أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - في صراع الدين والحداثة














المزيد.....

في صراع الدين والحداثة


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتقد بعض المفكرين أن الدين مساهم رئيسي في تراجع الحداثة والعصرنة والديموقراطية، فيما يرى آخرون أن ولادة الحداثة وظهور المجتمع الديموقراطي الحديث أدى إلى تراجع دور الدين.
يلاحظ ألكسيس دو توكفيل (1805 – 1859) دور الدين المهم في تشكيل الديموقراطية وتطورها في أمريكا، ويبلور بضعة ملاحظات حول العلاقة بين الديموقراطية والدين، ويستغرب وجود حيوية دينية كبيرة في المجتمع الأمريكي ما يتعارض والقول بأن انبثاق المجتمع العصري الديموقراطي الحديث يؤدي إلى تراجع دور الدين.
جان بول ويليم مؤلف كتاب "الأديان في علم الاجتماع" يعتقد أن الولايات المتحدة لم تتميز فقط بحيوية دينية أكيدة، بل ترافقت فيها "روح الدين" مع "روح الحرية". لذلك يبدو الدين بالنسبة إليه كأنه مساهمة في الديموقراطية أكثر مما هو عقبة في طريقها. غير أنه ينتقد أفكار دو توكفيل ويعتبرها قديمة، ويعتقد بأنه يعبر عن قناعات لا تتمتع بصراحة العرض العلمي. لكنه يشيد به في جهة أنه يمهد الطريق أمام الأبحاث حول "الديانة المدنية"، كما يطرح رؤى حول الربط بين الحداثة والعصرنة وبين تراجع الدين من خلال مراقبة مجتمع تتوافق فيه "العصرية والدين".
ماكس فيبر (1864 – 1920) يبدو قريبا من مدّعي التأثير الإيجابي للدين في العقلانية ومن ثَم في الحداثة والديموقراطية. فبالنسبة إليه، الدين، بالطبع يقصد فيه المسيحي، هو "نوع خاص من التصرف في المجتمع". حيث يرى أن الدين يتعلق بالحياة الدنيا، حتى من خلال أي إشارة إلى أي نوع من أنواع الحياة الآخرة. كذلك يرفض فيبر تعريف الدين باللامعقول، مؤكدا أن "الأعمال التي يشكل الدين حافزا لها هي أعمال منطقية أو منطقية نسبيا". لذلك هو يعتقد أن عقلنة الدين لعبت دورا جوهريا في انبثاق الحداثة.
ويعتقد بول ويليم أن الولايات المتحدة واليابان هما بلدان يجسدان الحداثة بشكل خاص، فيمثلان نموذجين عن مجتمعين يوفقان بين الحداثة والدين: الأول بسبب المحافظة على نسبة مهمة في الالتزام الديني (نسبة الممارسين فيها حوالي 40 بالمائة) والدور المهم الذي تلعبه الحركات "الجوهرية" البروتستانتية. والثاني لأنه مجتمع تم فيه تطوير الصناعة في إطار النظام الثيوقراطي واحتلت الحركات السياسية الدينية ساحته السياسية.
ويستنتج رودجر فينك في كتابه "أمريكا غير مدنية" (منشورات ستيف بروس، أوكسفورد 1992) أن "التنبؤ من خلال نموذج التمدين بانحطاط الدين لا تعززه التطورات التاريخية في الولايات المتحدة. فالعصرنة لم تترافق وعملية التمدين المتوقعة مطوّلا".
ويقول ويليم إن استمرار عبادة الأجداد في اليابان، إضافة إلى الإحصاءات الدينية التي تذكر كل عام أن 80 مليون ياباني يؤمون المعابد المهمة في فترة أعياد رأس السنة (هاتسومود) للحصول على التعاويذ والتمائم للحماية عاملان قد يدفعان إلى الظن بأن ذلك المجتمع غير مدني.
ما هو معروف أن الحداثة تتمثل في الليبرالية السياسية والاقتصادية. وبالطبع أصاب النائب الكويتي السلفي السابق والمرشح الحالي وليد الطبطبائي حينما أشار إلى أن الصراع الراهن في المجتمع الكويتي هو صراع بين التيارين المحافظ والليبرالي، أو بين الأصولية الدينية التقليدية والحداثة. ويشير ويليم إلى صراع بعض البروتستانتيين "الجوهريين" في الولايات المتحدة ضد الليبرالية مطلع القرن الماضي. ويؤكد بأنهم كانوا يرون في الليبرالية تهديدا لأسس الإيمان المسيحي، وعارضوا المفاهيم الداروينية بشكل خاص لأنها كانت بنظرهم تمسّ التعليم المقدس حول الخلق. وفي ثمانينات القرن الماضي حاولوا منع ما تعلمه المدارس الرسمية من نظريات إيديولوجية حول التطور بحجة أن تعليم تلك النظريات مسّ بحيادية المدرسة دينيا.
في الجانب اليهودي يشير ويليم إلى ظهور التشدد الديني لدى التقليديين المتشددين ولدى الوطنيين الدينيين. ويؤكد، على سبيل المثال، أن التقليديين المتشددين يتفاعلون بشكل سلبي مع الحداثة ومع علمنة المجتمع، وأنهم يطمحون إلى يهودية أصيلة، أي إلى حياة كاملة حسب الطريقة اليهودية الأصيلة التي تحترم فيها الممارسات التقليدية بدقة. أما الوطنيون الدينيون فهم محاربون في سبيل "إسرائيل الكبرى" ويودون ملء الأراضي العربية التي تم احتلالها عام 1967 بالسكان بطريقة لارجعة عنها، ويمثل "غوش أمونيم" أو "كتلة الإيمان" هذا التيار.
في الجانب الإسلامي لا يزال الدين يعتبر معوقا أمام التصالح مع الحداثة. ورغم ظهور مدارس فكرية دينية تسعى للعب دور إيجابي في هذا الإطار، إلا أن الغالب على الأمر هو استمرار حالة العداوة إن صح التعبير. فالفكر الديني في الضفتين السنية والشيعية لا يزال يعتبر أفكار الحداثة وأفكار الليبرالية والديموقراطية مناهضة للدين الإسلامي.
إن القائمين على الفكر الديني الإسلامي، وبالذات في الجانب السُني، السلفي، لا يزالون يؤكدون على التقيّد حرفيا بالنص الديني المقدس (القرآن الكريم والسُنّة) في سبيل مواجهة فقدان الهوية الإسلامية. يقول السلفي عبدالمنعم مصطفى حليمة أن "الديموقراطية ليست خيارنا الوحيد – كما يقولون – بل خيارنا الوحيد هو الإسلام.. وأي خيار نرتضيه غير الإسلام، يعني الإنسلاخ كليا من دين الله تعالى والدخول في دين الطاغوت".
في الجانب الشيعي هناك اهتمام كبير بالإمامة وبظهور الإمام المهدي. وحسب إ. ريشار في كتابه "الأصولية الإسلامية في إيران" هناك أشكال عدة من الأصولية الشيعية، بعضها تخدّر السياسة باسم انتظار الإمام المهدي فتؤجل الثورة حتى ظهوره وتنمي نوعا من الطمأنينة. ويشير ريشار إلى أن الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني اتسمت بعقيدة الإمامة. ومن خلال رفض الفصل بين السياسة والدين وتشجيع عدالة اجتماعية "ثورية دينية"، اعطت الخمينية نفسها دور الناطق باسم المحرومين والصراع ضد الليبراليين والإسلاميين الإصلاحيين الجاهزين للقيام بتنازلات لحساب المنظار العلماني الحداثي.



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنُسقط العمامة المسيّسة
- الإسلاميون غير تواقين للديموقراطية
- المرأة.. قاصرة.. متبوعة.. غير حرة
- الليبراليون.. وإصلاح الدين
- في نقد الخطاب الليبرالي الكويتي
- يفخخ المجتمع.. ثم يتبرأ من تبعات الانفجار
- الزرقاوي ومغنية.. وسؤال الطائفية
- حزب الله.. والفكر الوصائي لنظام التقليد
- حزب الله.. ومغنية.. والكويت
- الدين والدنيا
- الخطاب الأسطوري.. والتديّن العقلاني
- التفسير الأسطوري.. ومفهوم التعددية الإيمانية
- التفسير الأسطوري.. وكربلاء.. والحياة الحديثة
- في نقد التفسير الأسطوري لحادثة عاشوراء
- أعداء المرأة
- الخطاب الديني.. والأخلاق.. وحقوق الإنسان
- قضايا الأمة أهم من حقوق الإنسان
- العلمانية والأخلاق:رفض تدخل الدين
- المعتزلة والأخلاق:النص يتبع العقل
- مبدعون كويتيون.. ومجزرة معرض الكتاب


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - في صراع الدين والحداثة