|
مشروع إسرائيل الكبرى، منفعة أم مضرة ؟؟.
عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2273 - 2008 / 5 / 6 - 10:44
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لو قمنا بعملية استطلاع بسيطة وحاولنا من خلالها استقراء آراء عينة من المتدينين بالبلدان الإسلامية ، و لنحصر هذه العينة في صنف المتتبعين ولو بعض الشيء للشأن السياسي خصوصا الصراع العربي الاسرائيلي ، وليكن سؤالنا الموجه لكل واحد منهم على الشكل التالي: بماذا توحي اليك فكرة " مشروع اسرائيل الكبرى "؟؟ مما لاشك فيه أن الأجوبة ستكون متقاربة و ستأتي على النحو الآتي : (….مشروع اسرائيل الكبرى مؤامرة دنيئة تحاك ضد المسلمين من طرف اليهود و بتواطؤ علني ومكشوف مع الغرب الامبريالي هدفها السيطرة على مقدرات و امكانيات الأمة لاقامة كيان يهودي فوق أراضي اسلامية ...) في احدى اجتماعات لجنة القدس التي انعقدت في ثمانينيات القرن الفارط بالدار البيضاء المغربية و التي كان يرأسها ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، وأثناء تناوله للكلمة باسم وفد فلسطين قام ياسر عرفات و أخرج من جيبه قطعة نقذية اسرائيلية من فئة "شيكل" واحد ولوح بها عاليا شارحا ما كان منقوشا على احدى واجهاتها والتي كانت عبارة عن خارطة ترمز لمملكة اسرائيل الكبرى و تضم فضلا عن فلسطين أجزاء من لبنان و سوريا و العراق ومصر و الأردن وتمتد في عمق الجزيرة العربية لتصل حتى يثرب احدى أهم المزارات الاسلامية و أكثرها قدسية لدى المسلمين. المؤتمرات العربية التي حضرها أو عاصرها أبو عمار ابتداء من مؤتمر 1965 وهي السنة التي طالب فيها الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة البلدان العربية الاعتراف بدولة اسرائيل كواقع يجب التعامل معه علي قاعدة القرار الأممي رقم 181 لسنة 1947 القاضي بتقسيم فلسطين إلي دولتين والقرار الاممي رقم 149 الداعي إلي عودة اللاجئين إلي ديارهم ، ومؤتمر الخرطوم سنة 1967 المشهور بلاءات العرب الثلاثة لا للاعتراف – لا للتفاوض – لا للتطبيع ومؤتمر 1969 سنة الحريق الذي شب بالمسجد الأقصى و مؤتمر 1974 حيث تم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .....وصولا الى آخر المؤتمرات التي حضرها أبو عمار ، وكلها كانت تتم داخل قاعات مزينة بأعلام الوفود ومثبتتة على جدرانها خارطة الوطن العربي الكبيــر !!!أبو عمار الذي استفزه نقش صغير على قطعة نقذية لم يعر اهتماما لخارطة الوطن العربي الكبيرة المستفزة لشعوب أصيلة بمنطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقية كالشعب الأمازيغي والمصري و الكردي. العقيد معمر القذافي و في قمة هذيانه بالوحدة العربية لم يكتفي بالخارطة المتعارف عليها رسميا من طرف البلدان المنضوية تحت لواء الجامعة العربية ، بل عمل جاهدا على توسيعها لتشمل أمصارا و أقطار في العمق الافريقي، فضمت اثيوبيا وتنزانيا وتشاد و النيجر ومالي وبوركينا فاسو و أجزاء من نيجيريا وشرق كينيا ومدغشقر .....كما اقتطع أجزاء من ايران الفارسية وتركيا ليضمها لخارطة الجنس العربي التي كانت تزين فضائية الجماهيرية الخضراء، كل هذا كان قبل أن يصاب العقيد بمس قرب احدى بحيرات افريقيا الاستوائية من قبل عفريت أزرق زهران ، فكان ما كان ، يومها رجع قائد الثورة محموما معقود اللسان ، ليعطي أوامره لمصنع الأقمشة بطرابلس وفزان، لانتاج عباءات و طرابيش وقمصان، مرسوم عليها خرائط القارة السمراء ونمنمات من ثقافتها وتراثها ولمسات من عبق أدغالها و أحراشها، كما أمر صانع الخيام بصنع سرادق مزركش بنخيل واحات الصحراء الكبرى وكاكاو غينيا ومانجا الكاميرون وفول السودان، كما أمر القائد الملهم بانزال كل الخرائط السابقة بمختلف المؤسسات وتعويضها بخرائط القارة السمراء، خاتم العقيد الذي لا عقيد بعده لم يخلو هو الآخر من نقش أفريقي أصيل أهداه له أحد الصاغة الذي تعلم حرفة الصياغة من يهودي ليبي غادر ليبيا منذ أكثر من أربعين سنة أبناء الصائغ شلومو الطرابلسي يطالبون بعقار والدهم والذي هو عبارة عن بيت بسيط بحارة اليهود ومتجر بسيط لصياغة الفضة الذهب كان بجنبه... بعض من بزات القائد رسم عليها هي الأخرى صور لحكماء أفريقية كنيلسون مانديلا و باتريس لومومبا و أحمد بن بلا ..... الرسميون بمملكة آل سعود اعتمدوا هم الآخرون خارطة تبدو و كـأن امارات الخليج و سلطنة عمان و اليمن السعيد جزء من المملكة الوهابية الكبيرة،ولو أن حلمهم يفوق ذلك بكثير. خارطة اسرائيل الكبرى والتي استفزت أبا عمار ومعه أمة المليار قد يكون لها تفسير آخر كما صرح بذلك زعيم حزب شاس الاسرائيلي " أرييل درعي " ، وهذا التفسير حسب درعي وهو الاشعاع الثقافي و الحضاري لاسرائيل خارج حدود "يهودا" و"السامرة"، واثبات انتماء شعب اسرائيل التاريخي وتجذره بمنطقة الشرق الأوسط واستعداده للعب دور محوري في التنمية وازدهار شعوب المنطقة الى جانب جيرانه العرب و المصريين و الترك والفرس .. من حق الشعوب أن تحلم بمشاريع حضارية و انسانية نبيلة، ومن حقها أن تطمح للريادة لكن في مجال التنوير و اشاعة القيم الانسانية. مناضلو الحركة الأمازيغية لهم حلمهم المشروع في اقامة وطن تامزغا الكبير الممتد من واحة سيوة شرقا حتى أرخبيل تيكنارين غربا كما يطالبون بدسترة الأمازيغية كلغة وثقافة و هوية . في مصر الفرعونية تناضل العديد من الفعاليات الوطنية من أجل اللاعتراف بأصالة وهوية مصر الحقيقية واقناع المستلبة عقولهم بأن العروبة مجرد قناع وضعه عبدالناصر والقومجيون العرب على وجوه المصريين ، هذا الاستلاب استغلته الوهابية بمكر لتضفي عليه طابع العقيدة التي لا تتزعزع ....الوهابية و رغم صراعها الظاهر مع عبدالناصر العروبة الذي أسدى لها خدمة كبيرة و مهد لها الطريق دون أن يدري لتتغلغل الوهابية في أدق التفاصيل ، فأصبح من تعرب وتوهب أكثر شراسة وعدوانية من العربي الأصيل في الدفاع عن عقيدة بني وهاب و قد يختطف طائرة ركاب مدنية ليفجرها فوق رؤوس الأبرياء بدماء باردة، وفي غزوة مانهاتن لآية لقوم يتفكرون. مصر الفرعونية، الوجود العبري، تامزعا الكبيرة ، كردستان الحرة....كلها عناوين ترمز للغنى والتنوع الحضاري والذي يضفي على منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقية جمالية أخاذة وبعد انسانيا رائعا الى جانب الوجود العربي الذي هو أيضا جزء لا يتجزء من المنطقة ورافد من روافد ثقافة الشرق الأوسط و شمال أفريقية. ان ازدهارنا كشعوب في تنوعنا و تعاوننا وليس في عدائنا وصراعنا...
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استحضار حريق مصنع المفروشات يوم فاتح ماي.
-
قلب يسوع......
-
الفخ الايراني المحكم و نهاية أمريكا.
-
حكم الاعدام بسيف آل سعود.....
-
الوهابية والأزهر و الارهاب.
-
الوهابية نكبة على البشرية.
-
قبل محاسبة فرنسا على ماضيها الاستعماري يجب تجريم جنرلات الجز
...
-
الوزيرة المغربية و حكايتها مع آذان الفجر.
-
الارهاب ملة واحدة.
-
على هامش القمة العربية العشرين بدمشق
-
شعوب شمال أفريقية والشرق الأوسط .
-
قرضاوي الجزيرة يصف البابا بنيديكتوس بالمستفز و العدواني....
-
مشروع تشييد كنائس بالسعودية
-
-كلوديا-، زوجة بيلاطس البنطي
-
شذرات من وحي الإرهاب.
-
كنيسة بقطر…هللويا..
-
المسيح الدجال إحدى علامات الساعة الكبرى.
-
الدكتورة وفاء سلطان و أنفلونزا الإسلام
-
زيارة الرئيس مبارك للسعودية، أية آفاق؟؟
-
الموت للدانمرك ...
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|