده يشعر الجميع بأن هنالك من يقف ليفتح الطريق ليس لبيوتنا ولأماكن عملنا بل يفتح الطريق نحو مستقبل زاهر للبلد خصوصاً عندما نجده واقفاً يبدد وحشة الشوارع وخلوها من الناس بتفاؤل كبير وبشجاعة عراقية خالصة تعبر عن حبهم لوطنهم في وقت بات الجميع احوج اليه من قبل .







#وسام_محمد_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكذب السياسي ....هل سيتكلم صندوق الإقتراع
- ثقافة الدعاية في صياغة العقل الجمعي
- إنتهت اللعبة ... عشية الذكرى الخامسة لسقوط الصنم
- عندما تطأ التماسيح شارع الرشيد
- الإعمار وإعادة الإعمار
- ظاهرة قطع الرؤوس .. نتاج الحكم البعثي في العراق
- أقوى من الموت وأعلى من اعواد المشانق
- بصمات الزعيم عبد الكريم قاسم في العراق
- ( حفرة ) المواطن النفطية !!!
- البعد الإصلاحي للثورة الحسينية
- بائع ( الحلويات ) صورة خطيرة لواقع الطفولة العراقية
- بين 2007 و2008 امنية تتجدد كل عام
- هل سيكون عام 2008 حرباً على الفساد في العراق ؟؟
- في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومداهمات ليلية واسعة في الضفة
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على ...
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد يؤثر سلبا على اقتصاد ألمان ...
- إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الات ...
- اعتقال أوزبكستاني يشتبه بتورطه في -اغتيال جنرال روسي بتعليما ...
- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وسام محمد شاكر - رجل المرور ... دليل في استمرار الحياة