أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الحسن - أوهام القبض على الدكتاتور14 مثقف التزوير، كريم عبد نموذجا















المزيد.....


أوهام القبض على الدكتاتور14 مثقف التزوير، كريم عبد نموذجا


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 706 - 2004 / 1 / 7 - 04:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(  اليوم أقرأ مندهشا كتابات المراجعة وفتح سجلات المسكوت عنه ونقد العقل العراقي... الخ.. ومن أولئك الذين كانوا يصرخون خلفنا كي لا يسمعنا أحد، ويقذفون الرماد في وجوها كي لا نرى بوضوح.... ومن بين هؤلاء زميل كان يكتب معي في صحيفة " الوفاق" لمدة سنوات زاوية ثابتة شرع  هذه الأيام، هو الذي كان يتطير من كتاباتنا، بفتح النار( بعد خراب البصرة!) على المجتمع والثقافة والتاريخ وصار مثل غيره يطالب بمراجعة...)!
* المقال : مكتشفو السراب ـ حمزة الحسن ـ المكان: الحوار المتمدن ـ التاريخ 3/12/03*


 هذا هو المقال الذي أثار السيد كريم عبد وجعله يلجأ إلى الأسلوب الذي عرف به  وهو التزوير وتشويه الحقائق كي تدخل في الصورة التي يريد ويرغب. والزميل الذي أشرت إليه في مقال( مكتشفو السراب) هو السيد كريم عبد نفسه بعد مقالاته الأخيرة في المواقع فجأة بعد قطيعة سنوات وهي إعادة صياغة لما كنت أكتبه عبر سنوات في سلوك مقلوب كما سنرى، ولكني كي لا  تشخصن المسألة لم أذكر الاسم لكن عبدا فهم التلميح جيدا( لماذا؟!) وتركها إلى وقت آخر كما هو طبيعي في سلوك من هذا النوع لكي تخرج بالصورة البائسة التي ظهرت بها في شكل خطاب يمثل ذهنية التزوير ناهيك عن أسلوب يتسم بالصفاقة الذي هو قرين ذهنية الفشل لأن السيد كريم عبد، وهذه واحدة من أسباب شتائمه المتكررة للشاعر سعدي يوسف ولي أيضا اليوم، كان قد جرب كل ألوان الأدب: قصة قصيرة، شعرا، نقدا، مقالة، وانتهى إلى هذا الوضع المؤسف والحزين في صورة كاتب  يعاني من عقدة الدونية التي حاول في ذلك المقال ترحيلها علينا بعبارات صريحة لا تلتزم بقواعد الحوار النقدي وهذه هي طبيعة "الإسقاط" التي وصلت حد تشبيه الشاعر سعدي يوسف بأنه الدكتاتور العراقي حيث يقول حرفيا( صدام عفوا سعدي يوسف!) وهو منطق مخجل ومعيب إلى أبعد حد تستحي منه" فنانة" مصرية من الدرجة الثالثة وهي تتحدث عن زميله لها أو مخرج معروف بصرف النظر عن موقفها منه.

وأنا اثني على تجاهل سعدي يوسف الرد على كريم عبد الذي لم يناقش سعدي على فكرة أو رؤية أو أطروحة بل اكتفى كالعادة بهذا الأسلوب الذي أطلق عليه بنفسه( الأسلوب الرخيص) وهو قرين  الفشل المتكرر والطويل. أما ردي فلأنني أردت الكتابة منذ فترة عن كريم عبد كنموذج لظاهرة مرضية عربية هي ظاهرة مثقف التزوير المحترف ما دمنا بصدد منظومة قيم الدكتاتورية والثقافة المنتجة لها والتي تشكل مقالة السيد كريم عبد أحد نماذجها الساطعة وتعكس في آن عمق البنية الفكرية المختلة وثقافة الوعي المحارب الذي يجيش ويحرض أكثر مما يكتشف وينتج معرفة وهذه بقايا  المثقف الداعية الذي تجاوزه العصر وتجاوزه أقرانه حتى صارت كتاباته من باب" الردع" لا أكثر لكي لا" يتمرجل" عليه أحد كما يقول حرفيا!

ومن أقوال السيد عبد الطريفة التي لو قالها في مؤسسة أدبية أو ثقافية عربية واسعة النطاق لكان قد أُخرج نهائيا من حقل الثقافة حين اعتبر ( الحساسية) عيبا وأمرا "محزنا" كأنه اخترع اللبن مع أن عنوان موقعي هو( الحساسية الجديدة) وهو نفس شعار الحركة الروائية( حركة الحساسية الجديدة) التي أطلقها الروائي الياباني المنتحر الحائز على جائزة نوبل "ياسوناري كاواباتا" وصارت عنوانا لأعماله ولجيل كامل.لكن من حسن الحظ لا يوجد، ولن يوجد، لا في اليابان ولا في أوروبا من يعتبر الحساسية مشكلة إلا في " ثقافة" تعتبر الصفاقة من المراجل!

وهذا أمر طبيعي جدا في مثل موقف عبد لأن الحساسية هي شرط الإبداع الفكري والثقافي والعلمي والعاطفي والسلوكي ولا تلتقي في ذهنية جلف تتسم بالخشونة. وقبل شهر انشغلت سويسرا بحادثة ملخصها ان شرطيين دخلا محلا فقرر الأول سرقة حاجة سعرها زهيد فأنبه صاحبه قائلا( إنها لا تستحق. سأدفع لك ثمنها ) وحصل. وعند العودة انتحر الأول في منزله بسبب هذا التأنيب في حين ذهب الثاني إلى مستشفى عقلي لأنه عاش وضعا نفسيا صعبا لأنه أعتبر نفسه مسؤولا!

ولا أعتقد أن كريم عبد يستطيع أن يفهم أن الحساسية هي شرط الحداثة اليوم وشرط الحياة السوية وكما يقول الدكتور والناقد والروائي المغربي محمد الدغمومي في كتابه( أوهام المثقفين): إن الإبداع في الثقافة يحتاج إلى شرطين" وهما شرطان يمكن أن يلتقي احدهما بالآخر ضمن مفهوم مستحدث في التفكير النقدي المعاصر وأعني الحساسية ـ كما رآها مثلا ادوارد الخراط وصبري حافظ ـ أما الشرط الثاني فهو التجاوز"!

هكذا تتحول الحساسية الإنسانية شرط الحداثة وجوهرها في تفكير كريم عبد إلى مشكلة حقيقية وهذا أمر مفهوم بلا شك. لكن هذا ليس إلا المدخل الخارجي لبناء هندسي منظم ومرتب ومتين من الخارج ولكنه أجوف ولفظي من الداخل من أعمال التزوير التي ستظهر واضحة من خلال الأدلة الملموسة.

وأنا حقا كنت أريد تقديم كريم عبد منذ فترة كنموذج  لمثقف التزوير ولكني تحاشيت ذلك كي لا يساء فهم القصد الحقيقي واكتفيت كعادتي بتلميح عابر في مقالة( مكتشفو السراب) يبدو أنه لم يعبر على الزميل كريم  عبد فقرر، بطريقته المعهودة أن يمسح بي الأرض لكي" لا أتمرجل عليه كما يذكر صراحة!" لأن الفكر عند هذا النمط هو "اشتباك كلام" لا إنتاج معرفة أو "مراجل!" بتعبيره هو في خاتمة المقال!

التزوير الأول:
 هو تزوير علني مفضوح حين اعتبرني في عنوان كبير نموذج ( الضحية التي تشتاق إلى جلادها) بجرة قلم واحدة ولا أدري وحتى الجن الأزرق لا يدري كيف عرف وعلى أي أساس وما هي أدواته النفسية وأين تقع عيادته وهو لم يرني أبدا؟! لأن مثل هذا التشخيص لفرد يعجز حتى العالم الخبير في علم النفس من قول قاطع فيه حتى بعد مئات الجلسات والفحوص السريرية وغيرها. لكن في ذهنية التزوير كل شيء يمرر من خلال اللغة المرنة ولأنه يستعمل اللغة "كفخ" وشرك لا كوسيلة معرفة أو إنتاجهاـ تصيد الخطأ لا البحث في صميم المعضلة!

أليست اللغة، في العقل السياسي العراقي، هي  لعب ألفاظ ليس مهما أن ينتج دما؟! وبالطبع أن هذا التزوير ليس ناتجا عن جهل بل عن حرفة كما سنرى في الأمثلة القادمة وهو نفس الأسلوب الذي أستعمله مع الشاعر سعدي يوسف وأنف سعدي أن يرد عليه.

التزوير الثاني:
 في كلامي عن( المثقف المختلف) تحدثت عن صفات كثيرة للمختلف وليس عن سعدي وحده بل عن تاريخ المختلف في كونه قطيعة مع الشبه، في كونه بلا اصل، بلا رحم، بلا أب، في كونه يشبه مهيار الدمشقي ( لا أسلاف له وفي خطواته جذوره) الخ.. الصفات الكثيرة.

لكن كريم عبد يلغي كل ذلك بنفس الطريقة ويشطب على كل هذه الاستنتاجات ليضع القارئ  في مناخ خدعة لغوية يريدها أن تمرر بسرعة حين يقول( عدم وجود أجوبة على هذه الأسئلة ـ كيف يكون سعدي مختلفا؟ ـ يجعل المقال دون قيمة تذكر). بالطبع قال قبلها لا يحوز المقال احترام القارئ كأن القارئ إما أن يكون مغفلا أو لا يكون قارئا محترما!

التزوير الثالث:
 يعود كريم عبد في قفرة تالية( في تناقض أتهمني به وأسقطه علي! ) بعد أن نفى أن يكون لمقالي قيمة في فقرة سابقة ليقول هذه العبارة( لكن أهمية ما كتبه حمزة الحسن يكمن في المقال ذاته، أي في أسلوبه، وفي محتواه ودلالاته)!

 فكيف لا تكون قيمة لمقال مرة ومرة أخرى له  أهمية ( تكمن في الأسلوب والدلالة)؟! ولماذا تشغل نفسك على هذه الصورة بمقال  "بلا قيمة" إذن؟!

التزوير الرابع:
 هو تزوير على مستوى النظر العقلي، أي وضع تناقضات وصفية وهمية مفبركة باللعب بالألفاظ  لا معنى لها  ودمج  صورة مع صورة أخرى عن طريق الاختزال واستعمال "التعميم". مثال: ما علاقة ما كتبه كتّاب عن الطاغية بما كتبته أنا عن الشاعر سعدي يوسف؟! يصف عبد في جمل مطولة مملة ما كتبته عن سعدي يوسف بما كُتب عن الطاغية العراقي( إغداق صفات القدسية هي نفسها الصفات التي كان يغدقها كتاب عراقيون وعرب على" الطاغية"). كتب حرفيا!
 
عودة إلى أسلوب "التعميم" الذي ذكرته الآن : هذا الأسلوب هو تقنية مرضية نفسية نتيجة الكراهية العميقة والحقد أو تجربة  الخوف من شيء ما ويعرفّها علماء النفس على أنها نقل "المثير" غير المرغوب فيه إلى أشياء أخرى قرينة به وتعميم صورته على مثيرات كثيرة تدخل هي الأخرى في دائرة  الأشياء المرفوضة. مثال: حين يكره طفل أرنبا فإنه يقوم لا شعوريا بتعميم صورة الأرنب على أشياء وألوان مشابهة له كالخوف من الفراء أو الثعلب أو حتى اللون الأبيض. كراهية كريم عبد لسعدي يوسف (التي وصلت إلى مستوى وصفه بالطاغية العراقي المجرم!) جعلته يرى في كل كلمة أقولها عن سعدي شيئا مخيفا بل جعلته لا يرى غير صورة سعدي مفصلة على مقاسه وفي كل شخص عنده وجهة  نظر مختلفة بسعدي!

