أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغاشم"














المزيد.....

مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغاشم"


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 132 - 2002 / 5 / 16 - 09:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




عندما حملنا شعار "رفع الحصار الاقتصادي بدون قيد او شرط " ونظمنا عشرات الحملات الدعائية والسياسية والندوات وشاركنا في المؤتمرات الدولية، لفضح ماهية الحصار الاقتصادي وتداعياته على المجتمع العراقي، والاوضاع التي آلت اليها الانسان العراقي من مرض وجوع وعوزوتراجع توقعاته المادية والمعنوية، كنا نعني ما نقوله وما نعمله .وعندما قمنا بفضح القوى السياسية التي تقف وتستفيد من وراء الحصار بدء من امريكا ومرورا بالنظام البعثي الفاشي وانتهاءا بما تسمى بالمعارضة العراقية ، كنا نريد ان نسحب البساط من تحت اقدام نظام صدام ونجرده من اسلحته ومبرراته الواهية لاستمراره في فرض العبودية على جماهير العراق. كنا نبغي ومازلنا،ان لا يتحكم صدام حسين بالشعب العراقي البائس عن طريق "البطاقة التموينية". هكذا اجاب سعدون حمادي في عام 1996 في الاردن على احد اسئلة الصحفيين التي مفادها لماذا الشعب العراقي لايزيحكم عن السلطة فقال: لاننا نتحكم بالحصة التموينية . الا ان المعارضة العراقية بجميع فصائلها لم تفهم كلمة السر التي افشى بها سعدون حمادي. وهي مفتاح بقاء هذا النظام القذر الغارق في الاجرام.يمكن تذكر العبارة التي استخدمها صدام حسين "قطع الاعناق ولا قطع الارزاق"رد على تلاعب دول الخليج باسعار النفط،عشية اجتياح جيوشه الكويت .فخلال اثنا عشر عاما تفنن صدام حسين في طريقة قطع اعناق العراقيين واحد تلو الاخرى بينما يتحكم بأرزاقهم كما عبر عنه احد وزرائه !
من هنا يستطيع المرء فهم كيف ان شخصا مثل صدام حسين لا يشبهه احد في التاريخ، تمكن من ادامة عملية انتزاع المواطن العراقي من ماهيته الانسانية وفصله عن ادميته .وهو الذي صاغ فلسفة جديدة ايام كان يحمي البوابة الشرقية التي عبر عنها "الانسان العراقي مشروع دائم للاستشهاد".وما دام ليس هناك حروب يخوضه النظام البعثي دفاعا عن شرف الامة وعزته، فالاولى بالانسان العراقي ان يموت جوعا ومرضا بسبب الحصار لانها سياسة فرضتها امريكا على العراق ، قلعة العروبة والامة العربية . وهكذا يحاول ان يعمم هذه الفلسفة على الانسان في فلسطين عندما رفع سعر من يقوم بعملية انتحارية من عشرة الاف دولار امريكي الى خمس وعشرين الف دولار . ومن الجدير بالذكر ان الرقم"عشرة الاف" كانت تدفع بالدينار العراقي لاسرة الجندي عراقي يقتل في الحرب مع ايران . وحولها بعد ذلك الى دولار بعد ان فقد الدينار العراقي قيمته .واليوم وبعد تصاعد حدة التنافس بين حماة العروبة والقدس رفع صدام حسين سعر الذي يفجر نفسه بعملية انتحارية الى 25 الف دولار .واذا دفع لاسرة الجندي المقتول العاثر الحظ في الحرب العراقية –الايرانية كي يشتري صمتهم ،فأنما يدفع لاسرة الفسطيني الذي يقوم بعملية انتحارية للحفاظ على لقب فارس الامة العربية ، في الوقت الذي تقدم سعودية مبادرة للسلام في قمة بيروت ويغيب عنها عمالقة العروبة عن المؤتمر مثل حسني مبارك ومعمر القذافي ولامير عبدالله .
ان الجانب المعنوي للمنح صدام حسين السخية "للشهيد الفلسطيني" من منظار الحد الادنى للقيم الانسانية، هو تحويل الناس الى مرتزقة لا مبادئ لهم ولاقيم ولا اهداف انسانية سوى الحصول على المال ناهيك عن عدم الاعطاء اية قيمة ومعنى لانسان الذي يقوم بعملية انتحارية. هناك الاف من القصص في العراق ايام الحرب العراقية-الايرانية تتحدث عن حالات الفقر التي دفعت الشباب الى التطوع للجيش وان ينذر نفسه للموت من اجل خلاص اسرهم من البؤس والشقاء وامتهان الكرامة بسبب العوز . اما في حالة الانسان الفلسطيني فأنه يسيء لقضيته ونضاله العنيد من اجل التخلص من كابوس السياسات العنصرية لدولة اسرائيل . انه يسيء الى الاف الذين ضحوا بدمائهم ضد الظلم القومي ووضع نهاية وانتهاك انسانيتهم لكونه يحمل الجنسية الفلسطينية. والجانب الاكثر بشاعة من هذه القضية هو الجانب الارهابي والعنصري الذي يقتنص المدنيين عن طريق العمليات الانتحارية ويذبحون لكونهم يهود او سكنوا في اسرائيل في غفلة من الزمن .اما الجانب الاخر فيما يخص الانسان العراقي في ظل الحصار الاقتصادي ،فأن تلك الاموال التي يتبرع ويتصدق صدام حسين بها ،هي ثمن دواء وقطعة لحم وبدلة اطفال وقميص نسائي وبنطلون شاب ،انها ثمن تنقية مياه الشرب وتنظيف الشوارع من النفايات .. انها اثمان ابقاء الانسان على قيد الحياة في شروط متدنية . الا ان حتى هذا يسرقه صدام حسين من اجل مجده القومي الشوفيني . لا شك ان تلك البطاقة التموينية ، ارزاق الناس، لم تكن بيد صدام حسين ونظامه لو لا مور بالختم الامريكي.لذلك نكرر ونعمل من اجل رفع الحصار الاقتصادي من غير قيود او شروط على العراق .اذ من دون تمزيق البطاقة التموينية التي يتحكم بها صدام حسين ونظامه الاجرامي عن طريق التصدي وانهاء السياسية الوحشية لامريكا لا يمكن ان نرجع الصفة الادمية للانسان العراقي ولا يمكن اطاحة هذا النظام الجاثم كالكابوس على صدور العراقيين.والابعد من ذلك فأن الانسان الجائع وعيناه مليئة بالخوف والم على اطفاله المرضى والجياع وان يغافلهم الموت في اية لحظة ويسرقهم من الحياة لا يمكنه التصدي لبدائل امريكا الرجعية في العراق بعد اسقاط دكتاتورية الرعب والدم.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهزيمة السياسية لمرة أخرى
- استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد
- إلى نساء الجالية العربية والعراقية بمناسبة يوم المرأة العالم ...
- هل نزار الخزرجي اوفر حظاً من حسين كامل ؟البديل الكاريكتوري
- شباط 8 عروس المجازر
- ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين
- مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية
- جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
- الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال ...
- -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها
- رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج ...
- "العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين ...
- كردستان العراق والإسلام السياسي
- لا تقلق .. يا بلير
- CNN قناة الجزيرة و
- محنة الأطفال في ظل البعث
- صدام حسين والمرأة العراقية
- بين هولوكوست والأدب
- المنطق الوحشي والنفاق السياسي
- الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغاشم"