عامر شاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 09:12
المحور:
المجتمع المدني
هناك تعار يف متعددة لكلمة المثقف قد لا يكفي مقال لذكرها لو أردنا ذكرها بالتفصيل.فكل يضع تعريفا وتفسيرا لهذه الكلمة من وجهة نظره الخاصة ولكن يبقى تفسيرا قد يكون مشتركا عند الغالبية من هؤلاء وهو إن المثقف من الم بقدر من المعرفة يكفي لوعي وإدراك مايحيط بالفرد(في زمانه) من مسارات المجتمعات البشرية وما أفرزت تلك المسارات على الصعيدين المادي والتجريدي.
وفي هذا الوقت بالتحديد وللشعب العراقي بالذات,نجد انه وقع على من يحمل هذه الكلمة فكرا وسلوكا عبئ كبير يجب عليه النهوض به,حيث مرور العراق بمنعطف حاد في تأريخه وانفتاح الشعب على الفكر العالمي بعدما قضى سنين من الكبت والسجن الثقافي والفكري,نعم لقد انفتح الباب فجأة أمام كافة التيارات الثقافية والسياسية فحرية الرأي الآن في العراق قد تكون شبه تامة إن لم تكن تامة.
إن المتأمل عن كثب لتلك الصراعات الفكرية على الساحة العراقية يرى إن الصراع الأقوى هو بين النظرية الإسلامية من جانب ونظريات الغرب من جانب آخر والبقية تشغل حيزا صغيرا يمكن إهماله.
وفي ظل تلك الظروف يتحمل المثقف أو المتعلم أو الأكاديمي أو سموه ما شئتم..يتحمل واجبا لايمكن أن يشغله غيره ..انه دور لايمكن أن يلعبه الإسلامي المحافظ الرافض للثقافات القادمة جملة وتفصيلا ..ولا العلماني الذي أوغل في العلمانية وانسلخ من كل ما كان عليه وما يربطه بدينه أو مجتمعة أو حضارته.
انه المثقف ذو النظرة الوسطية المعتدلة الذي يحمل ثوابت دينه وحضارته نقيه من دنس الخرافات ومطرزه بمحاسن الحضارات الحديثة التي لا يستطيع احد نكرانها.
نعم هؤلاء الصنف من الناس هم فقط ممكن أن يلعبوا دور حلقة الوصل بين شعوبنا وما تحمله من قيم وتقاليد وثقافة خاصة بها وبين السيل الهادر من الثقافات القادمة إلينا,وليس دور حلقة الوصل فقط وإنما بمثابة الفلتر لتلك الثقافات لتخليص الطبقة الساذجة من الناس مما قد يصيبهم من درن وشوائب تلك الثقافات والمحاولة قدر الإمكان السماح بنفوذ ما هو حسن....انه نداء لكل مثقف أدرك قدر نفسه ليحارب بقلمه في هذه الحرب التي يخوضها العراق فالعراق الآن بأمس الحاجة لهم..
#عامر_شاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