وقد يبدو للوهلة الأولى أن هذه الكراهية سياسية أو ناتجة عن موقف فكري. لا. هذا قناع. هي كراهية أدبية لأن سعدي يوسف تجاهل كريم عبد كثيرا وأهمله( حتى لم يرد عليه!) وربما عنده وجهة نظر به. وكعادة هؤلاء في أسلوب التحريض حين يكرهون أحدا ما على خلفية خلاف على عقب سيجارة أو كأس أو أجرة حافلة مثلا يصبح الآخر عدوا للتاريخ والوطن والطبقة والشرف والجماهير والحقيقة وتتم رسم صورة شيطانية له وهو أسلوب لا يخلو من دهاء ورسائل سرية  مضمرة على أن المتكلم هو من جنس الملائكة!

لجأ إلى أسلوب المطابقة القهري " أي التلبيس" بين نصي وأنا أتحدث عن المثقف المختلف وبين نص لمحسن الموسوي وهو يتحدث عن  الطاغية. وما علاقة هذا بذاك؟!

وهذه المطابقة ليست تزويرا ثقافيا علنيا فحسب، بل هي صورة ساخرة لمثقف يفترض أن  يحترم عقل ووقت وذوق القارئ الذي يخاطبه. كما أنه حاول أن يزور معنى كلمة( نبي) التي جاءت في سياق مقالتي المذكورة عن المثقف المختلف واعتبرها تناقضا بين قولين تم توليفهم وتصنيعهم بنفس الطرق. إن المقصود بالنبي كما جاء في مقالتي هو "الرائي" وأنا استعملتها بمعنيين متضادين( أسلوب التضاد) ولا اعتقد انه  يجهل هذا المعنى لكنه يلعب بالألفاظ على نحو مكشوف كجزء من تقنية أدمن عليها وصارت بديلا عن الكتابة الإبداعية الغائبة.

ثم يتحدث عن الاختلاف بعقلية الأشباه ويعيب علي كوني مختلفا مع نماذج تافهة مع أن كتاب العالم اختلفوا مع شعوب وحضارات وطردوا آلهة من السماء وقلصوا من سلطة مؤسسات مقدسة ..الخ...!

 التزوير الخامس:
تحدث الشاعر سعدي يوسف مرة عن مساوئ الحالة الثقافية العراقية وذكر نقلا عن كريم عبد طبعا( إن الثقافة العراقية في تدهور شامل ولا فرق بين ما يكتب في الداخل أو في السويد ـ يوجد كذب كبير لا يصدق). وبطريقة التزوير الملتوية يقول كريم عبد حرفيا( إن حمزة الحسن هو أحد ضحايا سعدي يوسف) كيف أصبحت ضحية سعدي؟شلون؟! وأنا ذكرت سعدي في روايتين لي؟! يقول عبد أني ضحيته بشهادة رأي الشاعر سعدي السابق عن وضعية الثقافة وهي وضعية مزرية حقا!.

بهذه الصورة يتم "لصق" وتوليف وتركيب وتصنيع وجهة نظر في "ثقافة" مشوهة تزداد رداءة بدلالة كتابات كريم عبد نفسه وتحويل وجهة نظر سعدي إلى جريمة لها ضحايا أنا أحدهم والعياذ بالله!

 ولو أردت الحديث بمنطق عبد عن ضحايا وجلادين ( وبعد لحظات سيحتكر اكتشاف ثنائية الخير والشر لنفسه كما سنرى!) إلى آخر الثنائيات الساذجة التي تحصر الناس والأفكار في أنماط لونية  ـ الأبيض والأسود ـ  لقلت أنني كنت ومازلت اليوم ضحية أمثال فكر التزوير والاختزال الذي يختصر الإنسان في موقف ويحنطه إلى الأبد، وهو الوجه الآخر المخفي لعقلية الدكتاتور بل هو صورة الثقافة الرديئة التي تعرض لها الشاعر سعدي بالنقد وهذا حقه، سواء كان ذلك خطأ أم صوابا، دون الحاجة إلى وضعه في صورة جلاد لمجرد وجهة نظر وله ضحايا!

التزوير السادس:
وهذا التزوير مضحك وخطير في آن وهو من نفس سلالة التزوير السابق. يقول كريم عبد(  حمزة الحسن الذي يمجد الاختلاف من خلال تمجيده لسعدي يوسف، لا يعرف بأنه يمارس التشابه والتطابق مع الأشباه... مع الكتاب الذين مجدوا جلاد العراق). خاصة وأن هذا الكلام العبثي يأتي ردا على دراستي المطولة عن الدكتاتور والدكتاتورية!

هنا ثلاث حالات" تعميم" ودمج وتزوير تعسفي مرضي في هذا النص بدون أدنى شك:
الأولى:
 وضع سعدي يوسف في مستوى واحد مع جلاد العراق: نفس الفكرة التسلطية والفكرة/ الهاجس عن سعدي التي تنغص عيش كريم عبد وصار يرى العالم من خلال هذا الجزء العاطل والمصاب من شخصيته.
الثانية:
 وضعني بالتتابع مع كتاب مجدوا الجلاد  لأن سعدي والجلاد هما شخص واحد حسب  محاكمة كريم عبد: نفس عقدة التعميم!
الثالثة:
 لا أدري لماذا لوى كلمة "شرح أو تفكيك" فكر الاختلاف إلى" تمجيد"؟ هل لكي تنسجم مع منظومة التزوير الفكرية بحيث يصبح " تمجيد" سعدي يوسف هو "تمجيد" للطاغية وعلى الإيقاع نفسه ولتلبية الحاجة النفسية للعقدة ذاتها؟!

ومرة أخرى ما علاقة الكلام عن المختلف بالدكتاتور؟! هناك مثل عراقي يقال في مثل هذه اللحظات حين يتحدث شخص بكلام لا رابط له وتختلط الأمور. يقول المثل: "صونة البعير بدبر الحصان!" فمن المعروف أن البعير لا يصوّن بل "يبعرر!". أو في أحدث كلام قيل قبل سنوات في صحيفة في لندن: إن أفضل طريقة لإسقاط النظام العراقي هي ضرب الفاتيكان بالصواريخ!

التزوير السابع:
 وهذا تزوير لا يحتاج إلى دقة وفحص ومشقة لاكتشافه بل هو يعوي ويصرخ ويلمع مثل درهم مرمي في العيد كما يقال عادة. يقول كريم عبد حرفيا( لم يجد حمزة الحسن من بين الكتاب العرب من يستشهد به غير مطاع صفدي).هل نسى عبد أني ذكرت كتاب الدكتور عبد الله إبراهيم( المطابقة والاختلاف) وقلت أنه كتاب كبير وهي طريقة مخففة ومهذبة لدفع القارئ لقراءته؟! وهل نسى، والمقال موجود، أني ذكرت كتاب البروفسور علي اومليل( شرعية الاختلاف)؟!

التزوير الثامن:
 وهذا أكثر حالات الفبركة والتزوير مدعاة للحيرة لأن خبيرا مثل كريم عبد في هذه الحرفة لا يمكن أن يقع به بسهولة إلا إذا كانت عنده قناعة  عميقة بأني لن أرد على هذه السفاهة كما فعل سعدي. يقول كريم عبد( سنرى عبر المطابقة كيف يكرر حمزة الحسن ما قاله صفدي...الخ ). علما بأني لم أكرر أقوال صفدي بل نقلت مقاطع طويلة من كتابه( نقد العقل الغربي) وهو كتاب فكري مرجعي موسوعي  لا اعتقد أن عبدا اطلع عليه أو سيطلع عليه  وحصرتها بين قوسين يربطان  ثورا!

