نداء إلى تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية

عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 2275 - 2008 / 5 / 8 - 10:40
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

لماذا لا تنظم وقفات احتجاجية موحدة في الزمن ومتفرقة في المكان يومي 13 و21 مايو 2008
سعيا إلى توحيد المطالب النقابية ونضالاتها

تناضل تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية منذ سنتين تقريبا في مواجهة السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت في افقار واسع للطبقتين الوسطى والدنيا بسبب البطالة الواسعة حتى بين حاملي الشهادات العليا وتجميد الأجور والرواتب ورفع معدلات الضريبة على الإنفاق والزيادة في أسعار مختلف المواد والخدمات الأساسية وتفكيك المرافق العمومية الحيوية خاصة قطاعي الصحة والتعليم، وهذا في الوقت الذي لا تتوقف فيه هذه السياسات عن منح الهدايا تلو الأخرى لرأس المال كان آخرها تقليص معدل الضريبة على الشركات من 35 % إلى 30 % .
ولأول مرة في تاريخ المغرب نظمت تنسيقيات مناهضة الغلاء ثلاث مسيرات احتجاجية على هذه السياسات التفقيرية (24 دجنبر 2006 و25 مارس 2007 و2 شتنبر 2007)، لكن حدة نضالات التنسيقيات تراجعت مؤخرا لعدة أسباب كان آخرها فشل الملتقى الرابع للتنسيقيات في 2 مارس 2008، فلم تعد حركة التنسيقيات المناهضة تواكب الغلاء المستمر في التصاعد والإفقار المستمر في الانتشار والهشاشة التي تصيب الطبقة العاملة يوما عن آخر كان آخر تجلياتها انهيار عمارة المنال بالقنيطرة ومحرقة ليساسفة التي ذهب ضحيتها العشرات من العاملات والعمال.
الشيء الإيجابي في حركة التنسيقيات أنها تتمتع باستقلالية في اتخاذ قراراتها، وأنها لا تخضع لسلطة مركزية ما دامت مهام لجنة المتابعة الوطنية تقتصر على ما تقرره ملتقيات التنسيقيات عند انعقادها. لذلك يمكن للتنسيقيات المنتشرة عبر التراب الوطني والتي يصل عددها إلى 90 تنسيقية والمتواجدة في العديد من المدن والقرى والمداشر أن تواصل برامجها النضالية في مناهضة السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتسببة في الفقر والغلاء وتدهور الخدمات العمومية وضرب مقومات الحياة الكريمة للطيقة العاملة.
ومعلوم أن تنسيقيات مناهضة الغلاء تتشكل من عدد من المكونات النقابية والحقوقية والجمعوية والفعاليات المستقلة بالإضافة إلى التنظيمات السياسية، وتوجد اليوم عدد من المركزيات النقابية في موقف دفاعي عن وضعية الطبقة العاملة وحقوقها وحرياتها الأساسية في مواجهة انتصار الحكومة للباطرونا ولنفس السياسات التي تتسبب في الغلاء والإفقار، وفي تجاهل تام للأغلبية الساحقة من العمال والفلاحين والمسحوقين.
لذلك يظهر أن الوقت قد حان لانخراط التنسيقيات في عمل نضالي إلى جانب المركزيات النقابية الداعية للإضراب، فقد دعا كل من الاتحاد النقابي للموظفين التابع للاتحاد المغربي للشغل وكذلك الفدرالية الديمقراطية للشغل والمنظمة الديمقراطية للشغل لإضراب وطني في قطاعات الوظيفة العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية يوم الثلاثاء 13 مايو 2008 كما دعت الكنفدرالية الديمقراطية للشغل إلى إضراب عام في القطاعين العام والخاص يوم الأربعاء 21 مايو 2008. ففي هذا الإطار يمكن لتنسيقيات مناهضة الغلاء حسب شروطها الذاتية أن تبرمج وقفات احتجاجية في الساحات العمومية تكون موحدة في الزمن ومتفرقة في المكان يومي 13 و21 مايو 2008، على الساعة الحادية عشرة صباحا، وبذلك ستعبر التنسيقيات من خلال ذلك عن استنكارها لتجاهل الحكومة للمطالب الاجتماعية الأساسية التي تعبر عنها منذ سنتين تقريبا، وبأن مطالب الشغيلة هي نفسها مطالب التنسيقيات.
لقد رددنا دائما شعار لن نخسر بنضالنا أكثر مما خسرناه بصمتنا، وهذا الشعار لا زال قائما ما دامت الأوضاع لم تتغير.

#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات