احمد فايق دلول
الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 10:20
المحور:
الادارة و الاقتصاد
الدولار ما بين هبوط وصعود ,, وشبح الغلاء الذي يطارد المواطن كظله في أروقة حياته القاسية ,, ليسا صدفة قدرية ,, وليسا يتيمين وسط زحام المسببات التي تتقاسم الدور هنا وهناك ,, ولربما يكون أحدهما نتيجة
طبيعية وحتمية للآخر ,, لعلّ السياسة تلقي بظلالها هنا ,, لتلقي بأحمالها على رغيف الخبز الذي ربطه الساسة بالدولار وبما أن الدولار عبدا لأطماعهم وهم عبيد للدولار ,, فهذه متاهة لا بد من محاولة معرفة مساراتها وما المرسوم له والمخطط له أن يكون من خلف تلك السياسات !
البعض يحاول التحليل ,, والتفسير ,, ومعرفه جنس المولود الذي تحمله الأيام القادمة في رحمها ,,, والبعض يحاول تفسير ملامح الأم الحبلى بهذا المولود علّه يتصور ملامح ما في رحمها من مستقبل !!
بالتأكيد أننا لن نختلف أن لا شيء عفوي في السياسة ,, حتى الثورات هنا وهناك فهي مخطط لها بإحكام وثورة الدولار هذه والتي يراها البعض عفوية ويقلل من شأنها ويستميت في الارتباط بها حتى وإن بلغت خسائره الكثير ,, بالتأكيد ليس وفاء للدولار وإنما وفاء لحكومته التي تربط نيرا من العبودية حول أعناقهم ,, وإن كان مصدرو النفط الذين يصدرونه للكيان المسخ ليمنعه عن غزة ,, هم ذاتهم يستميتون في التمسك بارتباطهم بالدولار للتغطية على خسائرة ,,
الدور المحوري للدولار الأمريكي
1. الدولار الأمريكي هو عملة الاحتياطي العالمي حيث تحتفظ البنوك المركزية في معظم دول العالم باحتياطيات كبيرة من الدولارات الأمريكية لتلبية احتياجاتها من السلع والخدمات المستوردة ، بل إن ثلثي احتياطات دول العالم بالدولار الأمريكي
2. 80% من مبادلات الصرف الأجنبي تتم بالدولار الأمريكي
3. ان 50% من صادرات العالم اليومية تتم بالدولار الأمريكي ، بما فيها النفط
4. حجم التداول بالدولار حولا العالم يفوق 3 تريليون دولار أمريكي ، أي أكثر من (300 مليار) دولار
5. الدولار الأمريكي مدعوم باقتصاد أمريكي قوي ، و الاقتصاد الأمريكي مدعوم بقوة عسكرية كبيرة جدا و تحاول التسلط علي العالم .
أسباب انخفاض الدولار الامريكي :
بطبيعة الحال يرجع انخفاض الدولار الأمريكي إلي عدة أسباب مالية و فنية و نقدية و عسكرية و أسباب دولية و أسباب أخري يمكن إجمالها في الأتي :
1. سياسية مدروسة و متعمدة من قبل الحكومة الأمريكية ، لتدعيم اقتصادها و زيادة صادراتها إمام الواردات، من ثم تعديل العجز في ميزان المدفوعات ، حتى إن الأمريكان يخططون إلي أن يستمر الدولار في الهبوط حتى شهر أغسطس إلي 17%.
2. التداعيات التي نشأت عن أزمة القروض العقارية عالية المخاطر و التي تكبدت في خاسرة (11) مليار دولار ، حيث شملت عددا كبيرا من البنوك و أدت إلي إفلاس بعض البنوك و انخفاض سعر الفائدة
3. الدور الرئيس الذي تلعبه كل من الصين و روسيا و دول جنوب شرق آسيا (ماليزيا و اليابان) ، حيث أن روسيا تمتلك ( .39- 400 ) طن من الذهب ، و الصين مثلها تقريبا .
4. إن روسيا لا تبيع البترول أو النفط بالدولار الأمريكي ، بل تبيعه باليورو مما أدي إلي زيارة الطلب علي العملات الأخرى و انخفاض الطلب علي الدولار الأمريكي .
5. والرغبة في تخفيض العجز في الحساب الجاري الأمريكي الذي وصل إلى مستويات قياسية إذ إنه قد تجاوز الستمائة وواحد وثلاثين مليار دولار أمريكي في عام 2006 أي ما يشكل 5.3% من الناتج المحلي الأمريكي وإن انخفاض قيمة العملة سيعمل على تحفيز الصادرات وجعلها أكثر رواجًا لدى المستهلكين في أنحاء العالم كما يخفض من حجم المستوردات التي يستهلكها الأمريكيون بسبب غلاء المنتجات المستوردة عما كانت عليه سابقًا.
6. حيث السياسة الأمريكية الخارجية بقيادة جورج بوش كانت قد استنفدت كل الفائض المالي الذي حققته إدارة الرئيس الأسبق كلينتون والذي كان يقدر (256) مليار دولارًا في أقل من ثلاث سنوات ليتحول إلى عجز مالي يقدر (455) مليار دولار أمريكي بسبب حروبها الموسعة في كل من أفغانستان والعراق ، مما أسهم كثيرًا في إضعاف قيمة الدولار الأمريكي.
7. العديد من الدول بدأت تحول احتياطاتها من الدولار الأمريكي إلي سلة (مجموعة) من العملات مثل إيران و سوريا و الكويت . . .