التزوير التاسع:
كل تزوير سابق له ميزة: واحد يحذف عبارة ويجعلها منقوصة( على طريقة لا تقربوا الصلاة ... وحذف الباقي!) تزوير آخر يلصق صورة بأخرى لصقا تعسفيا، ثالث يشوه، رابع يحرف الخ...وهذا التزوير هو تجديد على الأنواع السابقة. إنه نوع من "التحوير" حتى لا يأخذ المعنى شكله الحقيقي. وهذا هو الدليل: يقول كريم عبد أن حمزة الحسن وقع في "تناقض" حين قال مرة أن  المنطقة لم تعرف الاختلاف ومرة أخرى قال  عرفه الفقهاء وينقل عني قولي( لم يعرف تاريخ المنطقة نموذج المثقف المختلف إلا في حالات لا يحتفل بها) وينقل المقطع الآخر الذي يشكل، حسب ذهنية التحوير، تناقضا( وعرف فقهاء المسلمين هذه الظاهرة قديما وشرعوا للاختلافات الفكرية والمذهبية....في إطار نخبوي فقط).

ويخلص كريم عبد إلى استنتاج  ملفق على أن  هذه( التناقضات هي دليل التعيش المعلوماتي والثقافة الشفوية). هو لا يكتفي بتزوير وجهة نظر موحدة متماسكة واضحة بل يلجأ إلى لعن كاتبها ووصفه بالتعيش على معلومات... فأين هو التناقض بين القول: إن تاريخ المنطقة لم يعرف نموذج المثقف المختلف إلا في( حالات) لا يحتفل بها، ويين القول أن فقهاء المسلمين شرعوا للاختلاف في إطار نخبوي" فقط! أي في "حالات" كذلك"؟! ماذا تعني "حالات" وماذا تعني "نخبوي" فقط؟!

ومن المعروف عن كريم عبد غرامه بمسك خصومه بفكرة" التناقض!" وهو ما يفسر ذكره كلمة ( مراجل!) في فهمه للثقافة، كأن التناقض جريمة كبرى مع أن التناقض صورة من صور الاختلاف ولا أحد يملك الحقيقة وهذا واضح  من خلال آخر مرة  تكلم فيها على محطة شبكة الأخبار العربية وهو يصرخ بغريمه: "هذا تناقض! تناقض! تناقض!"وكرر ذلك مرات!

التزوير العاشر:
 هذا التزوير هو حقيقة اكتشاف ملهم وجديد لا أدري لماذا تأخر الزميل العزيز كريم عبد في تسجيله باسمه كل هذا الوقت؟! هل من باب التواضع؟! أم لأسباب خاصة؟!. يقول كريم عبد حرفيا دون أن يفطن إلى أن هناك مثقفين وكتابا سيتعاملون معه بجدية ذاكرا قولي: ( إن الذي يجعل الإنسان جميلا و يميزه عن الوحش البشري هو وضوح حس العدالة) هذا قول عام  ومثل هذا الكلام العام يقوله أي بدوي في صحراء. لكن ظهر أن هذه الحكمة مسروقة من  مكان آخر. يقول كريم عبد: إن على حمزة الحسن أن يتذكر أين وكيف ومتى  قرأ ذلك( على حمزة الحسن أن يتذكر الكتب والجرائد التي كان ينشر فيها مقالاته ليتأكد كم استفاد من الآخرين وردد أفكارهم؟). مسكين هذا الرجل حقا! . هل يعقل في هذا العصر الهائل أن أتذكر كريم عبد وأتذكر "فضائله!" الثقافية المبهرة التي لم ينتفع هو بها ولم  تسعفه بشيء  ومقاله هذا هو دليل ناصع  على ذلك؟!

