ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 11:00
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
قبل عام اعتقدنا أن حزب الله أفلس سياسياً ، ولعل الجو السياسي المضطرب في لبنان والمنطقة يدلل على صحة اعتقادنا ويؤكده ، طالما اضطر الحزب يأساً إلى الانتقال من جبهة القتال على الحكومة بثلثها المعطل الذي لم يأخذه, إلى جبهة الرئاسة الأولى .
الجميع في لبنان يتحرك بإشارة من الخارج ، لكن الفرق شاسع بين أن يكون تحركه مرهوناً بالكامل لحساب مشروع إقليمي يتعدى دوره الوطني إلى اعتباره مجرد أداة وورقة للمساومة أو الضغط ، تستخدم وقت الحاجة أو عندما حين موسم الصفقات ، وبين أن يكون تحركه منسجماً مع توجه سياسي عام ، يحرص على المواءمة بين استمرار مصالحه الستراتيجية ومصالح لبنان بالقدر نفسه .
يترتب على هذا ، استمرارية إفلاس الحزب على الساحة اللبنانية ، الذي لا علاقة له بالحشد الشعبي ولا بالخيم المنصوبة هنا وهناك ، فكون الحزب مجرد أداة وورقة قابلة للبيع في أي مزاد إقليمي ، مؤشر حقيقي على استمرار الإفلاس .
غير ذلك ، لا يستطيع حزب الله ، بأي حال من الأحوال ، أن يغير من طبيعته الاستثنائية ، كونه أداة وورقة ، وهذا كافي لجعله بلا وزن سياسي على الساحة ، حتى لو فاقت جماهيره المليار ووصلت حدود أميركا ، ورغم تدججه بالسلاح ، فإن انعدام ثقة الشركاء المحليين ، وعدم اطمئنانهم على وضعه النهائي ، يبقيانه موضع شك وريبة دائمين .
ماذا حقق من اعتصامه المفتوح ؟ سؤال لا جواب له عند الحزب ، لأن الجواب أياً كان ، يعني الهروب إلى الأمام ، فهو يحاول أن يشعر الفرقاء ، أن لا حل بدونه ، ولا يمكن المرور أمامه من دون الوقوف والتفاهم معه على الحل .
لا ينم هذا الفعل في حقيقة الأمر، إلا عن شعور عميق بالإفلاس، يعمل على ترجمته بالتعطيل ثم التعطيل، وصولاً إلى الفراغ وإلى... الفوضى، ولهذا السبب تظل الأزمة مستمرة ومفتوحة على كل الاحتمالات السيئة.
ملء الفراغ والوصول إلى الحل، لا يتم بعقد مؤتمرات الصداقة ولا بطرح المبادرات الإنقاذية ، المطلوب وقف إفلاس الحزب ، وهذه المهمة من اختصاص الدول الكبرى ، لا يقدر عليها أي لبناني ، بمعنى آخر ، إغراء وإقناع إيران وسورية أو كليهما معاً، بأهمية نزع وإنهاء أو بيع هذه الورقة بالمزاد الإقليمي وبالسعر المناسب ، ولا نقول حرقها ، لأن الحرق يفتح الأبواب واسعاً أمام الحروب الكبرى التي لا يريدها أحد .
إذن ، حل الأزمة اللبنانية مرهون في حده الأدنى ، ببيع ورقة الحزب ووقف إفلاسه ، الذي لم يجلب معه سوى الشؤم والتعطيل ، فموسم عقد الصفقات قد يأتي على عجل مع تزايد حاجة سورية إلى السلام المخلص بأي ثمن ، وحاجة إيران للحفاظ على مكتسبات برنامجها النووي الطموح ، فمَن يبيع أولاً سيقبض أولاً .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