8. قيمة السندات الأمريكية غير المسددة بلغت منذ عامين (1.5) تريليون دولار ، و بلغ قيمة الفوائد علها تقريبا ( 25 ) مليار دولار .
9. يبلغ العجز في الموازنة المتوقعة للسنة الحالية (400) مليار دولار ، وقد كان العجز قبل ذلك أكثر من (600 ) مليار دولار ، أي بنسبة تزيد عن 5% من حجم الناتج القوي الإجمالي الأمريكي و هذه النسبة لم يسبق لها مثل لدي الأمريكان .
10. طلبت أمريكا من الصين أن ترفع سعر العملة ، و لكن الصين رفضت هذا الطلب .
الفوائد التي تجنيها أمريكا من هذا الانخفاض
1. زيادة الصادرات الأمريكية و تخفيض الواردات ، و من ثم تعديل العجز في الميزان التجاري و ميزان المدفوعات الأمريكي ، لذلك قامت فرنسا بدعوة بعض الدول لاتخاذ قرار بوقف هذا الانخفاض ، و تثبيت سعر الصرف .
2. اقتصاديات الدول الكبرى ستصبح في كساد و بالتالي ستنخفض معدلات النمو الاقتصادي فيها .
3. أمريكا أفرطت في إصدار النقد لأنها اعتمدت علي إن يكون ليس محليا فحسب ، وإنما عالمي
آثار انخفاض الدولار علي العملات الخليجية و علي المنطقة العربية :
1. العملات الخليجية مرتبطة بالدولار ، والضعف ي الدولار سيؤدي إلي ضعف في العملات الخليجية ، و دول الخليج تخسر سنويا (20) مليار دولار نتيجة الانخفاض في قيمة الدولار الأمريكي .
2. لكن الدول الخليجية تعوض هذه الخسارة بطريقة غير مباشرة و هي تتمثل في ارتفاع أسعار النفط الخليجي ، وكذلك ف‘نها تصدر بالدولار و تبيع باليورو و عملات أخري .
3. 34% من واردات دولة الإمارات العربية و الكويت باليورو و الين الياباني .
4. انخفاض قيمة الدولار سيؤثر سلبًا على عائدات بيع سلع الدول النامية في الأسواق الأوروبية واليابانية ، ومن جهة ثانية فإن ربط أي عملة وطنية بالدولار يعني ربط معدلات التضخم المحلية وأسعار الفائدة بالتي في الولايات المتحدة ، الأمر الذي يعكس كل نتائج المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها أمريكا على هذه الدول مثل تباطؤ النمو الاقتصادي وتداعياته السلبية على المؤشرات الرئيسية المعبرة عن أداء الاقتصاديات المحلية للعديد من الدول الصناعية والنامية على حد سواء.
خسائر الاقتصاد العالمي من انخفاض الدولار
1. أن انخفاض سعر صرف الدولار يؤثر سلبًا على كل المصدرين العالميين من خارج أمريكا وعلى رأس القائمة الاتحاد الأوربي واليابان والصين، وهذا ما حدا باليابان إلى تخفيض سعر عملتها أيضًا أمام اليورو للحد من أثر تراجع سعر صرف الدولار على صادراتها.
2. يؤدي انخفاض سعر صرف الدولار إلى تضخم في الأسعار في الولايات المتحدة والدول الأخرى وبشكل خاص في أسعار المواد الخام وعلى رأسها النفط، مما يحد من الاستيراد والاستهلاك وبالتالي من عجز الميزان التجاري الأمريكي، ويرجع المحللون سبب خفض البنك المركزي الأمريكي (مجلس الاتحاد الفيدرالي) لسعر الفائدة على الأذون إلى ارتفاع نسبة الاستهلاك في الأسواق الأمريكية والأداء السيئ لقروض الإسكان وأزمتها الكبرى لقطاع الإنشاءات وبالتالي ارتفاع العجز في ميزان المدفوعات الذي يجب خفضه من ناحية وتخفيض فائدة القروض الداخلية من ناحية ثانية لإعطاء دفعة مشجعة للاستثمار بسبب انخفاض سعر الفائدة الدائنة على القروض.
3. كما أن تعزيز ارتفاع اليورو وتراجع الدولار أدى إلى رفع سعر الفائدة الأوربية على أذوناتها في محاولة لتقليص الفجوة بينها وبين مثيلتها الأمريكية إلى أقل من نقطة واحدة.
كيف يؤدي انخفاض الدولار إلى ارتفاع أسعار النفط؟
1. يتم تسعير النفط وبيعه وشراؤه بالدولار.
2. كل النفط في العالم يسعر بالدولار ولكن هناك بعض الدول التي تشترط أن تتسلم العائدات باليورو.، تسلم العائدات باليورو لا يعني تسعير النفط باليورو، ولا يوجد أي نفط في العالم الآن يسعر باليورو.
3. تسلم أغلب الدول عائدات النفط بالدولار، ولكنها تستورد سلعاً وخدمات من دول شتى بعملات مختلفة.
4. تستثمر شركات النفط العالمية في دول مختلفة، الأمر الذي يعني أن تكاليفها تكون بالدولار وغير الدولار، في الوقت الذي يباع فيه نفطها في الأسواق العالمية بالدولار.
5. الفوائض المالية للدول النفطية موزعة على عملات مختلفة يحتل الدولار فيها نصيب الأسد.
6. أحد أسباب انخفاض الدولار هو زيادة العجز في الميزان التجاري الأمريكي. أي أن اتساع الفجوة بين ما تصدره الولايات المتحدة وبين ما تستورده يسهم في تخفيض الدولار.
#احمد_فايق_دلول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