 لكن ما هي الحكمة المعجزة التي يبدو أن كريم عبد قد اخترعها وسرقت منه في غفلة؟! يقول حرفيا أنه كتب مرة في صحيفة نكتب فيها معا:(  إن صراع الخير والشر هو ذاته صراع الجميل والمتناقض)!.

 هذه العبارة التي من المؤكد أنها لعبد هي فكرة سطحية وسخيفة وجزء من نظرته العدائية والساذجة "لمنطق التناقض" العميق ولا يمكن لشخص مثلي أن يتبنى منطقا هشا مثل هذا: يمكن للمتناقض أن يكون جميلا أيضا، ويمكن أن يكون الجميل متناقضا حسب فلسفة الاختلاف بل حسب قوانين الحياة والتناقض وهي تتراوح بين تناقضات رئيسية وثانوية وهامشية وطبيعية( الحياة مع الموت، الليل مع النهار ) وعدائية ( الإمبريالية مع الديمقراطية!) ..الخ... في حين أن فكرتي تقوم على التمييز الصارم بين الإنسان والوحش!

 عبارته تشبه عبارة قالتها يهودية لسميح القاسم في شارع في حيفا في حادث شجار( ستنساها يا ولدي. كل شيء يروح بالغسيل!) فهل هذه تحتاج إلى  تسجيل براعة اختراع؟!

إذن ان كريم عبد أول من قال "بنظرية الخير والشر!" فلماذا ترددون أقوال الرجل وتسطون على تعبه الليلي وكدحه الفكري المنهك؟! وأنا أسال القارئ الكريم هذا السؤال: هل حقا أن شخصا بهذه المواصفات يمكن أن يستفيد منه أحد في شيء اللهم إلا في مزاد علني ؟! وإذا كنت أريد أن أسرق فهل من المعقول أن أسرق من هذا الشخص بدل السرقة من كتاب عمالقة ومحترمين ما دام مبدأ السرقة واحدا؟! شكسبير مثلا، دانتي، ديكنز؟! وهل هناك في هذا القول ما يستحق السرقة؟! مرة قلت للصديق الكاتب رزاق إبراهيم حسن في العراق ان شخصا سرق منك مقالة ونشرها محورة فرد علي ضاحكا:هذا حمار!. سألته: ليش؟ أجاب رزاق: ـ لو بيه خير كان سرق من واحد بيه حظ!

إذا كنت اعرف الصحف التي كنت انشر فيها فأنا لم افهم معنى "الكتب" التي كنت أنشر فيها مقالاتي حسب كريم عبد وأنا لم انشر مع الأسف مقالاتي في كتب وهي أكثر من ثلاثة آلاف مقال؟! هل وصل عبد درجة الإنهاك في نهاية مقاله بحيث صار يخلط بين الصحف والكتب كما  خلط من قبل بين المتناقض والجميل، وبين النبي والرائي، وبين سعدي والطاغية....؟!

 ما سأقوله الآن  نكتة ثقيلة وحقيقية لا شك ستدوم طويلا: خلال عملنا المشترك في جريدة" الوفاق" الصادرة في لندن كان السيد كريم عبد يعمل في الصحيفة من داخلها، في حين كنت أكتب لها من الخارج وكان هناك اتفاق بيني وبين السيد صلاح عمر العلي على أن أكتب صفحة أخرى إضافة إلى صفحة ثابتة باسمي باسم مستعار هو قاسم شريف وهو بطل محوري لثلاثيتي الروائية( زمن البرابيك! ـ الأعزل، سنوات الحريق، عزلة أورستا)) ولم يكن كريم عبد يعرف من هو قاسم شريف ولم يطلعه صلاح عمر العلي على الأمر لأسباب قالها لي السيد العلي ولا ضرورة لها لأني لا أريد الخوض في خصوصيات غير مهمة لنا ولا في جوانب شخصية كما فعل هو ومن أجل أن يتمتع القارئ بشيء ما في الأقل.

