ابراهيم زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 2282 - 2008 / 5 / 15 - 11:10
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
قبل مدة كانت وسائل الاعلام العراقية قد نقلت الينا نبأ قيام صربيا بشطب ديون العراق البالغة كذا مليار ، ولست هنا بصدد قيمة المبلغ المشطوب ، ولكن ازاء الموقف الانساني النبيل للحكومة الصربية التي عبرت خير تعبير عن وقوفها الى جانب احد اصدقائها في محنته اليوم ، والمثل لدينا يقول ( الصديق عند الضيق ) و ( الاخ عند المحنة ) ، وقد نجحت صربيا ولم ينجح الاشقاء العرب والمسلمون الذين يتباكون هنا وهناك ومن على شاشات الفضائيات على عروبة العراق وهويته الاسلامية بينما هم ضالعون في قتل ابناء الشعب العراقي عبر ارسالهم لبهائم التكفير وعصابات الجريمة المنظمة .
وفي وقت تشطب صربيا ديون العراق لايزال عدد من البرلمانيين يناشدون بعض الحكومات العربية لالغاء ديونهم المترتبة على العراق بسبب سياسة نظام صدام العدوانية الدموية التي أثقلت كاهل العراقيين ، فدول وحكومات عربية واسلامية لاتزال مصرة على عدم شطب ماتسميها ديونا بذمة العراق، وبعض هذه الحكومات كانت السباقة الى دعمه والوقوف الى جانبه في حروبه التي خلفت الالاف من الضحايا والالاف من الايتام والارامل عدا تبديد واهدار ثروات العراق الطبيعية والبشرية على حد سواء ، ومع ذلك تتجاهل دورها التحريضي في سكب الزيت على النار واصفة العراق بانه يقاتل نيابة عن الامة ، وانه البوابة الشرقية للامة التي يذبح حكامها ابناء العراق خوفا من الديمقراطية التي تهدد عروشهم الخاوية .
واليوم تطالب هذه الحكومات بتلك الاموال التي أنفقتها دعما لصدام ونظامه متصورة ان العراقيين بلا ذاكرة وقد ينسون الماضي الذي دون صفحاتهم الدموية الى جانب بطلهم القومي .
لقد قدمت صربيا حكومة وشعبا درسا في التعبير عن انسانيتها تجاه العراق حكومة وشعبا ايضا واثبتت للعالم أجمع انها الشقيق الحقيقي ، وقد قال الامام علي عليه السلام ( الناس اثنان ، اما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) ، بينما الآخرون لايزالون مجرد ادعياء .
#ابراهيم_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