كتبت تحت هذا الاسم أكثر من 12 حلقة كما أتذكر عن( الاختلاف!) بجانب زاوية كريم عبد. واليوم حين يقول كريم عبد حرفيا ( على حمزة الحسن أن يتذكر كم استفاد من الآخرين وردد أفكارهم قبل أن يتمرجل عليهم ثقافيا ويتحدث عن ثقافة الاختلاف) يريد إيهامي مع القارئ ـ لكون كريم عبد لا يعرف أني صاحب المقالات! ـ بأنه هو كريم عبد الذي كان يكتب تحت ذلك الاسم  وهو قاسم شريف لا أنا وعلي أن أعترف بدور " الآخرين" أي دور قاسم شريف ولا أتمرجل وأتحدث عن ثقافة الاختلاف؟! .وهنا يكون المثل العراقي صائبا إلى أبعد حد بل متطابقا: حرامي يعاتب المبيوك( المسروق) والمبيوك يتعذر!

 أي، بصريح العبارة، يطلب مني أن أعترف له بملكية مقالاتي ـ عملية تشليح علنية! ـ  عن الاختلاف التي نشرتها دون علمه باسم قاسم شريف قبل سنوات وشرع هو بإعادة صياغتها هذه الأيام في موقع "إيلاف" وفي غيره وهو ما لمحت إليه ،بحياء، في مقال "مكتشفو السراب"! 

وكلمة" أتمرجل" هي أدق وصف أخلاقي لمفهوم الثقافة عند كريم عبد( ثقافة المراجل!) التي تحدث عنها المرحوم علي الوردي وتعكس الجو النفسي الداخلي( وهي رد دفين على وخز مقال "مكتشفو السراب!") وهي" ثقافة" لا تنتج معرفة بل تحشد وتعسكر وتحرض وتوصم وتحاكم وتراكم كل هذه الأكاذيب في مقال واحد، وهي قادمة من الأمكنة التي اتهمنا بها: حمام أو مقهى لا علاقة للثقافة بها وهي تكشف كيف أدى مقال" مكتشفو السراب" وكراهية الشاعر سعدي يوسف بهذا الرجل إلى "تعميم" شعور الكراهية حتى سقط في فضيحة كنت أود لو تحدثنا عنها بوسائل خاصة بعيدا عن الناس وهو تنازل  شجاع لا يستحقه!

 

****************

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=13360
الضحية تشتاق إلى جلادها، حمزة الحسن نموذجاً
كريم عبد



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام القبض على الدكتاتور13 عقلية المافيا الثورية
- أوهام القبض على الدكتاتور 12 عفريت الفتنة
- أوهام القبض على الدكتاتور 11 المثققف المختلف، سعدي يوسف نموذ ...
- أوهام القبض على الدكتاتور 10 تفكيك فكر العاهة
- أوهام القبض على الدكتاتور9 النجاسات الثلاث
- أوهام القبض على الدكتاتور 8 العار والفرقة الناجية
- أوهام القبض على الدكتاتور 7 المحاكمة
- أوهام القبض على الدكتاتور6 أحفاد الدكتاتور
- أوهام القبض على الدكتاتور 5 الإمبراطور الحافي
- أوهام القبض على الدكتاتور 4 نقد الأساطير الاجتماعية والمرايا ...
- أوهام القبض على الدكتاتور 3 ذهنية القبو الحزبي
- أوهام القبض على الدكتاتور2 ، القمل موجود في رؤوس الآلهة
- أوهام القبض على الدكتاتور 1 وهم المعنى الوحشي للشجاعة
- من خطاب تبرير الحرب إلى خطاب تبرير الخراب
- أحزان العمة درخشان
- نهرب ونسمّى منقذين،ونخون ونُعتبر أبطالا
- الحروب السعيدة
- المنشق والمؤسسة والراقصة
- سجناء بلا قضبان
- الصحافة الالكترونية وسلوك الزقاق


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الحسن - أوهام القبض على الدكتاتور14 مثقف التزوير، كريم عبد نموذجا